الفيروس الاشد فتكا وقتلا

يلزمنا حتي نتداوى من الخصام ان نبغض الخصام فالخصام هو عادة الجسد عادة الانسان العتيق عادة العالم الذي وضع في الشرير (١كو ١١ : ١٦).
08 أغسطس 2020 - 09:44 بتوقيت القدس

نعاني اليوم من انتشار فيروس الكورونا وكم نصلي ان الله بعنايته وحكمته يقضي عليه سريعا. ويعطي الاطباء والعلماء والحكماء اكتشاف وعمل المصل الواقي والتطعيم ضد هذا الفيروس اللعين، فيقضى عليه كما قُضي على فيروسات واوبئة شبيهة كانت في تاريخ البشرية.

لكن نحن الان بصدد فيروس اخر هو اشد فتكا وقتلا من فيروس الكورونا هذا، انه فيروس الخصام.

الخصام!
وما ادراك بالخصام وما يفعله!

لذلك بداية علينا ان نأتي الى مستشفي الرب يسوع المسيح لكي نعمل فحص ونحصل على تطعيم وان احتاج الامر علاج روحي من الطبيب المبارك الذي قال:

"لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة"." (مر ٢ : ١٧).

الخصام يهدم العلاقات، ويفرق الاخوة، ويقلب المحبة الى بغضة ،ويهدم الكنيسة والشركة المقدسة (اذ المحبة هي اساس الكنيسة وشركتها).

ومحبة الخصام هي محبة شاذة، وعادة رديئة مدمرة وهادمة قال فيها الرسول بولس:

"ولكن إن كان أحد يظهر أنه يحب الخصام، فليس لنا نحن عادة مثل هذه، ولا لكنائس الله." (1كو ١١ : ١٦).

لذلك حذرنا منه الكتاب:

"وعبد الرب لا يجب أن يخاصم، بل يكون مترفقا بالجميع، صالحا للتعليم، صبورا على المشقات،مؤدبا بالوداعة المقاومين، عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق،" (2تيمو٢: ٢٤-٢٥).

وواضح من تعليم الكتاب المقدس ان اهم اسباب الخصام:

١- الكبرياء
الخصام إنما يصير بالكبرياء، ومع المتشاورين حكمة. (أم ١٣ : ١٠)

٢- البغضة
"البغضة تهيج خصومات، والمحبة تستر كل الذنوب." (أم ١٠ : ١٢)

٣- الجهالة والحماقة
"مجد الرجل أن يبتعد عن الخصام، وكل أحمق ينازع." (أم ٢٠ : ٣)
"من يخفي البغضة فشفتاه كاذبتان، ومشيع المذمة هو جاهل." (أم ١٠ : ١٨)

٤- الشهوات واللذات العالمية المحرمة
"من أين الحروب والخصومات بينكم؟ أليست من هنا: من لذاتكم المحاربة في أعضائكم؟تشتهون ولستم تمتلكون. تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا. تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون، لأنكم لا تطلبون.تطلبون ولستم تأخذون، لأنكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم.أيها الزناة والزواني، أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟ فمن أراد أن يكون محبا للعالم، فقد صار عدوا لله." (يع٤: ١-٤)

وهكذا فان كلمة الرب تحذرنا من الخصام وحتى مع المخالفين لكلمة الرب اذ يقول لنا الرسول بولس بالوحي المقدس:

"أما أنتم أيها الإخوة فلا تفشلوا في عمل الخير. وإن كان أحد لا يطيع كلامنا بالرسالة، فسموا هذا ولا تخالطوه لكي يخجل، ولكن لا تحسبوه كعدو، بل أنذروه كأخ. ورب السلام نفسه يعطيكم السلام دائما من كل وجه. الرب مع جميعكم." (2تس٣: ١٣-١٦).

اي حتي المخالف المعاند غير الطائع الذين تضطرون لفرزه وعزله، كما يأمر الكتاب ايضا:
"اعزلوا الخبيث من بينكم". (1كو٥: ١٣)

لكن هذا المخالف المفروز يقول عنه: "لا تحسبوه كعدو بل انذروه كاخ"

بمعنى اخر ان فيروس الخصام والعداوة لا يمكن ان ياتي لقلب المؤمن الامين بالمسيح.

فهذا تعليم الرب وتعليم جميع رسل الرب وخدامه الامناء ونحن مدعوون لنسير على ذات النهج. 

"الله قد دعانا في السلام". (1كو ٧ : ١٥)
"طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون." (مت ٥ : ٩)
"وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام. "(أف ٦ : ١٥)

فالسلام دعوتنا ومسعانا وهدفنا لكننا يمكن ان نصطدم بحاجز فظيع
يكرر معنا الماساة التي ذكرها النبي اشعياء:

"رسل السلام يبكون بمرارة." (إش ٣٣ : ٧) والسبب ذكره ايضا والعلاج قدمه، فالسبب هو الشر:

"أما الأشرار فكالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع أن يهدأ، وتقذف مياهه حمأة وطينا. ليس سلام، قال إلهي، للأشرار." (إش٥٧: ٢٠-٢١)

والعلاج هو:

"اطلبوا الرب ما دام يوجد. ادعوه وهو قريب.ليترك الشرير طريقه، ورجل الإثم أفكاره، وليتب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران." (إش٥٥: ٦-٧)

"من هو الإنسان الذي يهوى الحياة، ويحب كثرة الأيام ليرى خيرا؟ صن لسانك عن الشر، وشفتيك عن التكلم بالغش.حد عن الشر، واصنع الخير. اطلب السلامة، واسع وراءها." (مز٣٤: ١٢-١٤)

صلاة: يارب هبنا بنعمة مخلصنا ربنا يسوع المسيح ان نبغض الخصام، ننبذ العدواة، ونكره الحسد، ونحب المحبة، نصنع الخير، ونزرع السلام. قلبا نقيا اخلق فينا يارب وروحا مستقيما جدد في داخلنا اكراما وتمجيد لاسمك العظيم الذي دعي علينا.

يارب يسوع المسيح هبنا بالروح القدس ان نثبت في كلامك فنكون بالحق تلاميذك مثمرين وليزداد ثمرنا فيتمجد الاب السماوي فنكون كل حياتنا تلاميذ المسيح.
وللاب المحب والابن المنعم والروح القدوس
كل اكرام وتمجيد كما كان منذ الازل والى الابد امين

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
مقالات تابعة للسلسلة نفسها: