الشكر خطوات نحو السعادة (4) الشكر في الأمثال والحكم ‏

يقول المثل العربي "من يزرع المعروف يحصد الشكر"، وهذا لا يعني أن الهدف أو السبب من وراء زرع المعروف هو حصد ‏الشكر، بل نزرع المعروف لوجه الله ولخير الآخرين، ولكن النتيجة المنطقية المتوقعة...
11 سبتمبر 2015 - 20:48 بتوقيت القدس

‏"بِحَسَبِ فِطْنَتِهِ يُحْمَدُ الإِنْسَانُ" (الأمثال 12: 8)‏

يقول المثل العربي "من يزرع المعروف يحصد الشكر"، وهذا لا يعني أن الهدف أو السبب من وراء زرع المعروف هو حصد ‏الشكر، بل نزرع المعروف لوجه الله ولخير الآخرين، ولكن النتيجة المنطقية المتوقعة هي أن يقابل المعروف بالشكر، ولكن ‏للأسف في عالم اختلت فيه الموازين الأخلاقية والمجتمعية وموازين العلاقات، كما اختلت موازين المناخ في العالم، لم يعد ‏المنطق يصيب دائما. ‏

الشكر

يقول مثل آخر "أشكر من أنعم عليك، وأنعم على من شكرك"، فهو دعوة للشكر وتقدير الخير والنعم، وحثّ على ردّ ‏الخير بالخير، والفضيلة بأحسن منها. وبأسلوب تصويري يؤكد الكاتب الأمريكي وليام آرثر وارد أهمية الشكر بقوله ‏‏"الشعور بالعرفان وعدم التعبير عنه كتغليف هدية وعدم تقديمها".‏

وفي مثل آخر "بالشكر تدوم النعم"، فكلما كان الشكر حقيقيًا صاعدا من القلب، ومعبرًا عن مشاعر الامتنان الحقيقية، ‏كلما ازدادت النِعم وتكاثرت، في حين أن التذمر وعدم الاعتراف بالنعم قد يؤدي إلى تبخرها وجفافها. وفي هذا يقول ‏سوفوكليس أحد أعظم كتاب التراجيديا الإغريقية: "عرفان الجميل دائما ما ينتج عنه عرفان الجميل". عندما نشكر على ‏الخير في حياتنا فهو يكثر وقيمته تزداد، والعكس صحيح فعندما لا نقدّر الخير، ونعتبره مفهومًا ضمنًا، تقل قيمته.‏

يؤكد المفكر والفيلسوف الكبير جبران خليل جبران دور وأهمية الشكر للصديق، فبالشكر تحصد الصداقة "إن صديقك ‏هو كفاية حاجتك وهو حقلك الذي تزرعه بالمحبة وتحصده بالشكر هو مائدتك وموقدك لأنك تأتي إليها جائعا وتسعى ‏وراءه مستدفئا".  فلا يكن شكرك لغرض مبطن، مجبول بطين الأنانية، فتحقق قول الأديب الفرنسي فرانسوا لاروشفوكو ‏‏"الشكر لدى بعض الناس ليس إلا رغبة مبطنة في الحصول على خيرات أكثر". كما ويؤكد المثل الإنجليزي أهمية أن يكون ‏العطاء وتكون الخدمة وفقًا لحاجة الشخص لكي تستحق التقدير " لن يشكرك الأعمى على مرآة تعطيها له "، فمن المهم أن ‏تكون العطية والخدمة وفقًا للإحتياج وتجاوب عليه.‏

يقول الطبيب والكاتب المصري مصطفى محمود "الشكر أعمال وليس الحمد لله على اللسان"، فليكن شكرنا للآخرين ‏مشفوعًا بالعمل ومؤسسًا عليه، وليس مجرد كلمات متناثرة لا أساس لها.  وبتوجّه مماثل يقول جون ف. كينيدي، الرئيس ‏الخامس والثلاثون للولايات المتحدة‎ ‎‏"بينما نعبر عن عرفاننا، علينا ألا ننسى أن أقصى درجات التقدير لا تتمثل بنطق ‏الكلام، وإنما بتطبيقه". فقد عبّر عن ذلك أحدهم بقوله: "الاعتراف بالفضل والشكر هو تفكير واعٍ، في حين أنّ قول كلمة ‏شكرًا بشكل آلي تلقائي هو نوع من الآداب أو عادة".‏

يؤكد الفيلسوف الإغريقي أيسوب أنّ "عرفان الجميل شيمة الأرواح النبيلة"، ويعتبر نيتشه، الفيلسوف والشاعر الألماني ‏أنّ "العرفان جوهر كل فنّ رائع عظيم". وقال أحد المفكرين "الاعتراف بالفضل والتعبير عنه هو مقياس لحياتنا. فهل نحن ‏لا مبالين تجاه ما نحصل عليه ونعتبره مفهومًا ضمنًا؟"‏

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا