تعلَّم-ي بحور الشعر (5) الكامل

الكاملُ بتامِّه ومجزوءاته من أبسط بحور الشعر ومن أكثرها استعمالًـا في الشعر العربي، القديم منه والحديث. له ثلاث أعاريض وتسعة أضرُب كانت وراء تسميته كاملًـا، إذ فاق بعدد الأضرب ما لبحر غيره.
15 يونيو 2012 - 12:52 بتوقيت القدس

كُلَّما ذهَبَتْ حبيبتي للتسوُّق عادت وفي سلَّتها عناقيدُ عِـنب؛ إذ لفت انتباهها يومًا قولي: سارتاه! العـنب يُفرحُ قلبي. قالت: معروفة فوائد العـنب فماذا ستضيف عليها؟ قلت: حين تصِلُ نكهته سقف فمي، أتذكرّ أيّام المدرسة الإبتدائيّة؛ كنت أذهب إليها ماشيًا ورائحة العنب، المتدليّة أغصانه من سياج حديقة كل بيت، تحاصرني من رصيف إلى رصيف. وهناك روائح أخرى يذكّرني كل منها بشيء ما، كلقاء مع صديق قديم وسفرة قصيرة إلى مصيف شقلاوة- شماليّ العراق- وحادثة حصلت قدّامي سارّة أو مؤسفة

أمّا قراءتي أبياتًا من بحر الكامل فأوّلُ ما يخطرُ في ذهني أنّ هذا البَحْرَ هو بحْرُ الله؛ لأنّ الله، جَلَّ قدْرُهُ، كامل. خلق الإنسان على صورتِه وسعى منذ بداية الخلق إلى أن يكون إنسانهُ كامِلًـا مثله: {ولمّا كان أبرامُ ابن تسع وتسعين سنة، ظهَـرَ الرَّبُّ لـأبرام وقال له: أنا الله القدير، سِرْ أمامي وكُنْ كامِلًـا}- تكوين 1:17 وأبرام، لمن لا يعلم، هو إبراهيم في ما بعد. وما أحلى نشيد موسى النبي في مسامع الشعب: {أنصِتي أيتها السموات فأتكلَّم ولتسمعِ الأرضُ أقوالَ فمي. يهطل كالمطر تعليمي ويقطر كالندى كلامي. كالطَّلِّ على الكلـأ وكالوابل على العُـشب. إني باٌسْم الرَّبِّ أنادي. أعطوا عظمة لإلهنا. هو الصَّخرُ الكاملُ صَنيعُهُ. إنَّ جميعَ سُبُلِهِ عَـدلٌ. إلهُ أمانة، لا جُورَ فيه، صِدِّيقٌ وعادلٌ هُوَ...}- التوراة، سِفر التثنية 32: 1-4 وكان يشوع بن نون مع موسى حينما ألقى النشيد. وفي هذا النشيد شِعْرٌ إلهيّ راقٍ، ما أروعه! ليت الشعراء يقتدون به

ليس ما تقدّم فحسْب؛ بل قدّم الله “تعالى” للبشر أعظم دليل مادِّيٍّ على كماله يوم تنازل من أجْلهم مُتجسِّدًا بشخص يسوع المسيح له المجد. فما أعظم نبوءة إشَعْياء النبي المدوَّنة في الأصحاح الـ 53 في العهد القديم وما أعظم أقوال المسيح وأعماله في العهد الجديد. ووا عجبًا كيف لا يتوق الإنسان إلى الكمال ولا يفكِّر فيه؟ قال الرَّبُّ يسوع: {فكونوا أنتم كاملين كما أنّ أباكم الذي في السَّماوات هو كامل}- مَتّى 48:5 من الموعظة على الجبل. ومن الوحي الإلهي بلسان بولس الرسول: {كُلُّ الكتاب هو مُوحىً به من الله ونافعٌ للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البِرِّ، لكي يكون إنسانُ الله كاملًـا مُتأهِّبًا لكلِّ عمل صالح}- 2 تيموثاوس 3: 16-17

هوذا الشّاعر المتنبي يتوق إلى الكمال بقوله

وإِذا أَتتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ * فهِيَ الشَّهادَةُ لي بأنِّيَ كامِلُ

إنما النقص الذي في الإنسان مُلقًى على عاتقه، هو الملامُ على كل نقص فيه. فعليه اكتشاف مواقع النقص لتصحيحها، لأنّ الله قد صيّرَه كامِلًـا على صورته، ذكرًا وأنثى، بدون نقص وبدون عيب. فقيمة الإنسان عند الله عظيمة، بل هي العظمى، إذ فاقت جميع القيم التي أعطى لسائر الخلق. فلماذا ينتقص الإنسان من قيمة أخيه الإنسان ويحطّ من قدره؟ إنما قيمته لا تقدَّرُ بثمن ولا تُعادَل بقيمة حيوان أو نبات أو جماد؛ عندما أصعَدَ إبراهيمُ كبشًا عِوضًا عن ابنه إسحق، بأمر الله- تكوين:22 كان الكبش رمزًا للمسيح الفادي وليس معنى الفِدية معادلة قيمة إسحق بكبش أو خروف

وهوذا امرؤ القيس الشاعر لم يرضَ من بني أسد الذين قتلوا والده حِجْر (بن الحارث بن عمرو الكِنديّ) بأيّة فدية (1) بل أخبَرَهُم: (أنّ دم حِجْر لا يُعتاض بجمَلٍ أو ناقة. وأنه لا بُدَّ من أخذه بالثأر) عِلمًا أنّ والده كان من ملوك مملكة كِـنْدة- وهي قبيلة قحطانيّة عُرفت بكندة الملوك. فأيًّا كان سبب قيام بني أسد بقتل حجر فإنَّ الثأر ليس حلًّـا اليوم بين الناس. والجدير ذكره هو أن شعوب العالم الرّاقي لو ضيَّعت أوقاتها في طلب الثأر، من حروب وقعت بينها، لما تقدَّمت وتطوَّرَت. أمّا من وجهة نظر مسيحيّة فإنّ الإنسان الذي تذهب لأخذ الثأر منه، لأنه قتل أخاك، هو أخوك أيضًا لو تأمّلت وتفكّرت، أخوك بالإنسانية. فإن قتلتهُ مثلما قتل أخاك فإنك تخسر أخوَين. ربّما يؤدي قتله إلى قيام أخيه بمحاولة لقتلك. ثمّ يأتي آخر ليقتله والسلسلة لا تنتهي، لكنّ التفكير السليم بالجلوس إلى مائدة المفاوضة كفيل بإنهائها وحسم النزاع

ومن المؤسف أن أقرأ أنّ أربعة أبيات من الشعر قد ساوت حياة إنسان؛ عن لسان الزهراء أخت كُليب (والمهلهل) بعدما لطمها زوجها- لبيد بن عنبسة الغـسّانيّ- على وجهها لطمة أعْـشتْ عينيها فخرجت باكية إلى كُليب وهي تقول

ما كنت أحْسَـبُ والحوادثُ جَمَّة * أنَّا عبيدُ الحَيِّ مِن قحطانِ

حتى أتتني مِن لبيدٍ لطمة * فعَـشَـتْ لها مِن وَقعِها العَـينانِ

إنْ ترْضَ أسْـرة تغلبَ اٌبنة وائلٍ * تلك الدنيَّة أو بنو شـيبانِ

لا يَبْرَحُوا الدَّهْرَ الطَّويل أذِلَّة * هدل الأعِنَّة عند كلِّ رِهانِ

وتدلّ الرواية على وجود ترسُّبات في ذهن كليب من سوء سيرة لبيد الذي كان عامل ملوك حِمْيَر على بني ربيعة (2) حتى بلغ حقد كليب ذروته بعدما سمع قول أخته ورأى أثر اللطمة. فأخذته الحَمِيّة وسار إلى لبيد فهجم عليه وقتله، ثمّ أنشد- من بحر الخفيف: إن يكُنْ قـتْـلُنا الملوكَ خطاءً * أو صوابًا فقد قـتَـلْنا لـبـيدا... إلخ

أمّا المؤسِف جدًّا فهو أن تساوي قيمة الإنسان حرفين من الأبجديّة هما «لا» حين يقولها أمام حاكم دكتاتور في يوم بؤس أو نعيم. فيحكم الثاني على الأوّل بالموت. لذا أطالب اليوم كلّ دكتاتور بإطلاق سراح السجناء السياسيين، لا إطلاق سراح مجرمين قتلة، على مزاجه وتحت مظلَّة “مَكرُمَة” العفو العامّ أو الخاصّ

خامِسًا: بَحْرُ الكامِل

إنَّ بيت المتنبي المذكور أعلى وأبيات الزهراء من الكامل. والكاملُ بتامِّه ومجزوءاته من أبسط بحور الشعر ومن أكثرها استعمالًـا في الشعر العربي، القديم منه والحديث. له ثلاث أعاريض وتسعة أضرُب كانت وراء تسميته كاملًـا، إذ فاق بعدد الأضرب ما لبحر غيره. أمّا تفعيلته الأساسية: مُتَـفاعِلُنْ- ستّ مرّات، هي أجزاء الكامل التام

أوَّلًـا: العروض الأولى الصحيحة مُتَـفاعِلُنْ التي لها ثلاثة أضرُب

الأوّل مِثلها؛ أي مُتَفاعِلُنْ مُتَفاعِلُنْ مُتَفاعِلُنْ * مُتَفاعِلُنْ مُتَفاعِلُنْ مُتَفاعِلُنْ

كقول الشاعرة ولّـادة بنت المستكفي التالي (عندما ظهر لها أنّ ابن زيدون، الذي عاش حياته في أواخر العهد الأموي بالأندلس، يميل إلى جارية سوداء وبديعة القوام. فكتبت إليه)- عن «نُزهة الجُلساء في أشعار النساء» للإمام جلال الدين السّيوطي

لو كنتَ تُنصِفُ فِي الهوى ما بيننا * لمْ تهْوَ جاريَتي ولمْ تتخيَّرِ

وتركتَ غُصْنًا مُثمِرًا بجمالِهِ * وجَنحْتَ للغُصْنِ الذي لمْ يُثمِرِ

ولقد عَـلِمْتَ بأنني بَدْرُ السَّما * لكنْ وَلَعْـتَ لِشَـقوتي بالمُشتري

عِلمًا أنّ كوكب المشتري معروف منذ قديم الزمان

أمّا تقطيع البيتين الأوّل والثالث

لوكنتَتُنْ- صِفُفِلْهَوا- مابيننا * لَمْتهْوَجا- رِيَتِيْوَلمْ- تَتَخَـيْيَرِي

مُسْـتَفْعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ- مُسْـتَفْعِلُنْ * مُسْـتَفْعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ

مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ- مُسْـتَفْعِلُنْ * مُسْـتَفْعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ- مُسْـتَفْعِلُنْ

ملاحظة: 1. يدخل في بحر الكامل الإضمار مُسْـتَفْعِلُنْ (المنقولة من مُتْـفاعِلُنْ بعد إسكان تائها) عوضًا عن مُتَـفاعِلُنْ، في أيٍّ من الأجزاء السِّتَّة، حتى الجزء الأخير [لاحِظ-ي الجزء الأخير من البيت الثاني (بالمُشتري: مُسْـتَفْعِلُنْ) فمِن أجْلِهِ آثرتُ تقطيع البيت] لكنْ بشرط واحد؛ هو ضرورة وجود مُتَـفاعِلُنْ مرّة واحدة في الأقلّ في كلّ بيت، للحفاظ على هويّة الكامل ولمنع التباسه مع بحر الرَّجَز الذي تفعيلته الأساسيّة مُسْـتَفْعِلُنْ 2. زعَمَ العَروضيّون أنّ بحر الكامل يجوز فيه قليلًـا الوقص مَفاعِلُنْ (بحذف تاء مُتَـفاعِلُنْ) والخزل مُفتَعِلُنْ الناتجة من الإضمار والطَّيِّ. فلعلَّ الأصحَّ هو الرأي التالي: رُبَّما جاز الوقص والخزل في الكامل، بصورة ما لدى قليل من الشعراء القدامى، لكنّهُما غيرُ مُستحَبَّين في الكامل. إنما التفعيلتان مَفاعِلُنْ ومُفتَعِلُنْ مقبولتان ومستحَبَّتان في بحر غيره كالرَّجَز والسِّريع

من أشهر الأمثلة على ما تقدّم؛ مُعلَّقة عنترة بن شدّاد. مطلعُها

هَلْ غادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ * أمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْـدَ تَوَهُّـمِ

ولعنترة بيتان آخران معروفان، على وزن المُعلَّقة وقافيتها، في كتاب «شرح ديوان عنترة» للخطيب التبريزي. غنَّتهما السيدة فيروز

ولقد ذكَرتُكِ والرِّماحُ نواهِلٌ * مِنّي وبِيضُ الهِندِ تَقطُرُ مِن دَمي

فوَدَدْتُ تَقبيلَ السُّـيوفِ لأَنَّها * لَمَعَـتْ كبارِقِ ثَغْـرِكِ المُتَـبَسِّمِ

مثالًـا آخر؛ مُعلَّقة لبيد بن ربيعة العامري. مطلعُها

عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فمُقامُهَا * بمِنَىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَا فرِجَامُهَـا

أعجِبَ بها د. طه حسين ولا سيَّما البيت التالي

وجَلا السُّيولُ عن الطُّلول كأنها * زُبُرٌ تُجدُّ مُتونَها أقلامُها

فقال: [وقد زعموا أنّ الفرزدق سَـمِعَ قومًا يُنشدون مُطوَّلة لبيد فلمّا اٌنتهوا إلى قوله (وجَلا السُّيولُ...) سَجَدَ. فأنكر الناس منه ذلك وقالوا: ما هذا يا أبا فراس؟ قال: أنتم تعرفون سَـجْدَة القرآن، وأنا أعرف سجدة الشِّعْـر. وكانت في الفرزدق محافظة بدوية لا تخلو من دعابة. قال صاحبي: لو لم يكن في هذا البيت إلّـا هذه الموسيقى التي تأتي من المُلاءَمة بين كلمة السيول والطلول لكان الفرزدق خليقًا أن يَسْجُدَ له! فكيف بهذا التشبيه الجميل!] - حديث الأربعاء ج 1 ص 50 سنة 1925 هذا بغضّ النظر الآن عن اٌدِّعائه بنحْل الشعر “الجاهلي” كي لا أطيل. راجع-ي ويكيپـيديا: طه حسين

- - -

الثاني مقطوع (مُتفاعِلْ) التي أرى من الأفضل أن ينقلها العروضيّون إلى فَعِـلاتُن، لأنّ جميع التفاعيل منتهية بحرف النون

مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ * مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ- فَعِـلاتُنْ

كما في قول الأخطل الكبير (3) متغـزِّلًـا

في صُورةٍ تمَّتْ وأُكمِلَ خلْقُها * للنَّاظِرِيـن كصُورةِ التمثالِ

تمَّتْ لِمَن نعَتَ النساءَ وأُكمِلَـتْ * ناهِيْكَ مِنْ حُسْـن لها وجَمالِ

فِـيْصُورَتِنْ- تمْمَتْوَؤكْ- مِلَخلْقُها * لِـنْناظِرِيـ- نِكَصُورتِتْ- تِمْثالِي

مُسْـتَفْعِلُنْ- مُسْـتَفْعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ * مُسْـتَفْعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ- فِعْـلاتُنْ

لاحظ-ي تِمْثالِي= فِعْـلاتُن، بإسكان العَين، يمكن نقلها إلى مَفعُـولُنْ؛ جائز ومستحَبّ في قصائد من هذا النوع

تمْمَتْلِمَنْ- نعَـتَـنْنِسا- أَوَؤكْمِلَـتْ * ناهِيْكَمِنْ- حُسْـنِنْـلَها- وَجَمالِي

مُسْـتَفْعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ * مُسْـتَفْعِلُنْ- مُسْـتَفْعِلُنْ- فَعِـلاتُنْ

مثالًـا آخر؛ من قصيدة الشاعر نزار قبّاني «أيَظُنُّ» غنّاها الموسيقار محمد عبد الوهاب وغنّتها السيدة نجاة الصغيرة

أيَـظُنُّ أنِّـي لُعْـبَةٌ بيَدَيْـهِ؟ * أنـا لا أفـكِّـرُ بالرّجـوعِ إليـهِ- عِئِلَـيْهِي: فَعِـلاتُن

اليومَ عادَ كأنَّ شيئاً لم يكُنْ * وبراءةُ الأطفالِ في عَـيْنيْهِ- عَـيْنيْهِي: فِعْـلاتُنْ

- - -

الثالث أحَذّ مُضْمَر: فَعْلُنْ، بإسكان العين. والحَذذ: هو حذف “عِلُنْ” من مُتْفاعِلُن أو من مُسْـتفعِلُن فتصير التفعيلة “مُتْـفا” أو “مُسْتَفْ“ فتُنقل إلى فِعْلُنْ. والحَذذ من العِلَل. أمّا الإضمار فهو إسكان عين فَعِلُنْ لتصير فَعْلُنْ. والإضمار من أنواع الزحاف المنفرد

مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ * مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ- فَعْلُنْ

ورد في «العقد الفريد» ج 5 للأديب الإمام ابن عبد ربِّه (من قرطبة ت 328 هـ 939 م) التالي: يومُ المُحِبِّ لِطولِهِ شَهْـرُ * والشَّهْـرُ يُحْسَـبُ أنهُ دَهْـرُ

بأبي وأُمِّي غادة في خَدِّها * سِـحْرٌ وبين جُفونها سِـحْرُ

الشمسُ تحسِبُ أنها شَمس الضُّحى * والبَدرُ يَحسِبُ أنها الـبَدرُ

لكني عثرت، في موقع الكتروني، على بيت مُدرَج بين هذه الأبيات، فيه خطأ نحوي

فسَلِ الهوى عنها يُجبْكَ وإنْ نأتْ * فسَلِ القفارَ (يُجيبُكَ) القفرُ

فالخطأ كامن في القول “يجيبُك” أمّا الصواب: يُجِبْكَ (مضارع مجزوم لأنه جواب شرط فعل الشرط- سَلْ) كالذي في شطر البيت. لذا قلت لا تجوز تمشية الوزن على حساب النحو. فقد أخطأ مَن ظنّ بالخطأ النحوي ضرورة شعرية

- - - - -

العروض الثانية حَذّاء فَعِلُنْ

ولها ضربان: الأوّل أحَذّ مثلها فَعِلُن؛ أي

مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ- فَعِلُنْ * مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ- فَعِلُنْ

يا صاحِبَيَّ عَصَيتُ مُصطبَحا * وغدوتُ للَّذّات مُطَّرِحا

ومُدامَةٍ سجَدَ الملوكُ لها * باكَرْتُها والدِّيكُ قد صَدَحا

صِرْفٍ إذا اٌستنبطتَ سَوْرَتَها * أدَّتْ إلى معقولِكَ الفرَحا

من شعر أبي نؤاس. والسَّورَة- بفتح السِّين: حِدَّة الخمر

- - -

الثاني أحَذّ مُضْمَر فَعْلُنْ؛ أي

مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ- فَعِلُنْ * مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ- فَعْلُنْ

ومُدامةٍ تحيا النفوسُ بها * جَلَّتْ مآثِرُها عن الوصْفِ

قد عُتِّقتْ في دَنِّها حِقبًا * حتّى إذا آلتْ إلى النِّصْفِ

سَلَبُوا قناع الطِّين عن رمَقٍ * حَيِّ الحياةِ مُشارفِ الحَتْفِ

من شعر أبي نؤاس أيضًا

مِثالًـا آخر؛ ما نُسِبَ لحاتم الطائي؛ أي: من المحتُمَل أنّ قائل التالي شاعر آخر

ناري ونارُ الجار واحدةٌ * وإليهِ قـبْلي تنزِلُ القِدْرُ

ما ضرَّ جارًا لي أجاورُهُ * أنْ لا يكون لبابهِ سِترُ

أعْـشو إذا ما جارتي بَرَزتْ * حتّى يُواريَ جارتي الخِدْرُ

ملاحظة: ورد التالي في قصيدة للشاعر عمر بن أبي ربيعة ت 93 هـ، 712 م

عَلق النَّوارَ فؤادُهُ جَهْلـا * وصَبا فلمْ تتركْ لهُ عَـقْـلـا

وتعَرَّضَتْ لي في المَسِير فما * أمسى الفؤادُ يرى لها مِثْـلـا

إلى قوله

فأجَبْتُها أنّ المُحِبَّ مُكلَّفٌ * فذري العتابَ وأحْدِثي بَذْلـا

فأجَبْتُها- أنْنَلمُحِبْ- بَمُكلْـلَفُنْ= مُتَـفاعِلُنْ * فذريلعِـتا- بَوَءَحْدِثي- بَذْلـا

فواضحٌ أنّ الشاعر في البيت الأخير قد خلط بين العروض الأولى مُتَـفاعِلُنْ (بَمُكلْـلَفُنْ) وبين العروض الثانية فَعِلُنْ، ما لا يجب على الشعراء الجدد فعله. عِلمًا أني عثرت للشاعر على مثل هذا البيت بين أبيات في قصائد آخرى من هذا النوع في بحر الكامل

ملاحظة أخرى: لا يجب الوقوع بالخطإ العَروضي التالي: وضْعُ القوافي التي على وزن فَعْلُنْ (مثالًـا: بَدْر) وغيرها التي على وزن فَعِلُنْ (مثالًـا: قمَر) في القصيدة نفسها

- - - - -

مجزوء الكامل

العروض الثالثة مجزوءة- مُتَـفاعِلُنْ، مثل الأولى؛ سمِّيَت مجزوءة لأنها تخصّ مجزوء الكامل فيجب أن تكون عروضُهُ مُتَـفاعِلُنْ. وهذه لها أربعة أضْرُب

الأوّل مِثلها؛ أي: مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ * مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ

مِثالًـا؛ من قصيدة للشاعر عمر بن أبي ربيعة

حَيِّ الرَّبابَ وتِرْبَها * أسماءَ قبلَ ذهابها

حَيْيِرْرَبا- بَوَتِرْبَها * أسْماءَقبْ- لَذهابها

مُسْـتَفْعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ * مُسْـتَفْعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ

إرْجِعْ إلَيْهَا بالَّذي * قالتْ برَجْعِ جَوابها

عَرَضَتْ علينا خُطّةً * مَشروقة برضابها

وتدلَّلتْ عندَ العِـتا --- بِ فمَرْحَبًا بِعِتابِها م= بيت مُدوَّر

مِثالًـا آخر؛ من قصيدة للشاعر معروف الرصافي، سخر بها من مجلس الشعب وقت الإنتداب البريطاني الذي كان مفروضًا على العراق؛ كان عضوًا وقد رآى مرّة أعضاء نيامًا خلال إحدى الجلسات- رحِم الله جَدِّي الذي أخبرني بما حدث وقتذاك

يا قومُ لا تتكلَّموا * إنَّ الكلامَ مُحَرَّمُ

ناموا ولا تستيقِظوا * ما فاز إلا النُّوَّمُ

وتأخَّروا عن كلِّ ما * يقضي بأنْ تتقدَّمُوا

ودَعُـوا التفهُّمَ جانبًا * فالخيرُ أنْ لا تفهَمُوا

أما السِّياسة فاٌتركوا * أبدًا وإلّـا تندموا

لاحظ-ي البيت الثاني؛ جميع أجزائه موزونة على مُسْـتَفْعِلُنْ ما لا يجوز في الكامل، كان ضروريًّا الإبقاء على مُتَـفاعِلُنْ واحدة في الأقلّ، كما تقدّم. فلو أنّ البيت قيل وحده لقال سامعُهُ مُصِيبًا بأنهُ من الرَّجَز. فلا يجب أن يحذو شاعرٌ جديد حذو الرَّصافي

- - -

الثاني مُذيَّل- مُتَفاعِلـاْنْ؛ أي: مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ * مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلـاْنْ

والتذييل: زيادة حرف نون ساكن على مُتَـفاعِلُنْ لتصير مُتَـفاعِلُنْنْ= مُتَـفاعِلـاْنْ

مثالًـا؛ من قصيدة للشاعر بَشّار بن بُرْد استشهد فيها بالصَّليب

ومَريضةٍ مَرَضَ الهوى * بَكَرَتْ بعَبْرَتِها تعِـيْبْ

ومَريضَتِنْ- مَرَضَلْهَوى * بَكَرَتْبِعَـبْ- رَتِهاتعِـيْبْ= مُتَـفاعِلـاْنْ

ورَفعْـتُ عندَ جوابها * صوْتِي وقدْ سَكَتَ المُرِيْبْ

إنّ الهمومَ تعَـلَّقتْ * حَوراءَ كالرَّشإ الرَّبيبْ

وَيْلِي على رَوَعانِهَا * ولِسانِها المَلِـقِ الخَـلُوبْ

فلقدْ شُعِـفْتُ بحُبِّها * شعَـفَ النَّصارى بالصَّليبْ

والشَّعَـف: شدّة الحُبِّ= الشَّغـف

- - -

الثالث

مُرَفَّـل- مُتَـفاعِلاتُنْ؛ أي: مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ * مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلاتُنْ

والترفيل: زيادة [تُنْ] على مُتَـفاعِلُنْ لتصير مُتَـفاعِلُنْتُنْ= مُتَـفاعِلاتُنْ

مثالًـا؛ من قصيدة لبَشّار بن بُرْد أيضًا

يا منظرًا حسَنًا رأيْتُهْ * مِن وجْهِ جاريةٍ فدَيْتُهْ

بَعَـثتْ إليَّ تسُوْمُني * بُرْدَ الشَّباب وقد طوَيْتُهْ

بَعَـثَـتْئِليْ- يَتسُوْمُني * بُرْدَشْـشَبا- بِوَقدْطوَيْتُهْ

مِثالًـا آخر؛ من قصيدة قالها لبيد بن ربيعة لاٌبن أخيه حين أحسّ الشاعر بالموت

دعني وما مَلكتْ يَمِيْـ --- نِي إنْ شدَدْتُ بها الشُّؤونا م

واٌفعَـلْ بمالِكَ ما بَدا * لَكَ مُسـتعِـينًا أو مُعِـينا

وإذا دَفنتَ أباك فاٌجْـ --- عَلْ فوقهُ خشَـبًا وطِينا م

ويسرّني بالمناسبة ذكر أبيات من قصيدة للشاعر الأخطل الصغير- بشارة الخوري- التي غنّاها الموسيقار فريد الأطرش

عِشْ أنتَ إنِّي مُتُّ بَعْدَكْ * وأطِلْ إلى ما شِئتَ صَدَّكْ

ما كان ضَرَّكَ لو عَدَلْـ --- تَ أمَا رأتْ عيناكَ قدَّكْ م

وجَعَلْتَ مِن جَـفنيَّ مُتَّكأً ومِن عَـينيَّ مَهْـدَكْ م

ورفعْتَ بيْ عَرشَ الهوى * ورَفعْتَ فوق العَـرش بَندَكْ

- - -

الرابع

مقطوع- فَعِلاتُنْ؛ أي: مُتَـفاعِلُنْ- مُتَـفاعِلُنْ * مُتَـفاعِلُنْ- فَعِلاتُنْ

وهو ضَرْبٌ رُبَّما اٌستُحدِثَ في الأندلس. فمثالًـا؛ مِن شعر ابن عبد ربّه

جَرَّعْـتني غصَصًا بها * كدَرَتْ عليَّ حياتي

أين الذين تسابقوا * في المجد للغاياتِ

قومٌ بهِمْ روعُ الحيا --- ة تردُّ في الأمواتِ م

وإذا هُمُ ذكروا الإسا --- ءة أكثروا الحَسَـناتِ م

وردت هذه الأبيات في كتاب «يتيمة الدهر» مؤلِّفه الأديب أبو منصور الثعالبي (ت 429 هـ 1038 م) لكن يجب التنبّه إلى ضرورة إبقاء مُتَـفاعِلُنْ، في الجزء الثالث أي في عجز البيت، بدون استخدام الإضمار- مُسْـتَفْعِـلُنْ- وإلّـا فإنّ مُسـتفعِـلُنْ فَعِـلاتُنْ من وزن المُجْتَثّ- البحر الرابع عشر في سلسلة بحور الشِّعْـر

- - - - -

الكامل والشِّعْـر الحـديث

لقد استفاد شعراء الحداثة من تفعيلة بحر الكامل الأساسيّة مُتَـفاعِلُنْ لانسيابيّة موسيقاها؛ حتى ابتكروا- واٌبتكرن- نوعًا جديدًا من الشعر سُمِّي «شِعْـر التفعيلة» لأنّ القصيدة كلّها موزونة على تفعيلة واحدة سَـلِسة. فمثالًـا مُتَـفاعِلُنْ؛ ما مَنعَ الإبتكارُ الجميل من إضمارها وترفيلها وتذييلها في القصيدة الواحدة. علمًا أنّهم استفادوا من تفعيلات أساسيّة لبحور أخرى، أهمَّها الوافر والرَّجَز والرَّمَل والمتقارب والمتدارك. فتسرّني، في مناسبة الحديث عن الكامل، الإشارة إلى قصيدة رائعة لشاعر كبير من روّاد الشعر الحديث هو بدر شاكر السياب (1926- 1964 م) عنوانها «غريب على الخليج» تمَّ نقش مقطع منها على مرمر شاهدة تمثاله الشّامخ على كورنيش شطّ العرب في البصرة. وقد استشهد الشاعر في هذا المقطع بآلام السيّد المسيح وبالصَّليب، لتصوير قسوة معاناته في سنين الغربة والمنفى- وهنا المقطع

الشمسُ أجْمَلُ في بلادي مِن سواها والظلام

حتى الظلامُ هناك أجْمَلُ فهْـوَ يحتضِنُ العراق

واحسرتاهُ متى أنام

فأحِسّ أنَّ على الوسادةِ

ليلَكَ الصَّيفيَّ طلًّـا فيه عِطرُك يا عراق

بين القرى المُتهيِّباتِ خطايَ والمدن الغريبهْ

غـنَّيتُ تُرْبَتكَ الحبيبهْ

وحَمَلتُها فأنا المسيح يجرّ في المنفى صليبَهْ

- - - - -

1
المُفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 3 ص 365 للعـلّـامة د. جواد علي
2
بتصرّف؛ من سيرة كُليب بن ربيعة (ت 494 م) التي في كتاب «شعراء النصرانية» ج 1 ص 151 للعـلّـامة الأب لويس شيخو اليسوعي
3
الأخطل التغلبي: أشعر شعراء العصر الأموي؛ بقِيَ نصرانيًّا طوال حياته وبقِيَ الصَّليبُ متدلِّيًا من رقبته حتى لُقِّب بـ ذي الصَّليب. مدَحَ الخلفاء الأمويِّين وولاتهم بينما هجا أعداءهم فعاش مُقرَّبًا إلى بني أميّة، مُعَزَّزًا ومُكرَّمًا. كان مُتحمِّسًا للفرزدق ضدّ جرير، لكنّ مُفرَدات هجائِهِ كانت أعفّ بكثير من مُفرَدات كلٍّ من الفرزدق وجرير

- - -

أخيرًا؛ شكرًا للمواقع الالكترونية النظيفة التي حصلت منها على المصادر المذكورة في مقالاتي. فإني متغرِّب ومكتبتي شبه خالية من المطبوعات العربية. لكني معتزّ بنسخة عربية من الكتاب المُقدَّس وبقاموس لغوي متواضع وبمعرفتي التي أميِّز بها صحّة المعلومة التي أعثر عليها من مصدر ما

* * * * *

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. مارتن كورش 15 يونيو 2012 - 11:48 بتوقيت القدس
التشبيه غير معقول! التشبيه غير معقول!
(وحَمَلتُها فأنا المسيح يجرّ في المنفى صليبَهْ) لا يمكن أن ننسى السياب كعراقيين. لكنه نسي نفسه هنا ورفعها الى مستوى الرب يسوع وقارن بين معاناته ومعناة الرب. وكذلك سبقه في هذا التشبيه الشاعر المتنبي. هذه النظرة متاتية من أنهم هؤلاء لا يؤمنون بتجسد والوهية الرب. يعتبرونه مجرد نبي. وحال هؤلاء يشبه حال المطرب الذي يقارن نفسه في معاناته مع حبيبته بمعاناة النبي أيوب. فتسمعه يغني قائلا: ولا أيوب صبر مثلي. أو يقول غيره صبري أكثر من صبر أيوب. خطاة يقلبون أنفسهم إلى أبرار ويتجرؤون ويشبهون أنفسهم بسبب معاناته بالرب. تقبل مداخلتي
2. رياض الحبيّب 15 يونيو 2012 - 13:42 بتوقيت القدس
الأخ مارتن كورش: شكرًا، سرّتني مداخلتك الأخ مارتن كورش: شكرًا، سرّتني مداخلتك
سلام ربّ المجد معك ومع سائر الأحبّاء في العراق العزيز سأبدأ من حيث انتهيت؛ إني أتقبّل جميع المداخلات، لأنها تؤدي إلى إثراء المقالة أمّا بعد فإني أحترم مداخلتك وأشكرك عليها، بل قمت بالتصويت الإيجابي لها ووضعتها على إحدى ضفتي شطّ العرب؛ إنك تعترض على المتنبي والسياب لأنهما- من وجهة نظرك- قد شبَّها نفسيهما بشخصيّة السيد المسيح له المجد، في وقت لم يُؤمِنا بألوهيّة الربّ يسوع ولا بالتجسّد الإلهي. فماذا على الضفة الأخرى من الشطّ؟ أوّلًـا: لم يحصل كل من الشاعرين على التبشير الكافي والمعلومات الكتابية اللازمة كما حصلنا نحن- أنت وأنا، علمًا أن التبشير نفسه ليس سهلًـا لا في الماضي ولا الحاضر وسط ثقافات أخرى ومعتقدات مختلفة ثانيًا: يشرّفني أن يكون المسيح المثل الأعلى لجميع الشعراء الذين اسستشهدوا بمعجزاته وبآلامه، غير آبهين بالنقد الموجَّه لهم من أصدقائهم وزملائهم على اختيار الرموز المسيحية- دون غيرها- لتوظيفها في قصائدهم وسائر آدابهم ثالثًـا: ليتك تتأمّل قليلًـا في معنى اعتراف الشاعر السياب بصلب السيد المسيح- والسياب (وغيره من المعترفين) من خلفية إسلامية. فالمسيح، بحسب القرآن، لم يُصْلَبْ أخيرًا؛ من الناحية الأدبيّة: تكفي شهادة المتنبي للمسيح طبيبًا لا يحتاج إلى طبيب؛ لم يقصد أن شخصيّته تشبه شخصيّة المسيح بشيء، لكن قصد المتنبي أنّ شعره قمّة الشعر الذي لا يستطيع أحد أن يضاهيه به مثلما طبّ المسيح هو قمّة الطّبّ. أمّا السياب (الذي عانى من المرض والحرمان وهو في الغربة أو المنفى ومات في عزّ الشباب) فقد قصد أنّ آلامه قد بلغت ذروتها ما لا يستطيع إنسان أن يتحمّل. فلم يجد أمامَه إنسانًا متوجِّعًا بقدر أوجاعه وأكثر منها لا في الواقع ولا في الكتب إلّـا المسيح. كما أن السياب بهذه الصورة الشعرية (وحَمَلتُها فأنا المسيح يجرّ في المنفى صليبَهْ) قد عكس فهمه الصحيح لمعنى الصّليب والمسيح الحيّ يبارك حياتك وحياتنا جميعًا
3. georgemn 19 يناير 2013 - 14:26 بتوقيت القدس
الوقص في متفاعلن الوقص في متفاعلن
في شعر التفعيلة هل يجوز ادخال زحاف الوقص علي متفاعلن الي مفاعلن حيث اني لم اجد هذا فيما قرأت من شعر بل كل ما يدخل على متفاعلن من زحاف هو الاضمار فتصبح مستفعلن
3.1. الكاتب 10 مارس 2013 - 12:53 بتوقيت القدس
جواز الوقص
سلامًا ونعمة. ذكرتُ في الملاحظة الأولى {2. زعَمَ العَروضيّون أنّ بحر الكامل يجوز فيه قليلًـا الوقص مَفاعِلُنْ (بحذف تاء مُتَـفاعِلُنْ) والخزل مُفتَعِلُنْ...} ولو كان العروضيّ الذي زعم ذلك شاعرًا لما أجاز الوقص (مفاعِلنْ) في بحر الكامل، ذلك في الشعر العمودي. أمّا في شعر التفعيلة فلا تختلف الحال في رأيي، لأنّ موسيقى البيت تضطرب قليلًـا وتلتبس مع موسيقى بحر الرجز. مع محبتي وتقديري