رعاة اسرائيل والراعي الصالح

هو الراعي الصالح الامين، الذي يُعطي شعبه خدام ورعاة حسب قلبه، كما كان داود راعي الغنم، الذي كان قلبه حسب قلب الله، الذي احب الشعب وخدمه من كل قلبه
15 يوليو 2022 - 07:17 بتوقيت القدس
رعاة اسرائيل والراعي الصالح

نقرأ في كتاب حزقيال الاصحاح 34 عن رعاة اسرائيل، وعن توبيخ الرب لهم لانهم لم يرعوا الشعب بل انفسهم قائلًا :

" تأكلون الشحم، وتلبسون الصوف وتذبحون السمين، ولا ترعون الغنم. المريض لم تُقووه، والمجروح لم تعصبوه، والمكسور لم تجبروه، والمطرود لم تستردوه، والضال لم تطلبوه، بل بشدة وبعنف تسلطتم عليهم ".

كلام صعب جدًا من فم النبي ضد رعاة اسرائيل، الذين لم يهتموا بالشعب واحتياجاته بل بامورهم الخاصة.

لكن الرب لم يترك شعبه المحتاج المجروح، بل نقرأ الوعد المبارك في حزقيال نفس الاصحاح، لانه هكذا قال السيد الرب :

" هأنذا اسأل عن غنمي وافتقدها، ارعى غنمي وأربضها يقول السيد الرب. اطلب الضال ، واسترد المطرود، واجبر الكسير، واعصب الجريح، وأُبيد السمين والقوي، وأرعاها بعدلٍ. وأقيم عليها راعِيًا واحدًا  فيرعاها عبدي داود، وانا الرب أكون لهم الهًا ".

ما اعظم وامجد هذا الوعد، لان الرب لا يترك شعبه ابدا، حتى لو مرض وجُرح وتاه وضل !!

لانه هو الراعي الصالح الامين، الذي يُعطي شعبه خدام ورعاة حسب قلبه، كما كان داود راعي الغنم، الذي كان قلبه حسب قلب الله، الذي احب الشعب وخدمه من كل قلبه.

انها مسؤولية كبيرة على كل راعي كنيسة، وكل خادم وقائد وسط شعب الرب ان يُحب ويخدم الاخوة بكل وداعة وتواضع، بل علينا اجمعين ان نحب بعضنا البعض ونخدم كل من هو ضعيف ومحتاج ومريض بيننا.

يُؤكد اشعياء بروح النبوة في الاصحاح 61 :

" روح السيد الرب عليَّ، لان الرب مسحني لابشر المساكين، ارسلني لاعصب منكسري القلب، لانادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالاطلاق، لانادي بسنة مقبولة للرب ".

بعد مئات السنين تحققت النبوة في شخص مخلصنا وربنا والهنا يسوع المسيح، من وهبنا الخلاص والحياة الابدية، ويرعانا كل يوم ويوفر احتياجاتنا الروحية قبل المادية، والذي قال وبكل استحقاق وجدارة :

" انا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف ". (يوحنا 11:10).

لكن هناك مسؤولية فردية على خراف الرب يسوع، بان تسمع صوته وتطيعه، لان الرب اعلن ان :

" خرافي تسمع صوتي، وانا اعرفها فتتبعني، وانا أعطيها حياة ابدية، ولن تهلك الى الابد، ولا يخطفها أحد من يدي. أبي الذي اعطاني أياها هو اعظم من الكل، ولا يقدر احد ان يخطف من يد أبي، أنا والآب واحد ".

يا لروعة هذا الكلام وهذه الوعود من فم رب المجد يسوع لشعبه الذي آمن به بصدق ومن كل القلب.

الوعد بانه وهبنا الحياة الابدية على حساب النعمة، ولا احد يخطفنا من يده القوية الجبارة، لان في العالم سوف يكون لنا ضيق، لكن يسوع غلب العالم، والايمان بيسوع يغلب كل تحدي لنا من كل ذئب خاطف، ان كان من الانبياء الكذبة وكل هرطقة، ومن كل تحدي آخر ان كان مادي او روحي.

اوصى بطرس الرسول في رسالته الاولى شيوخ الكنيسة بان يرعوا رعية الله لا عن اضطرار بل باختيار، ولا لربح قبيح بل بنشاط، ولا كمن يسود على الانصبة بل صائرين امثلة للرعية، ومتى ظهر رئيس الرعاة ( يسوع المسيح )، تنالون اكليل المجد الذي لا يبلى.

انها ايام اخوتي ان نصلي لكل راعي وخادم وقائد وسط شعب الرب، بان يعطي الرب قلوب حسب قلبه، ونحن اجمعين نسمع صوت الراعي الصالح يسوع المسيح، الذي وهبنا الحياة الابدية، واوصى ان نحب ونرعى احدنا الآخر، لاننا كلنا رعية واحدة ولنا راعي واحد، الراعي الصالح، له كل المجد والكرامة الى الابد، آمين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا