الوصيَّة الأولى: ليكن الله أولاً في حياتنا

يريد الله أن يجعل حياتنا مثالية بالكامل: فالله هو خالقنا، وهو كلي العلم وكلي الحكمة، ويستطيع أن يساعدنا في استخدام المعرفة العقليّة والعلم بشكل صحيح ومستقيم وخالٍ من أي شر
07 ابريل 2016 - 00:24 بتوقيت القدس

خروج 1:20-3 "ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ: أَنَا الرَّب إِلَهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي".

يريد الله أن يجعل حياتنا مثالية بالكامل: فالله هو خالقنا، وهو كلي العلم وكلي الحكمة، ويستطيع أن يساعدنا في استخدام المعرفة العقليّة والعلم بشكل صحيح ومستقيم وخالٍ من أي شر أو طرق ملتوية. كذلك أعطانا الله كتاب الحياة، أي الكتاب المقدس، وهو الذي جاء إلى العالم بشخص الرَّب يسوع: "لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ" (يوحنا 10:10). وأهم الأساليب التي تساعدنا أن نعيش حياة مثالية ومشبعة ومرضيًة للرب هي أن نحب الله ونحب النَّاس. ولكي نعرف كيف نحب الله ونحب النَّاس، أي لنعرف كيف نطبق مبدأ المحبّة العظيم على حياتنا، نحتاج إلى وصايا الله التي تعطينا الطرق العملية والمجرّبة للتعبير الصادق والأمين عن محبَّة الله والنَّاس.

تعلمنا وصايا الله الأربعة الأولى كيف نحب الله بشكل عملي. وتعلمنا الوصايا الستة المتبقية كيف نحب النّاس. نلاحظ هنا أن محبَّة الله تأتي أولاً، لأن الله محبَّة، وهو نبع المحبَّة، وهو الذي يعطينا القوة والقدرة والدّافع إلى محبَّة النَّاس.

للأسف الشديد، يعتقد عدد كبير من النَّاس أن الكتاب المقدس عبارة عن سلسلة من الأوامر: اعمل ولا تعمل، أو كما هو شائع بين النَّاس، إعمل الحلال وامتنع عن الحرام. وخلال مسيرة التاريخ الطّويلة، أضاف النّاس لوائح طويلة من عندهم الى وصايا الله تقول اعمل هذا الأمر ولا تعمل ذلك الشّيء. بل أن ديانات العالم وضعت لوائح عديدة من الأوامر والوصايا تبيّن لأتباعها ما يأكلون وما يشربون وما يلبسون وأي كلمات ينطقون، وكيف يمارسون عبادتهم بحركات وطقوس معيّنة، بل وكيف يعيشون حياتهم الشخصيّة الخاصّة جداً ويمارسون علاقاتهم الحميمة في بيوتهم. أي ان الدين وإبداعته العجيبة قيّدت النّاس وجعلتهم عبيداً لآلهة الديانات المتنوعة. ولكن نشكر الله الحي والحقيقي الذي حررنا من قيود النَّاس، والذي يريدنا أن نطيعه أولاً، أو كما قال بطرس الرّسول بوحي من الله:"يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (أعمال الرّسل 29:5). فالله يعرف ما هو الافضل لنا، ويريدنا أن نبتعد عن العبادات الباطلة كما قال رب المجد يسوع: "قَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ". (متّى 6:15-9). ومعظم العبادات المنتشرة في شرقنا اليوم هي عبادات باطلة، وسبب ذلك هو الإبتعاد عن وصايا الله والتّمسك بوصايا النّاس.

نقرأ في افتتاحية الوصايا كلمات الرَّب الواضحة الجلية: "لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي". أي أنّه يجب أن يكون الله الأول في حياتنا، وأن لا يأتي أي شيء أو شخص أو فكر أو دين أو صنم قبل الله. نقرأ في سفر التثنية 4:6-5: "اسمع يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّب إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّب إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ". فيجب أن يكون الله الواحد اختيارنا الأول في الحياة، وعلينا أن نحبه بكل شغف، وبكل عواطفنا، وبكل أرواحنا، وبكل قوتنا الجسدية. أجل: علينا أن نحب الله بكل ما لدينا، وأكثر من أي شخص أو شيء آخر في الوجود. فمحبَّة الله النقيّة والقويّة هي الخطوة الأولى والأكيدة والواثقة لكي تصبح حياتنا مثالية أمام الله والنَّاس.

في الواقع أن موضوع الوصيَّة الأولى هو موضوع الأولويّة في الاختيار والإهتمام في الحياة. وحياتنا كبشر مليئة بطبيعتها بالاختيارات والإهتمامات: فنحن نختار بملء إرادتنا من نريد أن يكونوا أصدقاءنا، ونختار طريقة كلامنا وأسلوب حياتنا وولاءنا وعلاقاتنا، وما الذي نريد أن نأكله أو نلبسه أو نشتريه أو ندرسه. وأهم شيء نختارة هو من سيكون سيّداً ورباً على حياتنا: هل نختار المال، أو العمل، أو المركز، أو الجنس، أو الحزب، أو الزّعيم السّياسي، أو رجل الدّين، أو الله خالق الوجود.

عليك أن تختار: أين هو ولاءك الأول؟ لشخص معين أو لفكرة أو مبدأ أو عقيدة معينة، لحزب سياسي أو نادي معين؟ لدين أو عقيدة أو مجموعة معينة، أم تريد أن يكون ولاءك الأول لله، وأن تترك لله الحرية في قيادة حياتك من حيث تفاصيل الأمور الثانوية.

جزء أساسي ومكوِّن رئيسي في الإنسان هو الميل إلى العبادة. فالعبادة هي من طبيعة الإنسان. أي أن المشكلة ليست في العبادة نفسها بل من تعبد: هل تعبد أشياء أو مبادئ أو أفكار أو أشخاص أو قيم عُليا، أم تعبد الله الحي؟

دعونا نفكِّر بشعب الله القديم لحظة استلام الوصايا: لقد عاشوا 400 سنة في العبودية في مصر، أي في بلد حضارة الفراعنة العظيمة، حيث عبد النَّاس الشمس والقطط والأشياء الميتة والنار والماء ونهر النّيل وحتى الفراعنة من ملوك مصر. وبعد الخروج من مصر كان الشعب القديم على وشك دخول أرض كنعان، وهناك كان النَّاس يعبدون السماء والطقس والمواسم والموت والحيوانات وأشياء أخرى كثيرة: أي أن شعب الله القديم كان أمام خيارات كثيرة. وكان لابد لهم أن يستمعوا لصوت من حرّرهم من العبودية الذي قال بكل حزم ووضوح: "لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي".

أمامنا اليوم خيارات أكثر جداً مما كان أمام شعب الله القديم، فماذا نختار:

- ما يزال هناك شعوب في العالم تعبد الأشجار والحيوانات وأرواح السّلف والكواكب والنّجوم وغيرها من المخلوقات.
- وتوجد شعوب تقول بأنّها متطورة ومثقفة ومتحضّرة، وهذه الشعوب تعبد أفكاراً متنوعة، كما وتعبد أشخاصاً وفلاسفة وقادة. بل لقد أصبح رجال ونساء الموسيقى والغناء، ونجوم السّينما والرّياضة والأغنياء والمشاهير، يعاملون وكأنّهم آلهة تسير على الأرض. 
- كذلك يزداد في عالم اليوم عدد دعاة عبادة الذات أو ما يسمى بالإنسانية Humanism. وهؤلاء يقولون لك أنه يجب أن تكون رغباتك وحاجاتك المحور الأول والأساسي في حياتك.
- كذلك توجد ديانات رسمية كثيرة بطوائفها وشرائعها ورجالاتها وعقائدها ومذاهبها وطقوسها وأماكنها المقدّسة، وكل دين منها يدّعي أنه يملك الحقيقة المطلقة، وبأن كل ما عداه باطل ويجب دماره وإلغاء وجوده. 

أمام هذه الخيارات الكثيرة في الحياة، دعونا نتذكر أن الرَّب يريد منا أن لا نُشبِع ميلنا الطبيعي للعبادة في الاهتمام بأمور أخرى أكثر منه. الله يريد أن يكون الأول في حياتنا، وهو يقول بكل وضوح: "لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي".

في نور هذا الإعلان السماوي، علينا أن نسأل: لماذا يختار النَّاس أو يريد النَّاس آلهة أخرى غير الله الحقيقي؟ والجواب بكل بساطة هو فساد الطبيعة البشرية، وعمل الشيطان في هذه الطبيعة من أجل البحث عن الإشباع الذاتي والوقتي والسريع دون الالتفات للمستقبل وللنتائج الخطيرة المدمِّرة المترتّبة عن الابتعاد عن الله.

ولكن السؤال الأهم الذي علينا أن نجيب عليه: لماذا يجب أن يكون الله الأول في حياتنا؟ نجد هنا إجابات كثيرة ومجيدة ومعزّية:

1. لأنه الله، وماذا يمكننا أن نضيف على حقيقة كونه الإله الحقيقي والوحيد.
2. لأنه الذي قال فخلق. فبمجرد أن نطق بكلمته المبدعة، تفجَّر الكون بالمخلوقات الرائعة من نجوم وكواكب ونور وحياة وكل شيء.
3. لأنه هو الذي خلق الإنسان من التراب، وأعطاه نسمة الحياة.
4. لأنه الوحيد الكائن خارج الزمان والمكان.
5. لأنه الوحيد الذي يعرف كل شيء، ويستطيع كل شيء.
6. لأنه الوحيد الذي يمسك الأشياء ويضبطها.
7. لأنه الوحيد الكامل وغير المحدود في القداسة.
8. لأنه الوحيد الذي لا نستطيع أن نتخيله أو نحصره.
9. لأنه الوحيد الذي تكلم مع الجنس البشري، فهو الوحيد الذي يصل إلى كل واحد منا بمفرده، ويقيم علاقة شخصية مع كل إنسان يفتح قلبه أمامه. وهو الوحيد الذي يعرف كل شخص في الوجود.
10. لأنه الوحيد الذي يحبّنا بشكل دائم حتى لو سقطنا في الخطيَّة.
11. لأنه الوحيد الذي يخاطبنا بصوت خافت وهادئ عندما نكون متألمين أو وحيدين دون معين أو معزي أو صديق أو حبيب.
12. لأنه الوحيد الذي يشارك كل واحد منا كل لحظة في حياتنا: فهو معنا منذ أن تكونّا، هو يساعدنا في التنفس وفي وظائف أعضائنا الداخلية، فهو معنا في كل خفقة قلب ورمشة عين ونسمة أنف. 
13. لأنه الوحيد الذي يشتاق أن يسمع صوتك ويعرف همومك وأحزانك وفشلك وصراعاتك الداخلية. ومع أنه قد تكون هنالك ملايين من الأصوات التي تصرخ إلى الله في نفس اللحظة، إلا أنه يستطيع أن يميِّز ويسمع صوتك من بين الملايين، ويستطيع أن يستجيب لك، ويعطيك الراحة والسلام والشفاء والحياة الأفضل.
14. لأنه الوحيد الذي يعرف ما في داخلك، فهو يعرفك حتى قبل ولادتك، ويعرف عدد شعرات رأسك. هو يعرف أحلامك وأوجاع قلبك، ويعرف اللحظة التي ستموت فيها.

كل هذه الحقائق عن الله يجب أن تدفعنا لجعل الله الأول في حياتنا، في كل لحظة وكل يوم، وفي أي مكان كنا، أو مع أي شخص أو جماعة نوجد أو نقيم. 

اسأل نفسك: ما الذي تفكر به عندما تستيقظ من النوم؟ وما الذي يدفعك للنهوض من النوم صباحاً لتبدأ نهاراً جديداً؟ وما الذي تركز عليه أكثر شيء في حياتك اليومية؟ وما الذي تفكر فيه في هذه اللحظة وأنت تقرأ هذه الكلمات؟

عندما تكون مسترخياً أو جالساً لوحدك: إلى أي اتجاه تذهب أفكارك: إلى العمل؟ إلى بعض الهوايات أو العادات؟ إلى الأصدقاء والعلاقات الشخصيّة؟ إلى ممتلكاتك من ملابس وبيوت وأموال وسيارات؟ أم إلى برامج معينة في التلفزيون؟ إلى امرأة أو رجل؟ أجل إلى أي اتجاه تذهب أفكارك؟ هل تفكر بالله وكيف تخدمه؟ هل تفكر بتبشير الآخرين قبل أن تأتي لحظة الحقيقة، أي لحظة الموت؟ هل تفكر بزيارة شخص مريض لتصلي من أجله؟ هل تفكر كيف يمكنك أن تخدم الكنيسة بمواهبك التي أعطاك إياها الله؟ أجل ما الذي يملأ فكرك؟ وهل الله هو الأول بفكرك؟ أم أن الله غير موجود أصلاً في فكرك إلا في بعض الأحيان والأماكن، وعند الضّرورة القصوى.

يوجد عدد من الحقائق الأساسية في قول الله: "لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي"، ويجب علينا ملاحظتها وأخذ عبر منها:

1. يجب أن نتخلص من أية فكرة أو عادة أو شيء يحتل المركز الأول في حياتنا نيابة عن الله. فالله يجب أن يكون الأول.
2. كلمة "آلهة" في قول الله لا تعني بالضرورة وجود أرواح أو آلهة غير الله، كما كان يظن القدماء بوجود إله للشمس أو إله للقمر أو إله للخصب أو إله للنيل أو مجموعة الآلهة اليونانية والرّومانية. فالآلهة غير موجودة نهائيّاً، والتعبير هنا يشير  عملياً الى مجموعة الأوهام والأفكار والعقائد والأشياء التي جعل منها النَّاس آلهةً وأرباباً على حياتهم، فهي أمور من اختراع البشر، إنها آلهة كاذبة كما نقرأ في ملوك الثاني 10:19-19 "هَكَذَا تُكَلِّمُونَ حَزَقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا قَائِلِينَ: لاَ يَخْدَعْكَ إِلَهُكَ الَّذِي أَنْتَ مُتَّكِلٌ عَلَيْهِ قَائِلاً: لاَ تُدْفَعُ أُورُشَلِيمُ إِلَى يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ. إِنَّكَ قَدْ سَمِعْتَ مَا فَعَلَ مُلُوكُ أَشُّورَ بِجَمِيعِ الأَرَاضِي لإِهْلاَكِهَا، وَهَلْ تَنْجُو أَنْتَ؟ هَلْ أَنْقَذَتْ آلِهَةُ الأُمَمِ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَهْلَكَهُمْ آبَائِي جُوزَانَ وَحَارَانَ وَرَصْفَ وَبَنِي عَدْنَ الَّذِينَ فِي تَلاَسَّارَ؟ أَيْنَ مَلِكُ حَمَاةَ وَمَلِكُ أَرْفَادَ وَمَلِكُ مَدِينَةِ سَفْرَوَايِمَ وَهَيْنَعَ وَعِوَّا؟ فَأَخَذَ حَزَقِيَّا الرَّسَائِلَ مِنْ أَيْدِي الرُّسُلِ وَقَرَأَهَا، ثُمَّ صَعِدَ إِلَى بَيْتِ الرَّب، وَنَشَرَهَا أَمَامَ الرَّب. وَصَلَّى حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّب وَقَالَ: أَيُّهَا الرَّب إِلَهُ إِسْرَائِيلَ، الْجَالِسُ فَوْقَ الْكَرُوبِيمَ، أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَاسْمَعْ. افْتَحْ يَا رَبُّ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ، وَاسْمَعْ كَلاَمَ سَنْحَارِيبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ لِيُعَيِّرَ اللَّهَ الْحَيَّ. حَقّاً يَا رَبُّ إِنَّ مُلُوكَ أَشُّورَ قَدْ خَرَّبُوا الأُمَمَ وَأَرَاضِيَهُمْ وَدَفَعُوا آلِهَتَهُمْ إِلَى النَّارِ. وَلأَنَّهُمْ لَيْسُوا آلِهَةً، بَلْ صَنْعَةُ أَيْدِي النَّاس: خَشَبٌ وَحَجَرٌ، فَأَبَادُوهُمْ. وَالآنَ أَيُّهَا الرَّب إِلَهُنَا خَلِّصْنَا مِنْ يَدِهِ، فَتَعْلَمَ مَمَالِكُ الأَرْضِ كُلُّهَا أَنَّكَ أَنْتَ الرَّب الإِلَهُ وَحْدَكَ". وفي مزمور 3:115-8 "إِنَّ إِلَهَنَا فِي السَّمَاءِ. كُلَّمَا شَاءَ صَنَعَ. أَصْنَامُهُمْ فِضَّةٌ وَذَهَبٌ عَمَلُ أَيْدِي النَّاس. لَهَا أَفْوَاهٌ وَلاَ تَتَكَلَّمُ. لَهَا أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُ. لَهَا آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُ. لَهَا مَنَاخِرُ وَلاَ تَشُمُّ. لَهَا أَيْدٍ وَلاَ تَلْمِسُ. لَهَا أَرْجُلٌ وَلاَ تَمْشِي وَلاَ تَنْطِقُ بِحَنَاجِرِهَا. مِثْلَهَا يَكُونُ صَانِعُوهَا بَلْ كُلُّ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَيْهَا". 

أما في قول الله:"أمامي"، فإن المعنى المقصود هو استبدال الله في حياتنا وعبادتنا واهتماماتنا بأمور أخرى تدفع الله بعيداً عن أولويات حياتنا. أي أن يصبح اهتمامنا الأول بأنفسنا وبأموالنا وصحتنا ودراستنا وشهواتنا وملذاتنا وطعامنا وشرابنا وبيوتنا وعملنا، أما الله فقد يكون في آخر القائمة أو حتى لا يكون.

إذا تركنا لإبليس ولو مكان تافه جداً أو صغير جداً في حياتنا، فسوف يستغل هذه الثغرة ليحطم كل حياتنا. فالأولوية لله يجب أن تكون كاملة وأن نحرص من آلهة العالم المختلفة وأهمها:

1. آلهة اللّذة: إدمان طلب اللّذة مثل إدمان المخدرات، وبسبب اللّذة يهمل الإنسان عمله ودراسته ووقته وأمواله.
2. آلهة الملكية: فعين الإنسان لا تشبع، وهو يريد المزيد والمزيد.
3. إله "الأنا أولاً": عندما يصبح كل ما يعمله ويقوله الشّخص يدور حول نفسه. حتى صلواته وأحاديثه مع النَّاس وكل أعماله تصبح حول شخصه.
4. آلهة النشاطات الشخصيّة: عندما تملأ النّشاطات وقت وقلب وفكر الإنسان.
5. آلهة الجنس والطعام والملابس "الموضة": وكلها تتعلق بالذات .
6. آلهة كرة القدم والرياضة والفن والسياسة والأخبار.

علينا أن نحرص يا أحبتي من آلهة العالم: فهي قوية ومدمرة. وعلينا أن نتذكر دائماً بأن الله يجب أن يكون الأول في كل ناحية من نواحي حياتنا، وخصوصاً في أهم خمسة أشياء في الوجود البشري وحياة النّاس اليوميّة:

1. يجب أن يكون الله الأول في أموالنا: نقرأ في أمثال 9:3-10 "أَكْرِمِ الرَّب مِنْ مَالِكَ وَمِنْ كُلِّ بَاكُورَاتِ غَلَّتِكَ، فَتَمْتَلِئَ خَزَائِنُكَ شِبْعًا، وَتَفِيضَ مَعَاصِرُكَ مِسْطَارًا". وفي لوقا 38:6 "أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ".

2. يجب أن يكون الله الأول في اهتماماتنا: نقرأ في كورنثوس الأولى 31:10 "فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ". وفي مزمور 4:141 "لاَ تُمِلْ قَلْبِي إِلَى أَمْرٍ رَدِيءٍ، لأَتَعَلَّلَ بِعِلَلِ الشَّرِّ مَعَ أُنَاسٍ فَاعِلِي إِثْمٍ، وَلاَ آكُلْ مِنْ نَفَائِسِهِمْ". وفي سفر الأمثال 6:3 "فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ".

3. يجب أن يكون الله الأول في علاقاتنا: نقرأ في سف الأمثال 26:12 "الصِّدِّيقُ يَهْدِي صَاحِبَهُ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتُضِلُّهُمْ". وفي رسالة كورنثوس الأولى 11:5-13 "وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا، أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هذَا. لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِل؟ أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ".

4. يجب أن يكون الله الأول في برامجنا وخططنا: نقرأ في رسالة أفسس 16:5 "مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ". وفي الإنجيل بحسب البشير مرقس 35:1 "وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ". 

5. ويجب أن يكون الله الأول في ثقتنا: نقرأ في رومية 9:10-11 "لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّب يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ. لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ. لأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ: كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى". وفي سفر إرميا 7:17 "مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّب، وَكَانَ الرَّب مُتَّكَله".

إسأل نفسك: ما هي مكانة الله في حياتي؟ وبعد أن تفحص نفسك، أشجعك أن تقطع عهداً جديداً مع الله ليكون هو الرَّب والسيّد والأول والأخير في حياتك، لأن به ومنه وله كل الأشياء، الذي له المجد من الآن وإلى الأبد. آمين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا