رسالة الكتاب المقدس المتعددة الجوانب

الكتاب المقدس ليس خليطاً غير متجانس، كما يدّعي بعض النقاد من أطياف وأفكار وفلسفات وأراء مختلفة ويقولون بأنه عبارة عن تاريخ قديم يحتوي البعض منه على حقائق تاريخية حقيقة، وبعضها ممزوج بأساطير مختلفة...
26 مارس 2017 - 14:50 بتوقيت القدس

لا نستطيع الإلمام بكل جوانب رسالة الكتاب المقدس العظيم لانها متعددة المرامى والاهداف من التكوين الى الرؤيا، لإن الكتاب المقدس يحتوي على العهد القديم الذي يضم بين طياته كتب موسى الخمسة ثم الكتب التاريخية وسفر المزامير وكتب الأنبياء الكبار والصغار، والعهد الجديد الذي يحتوي على الاناجيل الاربعة ثم كتاب تاريخي وهو أعمال الرسل ونجد بعد ذلك الرسائل وينتهي العهد الجديد بالرؤيا التي أعلنها الرب يسوع الى يوحنا الحبيب عن الحاضر والمستقبل.

الكتاب المقدس

الكتاب المقدس يعلن بترتيب مُذهل وفائق من التكوين الى الرؤيا الحقائق التالية:
1-الله مصدر كل حياة والإساس الذي يقوم عليه كل شيء.
2-خليقة رائعة تاجها وغايتها الإنسان الذي يرعاها ويُقدمها لله.
3-نجد اعلان ووعد بالمخلص الذي يسحق رأس الحية عند سقوط الإنسان.
4-إعلان وأختيار ابو الأنبياء ابراهيم الخليل ليكون من نسله شعب مختار ليأتي منه المسيا المخلص.
5-تحقيق الوعد بتجسد إلهي فائق للطبيعة في شخص يسوع المسيح في ملء الزمان.
6-المسيا يتمم خطة الخلاص المعدة منذ تأسيس العالم بموته على الصليب وقيامته ليصير باكورة للراقدين.
7-حلول الروح القدس في يوم الخمسين وسكناه في المؤمنين والكنيسة.
8-شعب خاص جسد واحد، منفصل عن عالم الموت في وحدة فائقة في سر التقوى ومحبة الله.
9-كنيسة مختارة مقدسة جامعة رسولية من كل الأمم والقبائل والشعوب.
10-خليقة جديدة تشع قداسة الله ويكون فيها الله بالُكل وعلى الُكل وفي الُكل.
11- دينونة رهيبة للأحياء والاموات، مكافأة الأبرار ومجازاة الأشرار. طرح أبليس الحية القديمة في بحيرة النار.
12-سماء جديدة وأرض جديدة وحياة أبدية مجيدة وتحقيق كل مقاصد الله وتتميمها بالنصرة النهائية واستعلان مجده العظيم وانتهاء الزمان، ايضاً استعلان مجد أولاد الله في المسيح يسوع ودخولهم لملكوته العظيم وسكنى الله وسط الناس.

وهذا ما لخصة بولس الرسول في نشيد رائع للغاية يوضح خطة الله منذ الأزل والى الأبد، لنصغي بإنفتاح ذهن لما كتبه هذا اللاهوتي الجبار الملهم بالروح القدس والناطق به حسب مسرة مشيئة الله الذي جعله على دراية بسرّ المسيح .

"مبارك الله أبو ربنا سوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح. كما أختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة. إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته، لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب. الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته. التي أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة. إذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه، لتدبير ملء الأزمنه ليجمع كل شئ في المسيح ما في السماوات وما على الأرض في ذاك. الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً معينين سابقاً حسب قصد الذي يعمل كل شئ حسب رأي مشيئته. لنكون لمدح مجده نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح. الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضاَ ختمتم بروح الموعد القدوس. الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتني لمدح مجده" آمين (أفسس 1: 3-14)

هل الكتب القانونية كافية لنوال الخلاص الإلهي؟ 

الكتاب المقدس ليس خليطاً غير متجانس، كما يدّعي بعض النقاد من أطياف وأفكار وفلسفات وأراء مختلفة ويقولون بأنه عبارة عن تاريخ قديم يحتوي البعض منه على حقائق تاريخية حقيقة، وبعضها ممزوج بأساطير مختلفة مأخوذة من حضارات وشعوب متنوعة وبه تصورات دينية عقائدية بعيدة عن أرض الواقع، أو أفكار دينية مستقية من شعوب أخري وتم دمجها، وبعضه يحتوي على خرافات لا تصدق. فهو كتاب الكتب الذي يقرأه ينقيه ويطهره ويغير من حياته فالتاريخ وملايين الأشخاس يشهدون على ذلك.

تحتوي الكتب القانونية التي بين ايدينا والتي أعترفت بصحتها الكنيسة بعد فحص وتدقيق وتمحيص، كل الحقائق اللالهية لنوال الخلاص وذلك لأنها موحي بها من الروح القدس."لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئه إنسان بل تكلم أناس الله القديسين مسُوقين من الروح القدس"(2بط1: 21) لذلك نجد خط ذهبي يربط الكتاب المقدس من البداية الى النهاية أي من التكوين الى الرؤيا لأن الكاتب هو شخص الروح القدس. لذلك هذا الخط يؤكد خطه الله لخلاص الإنسان ونري من خلال الكتاب معاملات الله مع البشر التي تظهر مراحمه ورأفته ومحبته وتقويمه وتأديبه وخلاصه المُعد منذ تأسيس العالم كما سجل بولس الرسول "كل الكتاب هو مُوحيّ به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر. لكي يكون إنسان الله كاملاَ، متأهباً لكل عمل صالح" (2تي3: 17).

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا