عصا الله

استخدم رجال الله العصى في مواقف وازمنة مختلفة، نقرأ انه بالايمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف، وسجد على رأس عصاه.
27 يونيو 2023 - 22:57 بتوقيت القدس
عصا الله

نقرأ في الكتاب المقدس عن عصا الله التي استخدمها رجال وانبياء الله في مواقف وازمنة مختلفة.

لماذا استخدم الانبياء هذه العصا ؟
وما هو المعنى الروحي لها ؟

نقرأ في كتاب التكوين عن يعقوب الذي اراد بقوته الشخصية واحتياله ان ينال البركة من الله.

فنراه يخدع والده اسحاق ويحتال على عيسو اخاه، كذلك حاول خداع خاله لبان، لكن كل محالاته كان مصيرها الفشل والمعاناه والبعد عن العائلة.

في تكوين 31:47 نقرأ ان اسرائيل سجد على رأس السرير، اسرائيل هو الاسم الذي اعطاه ملاك الرب ليعقوب بعد ان تصارع معه (صراع بمعنى ان الله اعطى يعقوب حياة جديدة وقلب جديد)، ونرى ان اسرائيل يسجد على رأس السرير.

أخيرا اسرائيل يسجد ! بعد محاولات كثيرة ليعقوب بان ينال البركة بقواه الذاتية، نراه يسجد على رأس السرير وهو ابن 147 سنة.

في كتاب العبرانيين 21:11، نقرأ انه بالايمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف، وسجد على رأس عصاه.

هل علينا ان ننتظر سنين طويلة لكي ننال بركات الله الروحية اولا ثم المادية ؟

يعلمنا الكتاب المقدس بان نطلب اولا ملكوت الله وبره، وجميع هذه الاشياء تزاد لنا.

هل علينا انتظار زمن الشيخوخة لكي نرجع الى الله من كل القلب، ونترك حياة الغش والخداع والمراوغة لاقربائنا واصدقائنا او حتى اعدائنا؟

الله يأمر الجميع ان نرجع اليه من كل القلب، كما رجع اليه يعقوب المحتال واصبح اسرائيل المبارك ابو الاسباط.

في كتاب الخروج نقرأ كيف ارسل الله عبده موسى لكي يحرر الشعب من عبودية مصر.

في بداية حياته، اتكل موسى على قواه الذاتية، حتى انه قتل رجل مصري ليدافع عن الرجل الاسرائيلي.

لكن هل هذه هي طرق الله للخدمة والعبادة ؟

ان اقتل أخي المؤمن بكلمة قاسية او انتقاد لاذع باسم الخدمة لله ؟!

او حتى "عدوي" ان وُجِد، هل اغلبه بالسيف او بالمحبة ؟

هذا ما فهمه موسى النبي بعد مكوثه 40 سنة في البرية، بانه ملعون كل من اتكل على ذراع بشر، ومبارك من اتكل على الله وطرقه، طرق البِر والصدق والامانة، والتسليم الكامل لله الذي وعد انه في وقته، أُسرع به.

اعطى الله عبده موسى العصا لكي يصنع عجائب في ارض مصر، ولكي يشق البحر امام شعب اسرائيل لكي يعبر البحر وينجو من فرعون والموت.

هل لنا وسيلة او طريقة أخرى غير عصا الله، التي بها ننجو من سلطان ابليس على حياتنا، وسلطان الخطية والموت غير صليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ؟

الذي به جرد الرياسات والسلاطين ( اي قوى الشيطان وابليس )، واشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه. (كولوسي 15:2).

موسى ادرك انه ليس بقوته يغلب ويخدم الله، ونحن علينا ان نُدرك انه لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود. (زكريا 6:4).

نتأمل في النهاية بحياة النبي والملك داود، الذي اختبر بحياته قوة وبركات الله، فهو الذي قتل الدب والاسد  وغلب جوليات، لكنه اختبر في حياته امور صعبة جدا مثل القتل والزنى والغدر من ابناه العائلة، لكنه تعلم ايضا ان يتوب الى الله دائمًا معترفًا بخطاياه وعجزه، لذلك غفر له الله كل زلاته بل قال عنه :

" وجدت داود بن يسى رجلًا حسب قلبي، الذي سيصنع كل مشيئتي ". ( اعمال الرسل  22:13 ).

ليتنا نتعلم من نبي الله والملك داود اهمية التوبة الحقيقية اليومية في حياتنا، وبان لا نتكل على افكارنا الذاتية وخططنا البشرية الشريرة، بل ان نثق بالله وطرقه الصالحة، ولكي نختبر مع داود احسان وصلاح الله لنا مرنيم معه كلام المزمور 23 :

" ايضًا اذا سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شرًّا، لانك انت معي، عصاك وعكازك هما يعزيانني... ".

رفع رجال الله اسرائيل، موسى وداود عصا الله في مواجهة صعاب العالم ومكايد ابليس، فهل نختار نحن عصا الله ام ذراع البشر ؟!

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا