أمهات يصنعن فرقًا

أتساءل ان كانت حواء، أول امرأة وأول أم في التاريخ، تعرف ماذا كانت تتوقع عندما جاء الوقت لتلد قايين؟ هل كانت خائفة من عملية الولادة أم خائفة من المسؤولية الكبيرة التي ستقع عليها؟
21 مارس 2013 - 17:28 بتوقيت القدس

أتساءل ان كانت حواء، أول امرأة وأول أم في التاريخ، تعرف ماذا كانت تتوقع عندما جاء الوقت لتلد قايين؟ هل كانت خائفة من عملية الولادة أم خائفة من المسؤولية الكبيرة التي ستقع عليها؟

كان لها عدة اولاد وبنات ولكن الكتاب يذكر لنا اسماء ثلاثة منهم وهم قايين وهابيل وشيث. قايين قتل هابيل وهكذا تكون حواء أول أم في التاريخ تفقد ابنها موتًا وفقدت الثاني لأنه ضاع وكان بريًا. ولكن يعلمنا الكتاب المقدس أنه من خلال شيث، بدأت الناس تدعو باسم الرب.

أُعطِي للمرأة مسؤولية تربية الاولاد منذ أيام حواء. فبالإضافة لمسؤولية الحمل والولادة، تهتم الأم بالأولاد فتطعمهم وتحميهم وتربيهم. لذا فللأمهات قدرة ملحوظة على تغيير العالم من خلال أولادهن.

يتكلم الكتاب المقدس عن عدة أدوار ومسؤوليات للأم من خلال بعض الامهات في الكتاب المقدس. دعونا نتأمل فيها.

أولاً، الأم التي تقي وتحمي
يذكر لنا الكتاب المقدس في سفر الخروج 2: 42 عن يوكابد أم موسى حيث يقول:
وذهب رجل من بيت لاوي واخذ بنت لاوي. 2 فحبلت المراة وولدت ابنا. ولما راته انه حسن خبأته ثلاثة اشهر. 3 ولما لم يمكنها ان تخبئه بعد أخذت له سفطا من البردي وطلته بالحمر والزفت ووضعت الولد فيه ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر. 4 ووقفت اخته من بعيد لتعرف ماذا يفعل به.
إن ما فعلته أم موسى كان مخاطرة كبيرة بهدف حماية إبنها من الخطر. كانت أمه مستعبدة من قبل شعب مستوحش بحيث كانت خطة المصريين السيطرة على العبرانيين من خلال السيطرة على الذكور حيث قال ملك مصر في خروج 1: 16:حينما تولدن العبرانيات وتنظرانهن على الكراسي.ان كان ابنا فاقتلاه وان كانت بنتا فتحيا. لكن القابلات لم يطعن امر فرعون فنما الشعب العبراني بالعدد والقوة.

وضعت يوكابد ابنها موسى في سلة كي تحميه ووضعت السلة في نهر النيل وسلمته لحماية الرب. راقبت اخت موسى ماذا سيحصل لأخيها، حتى رأت ابنة فرعون تنتشله من الماء فعرضت أم موسى نفسها لكي ترضعه وبالتالي اصبحت أمه مرضعته.

تحمي الامهات في كثير من الأوقات أولادها جسديَا ومن كثير من الأخطار. وايضًا تحمي الأمهات الأولاد من الإنزلاق الأخلاقي فتعلمهم الفرق بين الصواب من الخطأ فبذلك يحمين أولادهن روحيًا خاصة حين تكون الأم مؤمنة تابعة للمسيح، فتعلم أولادها محبة الرب منذ الصغر.

ثانيًا، الام هي التي تدعم
يتحدث الكتاب في1 صموئيل 1: 24- 28 عن حنة حيث يقول:
ثم حين فطمته اصعدته معها بثلاثة ثيران وايفة دقيق وزق خمر واتت به الى الرب في شيلوه والصبي صغير. 25 فذبحوا الثور وجاءوا بالصبي الى عالي. 26 وقالت اسالك يا سيدي.حية هي نفسك يا سيدي انا المراة التي وقفت لديك هنا تصلي الى الرب. 27 لاجل هذا الصبي صليت فاعطاني الرب سؤلي الذي سالته من لدنه. 28 وانا ايضا قد اعرته للرب.جميع ايام حياته هو عارية للرب.وسجد هناك للرب.

لقد صلت حنة لعدة سنوات لكي يعطيها الرب إبنًا بعدما كانت عاقرًا. بعد سنوات من التضرع، أعطاها الرب ابنًا ونراها بدورها قد اعطته للرب كما ورد في العدد 20 من نفس الاصحاح. فكما تعهدت أمام الرب أنها ستعطي إبنها للرب في حال استجاب تضرعاتها وأعطاها ابنًا، فعندما كبر صموئيل، اخذته الى الهيكل ليصبح مع الكهنة ويكون خادمًا للرب. واستمرت حنة بعد ذلك في دعم صموئيل في عمل الرب.
هناك ثلاثة أشياء يمكن أن نتعلمه من حنة:
• يستجيب الله الصلوات بخصوص اولادنا.
• اولادنا هم عطية من الرب فعلينا ان نقدمهم للرب ليستخدمهم كما يشاء هو.
• علينا أن نساعد أولادنا ان يحققوا مشيئة الله في حياتهم.

ثالثا، الام هي التي ترشد
يخاطب الرسول بولس تلميذه تيموثاوس في 2 تيموثاوس 1:3-5 ويستخدم مثال والدته افنيكي حيث يقول:
3 اني اشكر الله الذي اعبده من اجدادي بضمير طاهر كما اذكرك بلا انقطاع في طلباتي ليلا ونهارا 4 مشتاقا ان اراك ذاكرا دموعك لكي امتلئ فرحا 5 اذ اتذكر الايمان العديم الرياء الذي فيك الذي سكن اولا في جدتك لوئيس وامك افنيكي ولكني موقن انه فيك ايضا.

من هي افنيكي؟ هي ام استطاعت ان تغير العالم من خلال اولادها!

كان تيموثاوس صديقًا مقربًا من بولس الرسول وكان واحدًا من مساعديه في جميع رحلاته التبشيرية. اعتمد بولس عليه كثيرا في خدمته. فنراه مع بولس في اعمال اعمال 16: 1-3

1 ثم وصل الى دربة ولسترة واذا تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس ابن امراة يهودية مؤمنة ولكن اباه يوناني. 2 وكان مشهودا له من الاخوة الذين في لسترة وايقونية. 3 فاراد بولس ان يخرج هذا معه فاخذه وختنه من اجل اليهود الذين في تلك الاماكن لان الجميع كانوا يعرفون اباه انه يوناني.

ونراه رفيقًا مخلصًا لبولس حتى بعد أن سجن في روما. كان تيموثاوس يهوديًا وقد سمعت جدته وأمه عن المسيح من قبله وقبلوه فتوارث تيموثاوس إيمان جدته وأمه، اللتين كانتا مثالاً أمامه، حيث علموه كلمة الرب.

أيتها الأمهات والجدات. عليكن تعليم اولادكنّ واحفادكنّ كلمة الرب قبل ان يعلمهم العالم طرقه الشريرة. يجب أن يسمعوا عن المسيح منكنّ أولاً، قبل أن يسمعوه من القسس والخدام. شجعوهم حضور الكنيسة ليتعلموا هناك كلمة الرب من صغرهم لأن الكتاب يقول: فاذكر خالقك في أيام شبابك قبل ان تأتي أيام الشر . جامعة1: 12

رابعًا، الام هي مثال الاخلاص و الوفاء
عندما صُلب الرب على الصليب، كانت القديسة المطوبة مريم أمه هناك حيث يذكر يوحنا في انجيله ويقول: وكانت واقفات عند صليب يسوع امه واخت امه مريم. يوحنا ١٩: ٢٥

وقفت القديسة مريم هناك بجانب الصليب وكانت مخلصة ووفية لابنها حتى موته، رغم عدم إدراكها الكامل لما يحدث.

لدى الامهات القدرة العجيبة بانه مهما مر الابناء في ظروف وتغييرات أو حتى أنهم قاموا بأمور لا تروق للأمهات من قلة وفاء وجحود، تبقى الأمهات وفيات مخلصات لهم. الامهات لا يستسلمن! لا يعني هذا الكلام بانهم يرضوا عن اخطاء أولادهنّ. فالحقيقة ان الكثير من تصرفات الأولاد تعطي الحق للأمهات بان يتخلوا عن أولادهن، لكن قلب الأم مخلص ووفي لأولادهن حتى ان ابتعدوا وضلوا عن الطريق.

في هذا اليوم، اقدم الشكر للرب لأجل امهاتنا اللواتي حمونا ودعمونا وارشدونا وكنّا مخلصات لنا في كل مسارات الحياة، مهما آلت اليه الظروف ومهما قمنا به، ليس لأننا نستحق بل لأن الله خلق للأمهات قدرة خاصة للتغيير وأعطانا نعمة خاصة في أعينهنّ، فله كل المجد.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. القس اشرف ابيشاي 23 مارس 2013 - 08:10 بتوقيت القدس
مقال رائع مقال رائع
مقال رائع مبارك اخذت منه مادة لعظاتي في هذه الايام ...الرب يباركك ويكافئك لتكثر من مثل هذه المقالات الغنية بالمادة الكتابية حيث الفائدة والدسم ......بالمناسبة افتقدنا لمقالات " الصخر المنصور " لماذا احتجبت ؟ اكيد خير ....استراحة المحارب ليعود اكثر قوة وبركة الرب يبارك هذا الموقع وكل العاملين والتاعبين في الرب والي الامام