أنا فتاة عمري 18 عاماً. الإبنة الأولى لوالديّ، أنهيت دراستي المدرسية السنة الماضية. تحصيلي جيد جداً وأنوي إكمال دراستي الجامعية.
مشكلتي تكمن في علاقتي مع عائلتي. فأنا أعلم أن أمي و أبي يحبانني، ويريدون الافضل لي. ولكن المشكلة أنهم ما زالا يضغطان عليّ في امور معينة ويحاولا السيطرة على تحركاتي مثل أختيار مكان عمل،وأصحابي، وموضوع تعليمي في الجامعة. ويفرضا آرائهما علي. حتى قد يحدث أحياناً بأنهما وبالذات أبي، يكون مستعد لإهانتي أمام الناس، ناسياً أنني لست طفلة. الامر يؤلمني، ولا أستطيع أحياناً السيطرة على ردود أفعالي، فأنهار وأغضب منهما، وأتمنى لو أستطيع العيش خارج البيت.
لا أعرف كيف أتعامل معهم، واوضح لهم وجهة نظري.
ساعدوني.
----------------------------------------------------------
رد طاقم لينغا شباب:
15/1/2011
أختي الغالية
في الكثير من الأحيان كشباب وشابات تواجهنا العديد من المصاعب في علاقاتنا الشخصية مع من حولنا عامة ومع أهلنا خاصة، فهذا أمر طبيعي جدا ومتوقع بسبب تواجدنا في مثل هذه المرحلة الانتقالية من الحياة. فما يميزها هو السعي نحو الاستقلالية والذي ينجلي في العديد من المواقف مثل: الرغبة باتخاذ القرارات الشخصية، الرغبة في العمل، في الخروج من البيت لاستكشاف العالم الخارجي وللتعرف على آخرين، وغيرها من الرغبات العديدة التي نود ممارستها للتعرف على الذات والسعي إلى تحقيقها. ولكن من المهم أن لا ننسى بأنه بالرغم من تواجد هذه الرغبة في الاستقلالية هنالك الترابط المتواصل وغير المنقطع مع أهلنا، فنحن نعيش معهم، تحت غطائهم مسؤوليتهم إلى حين تكوين بيت وعائلة منفصلة عنهم. وهنا نبدأ بمواجهة الصراع ما بين رغبتنا في الاستقلالية وبين ارتباطنا المفروض علينا مع أهلنا. يدعى صراع لأنه أحيانا تتناقض رغبتنا كشباب مع قوانين البيت والعائلة ورغبات أهلنا، ولكن من المهم السعي لحل الصراع بالطريقة السليمة والتي ترضي الرب. إليك بعض النصائح التي من الممكن أن تساعدك في حل هذا الصراع:
صلِّ من أجلهم، فالمسؤولية الملقاة على كتفهم كبيرة وصعبة، فمثلا من واجبهم أن يهتموا بإعالة البيت والعائلة من الناحية المادية، الأمر الذي يولد ضغوطات كبيرة لديهم والتي من الصعب أن يذكروها أمام أولادهم. حاولي أن تضعي نفسك بمكانهم لبعض اللحظات، من مسؤوليتهم إعالة البيت، توفير لكم الحماية، إرشادك لتخطي صعوبات الحياة ولاتخاذ القرارات المناسبة والأفضل لك بحسب رأيهم. لقد تعبوا في تربيتك وسهروا الليالي حَتـَّما يتوفر لك الأفضل، فهم يحبونك حتى وإن في بعض الأحيان لا يعبرون عن هذا الحب بالكلمات ولكن بإرشادهم لك وبتدخلهم بحياتك الشخصية يبينون هذا بطريقتهم. لربما من الصعب عليك أن تفهميهم الآن ومن الممكن أن تُتَرجَم تصرفاتهم برغبتهم بالسيطرة عليك أو التحكم بك، ولكنهم يحبونك لذا أطلبي من الله أن يفتح ذهنك حتى تتمكنين من رؤية وفهم موقفهم، من تفهمهم وبأن يزيد من محبتك لهم.
أما الخطوة الأخرى المهمة التي ممكن أن تساعدك في التعامل مع هذا الصراع هي تطوير لغة حوار بينك وبينهم. فتصرفاتك، رغباتك، دوافعك، أفكارك ومعتقداتك كشابة تكون أحيانا غير مفهومة لهم. وعن طريق الحوار والمحادثة تستطيعين بأن توضحي لأبيك، مثلا، بأن إحراجه لك أمام الناس يضايقك، فعن طريق الحوار المتبادل والنقاش الصريح ستتمكنين من فهم وجهة نظرهم للأمور ومن توضيح رأيك أنت أيضا وبالتالي التوصل إلى حل أفضل مناسب لكلا الطرفين. تذكري بأن "الجواب الليّن يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط" (أمثال 15:1)، فردة فعلك لمتطلباتهم ولتدخلهم ممكن أن تكون غير مرضية لا وبل موجعه لهم، الأمر الذي يزيد من حِدّة الصراع وعدم التفاهم بينكم. فاحذري من انفعالك ومن إجاباتك وطريقة حديثك معهم، كللي كلامك بالمحبة، بالتواضع، بالخضوع والاحترام، أكرميهم، أعينيهم وصل من أجلهم.
ليت الرب يباركك.