في الطريق إلى غزة: بين سقوط شمشون وأمانة فيلبس

الكتاب المقدس يعرض لنا صورًا متباينة من حياة الخدام؛ منهم من ابتعد عن دعوة الله مثل شمشون، ومنهم من أطاع بإخلاص مثل فيلبس. وبين هذين المثالين نتعلّم دروسًا ثمينة لحياتنا اليوم.
قبل 2 ساعة
في الطريق إلى غزة: بين سقوط شمشون وأمانة فيلبس

نقرأ في الكتاب المقدس عن خدام الرب الذين ذهبوا الى غزة، كان أحدهم خارج مشيئة ودعوة الله له على الأقل في هذا الموقف وهو شمشون، الذي كان مكرسًا ونذيرًا لله من البطن، حسب اعلان الله لأمه وبعدها لزوجها منوح.

مع كونه مكرسًا ونذيرًا للرب، لكن شمشون لم يستشر الله في أمور حياته الشخصية مثل الزواج، فنراه ينزل الى تمنة ويتزوج من امرأة من بنات الفلسطينيين، وكانت نهاية هذا الزواج كارثية! (قضاة اصحاح 13 - 16).
بعد التجربة المُؤلمة لهذا الزواج، نقرأ في اصحاح 16 من سفر القضاة ان شمشون ذهب الى غزة، ورأى هناك امرأة زانية فدخل اليها، وبعدها أحب امرأة في وادي سورق اسمها دليلة، وكلف هذا "الحب" شمشون بقلع عينيه وموته مع حوالي ثلاثة آلاف شخص من الفلسطينيين!!!

قصة وحياة شمشون غريبة جدا ومُثيرة للجدل، هذا الشخص الذي دعاه الله من البطن لكي يكون قاضيًا لشعبه إسرائيل ولكي يُخلص شعبه، نراه يتزوج من امرأة ليست من شعبه، (لم يتعلم شمشون من أمانة إبراهيم الذي أتخذ لإسحاق ابنه زوجةً من بنات شعبه بمشورة الرب)، كذلك يلتصق بزانية في غزة ويقع في حُب شهواني مع دليلة!
اوصى بولس الرسول أهل كورنثوس انه من التصق بزانية هو جسدٌ واحدٌ؟، لانه يكون الأثنان جسدًا واحدًا، وأما من التصق بالرب فهو روحٌ واحدٌ، أهربوا من الزنا. (كورنثوس الاولى 16:6). 
لكن مع ان شمشون لم يكن أمينًا دائمًا بدعوته، نرى ان اسمه مذكور مع أبطال الأيمان في كتاب العبرانيين اصحاح 11، ذُكِر اسمه مع أبطال الأيمان امثال إبراهيم وسارة وموسى وراحاب وداود وصموئيل وجدعون وغيرهم، لان الله ليس بظالم حتى ينسى تعب محبتنا وخدمتنا له ولملكوته، حتى لو سقطتنا سقطات مدوية مثل الملك داود وشمشون، لكن الله يقبل كل تائب حقيقي، لان الصديق يسقط سبع مرات ويقوم!

نقرأ في كتاب أعمال الرسل عن خادم آخر وهو فيلبس المُبشر، الذي كان مكرسًا للرب وممتلئ من الروح القدس والحكمة، الذي استخدمه الرب بقوة في الكرازة بالسامرة، وصنع الآيات وشفاء المرضى، وكانت له أربع بنات وكُنَّ يتنبَّأن، الذي دعاه الرب ان ينزل من أورشليم الى غزة من التي هي طريق برية، لكي يُبشر الخصي الحبشي الذي كان يقرأ سفر أشعياء لكنه لم يفهم المكتوب، عندها بشره فيلبس بيسوع بموته وقيامته من الأموات، وأعتمد الخصي الحبشي بالماء لأنه آمن ان يسوع هو أبن الله.

يا له من فرق شاسع وكبير، بين نزول شمشون الى غزة لكي يلتقي بزانية تاركًا دعوة الله له وتكريسه القلبي للرب، وبين فيلبس الذي ترك السامرة والخدمة الجبارة فيها، لكي يختلي في الطريق البرية بالخصي الحبشي ويبشره بيسوع المسيح!

صلاتي ان نتكرس جميعًا للرب يسوع من كل قلوبنا، لنخدم ملكوته الأبدي ونكرز بالإنجيل للخليقة كلها، كذلك ان نرفع قلوبنا بالصلاة امام الله الآب القدوس، لكي يرحم أهل غزة في ايامنا هذه، الذين يُعانون بشدة من هذه الحرب، وان يمنح الله الحكمة والرحمة للرؤساء ومن هم في منصب لوقف الحروب، وان يُرسل خدامه الأمناء لكي يكرزوا بالإنجيل للخلاص لكل من يُؤمن، آمين.
 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا