استعراض لتصريحات احد ابرز مشاهير التقنية والتكنولوجيا في العالم ومدى قربها من النظرة المسيحية للعالم وأحداث الأزمنة الأخيرة.
1) هل عالم بلا عمل وبلا مال هو خطوة نحو نظام الوحش؟
إذا كان الذكاء الاصطناعي سيجعل العمل بلا قيمة، فسيحتاج البشر إلى بديل اقتصادي شامل.
هذا يفتح الباب لفكرة:
- نظام اقتصادي واحد
- عملة واحدة أو اعتماد كامل على الدولة
- اعتماد البشر على مصدر واحد للعيش
هذه ملامح شبيهة جدًا بما وصفه سفر الرؤيا:
"وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ، إِّلاَّ مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ." (رؤ 13: 17).
فإذا لم يعد المال موجودًا، فمن السهل التحكم بالناس عبر الإذن الرقمي:
السؤال: من يعطيه؟ ومن يستطيع سحبه؟
2) هل الذكاء الاصطناعي سيصبح “الإله المزيف”؟
بعض مفكري التكنولوجيا يتحدثون عن AI ككيان:
- يعرف كل شيء
- يرى كل شيء
- يتنبأ بكل شيء
- قادر على ضبط السلوك
هذه صفات تشبه: العِلم المطلق، الحضور الدائم، السلطة الكونية.
مما يمهّد لـ عبادة الإنسان أو النظام بدل عبادة الله — وهو جزء جوهري من روح ضد المسيح.
3) عالم بلا عمل يعني إنسان بلا دعوة؟
من منظور مسيحي كتابي:
- العمل ليس لعنة، بل دعوة (تكوين 2).
- العمل يعطي الإنسان غرضًا، مسؤولية، إدارة.
إذا اختفى العمل: كثيرون سيفقدون هويتهم، وسيفقد الإنسان مبدأ الوكالة البشرية، وعندها سيزداد الاعتماد على “الدولة” أو على “النظام”. وهذا يفتح الباب لسيطرة فكرية وروحية.
4) الدخل
الأفكار التي تنبع من الكلام تشير إلى:
- راتب عالمي واحد
- من جهة مركزية واحدة
- للجميع بلا عمل
هذه الفكرة يمكن أن تُستغل لتصبح: وسيلة طاعة، وسيلة عقاب، وبالطبع وسيلة ضبط للسلوك.
5) استبدال الإبداع الإنساني بإبداع اصطناعي
الله خلق الإنسان ليكون: خلاقًا وشريكًا في إعمار وإدارة الأرض، والذكاء الاصطناعي يهدد هذا الدور.
السؤال اللاهوتي هنا:
هل فقدان الإنسان لقدرته على الإبداع يعني فقدانه لجزء من صورة الله فيه؟
6) الرقابة الشاملة
إذا توقف البشر عن العمل، سيقضون وقتهم أمام التكنولوجيا…
وكل شيء مراقَب:
- الدخل
- الحركة
- الكلام
- التفضيلات
- العلاقات
هذه الصورة في غاية القرب من:
"..وَيَجْعَلُ الأَرْضَ وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ الأَوَّلِ الَّذِي شُفِيَ جُرْحُهُ الْمُمِيتُ،" (رؤ 13: 12).
هل الذكاء الاصطناعي جزء من “الضلال العالمي”؟
قد يكون AI أداة تُستخدم في:
- تضليل
- تزوير معجزات
- خلق صور ورسائل مزيفة
- نشر عقائد كاذبة
كما تتكلم رسالة تسالونيكي الثانية عن ضلالة تأتي في آخر الأيام ليصدّق الناس الكذب.
"وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ،" (2 تس 2: 11).
ماذا تقول النظرة المسيحية الكتابية؟
أولًا: الله يظل صاحب السيادة مهما تقدّم الذكاء الاصطناعي:“مملكته لن تزول”
ثانيًا: المسيحية لا تعادي العلم لكنها تحذّر من تأليه العلم.
ثالثًا: المسيح سبق وتنبأ عن عالم: سريع، مضطرب، موحد اقتصاديًا، يرفض الإيمان، ويعتمد على قوة واحدة.
وهنا تصبح تصريحات خبير التقنية مجرد علامة في لوحة كبيرة، وليست الدليل الكامل.
كيف نواجه هذا كمؤمنين؟
مطلوب منا ان نكون واعين، لا خائفين وان نستخدم الذكاء الاصطناعي لأجل الملكوت لا ضده وان نثبت في الإيمان. نهيّئ قلوبنا لا فقط عقولنا، واخيرا ان نعيش في نور الحق لا في ضوضاء التكنولوجيا.
آمين تعال أيها الرب يسوع
