الشكر خطوات نحو السعادة (2) الشكر في "الكتاب"‏

تعرّف دائرة المعارف الكتابية الشكر بأنه "هو التعبير عن الحمد والثناء والاعتراف بالجميل والإجلال لله". ‏تذكر كلمة "شكر" ومشتقاتها في العهد الجديد، عهد النعمة، 57 مرة...
24 أغسطس 2015 - 13:48 بتوقيت القدس

الشكر خطوات نحو السعادة

‏"اِحْمَدُوا الرَّبَّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. أَخْبِرُوا فِي الشُّعُوبِ بِأَعْمَالِهِ‎.‎‏" (أخبار الأيام 16 : 8)‏

تعرّف دائرة المعارف الكتابية الشكر بأنه "هو التعبير عن الحمد والثناء والاعتراف بالجميل والإجلال لله". ‏

في هذا المجال ستقتصر المراجعة على كلمة "شكر" ومشتقاتها دون الرجوع لمرادفاتها وذلك لضيق المجال. ‏

من خلال البحث في موقع   ‏http://www.enjeel.com‏ ، نجد انه في العهد القديم تذكر كلمة "شكر" 13 مرة وتأتي غالبا ‏مقترنة بالذبائح والقرابين والتقدمة، (ذبائح شكر (8 مرات)، قرابين شكر (2)، تقدمة شكر (1)). لقد كانت بعض ‏الذبائح والقرابين في العهد القديم تقدم تعبيرًا عن شكر الإنسان لخالقه، ويقول في ذلك القديس اغسطينوس "من مخزن ‏القلب نقدّم بخور الشكر، ومن مخزن الضمير الصالح نقدم ذبيحة الإيمان. فكل ما تقدمه فليكن ملتهبًا بالحب."‏

كما وتذكر كلمة "شكر" ومشتقاتها في العهد الجديد، عهد النعمة،  57 مرة.  ‏

شكر الرّب يسوع على الطعام، شكر على السبع خبزات والسمك (مت15: 36، مر8: 6، يو6: 11 و 23) ، وعلى الخبز في ‏العشاء الأخير (لو22: 19)، وعلى الشراب (الكأس) (مت26: 27، مر14: 23، لو22: 17)، وشكر  الآب لأنه يسمع له في ‏صلاته عند قبر لعازر (يو11: 41).‏

وقد نبهنا يسوع في مَثَل الفريسي والعشّار (لوقا 18: 11) من الشكر غير المقبول وغير المرضي عند الله، أي شُكر التكبّر كما ‏ظهر في صلاة الفريسي المتعجرف، فصلاة الشكر النابعة من الكبرياء هي مرفوضة من قبل الرّب وبالتالي لا يستمع لها الرّب ‏بل بالأحرى تكون مكروهة من الرًب، إذ قال الفريسي "اللهم أنا أشكرك أني لست مثل باقي الناس..."‏

في سفر أعمال الرسل يعرفنا بولس الرسول على أهمية الشكر للولاة والسلاطين فيقدم بولس للوالي فيلكس الشكر في كل ‏مكان وزمان على ما يعمله من مصالح لأجل الأمة (أع 24: 3)، وبولس شكر على الخبز (الطعام) (أع27: 35) وشكر الله على ‏رؤيته للأخوة الذين خرجوا لاستقباله وتشجّع (أع28: 15).‏

وفي الرسالة إلى أهل رومية يشكر بولس الله بيسوع المسيح على إيمان الإخوة المنادى به في كل العالم (رو1: 18) وشكر الرّب ‏على التحوّل الذي حصل مع المؤمنين الذين كانوا عبيدًا للخطية ولكنهم تغيّروا وأطاعوا الرّب من القلب (رو6: 17)، ‏ويعلمنا أن نشكر الله بيسوع ربنا في كلّ شيء (رو7: 25، و14: 6) كما وعبّر عن شكره وشكر الكنائس لمن يضحي ويقدم من ‏أجل خدمة الرّب (رو16: 4). وينبهنا من الذين تمادوا في عدم شكرهم لله بالرغم من معرفتهم له، بل حمقوا في أفكارهم ‏وأظلم قلبهم الغبي (رو1: 21).‏

كما يتابع بولس في الشكر في رسالتي كورنثوس، إذ يشكر الرسول على نعمة الله المعطاة للمؤمنين (1كو1: 11) وعلى ‏المواهب (1كو14: 18) وعلى الغلبة التي نحصل عليها بالمسيح يسوع (1كو15: 57) وعلى قيادة الرّب لنا في موكب نصرته كل ‏حين ليظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان (2كو2: 14). ويؤكد على أهمية اشتراك الجميع بالشكر والصلاة (2كو1: 11) ‏وأنّ النعمة والخدمة تزيد الشكر لمجد الله (2كو4: 15 و 2 كو 9 : 11 و12) وبالتالي نرفع صوتنا مع الرسول قائلين " ‏فشكرًا لله على عطيته التي لا يعبّر عنها " (2كو9: 15).‏

ويتابع الوحي في العديد من الرسائل التي كتبها الرسول بولس بزخم من الآيات عن الشكر، فيوضح أن العديد من الأمور ‏مثل كلام السفاهة والهزل لا تليق بالمؤمن، بل بالحري يليق بنا الشكر (أف5: 4) ويشكر الرّب إلهه في  كل ذكر له لمن ‏يرسل لهم رسائله (في 1: 3 ، 1 تس1: 2، 1تس2: 13 ، 1تس3: 9 ، 2تس2: 13، 2تي1: 3، فل1: 4)، ويحثنا أن لا نجعل الهَمّ ‏أسلوب حياة، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء المشفوعين بالشكر لتعلم طلباتنا لدى الله (في4: 6 ، كو4: 2)، وأن نقدم ‏الشكر لله في كل حين (كو1: 3)، وأن نكون متفاضلين بالشكر: أي مكثرين وفائضين بالشكر (كو2: 7)، وأن نشكر في كلّ ‏شيء (1تس5: 18)، ويشكر الرسول المسيح الرّب الذي قواه وحسبه أمينًا إذ جعله للخدمة (1تي1: 12)، كما أننا بالشكر ‏نخدم الرّب (عب12: 28)، ويؤكد أن الأطعمة قد خلقها الله لنتناولها بالشكر (1تي4: 3)، ويضيف "أن كل خليقة الله جيّدة ‏ولا يُرفضُ شيءٌ إذا أخذ مع الشكر" (1تي4: 4)، ويطلب "أول كلّ شيء أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل ‏جميع الناس" (1تي2: 1).‏

يكشف لنا يوحنا الرائي في خاتم أسفار الكتاب المقدس، أنّ السماء بكل ما فيها تعلن المجد والكرامة والبركة والحكمة ‏والقدرة والقوة للرّب وتقدم الشكر لإلهنا، للجالس على العرش الحيّ إلى أبد الآبدين (رؤ4: 9 و 7: 12)، ويسجّل لنا ترنيمة ‏وسجود الشكر الذي قدمه الأربعة والعشرون شيخًا الجالسون أمام الله "قائلين نشكرك أيها الرّب الإله القادر على كل ‏شيء الكائن والذي كان والذي يأتي لأنك أخذت قدرتك العظيمة وملكت" (رؤ7: 11).‏

 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. القس عبده 28 نوفمبر 2019 - 15:07 بتوقيت القدس
الشكر الشكر
الرب يبلرككم علي هذا التامل لكن تعلي بسيط ان الذي شكر الوالي في أعمال 3:24 هو ترتلس وليس بولس
1.1. عزيز دعيم 29 نوفمبر 2019 - 08:36 بتوقيت القدس
شكر
اشكرك على قراءة المقال وعلى دقة الملاحظة تعليقك وملاحظتك صحيحة وفي مكانها باركك الرب