موسم الأعراس

الجميع يعلم ويُدرك واقع أعرسنا، وكيفية تحويلنا الفرح بكل بساطته وطهارته، إلى بُعد آخر لا علاقة له بالزواج والحب والفرح. ولذلك أؤكد أهمية موقف ومتابعة ودور مؤسساتنا وهيئاتنا وشخصياتنا الروحية والـ...
20 مايو 2017 - 23:28 بتوقيت القدس

العُرْسُ هو الزِّفافُ والتزويجُ. والجمع أعْراسُ.

الزواج أو الزفاف هو دعوة لأفراح مباركة، تتماشى مع الترتيب الإلهي لتكوين أسرة شرعية تعيش في مخافة الرّب. 

موسم الاعراس

تبدأ الأعراس في دورتها الأساس في مجتمعاتنا غالبًا في فترة منتصف الربيع، وتزداد زَخمًا في منتصف الصيف. 

وهنا أقدّم دعوة صادقة لفرحة عرس حقيقية دون تداعيات سلبية تمتد لسنوات طويلة، فواقع مجتمعاتنا يؤكد أنّ فرحة يوم تكلّف نتاج تعب سنوات لصاحبها، وتُرهق كاهل مجتمع بأكمله، إذ يتم التخطيط والتحضير للعرس قبل أشهر عديدة، ويُخصص له تعب سنوات طويلة، وغالبًا يستند على قروض بنكية و"حُبيّة"، وعلى توقعات "خياليّة" أو "متفائلة جدًا" وفقًا لمبدأ "سداد ودِين".

الجميع يعلم ويُدرك واقع أعرسنا، وكيفية تحويلنا الفرح بكل بساطته وطهارته، إلى بُعد آخر لا علاقة له بالزواج والحب والفرح. ولذلك أؤكد أهمية موقف ومتابعة ودور مؤسساتنا وهيئاتنا وشخصياتنا الروحية والمجتمعية والثقافية في إعادة الوضع إلى الصواب، بدل أن يُجن جنون المجتمع. 

ولكيلا يُساء الفهم، من المهم التأكيد أن العُرس الحقيقي هو دعوة للفرح، أي للفرح الحقيقي. وعليه نقول:

مرحبًا بحفلات المحبة المختصرة على الأقارب والأصدقاء، مرحبًا بالفرح والسعادة والسرور والاحتفال بالعريس والعروسة في محضر الأحباء في بساطة المحبة الغامرة بالسعادة.

ولكن كفى لمظاهر الإسراف، واثقال كاهل الناس، وكفى للضجيج والأكل غير الصحي في ساعات الليل المتأخرة.

مرحبًا بالتركيز على لبّ وجوهر خدمة رباط الزواج من خلال حضور الاحتفال الروحي (الاكليل)، فقمة احتفال الزواج هو الاكليل المبارك وليس حفلات المُشهيات. مرحبًا بندوات إرشاد وتوعية وتوجيه للعرسان وللمقبلين على الزواج (هذه مسؤولية كنائسنا ورُعاتنا)، مرحبًا لكلمات الإرشاد والتوعية والنصح للعرسان وللحُضور من متزوجين وعُزب في الاحتفال الروحي. وذلك لتساهم هذه المشاركات في بناء بيوت صحيحة ومنيعة تستطيع مواجهة الأزمات على أساس كلمة الرّب ووصاياه، وتساهم في تربية الأولاد وفي بناء مجتمع أفضل لمجد الرّب. 

ليتنا نتذكر العُرس ليس من خلال عدد الحضور، وليس من خلال فخامة الوجبة أو ضخامة المتنزّه، أو مدى صخب الاحتفال، أو كمية وضخامة "النقوط". بل من خلال المحبة الحقيقية بين المحتفلين، والتي من المهم أن تتجلى في مدى البساطة والسعادة والفرح الحقيقي غير المُزيف. 

نحن مدعوون لندرك المعنى الحقيقي للزواج، ونكرم الزواج الذي رتبه وأسسه الرّب في جنة عدن، وباركه الرّب يسوع بحضوره عرسًا في قانا الجليل، فليكن الزواج مكرمًا لدى جميعنا، فهو رمز رائع لعلاقة المسيح بالكنيسة، فكما أحب الرّب يسوع الكنيسة وبذل نفسه لأجلها على الصليب، هكذا على الرجل أن يُحب امرأته كنفسه وكما تخضع الكنيسة للمسيح وتطيعه هكذا على المرأة أن تخضع للرجل بالمحبة.

يتبع...

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
مقالات تابعة للسلسلة نفسها: