يسوع المسيح هو هو، أمسًا واليوم والى الابد...‎

نعلم من خلال اعلان الله عن ذاته، في شخص الرب يسوع المسيح، من خلال الكلمة اي الكتاب المقدس، واعلان الروح القدس، ان يسوع المسيح هو الله المتجسد، اي ان المسيح يحمل الطبيعة الالهية والطبيعة البشرية
01 مارس 2018 - 01:19 بتوقيت القدس

يسوع المسيح هو امسا واليوم والى الابد

نقرأ في رسالة العبرانيين ان يسوع المسيح هو هو، والرسول لم يقل الله يسوع المسيح، او الرب يسوع المسيح ولا حتى المخلص، مع ان كل ما ذكرنا صحيح، ولكن الرسول يقول فقط يسوع المسيح، لماذا؟

أعلن لنا أشعياء في (أش 9:6) انه يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا، وتكون الرياسة على كتفه، وهذه كانت نبوءة عن تجسد المسيح في ملء الزمان، قبل حوالي ألفي سنة، ويتابع قائلاً ان اسمه اي المسيح يدعى عجيبًا، ولماذا عجيبًا؟

في الايمان المسيحي، نعلم من خلال اعلان الله عن ذاته، في شخص الرب يسوع المسيح، من خلال الكلمة اي الكتاب المقدس، واعلان الروح القدس، ان يسوع المسيح هو الله المتجسد، اي ان المسيح يحمل الطبيعة الالهية والطبيعة البشرية، وهذا بحد ذاته يجعل منه شخص فريد، لا مثيل له، لا بين البشر، ولا الانبياء او القديسين يشابه يسوع في مجده وكماله وعظمة اسمه. نعم انه عجيب، وهذا ما قاله ملاك الرب لمنوح، لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيبٌ (قضاة 13:18)، وعندما سأل موسى الله، إذا قالوا لي ما اسمه؟ فماذا اقول؟ فقال الله لموسى: اهيه الذي اهيه، تقول لبني اسرائيل اهيه ارسلني اليكم. (بالعبرية אהיה אשר אהיה) - خروج 3:14، ويتابع في العدد 15 ان يهوَه ارسلني اليكم، يهوه اي الكائن بذاته، واهيه الذي اهيه، اي كل ما تريدون وكل ما تحتاجون مني، فانا هو، انا كفايتكم.

اسمه عجيب، لا يفهمه ولا يقبله الفكر البشري، الا بإعلان الرب عن ذاته بروحه القدوس، لكل من يفتح قلبه ليقبل الحق الالهي المُطلَق، والمُعلَن في شخص ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.
انه الاسم، فوق كل اسم، ليس له مئة او مئتي اسم، بل انه الاسم المبارك، الذي سوف تجثوا له كل ركبة ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض، ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب، فهل تقبل وتَسجُد وتعترف اليوم، او تقبل دينونة رهيبة بعد الموت؟

نقول فقط يسوع المسيح، وفي اسمه المبارك نجد كفايتنا، خلاصنا وبركاتنا السماوية والارضية، نعم هو هو لا يتغير، وحده الصادق الامين على وعوده، من بدأ معنا رحلة الابدية على الارض وسوف يبقى امينًا حتى النهاية، ثقتنا به واتكالنا عليه، يسوع الامين، الذي احبنا حتى المنتهى...
تعرفنا على شخصه المبارك، وما زلنا نتعرف عليه كل يوم، نرى مجده وحده، مجدًا كما لوحيد من الآب، مملوءًا نعمةً وحقًا، لأنه هو الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر، فمن يصدق؟

فهو من قال عن نفسه، وأعلن عن ذاته بانه:

* الالف والياء، البداية والنهاية، الاول والاخر: هو بداية كل شيء، به كُوِّنَ كل شيء، السماء والارض وكل ما فيها، هو بداية ايمان كل واحد منا، وسوف يسير معنا كل ايام حياتنا.
* الصادق والامين: كل ما خرج من فمه المبارك فهو الصدق، وليكن كل انسان كاذباً والله صادق، يسوع صادق بل وامين ايضًا لكي يتمم عمله ومشيئته في كل واحد منا.
* ابن الله: الازلي الابدي، السرمدي، لا بداية ايام له ولا نهاية حياة، بلا ابٍ، بلا امٍّ، بلا نسبٍ، انه الله الابن، مساوي للآب في الجوهر، ومن رآه فقد رأى الآب.
* ابن الانسان: من تجسد بالروح القدس في احشاء العذراء مريم، ولد، نمى كانسان بالحكمة والقامة والنعمة، خضع للآب القدوس كل ايام حياته، تجرَّب ولكن من دون خطية، تألَّم، جاع، عطش، تعب واطاع حتى الموت موت الصليب، مات وفي اليوم الثالث قام هللويا.
* القيامة والحياة: الله الآب اقامه من بين الاموات، الروح القدس اقامه من بين الاموات، بل هو ذاته كان عنده السلطان ان يضع نفسه وان يأخذها ايضًا، فهو من قام، واقامنا معه، واجلسنا معه في السماويات، واهبًا لنا الحياة لأنه هو الحياة، حياة ابدية في السماء وحياة أفضل هنا على الارض.
* الطريق والحق والكلمة: فهو الطريق الوحيد الذي يقودنا الى الامجاد السماوية، لان ليس بأحد غيره الخلاص، ولم نعطى اسم اخر ينبغي ان نخلص به، الا اسم يسوع، وهو الحق الالهي المعلن في الانجيل المقدس، الحق الذي لا يتغير ولا يتزعزع، وكل امر اخر فهو كذب وتجديف، وهو كذلك كلمة الله الثابتة في السماء الى ابد الابدين، التي تجسدت في المسيح واليوم متجسدة ايضًا في حياة المؤمنين باسمه.
* المخلص: الواهب الخلاص والحياة الابدية لمن أحبهم، فهو اسمه يسوع (الله يخلص) لأنه يخلص شعبه من خطاياهم.
* المُعَزي: فهو من وعد ان يرسل المعزي الاخر اي الروح القدس، فهو من عزَّى شعبه في القديم وما زال يعزي شعبه اليوم. 
* حمل الله: الذي رفع خطية العالم على الصليب، خطيتي وخطيتك.
* الاسد الخارج من سبط يهوذا: فهو سوف يرجع كما وعد، ولكن هذه المرة ليس كحمل ضعيف بل كاسد جبار لكي يدين الاحياء والاموات.
* رب الجنود: فهو من يحارب عنا ويحمينا من فخاخ الشيطان وابليس، وهو من أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم في الصليب.
* يهوه رافا: الرب شافينا، شفى وما زال يشفي من كل مرض روحي، نفسي وجسدي، لان بجلدته شفينا.
* يهوه يِرأه: فهو من يُظهر ذاته، يُعلن ذاته، ومن وهبنا الحياة الابدية بسفك دمه الكريم كيف لا يهب لنا كل ما نحتاج؟
* القادر على كل شيء: ولا يعسر عليه امر، لا يستحيل عليه امر، أكثر جدًا مما نطلب او نفتكر.
* الكاهن: الى الابد، على رتبة ملكي صادق، ملك البر، ملك السلام، واهب البر والسلام لشعبه، يشفع ليل نهار في القديسين، لا ينعس ولا ينام، حافظ حياتنا ووديعتنا.
* القدوس: منفصل عن العالم وفكر العالم، مكرس ومخصص لمجد الله، وهو يقدس شعبه بقوة وعمل روحه القدوس.
* كوكب الصبح المنير: اي نور العالم، الذي ينير قلوبنا ودربنا، لنسير معه كل يوم، ويزيل كل ظلمة في حياتنا.
* الخبز والماء: هو شبعنا، هو كفايتنا، يروي عطشنا الروحي والمادي.
* الراعي الصالح: الذي بذل نفسه عن الخراف، يرعاها كل يوم ويقودها الى المراعي الخضر.

* الباب: وهو من اوصى شعبه ان تدخل من الباب الضيق الذي يؤدي الى الحياة، واوصانا الابتعاد عن الباب الرحب (باب العالم) الذي يؤدي الى الهلاك.
* الكرمة الحقيقية: الذي يعطينا ان نكون اغصان مثمرة لمجد اسمه، بكل ثمار الروح القدس واعمال حسنة، لكي يمجدوا ابانا السماوي، وهو وحد جميع الاغصان في كرمة واحدة، جسد واحد، روح واحد، آب واحد، رب واحد، ايمان ومعمودية واحدة، لأنه يبغض الانشقاق والتحزب!
يا له من شخص عجيب، فريد، ماذا نقول بعد عن الحبيب، مهما نقول فلا نكافيه، لأنه الله، لأنه الرب، لأنه يسوع المسيح، هو هو امسًا واليوم والى الابد...

امسًا: كان معنا في آلامنا، سقطاتنا وضعف بل وعدم ايماننا، فهو من لا يقصف قصبة مرضوضة، وفتيلة مدخنة لا يطفئ، انه رئيس الايمان ومكمله، من دعاني لملكوته العجيب، فهو امسًا من صلب على عود الصليب، فهل أصبح الصليب مجرد ذاكرة ام اننا ننكر ذواتنا ونحمله كل يوم ونتبع الحبيب؟!

وهل ما زلنا نحن في الامس، آلام الامس، اهانات الامس، ضعفات وسقطات الامس، ام قمنا بمعونته، ونسير معه كل يوم من ايام حياتنا، لأنه بهذا هو وعد.

واليوم: نقول ونؤمن انه قام من بين الاموات، ولكن قوة القيامة هي لنا اليوم لكي نتغير الى تلك الصورة عينها، صورة ومثال رب المجد يسوع المسيح، لأنه طوبانا إذا استيقظنا بشبهه. 

وكما نقرأ في رؤيا يوحنا، انه الكائن والذي كان والذي سوف يأتي، أربع مرات ذكر في الرؤيا انه الكائن اولاً، وبعدها انه الذي كان وسوف يأتي، اي بما معنى انه علينا ان نركز انه كائن اليوم معنا، ولا ننشغل كثيرًا في الماضي، ولا حتى المستقبل، بل يكفي كل يوم شره. وفقط مرة واحده ذكر يوحنا في كتاب الرؤيا، اولاً انه الذي كان، وبعدها تابع قائلاً والكائن والذي سوف يأتي، اي لا ننسى ماضينا ومن اين نشلنا الرب كي لا نتكبر.

اليوم هو معنا، يسدد كل عوز وكل احتياج، يُنسينا الامس والماضي وآلامه، ويقول لنا انا معكم، انا عمانوئيل (الله معنا)، لا اريد ان اكون في ذاكرتكم، بل اريد ان تحيوا وتتحركوا وتوجدوا بي، لأني حيٌ...

والى الابد: هو بالجسد عن يمين الله الآب في العرش السماوي، ولكن عن قريب، قريب جدًا سوف يعود ليخطف الكنيسة، العروس، العذارى الحكيمات من لم ينفذ الزيت من مصابيحهن، اي لم يُطفؤوا الروح القدس ولم يُحزنوه، وحتى ولو فعلوا مرة ذلك، فقد تابوا من كل القلب ورجعوا عن طرقهم الرديئة، وصلوا وسهروا كل يوم، منتظرين بفارغ الصبر مجيء العريس، لكي تقول العروس مع الروح تعال ايها الرب يسوع، لكي ننشد له طول الابدية ونسبح اسمه القدوس، قائلين من كل القلب ان يسوع المسيح هو هو، امسًا واليوم، والى الابد...

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا