يسوع ابن الله القدوس

وُلِد يسوع في مذودٍ متواضع، بعيدًا عن قصور الملوك، لكنه جاء حاملًا مجد السماء كلّه. في هذا الطفل الوديع أُعلنت محبة الله للبشر، وتجسّد سرّ عظيم يفوق الإدراك: يسوع، ابن الله القدوس، الذي دخل عالمنا في تواضع، ليمنحنا الخلاص والحياة الجديدة.
قبل 3 ساعات
يسوع ابن الله القدوس

قبل حوالي ألفي سنة أرسل الله الملاك جبرائيل إلى مريم، عذراء مخطوبة ليوسف من مدينة الناصرة، لكي يخبرها بأنها وجدت نعمة عند الله وأنها سوف تحبل وتلد ابنًا وتسميه يسوع، الذي يكون عظيمًا وابن العلي يُدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية.

خافت مريم من هذا اللقاء المبارك وهذه الدعوة الغريبة، بأنها سوف تحبل وتلد وهي عذراء مخطوبة وهي لم تعرف رجلًا، فأخبرها الملاك أن كل هذا سوف يكون بقوة وعمل الروح القدس قائلًا:
"الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تُظلِّلك، والقدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله".

خافت مريم من هذه الدعوة المباركة، لكنها أطاعت وقبلت بالإيمان دعوة الله لها وعمل الروح القدس من خلالها، رغم التحدي أمام العائلة والمجتمع في ذلك الوقت!

أعلن الملاك لمريم أن هذا المولود الطفل يكون عظيمًا!
وماذا يمكن أن يكون عظيمًا في طفل مقمط؟!
كان هذا المولود هو الرب الإله الذي مخارجه منذ الأزل، هو الكلمة الأزلي الأبدي الذي تجسد في ملء الزمان، هو نسل المرأة الذي نقرأ عنه في كتاب التكوين الأصحاح الأول، الذي سوف يدوس رأس الحية. هو رئيس جند الرب الذي ظهر ليشوع بن نون قبل دخوله أريحا. هو من ظهر لمنوح وامرأته وأعطاهم الإعلان المبارك عن المولود شمشوم. وهو الشبيه بابن الإنسان الذي قدموه لقديم الأيام كما تنبأ النبي دانيال. فكيف لا نقول عن هذا المولود الذي تجسد من العذراء مريم بعمل الروح القدس إنه عظيمًا؟!
نعم إنه العظيم والعجيب وحده، في ولادته وحياته وقداسته ومجده، إنه العظيم كابن الله بمجده، وابن الإنسان في تواضعه!

وُلِد يسوع من المخطوبة مريم قبل حوالي ألفي سنة، وهو ما زال يولد في قلوب الكثيرين الذين يدعوه بالإيمان ليسكن القلب والأفكار والكيان، بقوة كلمة الإنجيل الخبر السار وعمل الروح القدس في حياتنا، وسوف يملك على بيت يعقوب إلى الأبد، يملك على "يعقوب" الخليقة القديمة في حياتنا، ويملك إلى الأبد فينا بالطبيعة والخليقة الجديدة...

هذا هو ابن الله يسوع، هو ابن الله بطبيعته، الذي جاء إلى خاصته، وخاصته لم تقبله، لكن كل الذين قبلوه أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه (يوحنا الأصحاح الأول).
هو ابن الله بطبيعته، ونحن أولاد الله بالإيمان بيسوع المسيح، الذي في ملء الزمان أرسل الله ابنه مولود من امرأة لكي يفتدي من هم تحت الناموس، وأرسل الله روح ابنه في قلوبنا لكي نصرخ يا أبا الآب... (غلاطية الأصحاح الرابع).

إنها دعوة مباركة جدًا أن نكون أبناء الله، لأن كل من له روح المسيح هو تابع وينتمي ليسوع المسيح، ولأن الروح القدس يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله، وكل من ينقاد بروح الله هو بالحقيقة ابن لله. (رومية الأصحاح الثامن).

اختبرت المخطوبة مريم حلول الروح القدس عليها، وقوة العلي التي ظللتها، كما حل الروح القدس على التلاميذ في العلية عندما كانوا مجتمعين في أورشليم بنفس واحدة، وكما حلَّ مجد الرب كسحابة في خيمة الاجتماع في أيام موسى، وفي الهيكل في أيام سليمان.

واليوم ما زالت الدعوة أن تجتمع الكنيسة بنفس واحدة، لكي نختبر حلول الروح القدس فينا كما تنبأ يوئيل بأن الشباب سوف يرون رؤى ويحلم الشيوخ أحلامًا، ولكي ننال قوة من العلاء كما أوصى يسوع التلاميذ بأن لا يبرحوا من أورشليم، وما أحوجنا بهذه الأيام الصعبة المعقدة بأن نكون بنفس واحدة في الكنيسة جسد المسيح، لكي يملأنا الروح القدس وننال قوة الروح، الذي وعد أن لا يعطينا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح...

تكلم يسوع في القديم مع الشعب قائلًا:
"من منكم يبكتني على خطية؟"
كان يسوع متواضعًا وخاضعًا للآب القدوس، وهو لم يخطئ طول حياته على الأرض، ولم يوجد في فمه الغش، وهو المولود القدوس في قلوبنا وأفكارنا، لكي يقدسنا ويكرسنا لذاته شعبًا خاصًا له لكي ننفصل بالكامل عن الخطية والأعمال الشريرة، ولكي نكون قديسين كما أن الآب قدوس، وكما أن ابن الله يسوع هو أيضًا قدوس، ومن هو بالحقيقة قدوس غير الله الأزلي الأبدي؟!

صلاتي في هذه الأيام أن نختبر قوة عمل الولادة الجديدة في حياتنا بالروح القدس، لكي ننال قوة من العلاء لكي نخدم الرب يسوع وملكوته بكل محبة وتواضع، وكما اختبرت المخطوبة مريم قبل حوالي ألفي سنة حلول الروح القدس عليها وقوة العلي التي ظللتها، نختبر نحن كنيسة الرب اليوم هذا الأمر العظيم، وبأن نكون أبناء لله لأن الذي وُلِد فينا هو بالحقيقة القدوس ابن الله يسوع المسيح، له المجد والكرامة إلى الأبد، آمين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا