الرد على المدعين ان الكتاب المقدس مليء بالتناقضات (ج3) - 400 الف خطأ في الكتاب المقدس حقيقة ام خيال!

كيف تقولون ان كتابكم مُقدَّس وهو مليء بالأخطاء؟ هكذا يبدأ المهاجم على الكتاب في ‏إلقاء التهم والادعاءات ضد المسيحية وكتابها المقدس، اعتقادي الراسخ ان الملايين من ‏المهاجمين يتناقلون هذه الادعاءات بـ..
14 نوفمبر 2015 - 22:12 بتوقيت القدس

مخطوطات قديمة

كيف تقولون ان كتابكم مُقدَّس وهو مليء بالأخطاء؟ هكذا يبدأ المهاجم على الكتاب في ‏إلقاء التهم والادعاءات ضد المسيحية وكتابها المقدس، اعتقادي الراسخ ان الملايين من ‏المهاجمين يتناقلون هذه الادعاءات بطريقة غير علمية ولكن بحماسة وتعصّب دون البحث ‏الجاد بالرغبه الصادقة للعثور على الحق. لنفحص الادعاء:

الذي الهب الدنيا بهذه الادعاءات هو اكاديمي مسيحي سابق يُدعى "بارت ايرمان" اصبح ‏الان "لا ادري – ‏agnostic‏" ولا يؤمن بأي دين بل ويُشكك في وجود الله. هذا الشخص كتب ‏كتاب اسمه ‏Misquoting Jesus‏ وقال فيه ان ما وصلَنا الآن من كُتب العهد الجديد ما هي ‏الا نُسخ منقولة من نسخ منقولة من نسخ، وهكذا... وعلى مر الزمن تعرضت هذه النسخ ‏لاخطاء كثيرة، ولهذا لا يمكن ابدا التأكيد على أن ما لدينا من كتب للعهد الجديد في هذا ‏الزمان هي الكتب ذاتها التي كتبها اصحابها، وهو يشكك ايضا ان الاشخاص الذين كتبوا ‏العهد الجديد ليسوا معروفين في التاريخ باسمائهم، بل هم اشخاص عاشوا بعد هذا بمئة سنة ‏على اقل تقدير بحسب زعمه. وقد ترجم بارت ايرمان كل فيديوهاته الى العربية لزعزعة ‏الايمان المسيحي العربي.‏

السؤال الذي يطرح نفسه: هل حقا هناك 400 ألف خطأ في الكتاب المقدس كما يقول ‏المُدّعي؟ ‏
الرد: في الحقيقة لم يقل بارت ايرمان ان هناك 400 الف "خطأ" (‏Error‏) بل قال 400 الف ‏‏"اختلاف ‏‎“Variation‏ ليس في الكتاب المقدس ذاته بل بين مخطوطات العهد الجديد!! ‏مفاجأة صادمة للقارئ الان. نعم 400 الف اختلاف بين المخطوطات اليونانية للعهد الجديد ‏وليس 400 الف خطأ كما يقول المدّعي. كيف تُفسَّر هذه الاختلافات وكيف أتأكّد ان ما بين ‏يدي هو العهد الجديد الذي كتبه رسل المسيح بدون تغيير؟

‎ ‎‏1 كورنثوس 15 : 54

عزيزي القارئ، ان سبب الاختلافات بين المخطوطات هو كثرة عدد المخطوطات الموجودة ‏لدينا، وكثرة كاتبيها مع اختلاف مناطق الكتابة، 98 في المئة من هذه الاختلافات هي ‏اختلافات هجائية او اختلافات نتجت بسبب عدم وجود علامات تشكيل، فقديما كُتب ‏الكسرة التي تنطق في الكلمه "ياء" بحرف ‏e‏ أو ‏i عند كتابة مخطوطة معينة بطريقة ‏السمع، فقديما كانت تكتب المخطوطات فردية عن طريق شخص عامي او بطريقة نظامية بطريقة الكتابة، ‏بحيث تقرأ على عدد من الاشخاص الذين يقومون بعملية النسخ في آن واحد. المثال اعلاه ‏يوضح حدوث هذا الخطأ في النّسِخ، فقد قام احد الناسخين بكتاب "الكسره" التي سمعها ‏في عبارة "ايس نيكوس" على انها ‏e‏ وليس ‏i‏ فصارت العباره "ايس نيكوس" الجديدة لهذا ‏الناسخ والتي بها ال ‏i‏ كتبت ‏e‏ عبارة بمعنى اخر جديد وهو "في صراع - ‏In conflict‏" بدلا ‏من "في غلبة -‏

In victory‏"، هذا الاختلاف الذي حدث بين مخطوطتين من الاف المخطوطات يحسب بانه ‏‏"خطأ – ‏Error‏" في قائمة ال 400 الف خطاء!! هذا في الحقيقة ليس خطأ في المخطوطة ‏الاصلية بل خطأ حصل اثناء النسخ، وقد حدث في احدى المخطوطات وليس في جميعها وفي ‏منطقة جغرافية مسيحية ما وليس في كل المناطق، ومن ناسخ ما وليس من كل الناسخين. ‏وعلى هذا الاساس، هل يمكن معرفة ما يقوله النص الأصلي في الرسالة الاولى الى اهل ‏كورنثوس 15 : 54؟ هل هي "الى غلبة" ام "الى صراع"؟ بالطبع نعم يمكن، فلدينا الاف ‏المخطوطات التي لم يقع فيها هذا الخطأ ومنها نتحقق بوضوح ان الاصل هو "الى غلبة".‏

ان أكثر من 98 في المئة من ال 400 الف اختلاف هي في الهجاء واختلاف بترتيب الكلمات مثل ‏‏"المسيح يسوع" و "يسوع المسيح"، لماذا حصل هذا الاختلاف؟ لانه لم يكن لدينا سلطة ‏مركزية تقوم بجمع المخطوطات من كل بقاع العالم المسيحي القديم وحرقها وعمل نسخة ‏قياسية، ونشكر الله على ان هذا لم يحصل وبانه لم يسمح بوجود مثل هذه السلطة والا لما ‏علمنا هل هذه النسخة القياسية هي النسخة الاصلية ام تم التلاعب بها. اذ كيف يمكن ‏التحقق عندها لانه لن يكون مخطوطة تسبقها زمنيا لان جميعا ستكون قد احرقت؟ الشكر ‏لله انه لم يسمح بهذا بل سمح لكل مسيحي اراد النسخ في القديم ان ينسخ في أي مكان ‏هرب اليه من الاضطهاد، يستطيع ان ينسخ الانجيل الذي يحبه ويموت من اجله وبعد ‏نسخه يقوم بدفن المخطوطة القديمة او اعطائها لمسيحي اخر يحملها معه الى بلده، وهكذا ‏انتشرت المخطوطات القياسية وغير القياسية، ومنها حصلنا على 400 الف اختلاف من بين ‏‏5400 مخطوطة يونانية وحوالي 10 الاف مخطوطة لاتينية وترجمات قديمة.... الخ.‏
اكثر من 24 الف مخطوطة فة 3 قارات في العالم القديم ..

عزيزى القارئ، بكل بساطة اذا كان لديك 5 مخطوطات قبل ظهور الطباعة لانجيل متى ‏وكتب في افتتاحيته عبارة "كاتا ماثيان" اي "الانجيل بحسب متى" ووجدت 4 مخطوطات ‏اخرى أقدم منهم ومتطابقة جميعها، ثم وجدت مخطوطة خامسه تختلف عنهم لانه ‏وضعت كلمه "القديس‎ “ agion  - ‎ بل كلمة "متى" في العنوان الذي يُعَنوَن به الانجيل، ‏اكرر: "في العنوان" وتم حسابه واعتباره انه اختلاف وأن هذه المخطوطة ترجع الى العصور ‏الوسطى أي حديثة جدًا بالنسبة للمخطوطات ال 4 الاقدم، مثل هذا الاختلاف يُعد "خطأ" ‏في حكم الناقد العربي من ال 400 الف خطأ، وهو يعلمه نقلا بدون علم او فحص ويعد ‏‏"اختلافا" لدى الباحث الغربي وليس"خطأ" ويعرف بانه اضافه من ناسخ في العصور الوسطى ‏في مخطوطه واحدة من ال 5400 مخطوطة. هل يوثر هذا الاختلاف عزيزي على العقيدة ‏المسيحية؟ هل يمنعنا هذه الاختلافات من ان نستعيد النص الاصلي؟ هل يجعلنا نشك ‏بالعهد الجديد الذي بين ايدينا الان هل وصل الينا كما كتبه الرسل؟
الاجابة: لا يؤثر اي اختلاف بين المخطوطات على اي عقيدة مسيحية، يمكننا استعادة النص ‏الاصلي... اذ انه بترتيب الهي لم تُحرق المخطوطات القديمة فهي بحفظه موجودة لدينا الان ‏كما وعد، ويمكن مقارنتها بل وتعطينا ثقه كبيرة بان ما لدينا الان هو ما كتبه رسل المسيح.‏

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا