أما زلت تحتضن الجدران بشغف الأعباء | ودموعك أمواجٌ تتخبط يومياً وتسيل |
عشقت الوحدة بين زوايا الليل والانطواء | وبجوف الصدر صحراءٌ بإحساسٍ صميل |
اليأس يستوطن أيامك في عالم الجهلاء | حلمك مكبلاً بعزمٍ ذليل |
دمارٌ استوطن الواقع والحوباء | ونظرة العيون تطلق الأسرَ كربيل |
أنفاسك قاحلة تحلق مع سراب الفضاء | تفوح منها رائحة الموت والعليل |
تحيطك الخيالات بأحضانها الهيجاء | تداعب أفكارك بمأوى رذيل |
تبحث عن خيوط السعادة في الأهواء | تستقي ماءً بلون ٍ زليل |
الحياة بعينك أصبحت خاوية جوفاء | مالت أغصانك لوتها رياح المليل |
بجراحاتٍ أدمتها كثرة الطعنات بالأحشاء | فشهقت الأنفاسُ وصرخت روح الأليل |
تحيى بقلبٍ يتيم خلف قضبان السباء | والألم المستبد يتمادى بالإثم مُخيل |
تغفى جفونك على لمسة الأرزاء | بخمرٍ يعانق كأسك كعاصفةِ بليل |
أيام أخرى تمضي بصفحاتٍ سوداء | مع اقتراب السيفِ إلى التليل |
الم تدرك بعد يا أنها خطة إبليس العوجاء | ليوهمك بطريق الأمل الطويل |
هل حدقتَ يوما إلى جمال السماء | لتتعرف على أجمل خليل |
ليشفي جراحاتك ويمنحك الدفء ببرد الشتاء | ويحقق الحلم المستحيل |
ليطيب الأمل بأعظم دواء | بإنارة شحوب الليل والضوء الهزيل |
وحده الله العظيم قادر أن يزرع بيداء | يروي الأوام من السليل |
لن يترك لأحزانك مكانا في أنفس الأعداء | ستشرق شمسك بذكرٍ أصليل |
امنحه قلبك وسيغدو يضخ الدماء | ولن تحتاج لنسج حلم الرحيل |
تراه حولك بكل الأشياء | انظر إلى من يأوي الطيور ويسقي ثمر النخيل |
عانقه بعناق يتسربل اشتياق كزهرةٍ سجدت بإنحاء | انثرهُ على دربك حكمةً ودليل |
ليرمم أشلاءك ويغمر بدمه البناء | ما عاد يا أخي بالعمرٍ إلا القليل |
فلا تتخذ سموم الهمومِ لك غذاء | الرب قادر على تحرير هذا القيد الثقيل |
ما عليك سوى الدعاء لرب المجد في العلاء | فما زال الصبح يضيء والبدر يبتسم جميل |
الحوباء (النفس)
السباء (الأسر)
الأرزاء (المصائب)
صميل (يابس)
ربيل (لص)
رذيل (رديء)
مخيل (مشكل)
زليل (مر في الحلق)
المليل (الملل)
الأليل (أنين)
بليل (رياح باردة)
التليل (العنق)
الأوام (العطش)
السليل (مجرى الماء النقي في الوادي)