الرد على الناقدين الذين يدعون ان الكتاب المقدس مليء بالتناقضات

ينتقد الناقدون الكتاب المقدس ويدعون انه مليئ بالتناقضات وخصوصا في الاعداد! في هذه المقالة سأرد على هذه الادعاءات، وانت ايها القارئ/ة احكم/ي بنفسك.
02 نوفمبر 2015 - 23:55 بتوقيت القدس

ينتقد الناقدون الكتاب المقدس ويدعون انه مليئ بالتناقضات وخصوصا في الاعداد! في هذه المقالة سأرد على هذه الادعاءات، وانت ايها القارئ/ة احكم/ي بنفسك.

يتساءل الناقدون:
3 ام 7؟
8 ام 18؟
22 ام 42؟
700 ام 7000؟
4000 ام 40 الف ؟؟؟

الرد:

1- اللغة العبرية التي تم كتابه العهد القديم بها تعرضت ل 3 مراحل من التطور، بدت فيها هذه اللغة بثلاث صور لتصل الى الصورة الحالية، وهذه المراحل الثلاثة هي:

أ- الصوره الاولى الباكرة وهي التي كانت في زمن نزول يعقوب ابو الاسباط الى مصر، وهذه هى الكنعانية الاولى او proto Canaanites ولهذا يُسمّي الكتاب اللغة العبرية بـ "لغة كنعان" (اشعياء 19 : 18)، هذه الصورة الباكرة للعبرية القديمة اختلطت مع الهيروغليفيه المصرية (التي هي بالاساس ليست حروف أبجديه بل لغة صور). في احدى مناجم التركواز الخاضعة للفرعون المصري في سيناء في منطقة "سرابيط الخادم" شمال مدينة الطور الحالية بحوالي 10 كم، والتي كان يعمل بها عمال جلبوا من ارض كنعان ونشأت اول ابجدية بامكانها الكتابة بشكل كامل، والتي ترجع الى القرن التاسع عشر قبل الميلاد وتُسمى proto sinatic.

ب- الصورة الثانية وهي ذاتها الحروف الابجدية الفينقية، حيث ظهرت الفينقية وازدهرت مع اتساع نطاق الفينقيين من لبنان ووصولهم الى قرطاج في تونس، ويعتقد انها اخذت من الهيراطيقية المصريه وطورتها، هذه اللغة ذاتها تطابق العبرية القديمة في حروفها ال 22 وتسمى العبرية القديمة بـ paleo Hebrew script ، ترجع الموسوعات زمن الفينقية الى القرن ال 11 قبل الميلاد بسبب بعض الاكتشافات ولكن ابحاث اخرى ارجعت الفينقية الى ما قبل هذا بما لا يقل عن قرنين من الزمان. اذن العبرية القديمة التي استخدمت لكتابة اسفار الانبياء مثل ارميا واشعياء، كل ما كان قد تم كتابته قبل السبي البابلي عام 586 قبل الميلاد.

ج- الصورة الثالثة وهي العبرية الحالية وتسمى العبرية المربعة square hebrew script لانها اخذت شكل الحروف الارامية، حيث تأثرت بالسبي، والشخص المسؤول الاول عن كتابه العهد القديم بهذه الصورة الحديثه هو "عزرا الكاتب" الذي كان النواة الاولى لمدرسة النسخ التي نشأت بعده والتي منها ظهر الماسوريين في القرون الاولى الميلادية المسؤولين عن النص العبري الحالي للعهد القديم، تم كتابة كل اسفار العهد القديم بهذه العبرية الحديثة وهي ايضا 22 حرف تطابق الفينقية او العبرية القديمة ولكن تختلف فقط في الشكل. هذا التحويل من الحروف القديمة بشكلها الى الحروف ذاتها بشكلها الحديث امرا ليس شاقا على الناسخ، ولكن ظهرت مشكلة حقيقة في حالة نسخ الاعداد المكتوبة بالعبرية القديمة او الفينقية وتحويلها الى صورتها في العبرية الحديثة.

لنرى حجم هذه المشكله ونبدأ بحل هذه التناقضات الظاهرية:

مشكله الاعداد:
لكى نفهم لماذا هناك مشكلة مع الاعداد تحديدًا وليس مع اي شيء آخر علينا ان نعي الآتي:
1- لم يكن يوجد ارقام في القديم للتعبير عن الاعداد، فالحرف ذاته يمثل قيمة عددية فحرف الألف يعبّر عن العدد (1) ولكي تكتب رقم (1) عليك كتابة حرف الألف (א) وهكذا حتى العدد (10) الذي يتم التعبير عنه بحرف الياء (י) وهو عاشر الحروف الأبجدية في العبرية. لكي تعبّر عن العدد (20) عليك كتابة حرف الكاف (כ) وهو الحرف الذي يلي حرف الياء مباشرة، وهكذا الى ان تصل الى العدد (100) المعبر عن بحرف الكاف (ק) (كوف بالعبرية). الحرف الذى يلي الكاف هو حرف الراء (ר) ويعبّر عن العدد (200) وهكذا الى ان تصل الى الحرف الاخير في الابجدية وهو حرف التاء (ת) المعبر عن العدد (400) . ماذا بعد ال 400؟ يتم كتابه حرفين او اكثر للتعبير عن أي عدد آخر، فمثلا العدد (500) هو نتاج جمع الـ 400 و 100 فيتم التعبير عنه بكتابه الحرفين "كاف ويساوي 100 وبجواره التاء ويساوي 400"، اذا لا توجد اشكال او رموز للتعبير عن الاعداد وهذه هي اول اسباب المشكلة.. لان الكلمات يعبر عنها بالحروف وكذلك الاعداد بجوارها هي أيضا حروف، فما الذى يساعدك في التمييز بين الحرف والعدد؟ ام جزء من الكلمة؟

ثاني سبب هو عدم وجود اي مسافات فاصلة بين الكلمة والاخرى التي تليها، فالكلمات تكتب متلاصقه بدون فراغات، فان رايت على سبيل المثال حرف " اللام " (ל) فأنت امام حرف وايضا امام عدد يعبر عن رقم (30).

2- الحروف العبرية القديمة التي هي الفينقية والحروف العبرية الحديثة تحوى حروفا تشبه بعضها و التمييز بينها في حالة الكتابة اليدوية يحتاج الى شخص متمرّس، وخط الطباعة هو الذي يظهر هذا التمييز، فمثلا حرف الباء العبري الحديث (ב) يشبه حرف الكاف العبري الحديث (כ)، الاول يحمل القيمة العددية (2) والثاني يحمل القيمة العددية (20)، في العبرية القديمة ايضا هناك تشابه، مثلا حرف الكاف الفينيقي او العبري القديم هو بهذا الشكل ويعبر عن العدد (20)، وهو يشبه حرف الميم الفينيقي او العبري القديم وهو بهذا الشكل فماذا لو اختلط الحرف بشكله على الناسخ فقرأ حرف الكاف والمعبر عن بالعدد (20) على انه حرف الميم المعبر عن بالعدد (40)، او بالعكس، قرأ الميم على انها كاف؟ سيكتب مثلا ال (22) على أنها (42)، او بالعكس، سيكتب ال (42) على انها (22) وهذا ما حدث فى حاله " اخزيا " ففى سفر الملوك الثاني 8 : 26 عمره حين ملك كان 22 بينما في أخبار الايام الثاني 22 : 2 عمره حين ملك كان 42 عام.

مثال اخر وهو وجود تناقض ظاهري في الاعداد، وقد حدث هذا بسبب تشابه الحروف وتلاصقها مع الكلمات المكتوبة في الاساس من دون فواصل، فنجد في صموئيل الثانية 24 : 13 حيث عاقب الله داود بجوع مقداره 7 سنوات بينما في أخبار الايام الاول 21 : 12 ذات الجوع هو 3 سنوات. السبب في هذا التناقض هو تشابه حرفي "الجيم" العبري القديم والذي هو بهذا الشكل مع حرف الزاين العبري الحديث ז ، قد ترى ان الحرفين غير متشابهين ولكن هذا بسبب كوني قد نسختهم من الحروف المطبوعة ولكن ان قمت بكتابتهم باليد فسارسم فى الحرف الثاني شرطه علوية ثم من اخرها سارسم شرطة راسية مثل ال 1 فسيبدو الحرف يدويا مثل شكل الرقم ٦ وبهذا يشبه تماما الحرف الاول الا فى الميل البسيط (تذكر ا ن هذه الصور التى انسخها لهذه الحروف هى طباعيه ولهذا يمكن تمييز هما عن بعضهما ولكن الامر يزداد صعوبه فى الكتابه اليدوية القديمة )

كل ما استعرضناه من تناقضات ظاهرية هو امر يتعلق فقط بالنسخ للاعداد ليس الا وشرحنا اسبابه لماذ ظهر وكيف اتى.

السؤال الذي يسأله الناقد الآن: انت تعترف بحدوث خطأ اثناء عملية النسخ، فكيف تثق ان ما لديك الان من كتاب هو كتاب لا يحتوي على اخطاء؟

السائل هنا محق.. وساريك عزيزي في المقالة القادمة كيف اثق واتحقق ان ما لدي الان من كتاب هو بالحقيقه كلام الله الحق، وسابدأ معك من آخر مثال، الا وهو عدد سنوات الجوع لداود كانت 3 ام 7؟ لقد فهمنا لماذا وُجد رقمين العدد (3) والعدد (7) وسنفهم كيف اعطانا الله ان نعرف حتى الرقم الحقيقي الذى كتبه الكاتب الروح القدس (3) ام (7) وستتحقق بنفسك من عظمة الحفظ الالهي لكلمته بالرغم من استخدامه لكل ما هو بشري، حتى مع ضعف الاداه حفظ الله كلمته بدون معجزات وقتية ولكن بمعجزة زمنية طويلة استغرقت 3000 عام وهي الفتره من موسى الى ظهور الطباعة.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا