"الجليل القديم" موسم جديد

مرّت الأيام في الجليل الجديد وتوفّي المؤسّس بصورة فجائيّة وحلّ محلّه أخوه "رسميًا" في القيادة وبعدها عُيّن الابن الأكبر للمؤسّس مساعدًا وهميًا
28 سبتمبر 2023 - 07:45 بتوقيت القدس
"الجليل القديم"  موسم جديد

مرّت خمس سنوات على مقال "الجليل القديم" الذي نال ونلت معه نصيبًا من هجومات من أطراف مختلفة، فاسمحوا لي أن أقدّم صورة حديثة للوضع الحالي- أو بتعبير المسلسلات " موسم جديد"، سأرفق أيضًا المقال الأول لمن يرغب في فحص ما أقول:

مرّت الأيام في الجليل الجديد وتوفّي المؤسّس بصورة فجائيّة وحلّ محلّه أخوه "رسميًا" في القيادة وبعدها عُيّن الابن الأكبر للمؤسّس مساعدًا وهميًا. ابتدأت الأمور تتطوّر وتتوضّح والغموض ينكشف يومًا فيومًا. استمرّت الأنياب بالتمزيق وتكرّرت الهجمات الشرسة على كل المؤمنين أينما كانوا إن لم يؤدوا الطاعة ويوافقوا علنًا على مصداقية دعوة بل وقدسية الجليل الجديد. طبعًا الهجومات اللفظية كان لها ردود من مؤسسات مسيحية محلّية تنصّلت من تصرّفاتهم بل وتبرأت- بحقٍ- منهم. كان هناك أيضًا عدة أشخاص منهم الذين استبسلوا سابقًا في الدفاع عنهم، حتى اكتووا بنارهم، ناسين أن ليس إنسان يأخذ نارًا في حضنه ولا تحترق ثيابه. العجيب أن هؤلاء بدل أن يضعوا وجوههم في التراب ويصرخوا الى الرب، ابتدأوا بالوعظ والدفاع عن بعضهم البعض والهجوم على من كانوا يقدّسونهم. لقد هاجموا المخلص المفيد في السابق والآن هناك من يهاجمونه.

أمّا نصيب الأسد من الألم والمعاناة، فكان السكان البسطاء المُخلِصين الذين استيقظوا من كابوس البلاد الجديدة والجنّة الموعودة على الأرض. بعض هؤلاء تضرّروا روحيًا، نفسيًا، جسديًا وماديًا ففضحوا القصة بأكملها من وجهة نظرهم على الميديا، لكن الزعيم الجديد إستشرس أكثر حتى في "عظاته"، ممّا جعل عيون آخرين تنفتح. كان هذا تهديدًا للزعيم الأوحد فحرّض أتباعه الخانعين من عائلته أو أنسبائه وأعطاهم الضوء الأخضر للهجوم على بعض الأشخاص والممتلكات. ضُرب البعض وتمّ تحطيم اثاث بيوتهم وتهديدهم. هرب البعض من "الجيتو" دون تعويض أو بيع للبيت فهو بيته، لكن الأرض باسم الزعيم. خلال هذه الفترة ترك معظم السكان حتى بقي الأقارب والأنسباء ومن ليس لهم سقف آخر. 

خلال السنوات الأخيرة رقد بعض المؤمنين هناك، لكن أصعبهم أخت الزعيم المسكينة التي لطش أخوها ما ورثته من زوجها واسكنها في كوخٍ من الصفيح، فساءت حالتها النفسية وهامت على وجهها في الغابة وقت العواصف، حتى وجدوا جثتها بعد أيام... أين سيذهب هذا الانسان – ان كان انسانًا- من وجه الله.

استمر الثعلب يخدع خدامًا معروفين ليجيئوا ويخدموا من تبقّى من الغنم ويُظهر براءته ومصداقية دعوته، لكن توالي ظهور الفضائح، تكشف أن ما ميّزه البعض من البداية أن الدعوة جسديّة هدفها المصالح الشخصية والعائلية. طبعًا في هذه الفترة تظهر سمات البدع في تلك البؤرة، فالتسلّط والفساد المالي ورائحة التسيّب الجنسي يُظهر الى أيّ حضيض وصله هذا الشرير. انه لا يزال يرقص السامبا على أشلاء الضحايا ويجمع الأموال ويقبل العبادة لشخصه.... انه يتناسى أنه متى كمل مكيال اثمه فسيغيب عن المشهد في لحظة.

 أمّا نحن في الجليل القديم، فلا نزال في الضعف الروحي، منكّسين رؤوسنا أمام كل هذه الاحداث، فلسنا أفضل من أحد، لولا رحمة الله. نبكي صارخين طالبين تدخّل القدير... يا رب ارحم الأشخاص المكسورين في الجليلين، العائلات المضطهدة، الروابط العائلية الممزّقة. يكفينا فضائح وعنجهيّات، أدّبنا، عالجنا واسترنا حتى ننهض ونتوب وتعود الشهادة تلمع.. يا رب.

 

المقالة السابقة:
الجليل القديم

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا