فصل من لقاء مع قسّيسة نرويجية

هو في الواقع فصل من فصول مختلفة، ليست كالفصول الأربعة التي درستها في علم الجغرافيا ولا الفصول الثمانية التي ألفتها فترة ما شماليّ النرويج، بالقرب من الله. إذ عرفت الله أكثر هناك فوق الدائرة القطبية بمئات الأميال.
30 ابريل 2012 - 10:50 بتوقيت القدس

هو في الواقع فصل من فصول مختلفة، ليست كالفصول الأربعة التي درستها في علم الجغرافيا ولا الفصول الثمانية التي ألفتها فترة ما شماليّ النرويج، بالقرب من الله. إذ عرفت الله أكثر هناك فوق الدائرة القطبية بمئات الأميال. ولا سيّما بعد رؤيتي الشمس تدور حول رأسي مشرقة بكامل قرصها بعد انتصاف الليل، كنت أنتظر نزولها تحت الأفق، ذهب انتظاري مع الريح أمّا الشمس فبقيت فوقه. كنت أقضي الوقت في صيد السمك على شاطئ الخليج القريب من محل إقامتي المؤقت، الشاطئ الذي ترسو فيه الباخرة هُرْتِيرُوتا المتدحرجة فوق أمواج البحر المحيط أربعة عشر يومًا بين شماليّ مملكة النرويج وجنوبيّها. وتحديدًا بين المدينتين شِرْكِنِس في الشمال وبَيْرْگِـن في الغرب. لقد بدأ الفصل بعدما تركت بلدي العراق، إذ ضيّق تخلّفه الحضاري عليّ الخناق، راميًا على ترابه العزيز سبع حصًى كي لا أحنّ ثانية إليه فأعود كأني مكسور الجناحين. وقررت، مجازفة مني، قطع تذكرة ذهاب فقط كلما ابتعدت متغرّبًا أكثر فأكثر وقدر المستطاع. لأن قطع التذكرة السياحية قد اقتضى، بحسب التعليمات وقتذاك، وجود حجز مرجّع. نجحت المحاولة في مطار عمّان متوجّهًا إلى بيروت عام 1993 كما نجحت في مطار أثينا متوجّهًا إلى بروكسل عام 1996 كنت أحب الطيران وكنت أصلّي داخل الطائرة بحرارة، خلال الإقلاع والهبوط، بدون محاولة لفت انتباه شخص جالس إلى جانبي- إن وُجد

لن يختلف المتنوّر والمتنوّرة معي على أن السفر من أنواع الثـقافة ولا بدّ من شيء ما يلفت المسافر والمسافرة سواء في داخل البلد وخارجه وفي مداخله ومخارجه؛ كالمطارات وأماكن انطلاق القطار وتوقفه (المسمّاة محطّات) ونقاط العبور والموانئ النهرية والبحرية. وقد لفتني في مطار أمستردام ذات مرّة جلوس فتاة شقراء أمام مقود الطائرة التي أقلّتني إلى أحد مطارات النرويج الذي كان محاطًا بالثلج من جميع الجهات شتاء العام 2005 وعند أعلى سُلّم الطائرة سألت المضيّفة عمّا تفعل تلك الحسناء في مركز القيادة. قالت: إنها الكابتن. قلت: منذ متى قادت المرأة الهولندية طائرة؟ قالت: أظن ذلك منذ العام 1996 لكن (مع ابتسامة) يمكنك التأكد من وسائل الإعلام عن المرّة الأولى. قلت في نفسي: يا إلهي هذه المرأة ستقلّ أزيد من مئة رجل على متن الطائرة بالإضافة إلى النساء والأطفال. هذه المرّة صلّيت خصوصًا من أجلها، حتى وصلنا بأمان وشكرت الله كثيرًا على سلامة الوصول. ثم علمت أن سيدة أميركية (بڤرلي برنز من مواليد 1949) هي الأولى بين النساء التي قادت طائرة في تموز- يوليو 1984 بل قادت طائرات ولا سيّما بوينگ 777 التي كانت في وقتها الأحدث طرازًا والأدق تقنية، حتى حصلت السيدة برنز على جوائز تقديرية عدة وميداليات. ليس هذا فحسب؛ بل تجرّأت المرأة على الملاحة في البحار والخلجان وعلى الطيران في الفضاء الخارجي، من يستطيع نسيان كارثة المركبة الأميركية تشالنجر التي سقطت سنة 2007 وفي ضمن طاقـمها سيّدتان اثنتان جريئتان؟

والآن؛ أريد أن أسأل العقلية المنصفة سؤالاً مشروعًا: هل تظن يا أخي أن إقامة القدّاس الإلهي ورفع الصلوات وممارسة سائر الشعائر الدينية صعبة على أمثال أولئك النساء؟ لقد التقيت عام 2008 مع قسّيسة؛ سيّدة نرويجية محترمة وجميلة، حسنة الجوهر والمظهر، مثقـفة وطليقة اللسان، أنهت دراستها في كليّة الفلسفة واللاهوت وتدربت في حقل الكهنوت، شأنها شأن قائدة الطائرة والمعلّمة والطبيبة والقاضية... إلخ حتى نالت الشهادة فعُيِّنت قسّيسة وراعية لإحدى الكنائس النرويجية. قصدتها بخدمة كنسيّة فأبدت استعدادًا جديرًا بالذكر والتقدير وهي تعلم أني من بلد غير بلدها ومن طائفة غير طائفتها ومن معدن غير معدنها. وقد اعتبرتها صاحبة فضل عليّ بمجرّد قبولها إسداء تلك الخدمة، لذا تشرفت بمعرفتها وبلقائها وهي ليست القسّيسة الأولى ولا الوحيدة بين النساء. فمن أعطاك الحق أيها الرجل الكاهن (أو الأسقف) لتمنع المرأة من ممارسة الكهنوت أو تعترض على رسامتها وأنت تعلم أنّ شأنها شأنك؟ إني أحترم الحجج التي تفضّلت بها وربّما استطعت أن تقنع كثيرين وكثيرات، لكني لا أضمن لك التمكن من إقناعي بتلك الحجج ولا إقناع القسّيسة المذكورة بوجهات نظرك أنّى صقلتها وأوّلتها وحوّلتها. والسبب بسيط؛ آتيك بحجتي من الكتاب المقدّس الذي نستند عليه معًا ونستوحي منه: {نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا... فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرًا وأنثىً خلقهم. تكوين 26:1-27 وقال الرب الإله: ليس جيّدًا أن يكون آدمُ وحده فأصنع لهُ مُعِينًا نظيرَه. تكوين 18:2} والإنسان هنا بصيغة الجمع ويشمل الجنسين الذكر والأنثى. والنظير: المُساوي تمامًا

فمع احترامي للرأي القائل بأن الله تجسّد بهيئة رجل وبأنّ المسيح كاهن على رتبة ملكيصادق وأن المرأة لم تحصل على رتبة الكهنوت في العهدين وأن سيدتنا مريم العذراء كانت أولى بالرتبة الكهنوتية من غيرها لكنها لم تكن كاهنة... إلخ. دعني ألفت نظرك إلى التالي: لو قبلت العذراء برتبة الكهنوت لكانت خير كاهنة. لكن ابنة الهيكل المباركة، في ذلك الوقت، لم ترد لفت الإنتباه إلى أيّ مجد لها على حساب مجد ابنها. لا أظنّ تفوتك استعانة لوقا الإنجيليّ بمعلوماتها؛ عن بشرى الملاك لها والحبل العجيب والزيارة إلى أليشبع أمّ المعمدان وبما قلّ ودلّ من سيرة العائلة المقدسة. وقد رافقت الرب يسوع في مناسبات، منها طفولته وعرس قانا الجليل وأحداث الصلب، كما اشتركت (ومعها نساء أخريات) بالخدمة والصلاة بنفس واحدة مع التلاميذ والرسل بعد القيامة وكانت معهم عند حلول الروح القدس في يوم الخمسين (قارن بين أعمال الرسل 14:1 و 1:2) لذا لم يكن من أحد أشطر منها في الخدمة والكرازة لو أرادت. وعلى كلامها للوقا البشير لم تزد حرفًا يذهب به المرء في التفكير بعيدًا عن تمجيد اسم ابنها. لكنّ منزلتها السامية بقيت ثابتة ومحفوظة وراسخة منذ أيّام التلاميذ والرسل الأوّلين

واليوم؛ كنت وزوجتي في رحلة ومدعوَّين إلى حضور حفل معمودية طفلين في كاتدرائية نرويجية أحدهما نرويجي والآخر يبدو أفريقيًّا قد تبنّته عائلة نرويجية كريمة. قامت القسّيسة المذكورة نفسها (ما اعتبرته من محاسن الصدف) بإجراء مراسيم العماد بنجاح وسرور، بعدما اجتمعت مسبّقًا بنا (أي طاقم الخدمة) للإرشاد والتوجيه والإجابة على أسئلة الخدم. كان القسّيس المساعد (صاحب الدعوة ورئيس الكنيسة العالمية في المقاطعة) قد طلب إليّ قراءة بضع آيات في سفر إشعياء (بثلاث لغات منها العربية) كما طلب إلى زوجتي أن تقرأ صلاة من أجل عودة السلام والأمان إلى سورية، قرأتها بالعربيّة فقط. علمًا أني أخبرت زوجتي عن الخدمة التي كانت القسّيسة تنوي تقديمها لي قبل حوالي أربعة أعوام. وعلمًا أني حضرت عددًا من الذبائح الإلهية (أو القداديس) في أوروپا وكان المحتفِل ببعضها امرأة قسّيسة. قلت لزوجتي بعد عودتنا من الكنيسة: لن أترك هذا اليوم يمرّ عليّ قبل إنجاز هذه المقالة

أخيرًا أدعو جميع المعترضين على رسامة المرأة قسّيسة (أو كاهنة) إلى التأمّل طويلاً في آيات الكتاب المقدّس وبعمق وإلى تحليل غاية الكتاب من ذِكر عدد من النبيّات فيه، إذ لم يقتصر الوحي الإلهي على أنبياء ورسل من الذكور فقط. أقول أيضًا: شكرًا لكم أيها الكهنة والأساقفة الكرام والمحترمون على جميع خدماتكم القديمة منها والجديدة. لكن من يتفضّل منكم بالرد على السؤال التالي: ماذا حصدت شعوبكم في النهاية؟ المزيد من الخلاف والإنقسام والتشرذم والتحزب والطائفيّة عبر التاريخين القديم والحديث، مجبولة بدماء غالية وعزيزة مأسوف على بذلها وهدرها. لقد صلبتم المسيح مرتين ومات عندكم مرتين وقام مرتين فصمتم مرتين وعيّدتم مرتين. لذا جرِّبوا رجاءً أن تسلِّموا مسؤوليّاتكم للنساء المحترمات وهنّ كثيرات، قد يكنّ أكثر حكمة منكم وأكثر عدلاً ورحمة وأكثر محبّة وتحننًا وأدقّ عملًـا وأرقى خدمة. إني بصراحة أفضّل الـ ماما مع احترامي العميق لقداسة الپاپا. ورجائي يشمل أيضًا رؤساء الدول والأقاليم والحكومات والمحافظات وأصحاب الوظائف الرسمية والخدمات المدنية

* * * * *

* Captain Beverly Lynn Burns المزيد عن القبطان السيّدة بڤرلي لين برنز في ويكيپـيديا

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. سيدة انجيلية 01 مايو 2012 - 00:47 بتوقيت القدس
للمرأة دور كبير في الكنيسة ولكن ليست قسًا. للمرأة دور كبير في الكنيسة ولكن ليست قسًا.
للمرأة أدوار كثيرة، ولكن كتابيًا ليس آذن لها أن تعظ في الكنيسة. أين تريدنا أن نتمعن في الكتاب المقدس: حدد لنا الآية التي تشير لكهنوت المرأة والسماح لها لتكون قسًا! ليس هناك مشكلة لأن تقرأ كلمة الرب وتصلي.. ولكنها لا تستطيع أن تعلم!
2. Akram Habbaba 01 مايو 2012 - 08:35 بتوقيت القدس
رسامة المرأة كاهناً - مقال منقول رسامة المرأة كاهناً - مقال منقول
فحين خلق الله آدم وحواء متساويين في المكانة والكرامة وفي الحقوق والواجبات« اصنع له معيناً نظيره»« تك2: 18» و« معيناً» أي تساعد رجلها،و« نظيره» تعني المساواة التامة بينهما في القيمة الإنسانية، ولكن آدم خلق أولاً فهو« أصل ومصدر ورأس» الخليقة الإنسانية، بينما حواء خلقت منه فهي ليست مصدر الخليقة ولا رأسها،«لأن آدم جُبل أولاً ثم حواء»« 1تيموثوس2: 13»، فكما أن الأب ولد أولاً فهو الذي يعلم إبنه وليس العكس، كذلك آدم خلق أولا فهو من يعلم حواء ولكن ليس آدم أفضل من حواء ولا حواء أفضل منه لأنهما جسداً واحداً في الرب. كذلك قطع الله عهده الأبدي مع أدم وليس مع حواء، حين أوصاه ألا يأكل من الشجرة المُحرَّمة«تك2: 16»، وبالتالي كان المسئول الأول أمام الله عن كسر العهد الإلهي هو آدم لأنه أصل ورأس الخليقة، لهذا عاقبه الرب قالاً: «لأنك سمعت لقول إمراتك وأكلت... » «تك3: 17» لأن الله خلقه وله السيادة وقيادة المسئولية بإعتباره أصل الخليقة، فكان عليه ألا يخضع لزوجته ويكسر العهد الأبدي الذي قطعه مع الله،فبدا واضحاً مشهد السقوط أن آدم وحواء لم يفهما الترتيب الإلهي الذي خلقهما الرب عليه حين خالفوا وصيته، لذلك قال الرب لحواء: «وهو يسود عليك» «تك3: 16» وليست السيادة هنا هو السيطرة والتمييز والأفضلية في القيمة والمكانة، بل أراد الرب أن يعيد الأمور إلى نِصابها بينهما كما خلقهما عليها، وهو أن لآدم سيادته وقيادة المسئولية كأصل الخليقة، بحسب الترتيب الإلهي لعملية الخلق. لهذا بعد الخروج من الجنة علَّم الرب آدم كيف يقدم ذبيحة حيوانية كمحرقة كفارية للمغفرة، وكان آدم وأبنائه من الذكور« قايين وهابيل» «تك4: 4- 5» هم من يقدمون بخدمة الذبيحة ، وهذه كانت الملامح الأولى لخدمة الذبيحة المقدسة وتقديم القرابين،والتي رسخها الله ليقوم بها الرجل،ولم تذكر التوراة أن حواء وبناتها قاموا بتقديم ذبائح كفارية بالرغم أن حواء هي من أخطأت أولاً، ولكن لأن آدم أصل الخليقة فصار المسئول الأول أمام الرب، وجاء الكهنوت بصورة أوضح مع بداية خدمة ملكي صادق ثم سبط بني هارون«اللاويين» والمختص بالكهنوت ولم يكن بينهم إمرأة تكهن لا في خيمة الإجتماع ولا أمام تابوت العهد ولا في الهيكل المقدس، رغم أن الكتاب المقدس مملوء بشخصيات نسائية عظيمة، كُنَّ نبيات مثل «مريم أخت هارون» « خر15: 20» و« هَلْدَةَ النَّبِيَّةِ» «2مل22: 14» و«حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ»«لو2: 36»، ونساء قاضيات مثل «وَدَبُورَةُ زَوْجَةُ لَفِيدُوتَ» قاضية ونبية«قض4:4»، وجاء المسيح وأختار تلاميذه الأثنى عشر لم يكن بينهم إمرأة رغم أن «نساء كَثِيرَاتٌ كُانَّت تخْدِمْ مِنْ أَمْوَالِهِنَّ»« لو8 : 2»،ونساء كثيرة كانت تخدم في الإجتماعات مثل حماة بطرس ومريم أم يعقوب ومريم أخت مرثا، رغم أن السيد المسيح أعطى كرامة للمرأة في كل المواقف المهمة في حياته، حين تجسد من نسلها وحين صُلب كانت المريمات واقفات عند صليبه وحين قيامته كانت المرأة « مريم المجدلية» هي أول من شاهدت قيامته وحملها رب المجد مسئولية تبشير باقي التلاميذ بقيامة السيد الرب، كذلك السيدة العذراء التي مكانتها في القداسة والكرامة تفوق مرتبة جميع القديسين والأنبياء فهي فخر جنس البشر، ولكنها لم تكن كاهنة. فبحسب الترتيب الإلهي للخليقة جعل الله المرأة تخضع لزوجها أي لا ترأسه ولا تتسلط عليه لأنها خُلِقت منه ولأجله لكي تعينه ولكنها «نظيراً» له أي مساوية له، ففي الأصل لم يأتِ آدم من إمرأة ولا لأجلها: « لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل» «1كو11: 8- 9» ، فالرجل يسود المرأة في قيادة المسئولية ،لأنه رأس الخليقة وأصلها، لهذا في خدمة الكهنوت لايصلح أن يترأس «الجسد» الذي هو المرأة على «الرأس» الذي هو الرجل في خدمة الكهنوت والتعلُم والوعظ، لأن التعلُّم في الإجتماعات العامة وأثناء خدمة القداس هو عمل يحتاج لسلطان وقيادة، كذلك في قوله: «أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح و أما رأس المرأة فهو الرجل و رأس المسيح هو الله» «1كو11: 3»، ونحن في تقديم ذبيحة القداس نصلي للمسيح الذي هو رأس كل رجلٍ فلا يصح أن تقدم الذبيحة إمرأة مُتعدية الترتيب الذي رسمه الرب منذ بدء الخليقة وهو أن الرجل رأس المرأة و السيد المسيح رأس الرجل لا المرأة، وليس معني هذا أن الرأس مميز وأفضل من باقي الجسد، ولكن الرأس هنا يعني المصدر والأصل والقيادة والإتحاد، وعليه مسئولية القيادة لباقي أعضاء الجسد لتحقيق وحدة الجسد وإتحاد أعضائه، فلا وجود لرأس بدون جسد ولا لجسد بدون رأس، فليس معني أن رأس السيد المسيح هو الله الآب أن أقنوم الآب أفضل من أقنوم الإبن، لأنهما أقنومين متساويين في المجد الإلهي،ولكن تعني أن لكل أقنومٍ دوره الذي يميزه، كذلك الحال بين الرجل والمرأة لكل منهما دوره المكلف به من الله، فالمرأة «معيناً» للرجل أي تساعده ولكن لاتقوده ولا تتسلط عليه، لهذا يقول بولس الرسول في نهاية كلامه عن تساوي الرجل بالمرأة: «غير أن الرجل ليس من دون المرأة و لا المرأة من دون الرجل في الرب، لأنه كما إن المرأة هي من الرجل هكذا الرجل أيضا هو بالمرأة و لكن جميع الأشياء هي من الله»«1كو11: 11- 12»، ومن الناحية الكهنوتية فالسيد المسيح ليس فقط رأس كل رجل بل هو رأس الكنيسة كلها، والكنيسة تمثل أعضاء جسده المبارك، فهو رئيس الكهنة العظيم: « فاذا لنا رئيس كهنة عظيم قد إجتاز السموات يسوع إبن الله» «عب4: 14، 7: 23»، والكاهن هو نائباً ووكيلاً عن رئيس الكهنة العظيم الذي هو السيد المسيح ويستمد خدمته الكهنوتية منه، لهذا لاتصلح المرأة أن تحمل خدمة الكهنوت لتصبح هي الرأس في قيادة الكنيسة التي هي جماعة المؤمنين والذين هم أعضاء في جسد المسيح، متعدية الترتيب الإلهي الذي أسسه الرب منذ بدأ الخليقة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن البعض يُرجع رفض كهنوت المرأة هو قول القديس بولس الرسول لهذه الآية: «لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذونا لهن أن يتكلمن، بل يخضعن كما يقول الناموس أيضا... لانه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة» «1كو14: 34- 35»، في هذه الآية كان يوصي بولس الرسول نساء كرونثوس الوثنيات حديثي العهد بالإيمان المسيحي اللاتي أعتدن علو صوتهن في طقوسهن الوثنية، حيث قال لهن قبلها: «لأن الله ليس إله تشويش بل إله سلام» «1كو33:14»، فالصمت هنا للإنصات وعدم التشويش على سماع كلمة الله وفي حضوره الإلهي أثناء الصلوات والقداسات، أما قوله: « لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع، ولكن لستُ آذن للمرآة أن تعلم و لا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت» «1تيمو2: 11»، فالسكوت والخضوع هنا لايقصد منه صمتاً نهائياً للتحقير والتقليل من شأنها ومن دورها، ولكنه سكوت الخضوع الذي إرتبط بألا تعلِّم« تعليماً عاماً»وتتسلط على الرجل داخل الكنيسة، لأنه لو كان يقصد صمتاً نهائياً للتقليل من شأنها ماكان عاد ليقول: «و أما كل إمراة تصلي أو تتنبأ و رأسها غير مغطى فتشين رأسها »«1كو11: 5»، فمعنى« تتنبأ» أي «تُعلم وتعظ» فكيف كانت ستصلي وتعلم وتعظ وهي صامتة ؟! كذلك الله أعلن في نبوءة يوئيل أن المرأة ستتنبأ عندما يسكب روحه القدوس على كل البشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم «يوئيل2: 28»، وهي نفس النبوآة التي ذكرها بطرس الرسول يوم حلول الروح القدس على المؤمنين في اليوم الخمسين لصلب السيد المسيح: «يقول الله: ويكون في الأيام الأخيرة أني أسكب من روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم... وعلى عبيدي أيضا وإمائي أسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبأون» «أع2: 17- 18»، الله أعطى موهبة التنبؤ للمرأة مثلها مثل الرجل وحتى الإماء سكب عليهن من روحه بلا تمييز، وخدمة التنبؤ تعني الوعظ والتعلم، إذاً السكوت هنا داخل الكنيسة أثناء الصلاة العامة وخدمة الكهنوت فقط وكان الغرض منه الخضوع للترتيب الإلهي الذي خلق الله عليه الرجل والمرأة، وتذكر الكنيسة الأولى أن المرأة صارت شماسة مثل« فيبي» خادمة كنيسة كنخريا «رومية16: 1» و« أوليمبياس» التي كانت شماسة للقديس يوحنا فم الذهب، والمرأة صارت إشبينة ومكرَّسة وراهبة ودارسة في كلية اللاهوت الأولى وخادمة في مدارس الأحد وكانت تقود الصلاة بين النساء وتتنبأ أي تعلم وتعظ النساء الموعوظات« حديثي الإيمان بالمسيحية» في الإجتماعات الفردية الخاصة بالنساء، ولكن ليس داخل الكنيسة أثناء خدمة القداس ولا تنبأ وتوعظ لعامة الشعب في الإجتماعات العامة، فالسيدة العذراء أم الرب يسوع تنبأت وكذلك تنبأت بنات فيلبس الأربعة «أع21: 9» ولكن لم يكن لهن دوراً في خدمة الكهنوت لأنه مستمد من الكاهن الأعظم السيد المسيح. وعلى الإعلام المتأسلم الكف عن ممارسة إسلوب الوصاية والتدخل السافر في شئون الكنيسة وصُلب عقيدتها وأسرارها المقدسة، فإن كان تدخلهم وأثارة هذه المسألة بحجة المساواة بين حقوق المرأة والرجل، فكان الأولى بهم أن يطالبوا بأن تقود نسائهم إمامة الرجال في صلاة الجمعة بالمساجد، وإن كان هذا إستحالة أن يحدث،لأنهم تعلموا أن المرأة تقطع صلاة الرجل كالحمار والكلب الأسود وتعلموا أن إلههم أخَّرهن عن الرجال «أخروا النساء حيث أخرهن الله» لأنه « ما أفلح قوم ولَّوا أمرهم إمرأة
3. رياض الحبيّب 01 مايو 2012 - 22:16 بتوقيت القدس
حاشا أن أعترض على التعليم الكتابي حاشا أن أعترض على التعليم الكتابي
سلامًا ونعمة. وتحية وشكرًا للسيدة الجليلية وللأخ أكرم حبابة على تعب محبتهما معلوم لي جميع ما تفضلتما به وحاشا أن أعترض على تعليم كتابي واحد، لأنّ {كل الكتاب هو موحىً به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البرّ، لكي يكون إنسان الله كاملًـا، متأهّبًا لكل عمل صالح} 2 تيموثاوس 3: 16-17 آمين. أي أنّ بولس الرسول في جميع تعاليمه كان مسوقًا من الروح القدس ولم يأت بتعليم واحد ليخالف به إحدى وصايا الله أو يخالف أحد تعاليم السيد المسيح له المجد ولا أتى بتعليم واحد من مزاج شخصي- حاشا أمّا بعد؛ يعترض بعض الأحبّاء على سيامة المرأة قسيسة أو كاهنة بناءً على ما ورد في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 14: 34-35 وعلى ما ورد في الرسالة الأولى إلى تيموثاوس تلميذه وأسقف أفسُس 2: 11-12 التي أرشده فيها إلى واجبات الأسقف سيرة ووظيفة. لكني أرى الإعتراض المذكور سليمًا في حالة واحدة؛ هي عندما يتوقف الروح القدس عن العمل في الكنيسة- حاشا صحيح؛ لا يوجد نصّ كتابي يسمح (حَرفيًّا) للمرأة بنيل رتبة كهنوتية، كذلك لا يوجد نصّ يسمح للمرأة (ولا للرجل) بقيادة طائرة ولا زورق بخاري ولا سيارة ولا دراجة هوائية. ولا يوجد نصّ يسمح للمرأة بإجراء عمليّة جراحية لمريض-ة ولا التعليم كأستاذة جامعيّة. لكنّ الرسول بولس كتب في رسالته الأولى أيضًا: {لمّا كنت طفلًـا كطفل كنت أتكلم وكطفل كنت أفطن وكطفل كنت أفتكر. ولكن لمّا صرت رَجُلًـا أبطلتُ ما للطفل} 1 كور 11:13 أمّا في رسالته الثانية إليهم فكتب: {إِذاً إِنْ كان أحَدٌ فِي المَسِيحِ فهُوَ خلِيقةٌ جَدِيدَة. الأشيَاءُ العَتِيقة قدْ مَضَتْ. هُوَذا الكُلُّ قد صَارَ جَدِيدًا} 2 كور 17:5 والخليقة الجديدة تعني ما يكتسب الإنسان بإيمانه بالمسيح من روح جديدة وعقلية جديدة. فشتّان ما بين العقلية الكورنثية التي كانت تثير التشويش أو الفوضى في الكنيسة قبل ألفي عام وبين العقلية المسيحية النرويجية أو الأوروبية اليوم. سأوضّح أكثر في ما يأتي ليس هذا فقط؛ بل نقرأ في سفر أعمال الرسل من عظة بطرس الرسول: {بل هذا ما قيل بيوئيل النبي. يقول الله: ويكون في الأيام الأخيرة أني أسكب من روحي على كلّ بشر فيتنبّأ بنوكم وبناتكم ويرى شبابُكم رؤىً ويحلم شيوخكم أحلامًا} أع 17:2 والرسول بطرس هنا أشار إلى سفر يوئيل 1:3 أمّا المقصود بالقول كلّ بشر: أي من الجنسين. وبالتنبؤ: الوعظ. إذًا الكرازة في الكنيسة لا تخصّ الذكور في كل من العهدين؛ القديم (مثالًـا: يوئيل) والجديد (مثالًـا: أعمال الرسل- وهو السِّفر الذي كتبه لوقا الإنجيلي خلال ثلاثين عامًا- وكان طبيبًا ورسّامًا) ولو عُدنا إلى الرسالة الأولى إلى كورنثوس نقرأ: {لأنكم تقدرون جميعكم أن تتنبأوا واحدًا واحدًا ليتعلّم الجميعُ ويتعزّى الجميع} 1 كور 31:14 فهذا (أي الوعظ المتاح للجنسين) تعليم كتابي عام لكن الرسول بولس أوصى بخضوع المرأة لزوجها، رابطًا بين تكوين 16:3 وبين خضوع الكنيسة للمسيح، مقابل محبّة الرجل لامرأته كنفسه، ذلك للحفاظ على وحدة العائلة (ضدّ الأفعال الوثنية) وعلى شريعة الزوجة الواحدة. كما أمر بصمت النساء في الكنائس، من جهة أخرى، لمنع حدوث فوضى وتسلط نسائي (وثني الجوهر والصورة) في وقت ما زال الإيمان المسيحي في المهد. وذلك كله والمسيحيون الأوائل من خلفيات ثقافية متعصبة أكانت وثنية أم يهودية وقد عاشوا تحت نير اضطهاد وثني ويهودي أخيرًا: {ليس أننا كفاة من أنفسنا أن نفتكر شيئا كأنهُ من أنفسنا، بل كفايتنا من الله، الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدّام عهد جديد. لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل ولكن الروح يُحْيي} 2 كور 5:3-6 آمين
4. trixy Jacob 06 مايو 2012 - 09:15 بتوقيت القدس
رسامة المرأة قسيسة رسامة المرأة قسيسة
أخى رياض, سلام المسيح لك و للجميع، اما بعد، انى اتفق تمامآ مع رأى الاخت سيدة انجيلية و مع الاخ اكرم حبابة مع اضافة جزئية صغيرة اذا سمحت لى و هى ان السيد المسيح عندما عطى سلطة الحل و الربط اعطاه لتلاميذه من الرجال، و يوم العشاء الاخير عندما قال" افعلوا هذا لذكرى" ونحن جميعآ نعلم ان التناول هو احد اسرار الكنيسة السبعة اذ يتحول الخبز و الخمر الى جسد و دم المسيح، حدث ذلك ايضآ فى وجود التلاميذ و لم يكن هناك احدى النساء، و نقطة اخيرة، اننا لم نسمع او لم يذكر لنا الكتاب المقدس ان امرأة قامت بتعميد احد. هذا رأيى وصحح لى ان كنت مخطئة.
5. رياض الحبيّب 06 مايو 2012 - 23:24 بتوقيت القدس
أختنا الغالية تريكسي: جزيل الشكر أختنا الغالية تريكسي: جزيل الشكر
سلامًا ونعمة. شكرًا لك على هذه المداخلة لأنها أثرت الموضوع. لقد أجبت على المداخلتين السابقتين باختصار وسأجيب على ما تفضلت به باختصار أيضًا. أمّا بعد؛ أوّلًـا: صحيح أنّ الإثني عشر كانوا من الرجال فقط، لكن اختيار المسيح لتلاميذه من الرجال لم يكن لأن الرجل أفضل من المرأة بشيء ما، إنما السبب هو تخلّف عقليّة رجل المجتمع آنذاك في نظرته إلى المرأة، ما أدّى إلى استغلال قوته البدنية ضدّها للتسلّط عليها. إذًا اختيار المسيح للتلاميذ من الرجال كان لتجنب المشاكل الإجتماعية والأخلاقية ولا يقصد به إعطاء أية أفضلية لهم على النساء. لن يصبّ اختياره في مصلحتهم إذا ما أدرك رجال اليوم معنى المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة. ذلك الإختيار تاليًا ليس حجة على المرأة ولا يُنقِص من شأنها شيئًا ثانيًا: الربط والحلّ خصوصًا والكهنوت عمومًا؛ هل الربط والحل والكهنوت مقتصر على الإثني عشر تلميذًا؟ لنتأمل قليلًـا في الآيتين التاليتين- بعيدًا عن المعنى الحرفي: {وقال لهم: اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كُلِّها. من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدن} مرقس 16 فهل قصد السيد المسيح له المجد أن يذهب الأحد عشر تلميذًا (فقط) إلى العالم {أجمع} والخليقة {كُلِّها} إنما قال الربّ يسوع لليهود الذين آمنوا به: {إنكم إن ثبتّم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي} يوحنّا 8 وقال: {بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حبّ بعضًا لبعض} يوحنا 13 وقال: {بهذا يتمجّد أبي: أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي} يوحنا 15 وهل استثنى المرأة من الإيمان والمعمودية والخلاص والدينونة لأنه لم يقل: (من آمنت واعتمدت خلصت، ومن لم تؤمن تُدَن) حاشا ثالثًا- قولك الكريم (لم نسمع او لم يذكر لنا الكتاب المقدس ان امرأة قامت بتعميد احد) هو من حقك. لكن ما يتعلق بالكتاب المقدس فإنّ لوقا الإنجيلي قد دوّن أعمال الرسل الأوّلين تدوينًا استغرق ثلاثين عامًا بعد صعود المسيح. والكتاب المقدّس قد خُتِم. أمّا الروح القدس فبقِيَ عاملًـا ويعمل إلى اليوم الأخير. ومن جهة أخرى؛ لا يمكن لأي كتاب أن يذكر كلّ ما يمكن أن ترى عين وما تسمع به أذن أخيرًا: خلق الله الإنسان ذكرًا وأنثى على صورته (تكوين 1) فكون المسيح رجلًـا لا يعني أن المرأة ليست على صورة الله. تأمّلي أختاه في أبعاد اختيار المسيح للمرأة مريم المجدلية لتبشّر التلاميذ إذ ظهر لها أوّلًـا بعد قيامته ولم يظهر أوّلًـا لرجل وخصوصًا التلميذ الذي كان يحبّه- أي يوحنّا الإنجيلي. لقد أرسل السيد المسيح امرأة سفيرة معتمدة منه إلى التلاميذ لتبشّرهم بالقيامة. وسفير بلد يمثّله ويمثّل رئيسه أيضًا. فالربّ يسوع شخصِيًّا قد أذِن للمرأة أن تمثّله وتنطق باسمه وتبشّر. فما المشكلة في تمثيل المرأة للسيد المسيح في الكنيسة كلّها اليوم وكلّ يوم؟ وماذا بقي للأحبّاء الكهنة والقساوسة والأساقفة من حجة يمنعون بها رسامة المرأة كاهنة أو قسّيسة؟
6. J Hayek 07 مايو 2012 - 06:12 بتوقيت القدس
لقد خلق الله الذكر والأنثى على مثاله لقد خلق الله الذكر والأنثى على مثاله
أخي الغالي رياض مقالك هذ ممتع وجميل أخذتنا للنرويج حيث الشمس تأبى أن تغيب فهي مشرقة دائما..أعطيتنا فكرة عن تذكرة الذهاب وقيادة الطائرة من قبل إمرأة..ليش لا ؟؟؟طالما المرأة نالت من الذكاء ودرجاته كالرجل تماما فيجب أن تعطى أي وظيفة هي أهل لها...يسوع لم يُحدد أي مهمة خاصة للرجل فقط....صحيح الرسل كانوا رجالا لكن هناك نساء خصٌهن يسوع بقيمة عالية لا ننسى مريم المجدلية التي أول من ظهر لها يسوع...أو المرأة السامرية...طالما يسوع لم يُميٌز بين المرأة والرجل فهما متساويان...مع حبي الشديد للرسول بولس وأعتبره التاني بعد يسوع رأيه بالمرأة نابع من كونه يهوديا لذلك قسى على المرأة قليلا... إحترامي أستاذ رياض
7. رياض الحبيّب 08 مايو 2012 - 12:09 بتوقيت القدس
الأخت الغالية J Hayek سُررت بعودتك جدًا الأخت الغالية J Hayek سُررت بعودتك جدًا
سلامًا ونعمة. شكرًا لك على إطرائك. صحيح؛ بين أواخر مايو وأواخر يوليو وفي المناطق الواقعة شماليّ الدائرة القطبية، لا تغيب الشمس أي لا تنزل تحت الأفق إطلاقًا، بينما في مناطق النرويج الأخرى تنزل حوالي 4 ساعات لكن نورها باق فلا ظلام ولا عتمة. يحصل العكس بين أواخر نوفمبر وأواخر يناير وصحيح أن الرب يسوع كرّم المرأة كالرجل تمامًا واختار تلاميذه من الرجال فقط، إذ كان تخلف المجتمع آنذاك غالبًا وواضحًا والهيمنة الذكورية سائدة {وقدّم إليه الكتبة والفرّيسيّون امرأة أمسكت في زنا- يوحنّا 3:8} فلم يقدّموا إليه الرجل الذي زنى معها؛ ربما كان الرجل الزاني من جنود الرومان أو من أقارب أحد الكتبة أو من أقارب أحد كهنة اليهود ولا أريد أن أذهب أبعد- رأي شخصي أمّا الرسول بولس الذي كان يعرف بالشريعة جيدًا وبامتياز فلا أظنّه كان قاسِيًا على المرأة وإن كان من خلفية يهودية قاسية، إنما أوّلًـا: كانت نظرته إلى الواقع دقيقة وقد أنصف المرأة بطريقة مباشرة في مكان ما وبطريقة غير مباشرة في مكان آخر- كما أوضحت في جوابي الأول. ثانيًا: لم يأتِ بشيء من عنده بل بإرشاد الروح القدس فلتعاليمه جميعًا جذور كتابيّة إمّا من العهد القديم أو من العهد الجديد. وفي مناسبة قراءتي عددًا من الإفتراءات عليه في عدد من المواقع الالكترونية أقول: أتحدّى- من هذا المنبر العزيز لينغا- جميع المفترين والمفتريات ان استطاع أحدهم أو إحداهنّ أن يأتيا بتعليم واحد خالف به الرسولُ بولس (وسائرُ الرسل والتلاميذ) أحَدَ تعاليم الربّ يسوع- حاشا أخيرًا نبادلك- زوجتي وأنا- المحبة الصادقة والمخلصة وفائق التقدير الإحترام. فأنت والأخت تريكسي من أقرب الأحبّاء إلينا