الدفاع عن الحق، واجب وطني ام ايماني؟

مقاومة الاحتلال، لاهوت المقاومة، الدفاع عن الحق، النخوة الوطنية كل هذه وغيرها من الشعارات التي نسمعها في السنوات الاخيرة وهي تدعو وتحث المسيحيين العرب الى رفع الاصوات الوطنية وتحريك الكنيسة لتسير مع..
24 مايو 2017 - 22:29 بتوقيت القدس

مقاومة الاحتلال، لاهوت المقاومة، الدفاع عن الحق، النخوة الوطنية كل هذه وغيرها من الشعارات التي نسمعها في السنوات الاخيرة وهي تدعو وتحث المسيحيين العرب الى رفع الاصوات الوطنية وتحريك الكنيسة لتسير مع باقي فئات الشعب بالتيار الوطني ومقاومة الظلم على حد تعبيرهم. هناك من اخذ بالتطرف أكثر بتصوير هذا الخط كأنه جزء من الكينونة المسيحية واضعًا مصطلحات غريبة عن الكتاب المقدس، كالمسيحية الفلسطينية واللاهوت الفلسطيني. انهم يصوّرون لنا أن الطريق الأنسب لخدمة الشعب الفلسطيني هي الوطنية أو باسمها الجديد الوطنية المسيحية وكأنها الطريق الوحيد للعيش بسلام.

لكن هل كلمتا المسيحية والوطنية تتوافقان معًا أم هي شعارات رنانة لكنها معدومة الدعم الكتابي وخليط الزيت بالماء او الخزف بالحديد أيسر من خلطهما معًا في شخصية واحدة؟
وهل الوطنية هي الكلمة الصحيحة لوصف أنفسنا بها عندما نعمل من اجل الحق والعدل؟

يقوم المسيحيون الوطنيون برفع العلمين معًا وكأنهما خلقا ليكونا واحدًا ومَن يفصلهما ليتمسك بالمسيحية وحدها، يصبح خائنًا او على الاقل مسيحيًا ضعيفًا ودون المستوى.

ربما عزيزي القارئ يخطر في نفسك، الوصف شامل لجميع المؤمنين الوطنيين وهذا غير صحيح وغير عادل. عذرًا، أنا لا أتكلم عن الوطنيين أنفسهم بل عن فكر (ايدولوجية) وعن وجهة نظر.

لنعد لسؤالنا الأساسي، هل من الممكن ان يكون مؤمن مسيحي قد قبلَ طريق الله الوحيد للخلاص وينسب لنفسه الوطنية؟

من اجل الإجابة عن هذا السؤال علينا تعريف الوطنية، كما من المهم جدًا للقارئ العزيز ان يعي ما هي الوطنية التي أتكلم عنها لكي نكون على أساس مشترك.

Nationalism
"الولاء والإخلاص لأمة محددة: شعور الوعي الوطني لتمجد أمة واحدة فوق كل الأخريات، والتركيز بشكل أساسي على تعزيز ثقافتها ومصالحها فوق تلك الدول الأخرى أو مجموعات فوق وطنية" (Merriam-Webster)
“المشاعر والطموح والوعي هي شروط لتقيم القومية، أو قيم الدولة تكون فوق كل اعتبار.” (Marshall، 2009)
ارنست غلنر (Ernest، 1983) يضع شرطا أساسا للوحدة الوطنية "الوحدة السياسية يحمل الوحدة السياسية والوطنية هو واجب لانسجامها".
Patriot
"الشخص الذي يدعم بلده بقوة وعلى استعداد للدفاع عنها ضد الأعداء أو المحقرين." (Soanes و Stevenson، 2005)
"الشخص الذي يحب ويدافع بقوة او يقاتل من اجل بلده" (Merriam-Webster)
Patriotic، "التعبير عن الإخلاص والدعم القوي لبلد واحد" (Soanes و Stevenson، 2005)

الدفاع عن الحق واجب وطني ام ايماني؟ صورة العالم على الميزان اثقل من الصليب

إذًا حديثي عن الوطنيين وليس الفلسطينيين بالتحديد بل كل وطني لأي دولة بحسب التعريف أعلاه هو من يهتم بمصالح دولته فوق كل مصلحة، فهل هذا التعريف يتوافق مع الكتاب المقدس؟ في حالة اعتبرت السماء وطنك فالجواب هو نعم، وهكذا ستخدم سيدًا واحدًا (متى 6: 24) ستكون غيورا على مملكة الله التي نحن جميعا جزءًا منها والتي تتجاوز حدود اللغة والمكان والزمان ولكن هل من الممكن ان تكون لدي وطنيتين سماوية وأرضية؟ كما أظهرت ترجمة كلمة Nationalism، الوطني يجعل من مصالح دولته (الأرضية) فوق مصالح الدول الأخرى وهذا يتنافى تماما مع ما علمنا إياه الرب يسوع الذي دعانا لنخدم جميع الأمم (مر 16: 15) دون الاهتمام بدولة على حساب الأخرى، فانه رفعنا من الانحصار في شعب واحد لنهتم بجميع الشعوب اذ انه أحب الجميع ليخلص الجميع (يوحنا 3: 16) فكيف لنا إن أردنا ان نتمثل به أن نفضل ما يخص فائدة دولتنا على حساب الأخرى. حتى من يعتبر نفسه Patriotic فسيكون أيضا كما أظهر سابقا داعمًا لبلد واحد فأي منها سيختار؟ بلده السماوي ام الأرضي؟

لقد قدّسنا الرب لنفسه أي جعلنا خاصته (يوحنا 15: 19) فكيف لنا أن نضرب بعمله عرض الحائط لنعود للعالم ونشاركه لا بل نشاركه بانسجام. الوطن الأرضي عالميٌ هو، أي أن اهتماماته أرضيه دنيوية وكيف لي أن اشاركه اهتمامه والرب قد حذرني من أن أحب العالم او الأشياء التي في العالم (1 يوحنا 2: 15) بل وأضاف بتحذيره ألاّ أكنز في العالم (مت 6: 19). فالعمل تحت لواء الوطنية يكون من الناحية الفعلية، عمل داخل وعاء انصهاري يجمع في داخله جميع التيارات الايدولوجية التي تدعم الهدف المركزي وهو بناء الوطن. في وعاء الانصهار هذا تعطى الأفضلية الى الاغلبية التي تستحوذ على الطابع العام وهذا بالضبط ما نراه في المظاهرات الوطنية التي تتحول الى مظاهرات اسلامية وطنية.

هنا يأتي السؤال، هل سأرضخ لهذا الطابع من اجل الوحدة الوطنية؟ اليس من واجبي أن أكسر نير الشراكة مع التيارات التي تكفّرني وتقصيني خارج التأثير العام. وبذكر نير الشراكة، الم يحذّر الكتاب من ان نكون تحت نير مع غير المؤمنين (2 كو 6: 14)؟!

ولكن أكثر ما يدفعني للاستغراب من الفكر الوطني هو الربط بين الوطنية وبين الاهتمام بالشعب نفسه، واحتكار المطالبة بالعدل للوطنيين، أي إذا اردت المطالبة بالعدل، عليك الانضمام إليهم وكأن الكتاب المقدس قد خلا من العدالة الى ان اقيمت منظمة وطنية لتعلّمنا ذلك.

أن دوافع رفضي للظلم مستمدة من تعاليم الكتاب المقدس، من تعاليم المسيح الذي رفض الظلم على كل صوره (اش 42: 1- 3) والذي رفض الانخراط بالمقاومة السياسية الوطنية انى ذاك وارتكز بالمصلحة الروحية لشعبه (لوقا 13)، وهذه الدوافع نفسها التي تغذّي رفضي لقتل او ظلم أي انسان حتى لو كان هذا الشخص عدوّي. على خلاف ذلك الفكر الوطني الذي يحرّك الانسان للدفاع عن حقوق شعبه ووطنه على اساس انتمائه العرقي والتاريخي مما يجعله منحصرًا داخل دائرة صغيرة جدًا. هذا ما يرفضه بولس الرسول في رسالته لأهل رومية في الفصل التاسع، الذي يؤكد على محبته واخلاصه لشعبه اليهود ولكن مع كامل محبته لم يحصر خدمته في اليهود بل خرج الى غير المعروف، الى الآخر ليكون خادمًا لهم من اجل الوطن الحقيقي، الوطن السماوي.

في النهاية، عزيزي القارئ كما أوضحت قبلاً، فالوطنية تشابه قليلاً حياة الايمان بربنا يسوع المسيح لكنها تختلف معه في الأغلب، لذلك استشهد بالكلام الذي سجله لنا الروح القدس على يد يوحنا الحبيب 3: 31 "الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع، والذي من الأرض هو أرضي، ومن الأرض يتكلم. الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع".

الوطنية هي من الارض وتهتم بما للأرض، ومن أراد ان يخدم أبناء شعبه وجيرانه أعداءه ام أصدقاءه على سواء، لا بد له ان يتمسك بوطنيته الحقيقية ألا وهي الوطنية السماوية، وبالتالي ان يدافع عن الحق بدوافع صحيحة وقلب طاهر امام الله. لذلك لنكن مراقبين أنفسنا لئلا بعد ما كرزنا للأخرين نصير أنفسنا مرفوضين. بنعمة الرب سيكون مقالي المقبل عن خدمة الشعب بحسب الفكر الكتابي.

مراجع
Catherine Soanes Oxford scholarship Stevenson. (2005) Oxford dictionary of English. Oxford : Oxford University Press.
Gellner Ernest. (1983). Nations and Nationalism. New York: Oxford University Press.
John Scott and Gordon Marshall. (2009). A Dictionary of Sociology. Oxford University Press.
http://www.merriam-webster.com/dictionary

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
مقالات تابعة للسلسلة نفسها:
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. باسم ادرنلي 25 مايو 2017 - 06:43 بتوقيت القدس
شكرًا أخي جميل على هذا المقال الرائع شكرًا أخي جميل على هذا المقال الرائع
نصلي أن يخرج المؤمنين من التبعية لتيارات العالم السياسي لتعبية الرب، الذي أتى ليخلق ويغير العالم. "١٣ وَيَجْعَلُكَ الرَّبُّ رَأْسًا لاَ ذَنَبًا، وَتَكُونُ فِي الارْتِفَاعِ فَقَطْ وَلاَ تَكُونُ فِي الانْحِطَاطِ، إِذَا سَمِعْتَ لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكَ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، لِتَحْفَظَ وَتَعْمَلَ" تثنية ٢٨ "١٩ هأَنَذَا صَانِعٌ أَمْرًا جَدِيدًا. الآنَ يَنْبُتُ. أَلاَ تَعْرِفُونَهُ؟ أَجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ طَرِيقًا، فِي الْقَفْرِ أَنْهَارًا" أشعياء ٤٣.
1.1. جميل داود 25 مايو 2017 - 21:30 بتوقيت القدس
شكرا قس باسم، الرب يوسع تخومك ويحفظك من الشر من اجل مجده
2. samer nadeem 25 مايو 2017 - 10:24 بتوقيت القدس
الدفاع عن الحق واجب وطني ام ايماني الدفاع عن الحق واجب وطني ام ايماني
بدعة جديدة حالها حال بقيه البدع يحاول البعض الصاقها بالمسيحيه عنوة متناسين قول الرب (( "سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ.‏٣٩وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.‏٤٠وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا.‏٤١وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ.‏٤٢مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.‏٤٣"سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ.‏٤٤وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،‏٤٥لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.‏٤٦لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟‏٤٧وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟‏٤٨فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.‏ )) لا تحشروا المسيحيه تخت مسماي هزيله ... وطنيه ....مقاومة .....نتسائل هل الفلسطينيون وحدهم تحت الظلم . ... ما حال السوريون .....ما حال العراقيون .....ما حال الابرياء الذين يقتلون في اوروبا وامريكا.....الا بئس الهرطقات .....سلام المسيح
3. يوسف 25 مايو 2017 - 18:05 بتوقيت القدس
تعليق على المقال تعليق على المقال
اخي الحبيب جميل، يا ريتك غلبت حالك تعلق على المسيحية الصهيونية التي تجتاح اغلبية كنائسنا الانجيلية وقادتها ورعاتها وخدماتها في المؤتمرات والاعلام الاسرائيلية والصلوات العبرية والشمعدانات وصور نجمة داود واولاد اسحق وجماعة اسحق وحبيب قلب اسحق... يا ريتك كتبت عن الروحانية غير الكتابية والنبوات الكاذبة والله اللي بتكلم 24 ساعة مع الخدام، الرب قاللي والرب اعلنلي والرب كشفلي، بدون فحص بالمرة مع وعظات بالقوة 3 ايات ومش مربوطة ببعض وعن الرقص النبوي والرسم النبوي وحالات الاكستازي وتغييب العقل والحكمة الانسانية مقابل افعال روحانية لم تذكر في الكتاب المقدس وحجة وجودها هو ان لا نحد روح الله، ويا ريتك كتبت عن العهود الجديدة بين العرب واليهود المؤمنين كانه المسيح بعهده الجديد مش كافي يعملنا واحد ويا ريتك كتبت عن ابناء اسماعيل وخدمتهم لابناء اسحق ويا ريتك كتبت عن سحب المؤمنين العرب من كنائسهن حتى يفوتوا بخدمات انجيلية بتدربهم على الخدمة في الجيش الاسرائيلي... ياه يا جميل لو انك شوي تطلع حواليك خيا. طبعا في معلقين كفاية راح يقولوا مؤمن نص كم ووطنجي وبلوط اصفر... عكل حال، يا ريت نفس الجماعة هذول جماعة "ضد الفكر" و "ضد الوطنجية" و "ضد اللاهوت الفلسطيني" يغلبوا حالهن ويفحصوا لاهوتهن الاسرائيلي، "لاهوت الارض"، "لاهوت التدابير"، "لاهوت اخر الايام"، "لاهوت الاقمار الدموية"، "لاهوت اسوزا ستريت" ولاهوت "صرخة اولاد اسماعيل" ملاحظة صغيرة، مين بدفع لما تخلف مرتك؟ التأمين "الوطني" الاسرائيلي؟! الوطني؟ دافع عن الحق ومحدا قدك، علم الكتاب ومحدا قدك، بلشان نازل بالوطنجية (على حد قولك) وتارك سلاحف النينجا دابكة تنهش بجسد المسيح والشعب الفقراوي، لا بدك تدافع عن الحق والظلم ولا بدك غيرك يدافع. احنا وطننا السما حبيب قلبي، لا بملي عيننا لا فلسطين ولا اسرائيل ولا اسحق ولا اسماعيل. يسوع وبس والباقي خس! جميل احبك في الرب
3.1. جميل داود 25 مايو 2017 - 21:29 بتوقيت القدس
تعقيب الى المحبوب يوسف
عزيزي يوسف، ذكرتني بنكتة مسعود وصدام حسين وقت ما قال مسعود "شو هذا الجيش الي فش فيه غير مسعود" . الا تريد مني ايضا ان اكتب عن النفاق في قضية الاسرى وعن موضوع العشور ورسامة القسيسات وعماد الاطفال وحقيقة الهبوط على سطح القمر... اما عن الصهيونية وما تبعها من تسميات وما هو حولي، لا افهم ماذا تقصد بهذا الكلام، ان كانت محبتي للدولة التي اعيش فيها او محبتي للشعب اليهودي او بان الله لم ينقد عهده مع شعب اسرائيل، هي الصهيونية! وهذه الصهيونية مناقدة للكتاب، فاسمح لي ان ادعوك بان تراجع تعريفاتك وتعود الى المراجع وتفحص كلامك فمن يوحنا ذهبي الفم اي 400 سنة بعد الميلاد، حون كروسستوم سنة 390، جون جيل سنة 1700، البرت بارينس سنة 1800 وكثيرين واذكرك بان كل هذا كان قبل المؤتمر الصهيوني الاول. انا ناقشت موضع بوجهتيه، الروحية في الانتماء السماوي من جهة والجسدية في الانتماء الارضي من الجهة الاخرى ولا اجد اي منطق في المبدأ الذي تطرح! هل يجب ان اكتب في كل المواضيع الاخرى حتى امتلك الحق بانتقاد فكر الوطنية؟ واضف على ذلك بان الصهيونية موضوع لا يقارن بالوطنية، كما لو انك تريد المقارنة بين عماد الاطفال وكسر الخبز مثلا. "دافع عن الحق ومحدا قدك، علم الكتاب ومحدا قدك، بلشان نازل بالوطنجية (على حد قولك) وتارك سلاحف النينجا دابكة تنهش بجسد المسيح والشعب الفقراوي، لا بدك تدافع عن الحق والظلم ولا بدك غيرك يدافع." بمحبة اطلب منك بان يكون تعليقك موضوعي وليس كلام دخيل على المقال، اذكرك بكلام الروح من سفر الامثال 12: 18 "يوجد من يهذر مثل طعن السيف. اما لسان الحكماء فشفاء." وارجوك ان تلتزم بما جاء في مقالي ولا تضيف عليه امور لم اذكرها وتناقشها كانها من المقال، انا لم استخدم مصطلح "وطنجية" ولم انتقد الدفاع عن الحق ومحاربة الظلم ولا اطالب بإيقافها، على العكس بل اطالب بمحاربة الظلم بمبدأ كتابي وليس بدافع وطني عرقي. وسأناقش هذا الموضوع بنعمة الرب في مقالي التالي. واسالك بصدق ان تخرج من المقال اقتباسات تثبت ادعائك فهذا هو هدف المقال، النقاش الحر والذي يصل بنا بالنهاية الى بناء ملكوت الله. "احنا وطننا السما حبيب قلبي، لا بملي عيننا لا فلسطين ولا اسرائيل ولا اسحق ولا اسماعيل. يسوع وبس والباقي خس" يحيرني امرك، انت تهيل بالانتقادات على القال دون اي توثيق من المقال نفسه وبالنهاية توافق على موضوع المقال الذي تنتقده. افضل تلخيص للمقال هو ما جاء في خاتمة تعليقك، وطني السماء وشعبي هم والاد الله وعملي هنا هو سفارة للمسيح وليس لوطن ارضي. مع خالص محبتي لك عزيزي
3.2. يوسف الصغير 25 مايو 2017 - 21:47 بتوقيت القدس
رد لاخي الحبيب يوسف
عندي فقط تعليق صغير، ولكنه مهم لكي نفهم بعضنا بعضا ولنستطيع النقاس بمحبة وبعقل منفتح ونحاول استيعاب كلمات احدنا الاخر. ان كلمة وطنية ليست نقيض للصهيونية! فالصهيوني هو ايضا انسان وطنّي لكن بالجهة الاخرى من وطنيتك وله وطنيته بحسب مفهومه. ان عكس الوطنية هي الروحانية (الوطني يعمل لوطنه الارضي والروحاني لوطنه السماوي)، وعكس الصهيونية هي الاسلامية (الذين يتنافسون اليوم على الارض المقدسة). باختصار: الصهاينة يعملون على تكوين لاهوت يلائم الفكر اليهودي للارض والمسيحيين المتأسلمين يبنون لاهوت لا يُناقض الرؤية الاسلامية للارض نفسها. لهذا، ولكي نفهم بعضنا بعض، الرجاء عدم التطرق لمواضيع اخرى لم يقصدها الكاتب والتركيز على الامور الروحية الكتابية من وراء كلماته، واذا كانت هناك جمل ليس بمحلها فالرجاء التطرق لها لنتعلم منك ومن الاخوة احبائنا اخوتنا في المسيح مع محبتي واحترامي
4. القس بشارة ديب 25 مايو 2017 - 21:07 بتوقيت القدس
ماذا يحصل لو ترجم المقال الى لغات اخرى ؟ ماذا يحصل لو ترجم المقال الى لغات اخرى ؟
أخي الحبيب جميل, سلام المسيح لك لقد قرأت ما كتبت بأنتباه شديد ولفت نظري جمله كتبتها بعد ما شرحت عن الظلم وخلافك مع الفكر الوطني بالنسبه للظلم"على خلاف ذلك الفكر الوطني الذي يحرّك الانسان للدفاع عن حقوق شعبه ووطنه على اساس انتمائه العرقي والتاريخي مما يجعله منحصرًا داخل دائرة صغيرة جدًا". عندما قرأت هذه الجمله لفت انتباهي امرا ما اريد ان اسألك عنه بكامل الاحترام والموده ولك كل الحق بعدم الاجابه سؤالي هو: كيف نترجم هذه الجمله الى اللغه العبريه وتناقشها مع اخوتنا اليهود المسيحيين الذين يدافعون عن الوطن بكل جوارحهم ولا ابالغ عندما اقول حتى الموت, موت الحرب في المعركه؟ وكيف نترجم هذه الجملة الى اللغه الانجليزية وتنقاشها مع اخوتنا المسيحيين الداعمين للسياسه وللوطن الامريكي بكل قوتهم ومالهم؟ ماذا يحصل لو ترجم هذا المقال الى اللغه الاردنيه الهاشميه وكيف سيرد اخوتنا اللأردنيون على هذه الفكره وهم المحبون وبصدق للملك وللوطن؟ ماذا سيحصل لو ترجم المقال الى اللغه القبطيه وكيف ستقرأة الكنيسه المصرية التي تدافع عن وطنها مصر بعد كل حادثه اغتيال لأبناء كنيستها؟ لغات العالم كثيره جدا واوطان العالم كثيره جدا ولا يسعني ذكرها كلها, ولكن اكتفي بهذه الاربعة لغات القريبه منا والتي نتعامل مع كنائسها بشكل اقرب من الاخرين وكثيرا ما نسمع افكارهم السياسيه المنافيه تماما لما كتبت انت هنا فجميعهم يحبون اوطانهم ويدافعون عنها هل محرم فقط على المؤمن الفلسطيني ان يحب وطنه؟ مع كامل محبتي واحترامي القس بشارة ديب
4.1. جميل داود 25 مايو 2017 - 22:04 بتوقيت القدس
لو ترجم
القس المحبوب بشارة ديب، اشكرك من اجل تعليقك هذا فانه يشجعني لكتابة المقال التالي وهو دور الكنيسة على الارض. " إذًا حديثي عن الوطنيين وليس الفلسطينيين بالتحديد بل كل وطني لأي دولة..." هذه الجملة اقتبستها من النص والتي توضح بانني لا اتكلم هنا فقط عن الوطنية الفلسطينية بل كما تفضلت لكل الدول بما فيهم الاربع دول التي سلف ذكرهم في تعليقك. اما عن كلامي بخصوص الوطنية الفلسطينية فهو التيار الذي اراه من حولي والذي استفزني لدراسة الموضوع من البداية. فهذا ما اتحدث عنه، بان الكنيسة في الزمن الحديث، مع نهضة التيارات الوطنية، محاولة منها لمواكبة الشعب الذي تخدمه ،كما اعتقد، اضاعت قصد الله لها باهتمامها بالأوطان الارضية. فبهذا لم نعد جسد واحد بل اصبحنا اجساد منقسمة الى دول وشعوب مع ان كلمة الله واضحة باننا الكثيرين خبز واحد وجسد واحد فإننا شركاء المذبح، فبولس الرسول لم يحث اي كنيسة من الكنائس التي رعاها والتي كانت تحت الاحتلال الروماني الظالم بمقاومة الاحتلال بل على العكس حثهم على خدمة الشعب وتحقيق ارسالية الرب وتوسيع ملكوت الله. فواجب على الكنيسة ان تهتم بالملك ورعيته وليس بمملكته. مجددا اعود لاشكرك عزيزي القس بشارة
4.2. باسم ادرنلي 26 مايو 2017 - 10:47 بتوقيت القدس
أخي القس بشارة والأخ داود
الحقيقة أن جميع ما ورد له مكانه من الحق الكتابي، فبعض المؤمنين يركزون على الحقائق الروحية فقط، يقولون نحن مواطنين للسماء، وينسوا أن السماء متصلة في الأرض أيضًا!! كالذي يقول لك، "الأرض للرب" ويظن أنه حل المشكلة؛ لكن الله وهب الأرض لشعب معين في وقت معين من التاريخ!! كالذي يقول "للرب الأرض وملؤها" فماذا تفعل بسيارتك وبيتك اللذان ملك الرب بحسب الآية؟؟ فنرى أن الله أعطاك وكالة عليهما أيضًا وهذا مهم إدراكه!!! والبعض الآخر يدركون الارتباط بين السماء والأرض، ويختلفون في خطوط الارتباط بينهما. لذلك أعتقد أن المؤمنين يحتاجون لأن يكتبوا ويناقشوا هذه المواضيع أكثر وأكثر، ولا يتجاهلوها، طبعَا بعيد عن القذف الشخصي، والعنف الكلامي المليء بالدينونة، والنميمة ضد الأجانب والمؤمنين اليهود...إلخ، بل بلغة المحبة والحوار والانفتاح والاستعداد لفحص قناعاتنا جميعًا. "الحديث بالحديث يحدد"