نقرأ في الكتاب المقدس عن أهمية دور من هم في منصب، ان كان في المجال التعليمي او العملي، في المجال الأجتماعي والسياسي، من يقودون المجتمعات والدول في أتخاذ قرارت مصيرية، كذلك في مجال العائلة والكنيسة، اعطى الرب السلطة للأهل برعاية الأولاد وتحمُّل المسؤولية أتجاههم، وفي الكنيسة وضع الرب السلطة الروحية من رعاة وشيوخ الكنيسة، الذين يجب عليهم ان يرعوا المؤمنين بمحبة وتواضع.
نحن نعلم بأعلان الكتاب المقدس، انه توجد سلاطين ورياسات في العالم الروحي، ان كانت أجناد الشر الروحية من الشيطان واتباعه، وملائكة الله في خدمة الملكوت.
مع أهمية ما ذكرنا اعلاه، يبقى السؤال من هو القائد الحقيقي او الرئيس الصادق في كل وقت ودهر ؟
ما ذكرناه هام جدًا في حياتنا الأجتماعية والروحية، لكن أن لم نُدرك من هو صاحب السلطان المُطلق والأبدي في حياتنا والعالم اجمع، لا بُد ان نخفق ولا نصيب الهدف في امورنا الخاصة.
نقرأ في كتاب يشوع الأصحاح الخامس اللقاء المبارك بين يشوع والرجل الذي سيفه مسلول بيده، وعندما سأل يشوع الرجل هل لنا انت او لأعدائنا، اجاب :
" كلَّا، بل انا رئيس جُند الرب ".
فسقط يشوع على وجهه الى الأرض وسجد.
اعلان رائع لهذا اللقاء الذي دفع يشوع ان يسجد امام رئيس جند الرب، ومن يستحق السجود غير الله القدوس المبارك ؟ فكما سجد موسى امام الرب في العليقة، ها يشوع يسجد امام الرب يسوع المسيح قبل ايام تجسده على الأرض.
أعلن رئيس جند الرب الخطة لهزيمة اريحا، اول المدن التي دخلها شعب الرب، وان الرب قد دفع اريحا وملكها بيدهم.
ما أعظم مخلصنا وربنا يسوع المسيح، الرئيس الحقيقي لجند الرب، الجند الروحي والعالم الروحي الذي ننتمي له نحن بالروح، وكما اعلن بولس لاهل رومية :
" أن كان الله معنا، فمن علينا، الذي بذل لنا أجمعين أبنه يسوع المسيح، كيف لا يهبنا معه كل شئ ؟ ".
تنبأ في القديم أشعياء عن ولادة المسيح، عندما قال انه يولد لنا ولد ونُعطى أبنًا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى رئيس السلام.
ولد يسوع من المطوبة مريم، وكان في ميلاده، حياته وحتى موته متواضع ووديع، لكن تنبأ اشعياء ان الرياسة سوف تكون على كتف يسوع، لانه هو الرئيس الحقيقي لحياتنا وخلاصنا، هو الرئيس الحقيقي للقلب التائب والفكر المتواضع لكي يختبر مجد الله في حياته، اليوم على الأرض وفي السماء الى ابد الآبدين.
نقرأ عن يسوع أنه رئيس السلام، الذي صالحنا مع الله الآب القدوس بسفك دمه على الصليب وغفران خطايانا، أذ تبررنا بالأيمان لنا سلام مع الله، لنا سلام في عائلاتنا ومع أخوتنا في الكنيسة، مع جيراننا وباماكن عملنا، لان رئيس السلام قد ملك على القلب والكيان...
تنبأ دانيال انه في آخر الايام سوف تكون السلطة والرياسة بيد رب المجد يسوع المسيح، وسوف يخضع له الجميع في آخر الأيام وبعدها الدينونة، كُل مؤمن بيسوع المسيح ينال الخلاص والحياة الأبدية، وغير المؤمن الى الجحيم والعذاب الأبدي !
"فاعلم وافهم انه من خروج الأمر لتجديد اورشليم وبنائها الى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعًا" ( دانيال 25:9 ).
تثبتت نبوات العهد القديم في حياة يسوع المسيح له كل المجد والكرامة، وهذا ما دونه خدام الرب في العهد الجديد.
نقرأ في أعمال الرسل الاصحاح الثالث اعلان بطرس للرجال الأسرائيليون، كيف مجد اله الآباء فتاه يسوع، كيف قتلوا رئيس الحياة يسوع، الذي أقامه الله من الأموات، ونحن شهود لذلك.
لا حياة بدون يسوع، لانه هو وحده رئيس الحياة وواهب الحياة، حياة أفضل هنا على الأرض، حياة سلام وفرح ومحبة، وحياة أبدية مع الله وشعبه في السماء.
كذلك شدد كاتب رسالة العبرانيين على كون يسوع الرئيس الحقيقي والأبدي في بعض الأمور الهامة والمصيرية لحياتنا.
لان يسوع هو رئيس خلاصنا، لانه آتٍ بأبناء كثيرين الى المجد، أن يُكَمِّل رئيس خلاصهم بالآلام. (عبرانيين 10:2).
لان لنا رئيس كهنة عظيم قد أجتاز السماوات، يسوع ابن الله، لانه يرثي لضعفاتنا، مجرب في كل شئ مثلنا، بلا خطية، ونحن بيسوع نتقدم الى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد عونًا في حينه. (عبرانيين 14:4).
يذكرنا كاتب رسالة العبرانيين ان يسوع هو رئيس أيماننا ومكمله، لانه الآب قد ابتدأ عمل مبارك في حياتنا وسوف يتمم الى يوم مجئ المسيح. (عبرانيين 12:2).
نقرأ في رسالة بطرس الاولى الأصحاح الخامس عن الدعوة للشيوخ، بان يرعوا الرعية لا عن أضطرار بل بأختيار، لا لربح قبيح بل بنشاط، ولا كمن يسود على الأنصبة، بل صائرين أمثلة للرعية، كما علم يسوع بطرس ان يُحبه اولًا، وبعدها فقط ان يرعى الخراف...
كيف لنا ان نخدم بمحبة وتواضع ان لم نتشبه برئيس الرعاة يسوع المسيح ؟ الذي متى ظهر سوف يهبنا أكليل المجد الذي لا يبلى...
أخوتي، صلاتي ان نُخضِع قلوبنا وأفكارنا وعائلاتنا وكنائسنا وبلادنا، لمن هو مُستحق وحده، يسوع المسيح، لانه هو الشاهد الأمين، البكر من الأموات، ورئيس ملوك الارض، الذي أحبنا، وقد غسلنا من خطايانا بدمه، وجعلنا ملوكًا وكهنةً لله أبيه، له المجد والسلطان الى أبد الآبدين، آمين. (رؤيا يوحنا 5:1).
فلأي رئيس نُسلم حياتنا وأي رئيس نتبع ؟
لرئيس الأيمان والسلام والحياة، رئيس جند الرب ورئيس ملوك الأرض، رب المجد يسوع المسيح، او رئيس هذا العالم، الشيطان، الذي جاء ليسرق ويذبح ويهلِك ؟!