القيود

30 ابريل 2006 - 02:00 بتوقيت القدس

مرقس 3: 1- 6 - " فنظر حوله إليهِم بغضب، حَزِينًا على غلاظة قلوبهِم"

لماذا غضب يسوع؟ لأنهم يريدون ان يبقوا في حيلة القيود.

ألم يحدث هذا مع الناس اليوم وإلى الآن، يضعون قيود على البشر وكما يقول الكتاب في متى 24: 4 فانهم يحزمون احمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على اكتاف الناس وهم لا يريدون ان يحركوها باصبعهم". إذ ترى حالتهم التعيسة وأسْرهم الواضح تحت عبودية إبليس والخطية؟!

وبدلاً من أن نقدَّم لهم الرب يسوع المخلص والمُحرر، نقدم لهم سلاسل وقيود هي وصايا وفرائض وممارسات وأعمال لا تستطيع أن تغير من طبيعة الإنسان الفاسدة شيئاً، ولا يستطيع الإنسان نفسه أن يحيا فيها لأن طبيعته الفاسدة لا تقبلها. كما أن الوسائل التأديبية والعادات والتقاليد التي تورَّث وتُمارس لا يمكن أن تُكبح أو توقف هياج طبيعة الإنسان المتمردة والساقطة الميالة للفساد والخطية "قطَّع السلاسل". والقوانين المدنية مع صرامتها وضرورة تنفيذ العقوبة على كل مَنْ لم يخضع لها، لم تغير من داخل الإنسان شيئاً، بل هي قيود يكسرها الإنسان.
إن الحاجة ليست إلى قيود وسلاسل القانون او الناموس، لكن الحاجة إلى واحد أقوى يغير طبيعة الإنسان، مُحب يرغب في تغيير الإنسان وإعادة خَلقه من جديد. هذا هو يسوع المخلص " لأَنَّ ابن الإنسان قدْ جاء لكيْ يطلب ويخلّص ما قد هلك" (لو 19: 10 ) والذي قال "فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو 8: 36 ).

أتى يسوع ليفك القيود كما يقول الكتاب في لوقا 4: 17 «رُوحُ الرَّبِّ عليّ، لأنَه مسحني لأُبشّر المساكين، أَرْسلني لأَشْفيَ المنكسرِي الْقُلُوب، لأنادي للمأْسورِينَ بالإطلاق وللعُمْي بالبصرِ، وَأُرْسل المنسحقينَ في الحُرية، 19 وأكرز بسنة الرَّبِّ المقبولة.

حل القيود 

كان أحد المبشرين مهتماً برجل سكير يحاول إصلاحه. وذات يوم شرب الرجل وثمل من الخمر الكثير لدرجة أنه حطم أثاث المنزل وضرب زوجته. زاره المبشر في ذلك اليوم بعد أن هدأ، وحياه بلطف, ثم سأله: لماذا ساءت الأمور معه إلى هذا الحد مرة أخرى؟

اندفع الرجل وهو يصرّ على أسنانه ثم عاد وفي يده حبل ربط به طفله الصغير بالمقعد الذي كان جالساً عليه. انزعج المبشر وقال في نفسه: ما هذا؟ هل لا زال الرجل مخموراً؟
وبعد أن ربط الرجل طفله بإحكام، قال للطفل بصوت قوي: انهض واقفاً. فلم يقدر الطفل، ورّد على أبيه باكياً: لا أستطيع يا أبي. 

حينئذ تحوَّل الأب إلى المبشر وفي عينيه نظرة يائسة وقال له: هكذا كما أنت ترى هي حالتي بالضبط.

حينئذ أخذ المبشر سكيناً وقطع به الحبل الذي كان يقيد الطفل، ثم قال له: انهض واقفاً. فوقف الطفل في الحال. ثم نظر إلى الأب المسكين وقال له: الرب يسوع يمكنه أن يحررك هكذا.

قال المسيح "الحق الحق أقول لكم إن كل مَنْ يعمل الخطية هو عبد للخطية ... (يو 8: 34 ،36).

عزيزي، يوجد في المسيح أمل لمن أمسكهم الشيطان في خيوط التقاليد وكبلهم، أولئك الذين أمسوا عبيداً للتقاليد. بل دعني أقول: إنه حتى لو كان الأمر فوق التصور وأرهب مما ذكرت، فإن الرب يطلق الأسرى.

هناك قصة رمزية في الكتاب والتي ثمتل كيف اننا نموت في قيود التقاليد وكيف اتى يسوع ليحل القيود. 

بعد أن أقام الرب يسوع لعازر في انجيل يوحنا 11 ، طلب أن يحلوه ويدعوه يذهب ع 44. وهنا نرى بوضوح الثلاث مراحل التي ينتقل خلالها كل خاطئ مكبل بالقيود, ميت حتى يستطيع أن يسلك السلوك المسيحي و "يذهب" .
(1) الحياة.

(2) الحرية.

(3) السلوك.

1 - الحياة: فلعازر الميت الذي كان قد أنتن، صورة لكل إنسان، كقول الرسول بولس"أنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا" (أف 2: 1 ) هذا يعني انهم اموات وهم احياء. وكقوله أيضاً "الجميع زاغوا وفسدوا معاً ... حنجرتهم قبر مفتوح" (مز 14: 3). ليسوا فقط أمواتاً في القبر، بل أجسادهم صارت قبراً مفتوحاً. "لأنه لا فرق" يقول في رومية 3: 23 " لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. 23 إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ،". أي لا فرق بين خاطئ ميت متدين يعبد التقاليد ومهذب ومتعلم ومثقف، وبين خاطئ ميت فاجر جاهل ... فالكل أموات! وبدون المسيح حياتنا (أف 2: 1 ) لا فائدة منها ومن محاولات علاج الميت. إن العطور مهما عظم ثمنها وكميتها،التي وضعوعا على لعازر تشبه اللباس الذي لبسة الفريسيين. فهذه العطور لن تُزيل رائحة الموت الكريهة، ولا تغير من واقع الإنسان الأليم، وهكذا كل من يحاول أن يسلك السلوك الصحيح بدون الحياة من الرب. أما عندما يمتلك الرب الحياة فلا بد أن تفيح منا رائحة المسيح الذكية 2 كو2: 14 وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. 15 لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. 16 لِهؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ. وَمَنْ هُوَ كُفْوءٌ لِهذِهِ الأُمُورِ؟ 17 لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.

2 - الحرية: الخطوة التي تلي الحياة هى الحرية ... قال الرب "حُلّوه". وكم من مؤمنين يكتفون بالحياة ويظلون في قيود الأكفان، وبعد أن طرحوا عنهم قيود التقاليد تجدهم خاضعين لتقاليد الإنسان. ولم يطيعوا وصية الرب "تعرفون الحق والحق يحرركم" (يو 8: 32 ). فالله "يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 ثيمو 2: 4 ). فهل تطرح عنك رُبط الأكفان لتهتف من أعماق قلبك "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يوحنا 8: 36 ).

لأننا احبائي يقول الكتاب رومية 8: 15 إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي (روح الحرية) الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:«يَا أَبَا الآبُ». 

أن ابليس يسلب حريتك كما نرى في انجيل لوقا 8: 29 كيف ربط ابليس انسانا مدة طويلة "29 لأَنَّهُ أَمَرَ الرُّوحَ النَّجِسَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الإِنْسَانِ. لأَنَّهُ مُنْذُ زَمَانٍ كَثِيرٍ كَانَ يَخْطَفُهُ، وَقَدْ رُبِطَ بِسَلاَسِل وَقُيُودٍ مَحْرُوسًا، وَكَانَ يَقْطَعُ الرُّبُطَ وَيُسَاقُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَى الْبَرَارِي.

ولكن يسوع اتى ليكون لنا حياة ويكون لنا افضل.

يسوع دعاك للحرية فارفض العبودية والتقاليد التي تكبل حياتك وتعال عند يسوع تعال عند الحرية "وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ" 2كو 3: 17.

3 - السلوك: وقال الرب "دعوه يذهب" مثلما مشت ابنة يايرس كعلامة من أقوى مظاهر الحياة (مر 5: 42 ). لقد قال الآب وهو يتحدث عن ابنه الضال الراجع "اجعلوا حذاءً في رجليه" (لوقا 15: 22 )، فالعبد لا يحق له أن يلبس حذاء، أما الابن فيسلك بعد الحياة "في جدة الحياة" - أي في جو الحياة الجديدة "هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟ 5 لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ. 6 عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ (رومية 6: 4-6 )، "لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش" لوقا 15 ليسير مع الرب في طريق النُصرة الدائمة.

يسوع دعانا الى الحرية وليس الى العبوديةف لنفرح به. 

ولكن لنحذر 13 فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ غلاطية 5: 13.

اي ان لا نستخدم الحرية بحسب مشيئتي بل هناك ما يسمى الحرية المسؤلة وفي هذه الحرية المسؤلة يجب ان اسلك لأني سوف اعطي حساب على كل امر اعمله واقوله. 1كو3 13 فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَصِيرُ ظَاهِرًا لأَنَّ الْيَوْمَ سَيُبَيِّنُهُ. لأَنَّهُ بِنَارٍ يُسْتَعْلَنُ، وَسَتَمْتَحِنُ النَّارُ عَمَلَ كُلِّ وَاحِدٍ مَا هُوَ. 14 إِنْ بَقِيَ عَمَلُ أَحَدٍ قَدْ بَنَاهُ عَلَيْهِ فَسَيَأْخُذُ أُجْرَةً. 15 إِنِ احْتَرَقَ عَمَلُ أَحَدٍ فَسَيَخْسَرُ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيَخْلُصُ، وَلكِنْ كَمَا بِنَارٍ.

لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا 2كو 5: 10.

أرجع واؤكد إن الحاجة ليست إلى قيود وسلاسل القانون او الناموس، لكن الحاجة إلى واحد أقوى يغير طبيعة الإنسان، مُحب يرغب في تغيير الإنسان وإعادة خَلقه من جديد. هذا هو يسوع المخلص " لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ".

فهو الذي دعانا الى الحياة الجديدة.

يقول في افسس 4 17 فَأَقُولُ هذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ: أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضًا بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ، 18 إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ (القيود التي فيهم). 19 اَلَّذِينَ ­إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ­ أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ. 20 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هكَذَا، 21 إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، 22 أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، 23 وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، 24 وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ.25 لِذلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ. 26 اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، 27 وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا