عَظَمة المرأة الشونمية

إنها المرأه التي ليس لها اسم. امرأة مذكورة في العهد القديم تركت بصمة بل حُفر اسمها في التاريخ تخليدًا وتكريمًا لما فَعَلته في عيني رجل الله
22 يونيو 2013 - 13:23 بتوقيت القدس

(ملوك الثاني 4: 8-37)

إنها المرأه التي ليس لها اسم. امرأة مذكورة في العهد القديم تركت بصمة بل حُفر اسمها في التاريخ تخليدًا وتكريمًا لما فَعَلته في عيني رجل الله. امرأة لم تكن من العائلة الملوكية، لها رتبة عظيمة، غِنًى فاحش أو حتى مكانة اجتماعية. لم تكن من دُعاة المعرفة أو الحرفة، لم يذكُر الكتاب المقدس أنها كانت في غاية الجمال مثل سارة أو أستير أو بثشبّع. لم تُخلّص شعبها كما فعلت أستير، ولم تقد شعبها إلى الله كما فعلت السامرية، ولم يُذكر أنها قاضية كدبوره، ولم يكن لديها طفل أصبح عظيمًا مثل حنة أو يوكابد ام موسى النبي، حتى انه لم يُذكر اسمها. أو ليس عجيبًا أن الكتاب المقدس يذكر في القصة اسم الكرسي والمنارة والخوان ولكن لم يذكر اسم هذه المرأة؟ حتى أن اليشع كان يدعوها بـِ"الشونمية" (عدد 36). وشونم تسمى اليوم سولم وهي بلدة قريبة من العفولة والناصرة. لكن ما أعظم أن يدعوها الكتاب المقدس "امرأة عظيمة" مع أن العظمة لله وحده ولكن مَن يقترن بالله ويتقيه ينال العظمة منه.

لقد كان شَبَع هذه المرأة في الرب وحدهُ. هي مدرسة نستطيع أن نتعلم منها دروسًا قيّمه لحياتنا:
عظمة الخدمة: خدمة مُحدّدة وهادفة ومُميزة. كانت خدمتها أن تُكرم، وتخدم وتُريح رجل الله وتُباركه. امرأة كانت لديها بصيرة روحية نفّاذة، ونظرة ثاقبة وبُعد روحي. كانت تستشير زوجها (عدد 9) وكانت لديها محبة عميقه لله ولزوجها وللآخرين. كانت مثال رائع في المحبة والخضوع وهي مثال رائع في الزواج ايضًا. كانت بارعة في الكلام، سَلسة في التعبير وكلماتها حكيمة ممزوجة بأخلاقيات عالية مرتفعة. ومع هذه الأخلاقيات ظهرت حياة التواضع أيضًا. لقد ادركت انها موجودة لهدف خدمة بيتها ورجل الله (متى 41:10). أيّة خدمة تقدمينها نابعة من قلب مملوء بالمحبة حتى ولو كانت صغيرة فالله ينظر لها (متى 42:10).

عظمة القناعة: إنها امرأة عظيمة في النبل والاكتفاء. لم تطلب شيئًا عندما سألها رجل الله. كانت راضية (عدد 13). قالت أنا ساكنة وسط شعبي، قدّرت ما عندها بكل اقتناع واكتفاء (فيلبي 11:14). لكن الرب نَظر لها لأنه وعد بأن يُكرم الذين يكرمونه (1 صم 30:2) فوهبها ابنًا حتى دون أن تطلب. هذا ما يفعله الرب عندما نحيا لكي نكرمهُ ونمجده؛ هو يكافئ.

عظمه السلام: إن التمتع بروح السلام ينتج عن إيمان حي بشخص الرب لأنه وحدهُ يمنح السلام. هذا السلام هو الذي يجعلكِ مطمئنة وآمنة أينما كنتِ وبأي ظرف تمرين به (عدد 25). قالت: "سلام". إن ايمانها جعلها عظيمة في مواجهة المِحنة فعندما مات ابنها أصيبت بفاجعة، فوضعتهُ بين ذراعيها وذهبت به الى رجل الله. هي كانت امرأة صلبة الإرادة، تملك ايمانًا لا يتزعزع في وسط العواصف وذلك لأن لديها ثقة شديدة بالله، مما جعلها تتمتع بسلام داخلي. كانت تحب الله محبة لا تستطيع تجارب هذه الحياة أن تطفئها ولا المِحَن أن ترخيها؛ كانت تؤمن أن ابنها سيقوم.
نستطيع أن نرى في هذه المرأة عظمة الله وقدرته الفائقة في حياتها رغم كل الأحوال والظروف التي أحاطت بها. نرى عظمة الخدمة دون انتظار الأجرة، وعظمة المحبة دون محبة الذات، وعظمة الرضا والتسليم دون الجَشَع، وعظمة السلام دون وقوع الكارثة، وعظمة التقوى والقداسة دون النظر للخوارق. لم نعرف اسمها ولكن نستطيع أن نكتبه في لائحة الأبطال غير المذكورة أسماؤهم، الأبطال الذين انتصروا في معارك الحياة. ليتنا نتعلم من حياة هذه المرأة الشجاعة والحكمة في اتخاذ المواقف.

أختي الفاضلة، مهما كان وضعكِ الحالي، اقتربي من الرب لكي تنضمّي الى قائمة الأبطال وثِقي أنهُ سيعمل منكِ انسانه عظيمة.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا