إذا زار المسيح اليوم الكنيسة الفلسطينية، ماذا سيقول لها؟

الكنيسة المصرية استطاعت أن تتغلب على مرارتها وجراحها، وتسمح للرب أن يستخدم الألم ليتمجد به. لماذا لم تستطع الكنيسة الفلسطينية على مدار أكثر من 60 عامًا أن تقبل شفاء من قلب المسيح على جراحها وألمها؟
19 ديسمبر 2014 - 21:53 بتوقيت القدس
يرجى مشاهدة الترنيمة قبل قراءة المقال

لقد لمس قلبي هذا الـفيديو، كيف أن الكنيسة المصرية استطاعت بفترة بسيطة، أن تتغلب على مرارتها وجراحها، وتسمح للرب أن يستخدم الألم ليتمجد به؛ فبالرغم من أن تجاربهم الصعبة التي مروا بها بسبب إيمانهم بالمسيح، من قتلهم، خطف بناتهم، حرق كنائسهم، اضطهادهم ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية... إلخ. لقد سمحوا للرب أن يطَوِّع الألم ليغير شعبه المصري ويستخدم تجربة شفائهم من الألم، ليصل إلى النفوس الضائعة والمقيَّدة في أصفاد العبودية والظلمة. فسألت نفسي، لماذا لم تستطع الكنيسة الفلسطينية على مدار أكثر من 60 عامًا أن تقبل شفاء من قلب المسيح على جراحها وألمها؟ لماذا لم تسمح للرب أن يُطَوِّع الألم السياسي الذي تشعر به، لمجد المسيح؟ فسألت نفسي سؤال، بعدما شاهدت هذه الترنيمة الجميلة التي عملها الأقباط في مصر:

إذا زار المسيح اليوم الكنيسة الفلسطينية، ماذا سيقول لها؟

لست أدعي في هذه الرسالة، أن الرب ظهر لي فعلا وأعطاني كل ما أكتبه. لكن ما أكتبه هو ما أحس به على ضوء ما أفهمه من الكتاب المقدس بإرشاد الروح القدس، من جهة قلب الله وتعاليمه الواضحة التي علَّمنا اياها، ليرشدنا كيف نسلك في هذا العالم المظلم. طبعًا الرب بطبيعته مليء بالتشجيع وكلام النعمة والمحبة. لذلك تبدأ الرسالة بالتشجيع، يليها التوبيخ والتقويم؛ ثم يختم بالتشجيع والتحفيز، كما نرى من رسائل الرب للسبع كنائس في رؤيا يوحنا اللاهوتي.

الكنيسة الفلسطينية

إلى الكنيسة التي في أرضي المقدسة؛ لقد صَمَدْتِ وحملتِ رسالتي في هذه الأرض؛ ورفعتِ إسمي في مدينة الملك العظيم أورشليم لسنين طويلة؛ كابدْتِ ظلمًا وصعوبات واضطهادات وذُل لأجل اسمي، وثابرتِ؛ ولكن عندي عليك أشياء كثيرة:

لقد نُحتم وبكيتم وتذمرتم يا شعبي كثير، بسبب ما تسمونه بالاحتلال الاسرائيلي، لأكثر من 60 عامًا!! ممكن أن تقولي لي كيف تَمَجَّدت أنا بسبب هذا الاحتلال؟ وكيف آلت الظروف الصعبة التي مررتم بها إلى خلاص النفوس وتمجيدي في هذه الأرض؟ ألم أعِدُكُم بأن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعويين بحسب قصده؟ [1] ألم أسَخِّر كل شيء يحدث في هذا العالم لكم، لكي يكون أداة صالحة لمجدي ولامتداد ملكوتي، سواء كان ضيقًا أم فرج؟ [2] ألم أعلِّمْكُم أن تشكروا الله في كل شيء وفي كل حين؟ [3] هل شكرتم الآب السماوي على الاحتلال وعلى الظلم؟ وهل وثقتم بي أني قادر أن أحقق إرادتي في الظلمة والظروف الصعبة؟ "أَلَيْسَ بَلَسَانٌ فِي جِلْعَادَ، أَمْ لَيْسَ هُنَاكَ طَبِيبٌ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تُعْصَبْ بِنْتُ شَعْبِي؟ [4] ألم أعدكم بالشفاء عندما قلت أني جئت لأشفي منكسري القلب؟ [5] تتذمرون بأنكم لا ترون أي تغيير في أرضهم!! ألم أطلب منكم قبل كل شيء، أَنْ تُقَامَ طَلِبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ، لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ تقضوا حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً وتتمتعوا في حياتي، في حرية وتقوى؟ لماذا لم تفهموا قصدي من عبارة "أول كل شيء"؟ هل أعطيتم أهمية قصوى للـصلاة لهذه الأرض وأهلها التي استأمنتكم عليها؟ هل اعتبرتم هذا، "أول كل شيء"؟ أي أهم من بيوتكم وأهلكم وخدماتي التي وضعتكم بها وحتى حياتكم؟ ولماذا لم تُحَبُّوا الشعب المسلم المخطوف مني، وتقدموا لهم بشارة محبة الله لخلاصهم؟

كفا نوحا وتذمرًا وبكاء؛ انْتَفِضِي مِنَ التُّرَابِ، قُومِي اجْلِسِي يَا أُورُشَلِيمُ، انْحَلِّي مِنْ رُبُطِ عُنُقِكِ أَيَّتُهَا الْمَسْبِيَّةُ بالمرارة والشفقة على الذات [6]؛ اسهري واحفظي ما تبقى لك في هذه الأرض والذي هو عتيد أن يزول؛ لئلا آتي وأتقيَّا ما تبقَّى منكم من هذه الأرض وأدعو آخرين غيركم فيها، كما فعلت؛ فكونوا غيورين وتوبوا. اِسْتَيْقِظِي، اسْتَيْقِظِي! الْبَسِي قُوَّةً يَا ذِرَاعَ الرَّبِّ [7]، فأنا أريد أن أُرَفِّعَكُم وأشفيكم وأستخدمكم لخلاص وشفاء العالم العربي المتألم والضائع. لقد كان قصدي من ألمكم على مدار أكثر من 65 عامًا، أن تحملوا التعزية والشفاء من يدي، لتستطيعوا أن تعزوا العالم العربي المتألم اليوم [8]؛ فأين أنتم من هذا؟ لذلك أتيت بأناس من المشارق والمغارب ليعزوا شعبي العراقي والسوري، لأنكم تخاذلتم ولم تسمحوا لي بأن أشفيكم وأمكِّنكم لتلك الدعوة لأستخدمكم، فلم تقبلوا شفائي وتعزيتي.

إذا تبتم عن خطاياكم، وكرستم أنفسكم من جديد لي، بحسب طرقي وأفكاري؛ فأَنَا أَرْعَى غَنَمِي الذي لي في أرضي هذه، وَأُرْبِضُهَا، وَأَطْلُبُ الضَّالَّ، وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ، وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ، وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ، وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ، وَأَرْعَاهَا بِعَدْل [9]. وأغير واقعكم وأبرئ أرضكم.

من يسوع المسيح الذي دفع دمه ثمنًا لشفائكم

[1] رومية 8: 28 [2] 1 كورنثوس 3: 21-22 [3] 1 تسالونيكي 5: 18
[4] إرميا 8: 22 [5] أشعياء 61: 1 [6] أشعياء 52: 2
[7] أشعياء 51: 9 [8] 2 كورنثوس 1: 4 [9] حزقيال 34: 15-16

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. Yousef 19 ديسمبر 2014 - 23:48 بتوقيت القدس
رسالة مباركة رسالة مباركة
الاخ المبارك باسم، أشكر الرب لأجل كلماته المباركة من خلالك، أعتقد أنها رسالة صريحة في وقت نحن بأمس الحاجة لكي نأخذها ونعمل بها. ربنا يبارك تعبك
2. ردينة. 20 ديسمبر 2014 - 22:45 بتوقيت القدس
إذا لم يبنِ الله البيت فباطلاً يتعب البنائون. إذا لم يبنِ الله البيت فباطلاً يتعب البنائون.
المسيحيون الموجودون في فلسطين اليوم لا إنجيل لديهم و بركة فهيم. أعداء الوصايا العشر و أعداء كل بر. ينطبق عليهم، و بحق، قول الرب يسوع، "الملح الذي فقد ملوحته."
2.1. ريما 21 ديسمبر 2014 - 12:18 بتوقيت القدس
هذا تعميم مجحف يا سيدة ردينة.
هل أنت مطلعة على قلوب جميع المسيحيين في فلسطين حتى تقولي مثل هذا الكلام؟ عليك أن تتراجعي عن هذا القول المجحف. على جميع المسيحيين في الشرق و الغرب أن يتوبوا و أن يرجعوا عن خطاياهم حتى تأتي أوقات الفرج من وجه الرب.
3. ريما 21 ديسمبر 2014 - 04:46 بتوقيت القدس
أهمية التوبة. أهمية التوبة.
تشجعوا و إسلكوا في طريق التوبة لعل الله يبدل حالكم.