يسوع ومحمد والفلسطينيون

في الأسابيع الأخيرة، شهد المجتمع الفلسطيني المسيحي تحول اثنين من أبنائه الى الإسلام، وكوني من مدينة القدس ومن خلفيّة إسلاميّة وقد تحوّلت الى المسيحيّة، ينبغي أن ادعم حريتهما، وأطلب من المجتمع الإسلامي علناً، في أرضنا الفلسطينية السّماح لهذه الحرّية نفسها للمتحولين سرّاً إلى المسيحية.
27 فبراير 2013 - 10:17 بتوقيت القدس

في الأسابيع الأخيرة، شهد المجتمع الفلسطيني المسيحي تحول اثنين من أبنائه الى الإسلام. عندما نتصفح عبر شبكة الإنترنت ومواقع وسائل الإعلام الإجتماعيّة، نرى أن المجتمع الإسلامي في الأراضي المقدّسة قد احتفل بهذا الحدث، وأيضاً أعرب عن شماتة تجاهنا نحن المسيحيّين. من وجهة نظرهم، هذه إهانة لنا وهذه الإهانة طال انتظارها.

ومع ذلك، فأنا كشخص قد عاش في ظروف مماثلة لهذين الشّابين، إلاّ أنني على الجانب الآخر من الطّيف، أودّ أن أعبّر عن بعض الأفكار حول هذه الأوضاع.

حازم فراج - يسوع ومحمد والفلسطينيين

لا تخطئ التقييم، فنحن المسيحيون من أبناء الشعب الفلسطيني محطّمو القلوب لرؤية هذين الشّابين وهما يُستخدمان كبيادق الشطرنج في أيدي الزّعماء الرّوحيّين والمتعصبين. إننا نوافق بأنّ هذين الشّابين قد اتخذا قرارهما، ومهما كانت الأسباب، سواء كانت شرعيّة أم غير شرعيّة، فقد تحدّثا علناً عن تحوّلهما الى الإسلام. لذلك، فأنا أؤيّد قرارهما وأعلن أنّ أبواب كنيستنا ستكون الى الأبد مفتوحة لهما عندما يختارا أن يعودا ليسوع المسيح مرّة أخرى. هذا ما سيفعله يسوع لو كان هنا اليوم. فسوف يكون مُراقباً ومُنتظراً لهذين الإبنين الضاليين ليعودا إلى البيت.

وكوني من مدينة القدس ومن خلفيّة إسلاميّة وقد تحوّلت الى المسيحيّة، أرى هذين الشّابين المتحوّلين، ولا بدّ أن أقول إنه بالرّغم من أنني أكره أن أراهما يتحوّلان، ينبغي أن أدعم حرّيتهما في اختيار عقيدتهما ودينهما. ولهذا السّبب، فأنا أطلب من المجتمع الإسلامي علناً، في أرضنا الفلسطينية الجميلة، السّماح لهذه الحرّية نفسها بالنسبة لجميع الأشخاص المُسلمين سابقاً والمتحولين سرّاً إلى المسيحية. لقد تقابلتُ معهم، وأنا أعلم أنهم موجودون، وأنا أعرف أنهم يرغبون في حرّيّة مماثلة.

لذلك، وكبادرة حسن نية ولدعم هذين الشابين اللذين تركا الإيمان المسيحي، إني أدعو رجال الدين المسلمين أن يردّوا بالمثل ويسمحوا بمثل هذه الحرّية لإبنائهم وبناتهم لاختيار عقائدهم الخاصّة بهم.
لقد تحدّثت بصوتٍ عالٍ عن تحوّلي من الإسلام إلى المسيحيّة من أجل هؤلاء الذين يخافون أن يفعلوا ذلك. أريد من أولئك الذين لم يتّخذوا بعد موقفًا من حرّية الأديان، أن يعرفوا أنّ يسوع هو معكم حتى في الوضع الذي أنتم فيه الأن، وأنه في يوم من الأيّام، أنتم الذين تعيشون في المجتمعات الإسلاميّة، سوف تختبرون هذه الحرّية التي تمتّع بها هذان الشابان.

نحن نفتخر بكوننا فلسطينيين، وهذا الفخر والشرف العظيم لن يتغيّر أبداً. ولكنّ الإيمان أمر مختلف تماماً، انه المعتقد الذي يجب أن يقبله الانسان بكامل حريته وارادته ويؤمن به. على عكس تراثنا الفلسطيني، فإنّ معتقداتنا تتشكّل وتتطوّر مع الوقت. إنها طبيعتنا البشريّة وحقّنا الذي وهبنا إيّاه الله للتفكير بحرّية. هذا أمر أساسيّ لخيرنا وسعادتنا.

ونحن الفلسطينيون، المسيحيّون والمسلمون، ينبغي أن يكون لدينا القدرة لنؤمن كما نختار دون أن يكون هناك ما يقف في طريقنا. فقد أعطانا الله الحرّيّة لنؤمن بما نختار أن يكون الأفضل لنا. لذلك، فأنا والمجتمع المسيحي لا نقف في طريق هذين الشابين اللذين اختارا الإسلام. بل إننا نطلب الشيء نفسه من المجتمع الإسلامي، ونتوقع ما هو مماثل وليس أقلّ. فإنّ هذا عدل للجميع.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. جميل داود 27 فبراير 2013 - 12:27 بتوقيت القدس
سافرح بسماع اختبارك سافرح بسماع اختبارك
اخي حازم ارجوا منك ان تمتعنا بسماع اختبارك الشخصي وكيف تعرفة على ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. والرب يباركك
2. جواكين 27 فبراير 2013 - 20:10 بتوقيت القدس
إعتناق المسيحية إعتناق المسيحية
أُهنؤك على ترك الأسلام، يا سيد فراج. بما أنك تعلن عن إسمك، أظن بأنك تعيش خارج فلسطين. و إذا كان الأمر كذلك، فهذا حسن. و إن لم يكن، فعليك أن تعلم أنك في خطر داهم. الهدف الأساسي لمؤسسات التبشير ليس هو هداية الناس للمسيحية، و إنما إشعال نار القتل و الأنتقام بين إبناء الشعب الفلسطيني. نظرتهم في الأمر هي نظرة عنصرية سياسية إستراتيجة و ليس روحية خيرية.
2.1. ب.م 28 فبراير 2013 - 17:16 بتوقيت القدس
الى 2: اي اثبات لك على الكلام القاسي الذي تقوله؟ عيب وافتراء.
2.2. جواكين 28 فبراير 2013 - 19:13 بتوقيت القدس
الأثبات
http://www.time.com/time/printout/0,8816,1005107,00.html
2.3. جواكين 28 فبراير 2013 - 19:21 بتوقيت القدس
الأثبات أ
في المقالة المتقدمة، ترى بأن مجلة تايم الأمريكية تقتبس من وثيقة تطلق عليها إسم "التقرير المعمداني" الصادر عن مجمع المعمدانيين الجنوبيين. بحسب هذا التقرير، على المبشر بأن يتحلى ,بالصلابة الروحية.، بمعنى أنه "حين يحين الأوان لأن تعبر ثمار جودهم عبر النار، على المبشر أن يمتنع عن إنقاذهم تلقائياً."
2.4. جواكين 28 فبراير 2013 - 19:30 بتوقيت القدس
الأثبات ب
"لأن السعي لتجنب الأضطهاد،" بحسب التقرير المذكور،"من شأنه أن يعيق من ذيوع ملكوت الله في الأرض." هكذا! لا يجب مساعدة من يترضون للأضطهاد. إذا فعلت ذلك، أنت تعيق إمتداد الملكوت. طبعاً، إذا لم يسعوا لتجنب الأظطهاد، و إذا لم ينقذهم أحد، النتيجة الطبيعية هي أن يتم قتل هؤلاء. هناك حكم مبرم بالموت الحتمي على مثل هؤلاء. أدعياء التبشير يعرفون ذلك. لكن لا يهم.
2.5. جواكين 28 فبراير 2013 - 19:38 بتوقيت القدس
الأثبات ج
و لا ننسى بأنه في نهاية عام ٢٠١٠ كانت وسائل الأعلام الغربية كلها، بما في ذلك وسائل الأعلام المسيحة، منشغلة و بشكل محموم في نقل تقارير تفيد بأن منظمة القاعدة قد أصدرت تهديدات بالأعتداء على المسيحيين المصريين. و بالفعل، وقع إعتداء غادر خسيس وقع ضحيته العشرات من الأبرياء. و طالعنا حبيب العدلي، وزير داخلية مبارك، المدرب في أمريكا بنتيجة مفادها أن ذلك الهجوم الخسيس كان من تدبير جيش الأسلام الفلسطيني. جواكين كندا الأثبات ج
2.6. جواكين 28 فبراير 2013 - 19:44 بتوقيت القدس
الأثبات د
و يشاء ربك أن يسقط مبارك و معه العدلي. و تقدم الشهود، و تبين بأن الجناه هم العدلي و من ورائه مبارك. و صمتت وسائل الأعلام الغربية صمت الأموات عن تبيان الأتجاه الجديد للتحقيق. فلماذ صمتت كل وسائل الأعلام، بما فيها المسيحية؟ لأن ذلك لم يكن النوع من الأخبار الذي يبهجهم. هم يريدون تلويث سمعة الفلسطينيي و العرب و المسلمين بحق أو بغير حق.
2.7. جواكين 28 فبراير 2013 - 19:54 بتوقيت القدس
الأثبات ه
المسلمون، و مع إختلافي المبدئي و العقائدي معهم و معتي للكثير من مُثُلهم و أعمالهم، إلا أنني لا أرى توجهاً للاعتداء على المسيحيين بالقتل. ولو لم يكن الأمر كذلك، لكان القتلى في صفوف المسيحيين بالآلاف، إن لم يكن بمآت الآلاف. لكن، ليست هذه هي الحال مع معتنقي المسيحية من خلفية إسلامية. هناك حكم مبرم بالموت على هؤلاء. و ما هو توجه المعمدانيين؟ لا تنقذوهم. هكذا، هكذا تكون المحبة المسيحية و إلا فلا، لا.
2.8. جواكين 28 فبراير 2013 - 20:02 بتوقيت القدس
الأثبات ح
المفارقة المخزية هنا هي أن نفس هؤلاء المعمدانيين و الأنجيليين، حين يحدثونك عن تاريخهم فأنهم يطنبون في رواية تاريخ أجداهم "البيوريتان" الذين يقولون بأنهم قد تركوا وطنهم الأصلي إنجلترا و جائوا إلى ما أصبح يعرف الآن بالولايات المتحدة لتجنب الأضطهاد و لأمتداد ملكوت الله. هم يشهدون الزور في ما أرى. هذا هو الملح الذي فقد ملوحته الذي تحدث عنه يشوع.أم أن لكم رأياً آخر؟
2.9. christian 04 مارس 2013 - 23:59 بتوقيت القدس
يا ريت يا جواكين تفكري قبل ما تديني
يا ريت يا اخت جواكين تروحي تدرسي الانجيل وبتعرفي شو المفارقه اما بالنسبه للاسلام لا ما عتدوا على حدا انت عايشه بكندا ومرتاحه على وضعك يا ريت تشوفي بمصر وبليبيا شو عم بصير هيدا ما شي هيدا تبويس مش قتل
3. Bichara 29 مارس 2013 - 07:27 بتوقيت القدس
سبقني كريستيان بالرد عليك اخت جواكين سبقني كريستيان بالرد عليك اخت جواكين
يبدو انه بالفعل ابتعادك عن مخالطة المسلمين انساك في كندا المنغصات اليومية والعنف النفسي والكلامي الذي نتعرض له يوميا ان لم يكن الاعتداء المادي و النهب والخرق والخطف والقتل لكن يبقى التعميم خاطيء فهنالك من اخوتنا المسلمين من هم غاية في الروعة والانسانية رغم الاسلام ولا بد انه هنالك في الكنائس الانجيلية من له بعض التوجهات السياسية المشبوهة رغم تعاليم السيد. انا كاثوليكي فهل تعتقدين ان كل من اتي من الغرب باسم الكثلكة كان دائما هدفه الاوحد المسيح؟ طبعا لا. وهذا ينطبف على الجميع .لكن لا نستطيع انكار النشاط التبشيري الرائع للكنائس الانجيلية خاصة في السنوات الاخيرة وعلينا ان نكون كنيسة جامعة واحدة كما ارادها المسيح لان قانون ايماننا ارثوذكس وكاثوليك وانجيليين هو واحد وربنا واحد وتعاليمه واحدة فنحن في غنى عن التناحر والقاء الاتهامات التعميمية فيما بيننا تحياتي لك
4. لُمى 26 سبتمبر 2013 - 11:09 بتوقيت القدس
نعم نعم
أوافق حازم على هذا الرأي. وأصلي أن يتدخل الرب ليوسّع نطاق حرية الأشخاص في اختيارهم للمسيح يسوع مخلصاً و رباً وسيداً على حياتهم.
5. نصري اليتيم 11 نوفمبر 2013 - 01:39 بتوقيت القدس
الخوف من تغير العقيدة في الأسلام الخوف من تغير العقيدة في الأسلام
تحية الى الأخ حازم على هذا المقال والطلب من الأخوة المسلمين وخاصة الأئمة من الشيوخ على اعطاء الحرية للمسلم على حرية العقيدة وتغيرها واعلانها لا يستطيعون ذلك لأنه ببساطة من غير دينه فاقتلوه وبذلك يغير الكثير من المسلمين عقيدتهم وعبرون الى الأيمان المسيحي ولكن يبقى سرا بينهم وبين انفسهم وكذلك علاقة وثيقة وعميقة بينهم وبين الله سبحانه .