الشكر خطوات نحو السعادة (1) مدخل

الشكر هو اعتراف بالجميل والفضل، والإقرار بنعمة الله العظيمة التي نعيش فيها، وهو عادة جميلة وأسلوب حياة متميّز، الشكر كلمة صغيرة مفعمة بمشاعر الإمتنان، يُقدّم للصغير والكبير، للرجل والمرأة بلا تمييز
17 أغسطس 2015 - 17:25 بتوقيت القدس

مدخل

بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ. بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ. الَّذِي يَفْدِي مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. الَّذِي يُكَلِّلُكِ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ. الَّذِي يُشْبعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ. (مزمور103: 1- 5).

الشكر - شكرا لك

الشكر هو اعتراف بالجميل والفضل، والإقرار بنعمة الله العظيمة التي نعيش فيها، وهو عادة جميلة وأسلوب حياة متميّز، الشكر كلمة صغيرة مفعمة بمشاعر الإمتنان، يُقدّم للصغير والكبير، للرجل والمرأة بلا تمييز. الشكر كلمة أو بضع كلمات قد تحلّ العديد من النزاعات والصراعات، وتقضي على روح التذمر.

الشكر واجب وليس حق، فلا أنتظر الشكر على خدمتي وما أقدمه للاّخرين، بل أعمل واجبي وفقا لمسؤوليتي أمام الله والناس. كما وأعبر عن مشاعر الامتنان الصادق الصاعدة من القلب بالشكر لمن قدّم لي خدمة مَن كان ومهما كان نوع الخدمة، فعندما أشكر، أعترف بفضل الآخرين عليّ وبالتالي أؤكد انتمائي للدوائر المجتمعية المتنوعة ابتداءً من عائلتي، أسرتي الصغيرة، ووصولا لإنسانيتي أسرتي الكبيرة. عندما أشكر أشجع وأحفز أصحاب المسؤولية والقادة على المثابرة في الخدمة والعطاء إذ يرون صدىً وتجاوبًا لخدمتهم.

روح الشكر تغذي روح السلام الروحي والنفسي والجسدي، والسلام الاجتماعي والبيئي، مناخ الشكر يجعل الإنسان سعيدًا وصحيحًا. فعندما أقدّر عظمة عمل الخالق في خليقته، يفيض قلبي بالشكر والتمجيد للرّب على حسن صنعه وإبداعه، فأبذل كل ما بوسعي للحفاظ على جودة البيئة التي أنعَم بها علينا، وعلى نظافتها وجمالها ورونقها لتخدمنا وتخدِم الأجيال القادمة فتكون سبب تمجيد للرّب.

الشكر، راحة بال وتميّز، ينبع ويصُبّ في هداوة البال، فيتعالى رذاذ مياه شلاله ليسموَ إلى سحاب التميّز.

لا يوجد فراغ في عالمنا، إما أن تكون شاكرًا أو متذمرًا، فمن يتذمر يملأ قلبه بالمرارة وتعتل صحته الروحية والنفسية والجسدية، ومن يشكر يقدّر عِظم النعم والعطايا، حتى تلك التي يعتبرها البعض بسيطة واعتيادية ومفروغًا منها، فيتناولها بقلب شاكر مما يضفي عليه جوًا متميزًا من راحة البال والسلام النفسي الدائم.

يُتبع...

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا