هل نسينا خدمتنا ورسالتنا؟

يصعب عليّ كثيرًا هذه الفترة تجاهل بعض المواضيع التي تشغل فكري، فبالرّغم من كثرة مشاغلنا بالحياة، نحن بشر ‏وعلينا البقاء وحدة واحدة. في الوقت الذي به 33000 طالب لم يعد ‏الى المقاعد الدراسية والناس لا..
04 سبتمبر 2015 - 17:23 بتوقيت القدس

يصعب عليّ كثيرًا هذه الفترة تجاهل بعض المواضيع التي تشغل فكري، فبالرّغم من كثرة مشاغلنا بالحياة، نحن بشر ‏وعلينا البقاء وحدة واحدة. علينا مدّ يد العون لكلّ محتاج. كم أتمنّى لو استطعت كتابة كلمات أخرى أو لو كان واقعنا ‏مختلف، ولكن للأسف نحن نتّجه من سيّء إلى أسوأ. أجل، على الصّعيد الشّخصي جميعنا نعاني من مشاكل وهموم، إن ‏كانت صحّية، مادّية، أو غيرها. لكنّي اومن أنّ هذا لا يعني أنّه علينا الالتفات الى معالجة هذه المشاكل وإهمال المشاكل ‏العامّة الأكبر.

ضميرنا وانسانيّتنا باتوا أمورًا صعبة التّطبيق واللمس في حياتنا، وكذلك أولويّاتنا. في الوقت الذي به 33000 طالب لم يعد ‏الى المقاعد الدّراسيّة والنّاس لا تبدِ الاهتمام اللازم، والوقت الذي به الوضع الأمني في سوريا، العراق، لبنان، اليمن وغيرها ‏من الدّول العربيّة يتدهور يوميّا، والوقت الذي به فلسطين لا زالت محتلّة، بعضنا مشغول بانتقاد البعض الاخر ‏والغضب على السّلطات. أجل، من حقّنا أن نغضب، لكن غضبنا وحده لا يأت بأيّ فائدة، بل ممكن أن يوصلنا الى ‏حالات حقد وعدوانيّة. التّعاطف مع هذه الشّعوب أمر رائع، ويدلّ على أننا نملك قلبًا حسّاسًا وضميرًا حيًّا، ولكن هل ‏هذا كاف؟ هل تعاطفنا هو ما يحتاجوه؟ ألا نملك قوّة للتغيير؟ هل خلقنا الله لنستسلم للوضع الرّاهن ولنترك السّاحة ‏لأعداء السّلام؟ ‏

إن كنّا نحن لا ندرك أهميّتنا في وسط هذه المحن ولا نبرز مسيحنا من خلال تصرّفاتنا، فما هي رسالتنا؟ بماذا نختلف عن ‏غيرنا؟ يؤلمني في كلّ مرة رؤية تجاهل المؤمنين لبعض الأمور الجادّة والمهمّة، في الوقت الذي نرى به انسانيّة وسعي غير ‏المؤمنين للمساعدة ولتغيير واقعنا المرير كبيرة. عفوًا، أنا لا أدرك ولست بمستحقّة لأن أنعت أي أحد بمؤمن أو بغير ‏مؤمن، فالله وحده فاحص القلوب والكلى والذي يعرف نفوسنا، ولكن على الأقل إن كنت تعتبر نفسك مسيحيًا وتجاهر ‏بذلك بأعلى صوتك في المجامع والكنائس، فلتثبت أعمالك ذلك، ليس لسانك، بل أعمالك وتصرّفاتك. إن كانت صلاتك ‏كلّ ما باستطاعتك تقديمه، فلتصلّ إذًا.‏

لا يوجد قانون لكيفية المساعدة ولا لنوع العون، ولكنّ علينا الايمان بأنّنا نستطيع تغيير وضعنا. بالصّلاة، الايمان ‏والوحدة حتمًا يمكننا جعل هذا العالم أجمل، حتّى لو بقليل. لربّما لن نغيّر العالم ب- 180 درجة، ولكن يكفي أن نساهم ‏بقليل من المحبّة والمساعدة لأي محتاج من أجل تحقيق هدفنا. فلنتظاهر بشكل منظّم وقانوني من أجل الطلّاب في ‏المدارس الأهلية مثلًا، أو لنرسل رسائل باعتراضنا لوزير التربية التعليم أو لنجد طريقة أخرى، ألن يكترثوا لو رؤوا تضامننا؟ ‏بالطبع سيكترثون. ‏

فلنصلّ ونبحث عن طرق لدعم اللاجئين العرب في الدول المختلفة. ‏

لنحتل مراكز هامّة سياسيّة أو غيرها لتغيير ولو قليلًا من سوء وضعنا. ‏

هناك الكثير من الناس الذين فقدوا ايمانهم بانسانيّة البشر، لنثبت لهم نحن أنّنا موجودون وان الضمير البشريّ لم يمت. ‏صلاتي أن نكون نور على منارة، كما يريدنا المسيح أن نكون. ‏

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا