الشكر خطوات نحو السعادة (5) الشكر والأبحاث

ينصح الكاتب طل ابن شاحر بأهمية إدارة يوميات شكر، وتخصيص بضع دقائق في كل مساء لتسجيل خمسة أمور ‏‏(وعلى الأقل ثلاثة) تقدم من أجلها الشكر، وقد تكون هذه الأمور مما قد يعتبره أغلبيتنا اعتياديًا في حياتنا
20 سبتمبر 2015 - 16:43 بتوقيت القدس

‏"ذَابحُ الْحَمْدِ يُمَجِّدُنِي، وَالْمُقَوِّمُ طَرِيقَهُ أُرِيهِ خَلاَصَ اللهِ" (مزمور 50: 23)‏

الشكر خطوات نحو السعادة

ينصح الكاتب " طل ابن شاحر" بأهميّة إدارة يوميات شكر، وتخصيص بضع دقائق في كل مساء لتسجيل خمسة أمور ‏‏(وعلى الأقل ثلاثة) تقدم من أجلها الشكر، وقد تكون هذه الأمور مما قد يعتبره أغلبيتنا اعتياديًا في حياتنا اليوميّة أو أنه ‏مفهوم ضمنا، ويدعم نصيحته وتوجهه من خلال عرض ملخص لسلسلة أبحاث قام بها الباحثان إمونوس ومايكل مكالو، ‏حيث طلبا من مجموعة البحث أن يسجلوا يوميًا خمسة أمور على الأقل يشكرون عليها وقد تكون أمورًا بسيطة وليست ‏بالضرورة أمورًا عظيمة، قد تكون شكرًا للرّب على الاستيقاظ لصباح جديد. فتبين أن تخصيص دقيقة واحدة في اليوم ‏للتعبير عن الشكر والتقدير، لها تداعيات وأبعاد بعيدة المدى. فمجموعة البحث "الشاكرة" بالمقارنة مع مجموعة المراقبة، ‏تعلّمت ليس فقط أن تقدّر أكثر، بل تميّزت بمستوى عال من الراحة النفسيّة والتّفاؤل، والقدرة على اتخاذ القرارات. كما ‏أنهم كانوا أكثر كرمًا ومبادرة لمساعدة غيرهم، واستمتعوا بنوم هنيء، وقاموا بأنشطة بدنيّة وعانوا أقل من غيرهم من ‏ظواهر أمراض جسديّة.‏

الاعتراف بالفضل والشكر يقوم بعملية ايجابية لنمو الإنسان وتطوره وراحته النفسيّة، فعندما نفكّر بكل الأمور التي ‏نستطيع أن نشكر عليها، ونرى كل ما لدينا، يتحسن شعورنا، ونصبح منفتحين لاستقبال تجارب وخبرات جديدة. ‏

نشرت صحيفة هآرتس عن رويترز خبرًا بتاريخ (12.01.2014) بخصوص دراسة قامت به باحثتان مختصتان بعلم النفس ‏من استراليا وتبيّن منه أن الناس المعتبرين حكماء يشعرون بفضل الآخرين ومدى شكرهم لهم في أحيان متقاربة ويشعرون ‏بالراحة في التعبير عن مشاعر الشكر، وتوصلت الباحثتان إلى النتيجة التالية: "الحكمة مرتبطة ارتباطًا وثيقا بالاعتراف ‏بالفضل والشكر عليه، أي أنّ الحكمة والعرفان بالجميل يسيران جنبًا إلى جنب وبشكل خاص لدى النساء".‏

وفي بحث قامت به شيرلي تسيمرمان (سنة 2011) في جامعة بار ايلان تقصت من خلاله وضع أمهات متدينات وغير ‏متدينات لديهم أولاد عاديين وأولاد مع إعاقة عقلية، تبين أنّ الراحة النفسية والنمو الشخصي والاعتراف بالفضل لدى ‏المتدينات كان أكبر.‏

في مقال نشر في موقع ‏mako ‎‏  (بتاريخ 30.12.09) يقول كافلان أنّ الإعتراف بالجميل والشكر على الدوام يدعم الإحساس ‏بالرضا من الحياة وتطوّر العلاقات الإجتماعية، فالأبحاث تشير أنّ الإعتراف بالجميل هو أحد المشاعر الذي يعود بالفائدة ‏على صاحبه، فالشكر ليس شيئا مؤدبًا فقط وليس مجرد "إتكيت"، بل يزيد ويدعم الإحساس بالفرح والسعادة والانتماء. ‏وتبين من الأبحاث أيضًا أن الأطفال في جيل 10 سنوات يشعرون بالعرفان أكثر بـ 80% من الذين في جيل 6 سنوات الذين ‏لم يطوروا بعد هذا الشعور، كما أنّ النساء تميل إلى الشكر أكثر من الرجال، والبنات تقدّر الجميل وتشكر أكثر على أمور ‏تتعلق بالعلاقات البين شخصية في حين أنّ الأولاد يشكرون أكثر في كل ما يتعلق بالجوانب المادية. كما ويؤكد الكاتب ما ‏ذكره طل ابن شاحر، أنّ الأبحاث تشير أنّ الأشخاص الذين كتبوا "يوميات شكر" أربع مرات في الأسبوع، وخصصوا لذلك ‏بضع دقائق، إرتفعت نسبة السعادة لديهم بـ 25% خلال ثلاثة أسابيع فقط.‏

من خلال مراجعة عبد الدائم الكحيل لعدة أبحاث يلخّص، أن الإمتنان والشكر للآخرين هو أسهل الطرق للنجاح وهو ‏يساعد على المزيد من الإبداع وإنجاز الأعمال الجديدة وتقليل الإكتئاب وزيادة المناعة ضد الأمراض وله قوة كبيرة في علاج ‏المشاكل.  ويذكر بحث دكتور روبرت في جامعة كاليفورنيا الذي يعدد الفوائد الصحية للشكر، أنّ الشكر يؤدي إلى السعادة ‏واستقرار الحالة العاطفية والصحة النفسية والجسدية، فالطلاب الذين يمارسون الشكر أكثر كانوا أكثر تفاؤلا وأكثر ‏تمتعًا بالحياة ومناعتهم أفضل ضد الأمراض وحتى أنّ مستوى النوم لديهم كان أحسن.‏

 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا