محبة الوطن

أود أن أقدم هذا التوضيح في محبة الوطن. وصية المسيحي الوحيدة هي المحبة للصديق والعدو. وهي التي تميّز بين المسيحي الحقيقي والمسيحي الذي يريد أن يزرع الشك في نفوس الناس.
01 يونيو 2017 - 01:18 بتوقيت القدس

كتب كاتب اسمه جميل داود مقالا بعنوان: الدفاع عن الحق، واجب وطني أم ايماني؟ مقاله يدخل الشك والاضطراب في نفس المؤمن. ويتهم كل خادم لوطنه بصاحب "شعارات". ويؤيد كلامه بآيات من الكتاب المقدس.

محبة الوطن

أود أن أقدم هذا التوضيح في محبة الوطن. وصية المسيحي الوحيدة هي المحبة للصديق والعدو. وهي التي تميّز بين المسيحي الحقيقي والمسيحي الذي يريد أن يزرع الشك في نفوس الناس. 

أولا، كل وطنية ليست أيديولوجية. والعمل في سبيل الوطن ليس أيديولوجية، وليس حتما تبعية لأحد. 

الوطن هو مجموعة من الناس، خلقهم الله وأحبهم، أياً كانوا وعلى أي دين كانوا، فهم موضوع وصية المحبة التي تقول: "أحبوا بعضكم بعضا" (يوحنا 13،34). أي أحبوا كل الناس وأحبوا مواطنيكم. إن لم تحب مواطنيك ولا سيما إن كان في حالة ظلم مثل التي نعيشها هنا، فأنت لست مسيحيا، بل تصنع من المسيحية شعارا فقط. إن كنت مسيحيا فأنت تحب أخاك المظلوم، ليس فقط لأنه من وطنك، بل لأنه إنسان خلقه الله والله نفسه يحبه. ولهذا تحبّ كل مظلوم في العالم وتدافع عنه.

ثانيا، إن أحببت مواطنيك هذا لا يعني أن تبغض عدوك، بل المسيحي يحب عدوه أيضا. والعدو يعني من اساء إليك أو إلى غيرك، ومن أساء إلى الأفراد أو إلى شعب بأكمله. ومحبة العدو تقوم بأن ترجعه عن خطإه واعتدائه، وتحرره من الشر الذي فيه والذي هو اعتداء وظلم يفرضه على غيره. هنا في فلسطين شعب يحتل شعبا آخر، هذا هو الخطأ. لا يحق لإنسان أن يستعبد إنسانا ولا أن يذل إنسانا ولا أن يقتل إنسانا ولا أن يهدم بيت إنسان. والمسيحي الذي يعيش وصية المحبة يهتم بهذا المظلوم ليخلصه من الظلم المفروض عليه، ويحب الظالم فيحرره من الظلم الذي يفرضه على أخيه. 

ثالثا: أما عن الوطن السماوي والوطن الأرضي، فالسماء هي الوطن الذي نسير إليه، والوطن الأرضي هو الأرض التي خلقها الله وأحبها وكلفنا بخدمتها وإعمارها، ووضعنا فيها لنعمل الخير فيها، لنحب كل الناس فيها، حتى نستحق أن ندخل الوطن السماوي.

رابعا، أما أننا لسنا من هذا العالم، نعم، لسنا من عالم الخطيئة والشر، بل نقاوم عالم الخطيئة والشر، لنبدل الشر بالمحبة. وأما عالم الخير، أما الوطن، أما الناس في الوطن الذين خلقهم الله وأحبهم فإننا نحبهم نحن أيضا، وعلى أي دين كانوا. ونُسهم في خدمتهم وفي الدفاع عنهم وفي تحريرهم من ظلم أنفسهم لنفسهم أو لغيرهم. 

النتيجة: ولهذا يحسن بك، يا أخي، أن تفهم كلمة الله فهما كاملا، وتفهم واجب الإنسان تجاه كل إنسان. وتتقدس بكلمة الله القداسة الكاملة، والتي بها يكلفك الله أن تقدس الأرض لا أن تهجرها ولا أن تترك الظالم فيها يستمر في ظلمه. 

أرجو أن ترى وأن تحب عدوك وأن تحب من تظن أنه لا يفسر الكتاب مثل تفسيرك. لتعرف نفسك هل أنت مسيحي أم لا؟ هل أنت إنسان صالح أم لا؟ اسأل نفسك السؤال البسيط: هل تحب جميع الناس، اخاك وعدوك والذي يفسر الكتاب على غير ما تفسره؟ أم تريد أن تبلبل الناس وتبعدهم عن المحبة الحقيقة الشاملة للأرض وللسماء ولكل من على الأرض؟ أحبوا بعضكم بعضا: وأحبوا أنفسكم لتصنعوا الخير فقط.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. عائد باشا 01 يونيو 2017 - 00:52 بتوقيت القدس
مع فائق الاحترام، لكن لا أحب أسلوبك الاستعلائي والديان!! مع فائق الاحترام، لكن لا أحب أسلوبك الاستعلائي والديان!!
أولا: سيدي الفاضل، عندما قرأت ما كتبته، تذكر المثل القائل "وبعد الجهد والعناء، قد فسر الماء بالماء" تحب القريب والعدو و و و.... وكل هذه الشعارات البدائية التي تعلم لمدارس الأحد (ولا أحد يعترض عليها طبعًا)؛ وتظن أنك قدمت شيء جديد، يعني كما يقول المصريين "لاقيت التايهة حضرتك"!!!! المشكلة يا عزيزي هي كيف تحب قريبك؟؟ وكيف تحب عدوك من ناحية عملية وبعيدة عن الشعارات النظرية والمثاليات؟؟ ثانيا: تحكم على الناس، من يحبون ومن يكرهون، وكأنك جالس في قلوبهم، وتعلم ما خباياهم!!!! وهذه لا تحتاج لتعليق ثالثا: هل تفضلت وتكرمت وأعطتيني تطبيق عملي للجملة التي قلتها: "والمسيحي الذي يعيش وصية المحبة يهتم بهذا المظلوم ليخلصه من الظلم المفروض عليه، ويحب الظالم فيحرره من الظلم الذي يفرضه على أخيه" يعني حتى أشعر أنك قدمت جملة واحدة مفيدة!!!!
2. عصماء بنت مروان 01 يونيو 2017 - 14:12 بتوقيت القدس
أي سلطة أرضية تقترح؟ أي سلطة أرضية تقترح؟
من فضلك واذا امكن. أي سلطة أرضية على الأراضي المقدسة تقترح: إسرائيلية، فلسطينية إسلامية-مسيحية-يهودية، شيوعية، أم أممية من الأمم المتحدة؟ مع الانتباه الى وجود خلايا داعشية نائمة تنتظر ضعف السلطة الحاكمة لكي تنشط وهدفها إلقاء أهل الكتاب في البحر اذا لم يتداركوا الامر بسرعة ويهربوا ويتشتتوا من جديد. وأذا اقترحت أي سلطة غير الاسرائلية هل تضمن تعايش أصحاب الديانات المختلفة كما هي الحال عليه الآن؟
3. شافع 01 يونيو 2017 - 16:44 بتوقيت القدس
ماذا تريد ماذا تريد
لم افهم مقالك، ماذا تريد ان تقول؟ هل من الممكن أن تكون وطني ومؤمن؟ ولكن كيف ستخدم شعبك اكثر إذا كنت وطني؟ ماذا سيزيد الخادم الوطني عن الغير وطني؟؟ المقال مجرد كلام غير متناسق اعتذر على صراحتي
4. جميل داود 02 يونيو 2017 - 00:36 بتوقيت القدس
رد للكاتب رد للكاتب
عزيزي الدكتور شارلي، لقد ارسلة للموقع ردي المفصل والذين سيقومن بنشره عما قريب. بركات الرب