ايها الاولاد احفظوا انفسكم من الاصنام

الصّنميّة جذورها في قلب الإنسان، لأنّ الصنّم بإمكاننا أن نحدّده على النّحو التّالي: هو أن يطلب الإنسان ما لنفسه، في كلّ شيء، وفي كلّ أحد. إنّ الإنسان، بعبادته أَشياء هذا الدّهر
30 مارس 2019 - 17:24 بتوقيت القدس

حقا انه شيئ صادمٌ ان يكون التّحذير لاولاد الله المُخلّصين: "احفظوا انفسكم من الاصنام"! لكن الحقيقة قد تكون صادمة اكثر عندما يلمع هذا التحذير امام اعيننا في هذه الايام بالذات التي فيها حلّت "امور كثيرة" مكان المسيح، فعبد اولاد الله "الاصنام" وهم غافلون عن خطورة حالتهم.

بدايةً، أشير الى حقيقتين نستدلّ عليهما من كلام بولس الرسول حين كتب "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول". الحقيقة الاولى، ان كلمة الله "صادقة" وكل ما هو خارجها هو زيف وخداع. والحقيقة الثانية، هي ان هذه الكلمة الصادقة مستحقة كل قبول (لانها صادقة)، بغض النظر عن مضمونها. اذا كانت الكلمة تعزيك، اقبلها. اذا كانت الكلمة توبّخك او تحذّرك، ايضا اقبلها. ولنتذكر ما كتبه الحكيم: "الوصيّة مصباح والشريعة نور، وتوبيخات الادب طريق الحياة" (ام 6: 23).

لسنا بحاجة لاطالة الكلام كي نشير ان يوحنا الرسول لا يقصد هنا الاصنام بالمعنى الحرفي. اذًا، يبقى السؤال: ما هي تلك "الاصنام" التي يحذّرنا يوحنا الرسول منها؟

الاجابة: كل ما يجتذب القلب بعيدا عن الرب يسوع هو في الحقيقة "صنم". كل ما ياخذ مكانة الرب يسوع في قلب المؤمن هو "صنم". ايها الاحباء، لا مجال للمساومة في هذا الحق الكتابي

مهما كانت الدوافع. لكن، يا للاسف بل يا للحزن وكسرة القلب عندما نرى بعضا من اولاد الله استراحوا على حالهم بعد ان آجلسوا "آخر" على كرسي الرب يسوع وثبّتوا انظارهم عليه ووضعوا رجائهم فيه! هذا صنمٌ يُعبد، مهما كانت الدوافع! انها حالة صعبة جدا نجح فيها عدو النفوس اذ اقنع البعض ان "فلان" من الناس هو هو محط انظارهم وموضع رجائهم.

"صنمٌ" آخر يلمع وسط دائرة المؤمنين هو "التعليم" او "العقيدة". نعم، عندما تظن جماعة انها تحتوي الحق الكتابي دون سواها، وان خارج دائرة "التعليم" الذي تعتنقه لا يوجد حق، وان كل ما يُعارض تعليمها مرفوض (الى ان يتوب "الاخر" عن ضلاله)، فانها تكون قد نحتت لنفسها صنما.

اكتفي بالاشارة الى صنم آخر يُعبد وهو المال. الرب له كل المجد قال انه لا يقدر احد ان يخدم سيدين (الله والمال – مت 6: 24). عليك ان تختار "اما ان تبغض الواحد وتحب الاخر، او تلازم الواحد وتحتقر الاخر".

ليتنا ننتبه الى اساليب ابليس الذي يعمل ليلا ونهارا لكي يحوّل انظار المفديين عن الرب، تحت مُسمّيات كثيرة تبدو منطقية وجذابة. ليتنا نقول مع داود "وحّد قلبي لخوف اسمك"، وايضا "قلت للرب انت سيدي. خيري لا شيئ سواك". ومع اساف نقول "من لي في السماء ومعك لا اريد شيئا في الارض".

لنصلي ان النعمة تحفظنا جميعا في دائرة مشيئة الله الصالحة المرضية الكاملة.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. Paul Marina 01 ابريل 2019 - 07:32 بتوقيت القدس
شكراً اخ جميل على المقال الحلو شكراً اخ جميل على المقال الحلو
انا شخصياً أوقعت في هاد الفخ او الصنم وهو المال ، في هذه الأيام مررت في ازمه ماليّه صغيره وما زلت أواجهها وهذا الشئ لقد دفعني ان اكون مكتئباً ولاحظت أني اخسر فرص لتوصيل رساله المسيح للآخرين