اوجه كلماتي لكل من يدعو باسم المسيح، أعضاء الجسد الواحد العظيم، كنيسة المسيح الواحدة.
قال يسوع: انا هو نور العالم. من يتبعني لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة، (انجيل يوحنا 8:12).
اليس هذا هو النور الذي تكلم عنه أشعياء وتحقق في المسيح، وبالرغم من ذلك لا زال كثيرون يعيشون في ظلام، نعاني نحن المسيحيون في هذه الأيام من غياب الإيمان الحقيقي في شخص يسوع المسيح الذي قال عن نفسه:« أنا هو الطريق والحق والحياة» (يوحنا 6:14) والذي قال ايضاً «ها انا معكم كل الايام والى انقضاء الدهر» (متى28).
بهذة المقدمة القصيرة لي وقفة مع ممارسات الكنيسة البعيدة عن الأيمان المسيحي الحقيقي فمنذ متى نكرس نحن القديسين وذخائرهم؟ أليس الأجدر بنا ان نقتدي بهم وبحياتهم التي عكست نور المسيح، والآن هم يتمتعون في حضور المسيح بالأكاليل السماوية؟ أليس هو حلم كل قديس ان يكون مع المسيح في السماء الى الأبد؟ ويقول كاتب العبرانيين الاصحاح 6 أية 10 «الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموه نحو اسمه اذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم.
هل الاهتمام بذخائر القديسين وهذا النوع من الممارسات هو الذي يقرب الناس الى الله؟
أليس الأنجيل كلمة الله هو ما يحتاجه شعبنا المسيحي؟ لكي يفهمه ويعيشه بعيداً عن المظاهر اين ذُكر في الانجيل لأننا نستطيع أن نطلب من القديسين الراقدين في الرب طلبات وشفاعة؟ أليس المسيح هو من قال:« مهما سألتم من الأب باسمي يعطيكم ».
وايضاً: «ليس احد يأتي الى الآب الا بي».
يرسم المسيح لنا طريق الحياة بموته على خشبة الصليب أليس هذا هو الثمن الذي دفعه لكي يعيدنا لعلاقة مقدسة وصادقة مع الله؟ ما يلفت نظري هنا هو جوع وعطش الشعب المسيحي لكلمة الله وعمله.
ألا ترون أن الشعب المسيحي غارق في ممارسات الكنيسة بعيداً عن الإيمان بشخص المسيح له كل المجد؟
ألم يعلمنا القديس بولس الرسول في رسالتة الى أهل أفسس الاصحاح 5 آية 11 »ولا تشتركوا في اعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها!!». فإن كنتم تبحثون عن تشجيع الناس في هذه الديار على حضور الكنيسة والصلاة من القلب فعليكم أن تعلموهم كلمة الله من منابر كنائسكم وليس الإتيان بعظام قديسين الى بلادنا حتى يتعلق الناس بها، أخاف ان تتحول بعض ممارساتنا غير المفهومة الى وثنية خطيرة.
فنحن مدعوون للحياة مع المسيح الحي. فهو من اخرجنا من الظلمات الى النور، وهو الذي لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي ولا يخدم بأيدي الناس كأنه محتاج الى شيء.
فأرجوكم توقفوا احتراماً للقديسين الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة. لنتمثل بهم ونعش قدوتهم مصلين أن نصل نحن أيضاً بحياتنا الى مستوى القداسة التي وصلوا اليها هم ايضاً.
«علموهم أن يحفظوا جميع ما اوصيتكم به»(متى28:20).
فإن كنت تبحث عن الشفاء فهو قال:»انا الرب شافيك»
وإن كنت تبحث عن الحرية ، مكتوب:»إن حرركم الأبن فبالحقيقة تكونون احراراً».
وإن كنت تبحث عن الخلاص:»فليس بأحد غيره الخلاص» وان كنت تبحث عن البركة فهو اله كل بركة.
تعال اليه اليوم وسلّم له قلبك فلن يفيدك أي عمل الا عمل المسيح والرب يبارككم جميعاً.