بعد الحرية والمال. قرار!

كلنا على اطلاع على الحريات الموجودة في دول الغرب. إضافة إلى الحماية الممنوحة لها من قبل دساتيرها والمحصنة وفق لوائح وقوانين حقوق الإنسان. فأصبحت في مأمن لا يمكن للغير التجاوز عليها، حتى نعتها بعض الكُ
28 أغسطس 2013 - 16:45 بتوقيت القدس

كلنا على اطلاع على الحريات الموجودة في دول الغرب. إضافة إلى الحماية الممنوحة لها من قبل دساتيرها والمحصنة وفق لوائح وقوانين حقوق الإنسان. فأصبحت في مأمن لا يمكن للغير التجاوز عليها، حتى نعتها بعض الكُتَّاب بالمقدسة! ولا يمكن حدها ما دام المواطن لم يتعسف في ممارستها، لذلك لا تعد مخالفة قانونية حتى لو كان العمل الناتج عنها يعد مخالفة للناموس! مواطن يملك كل حريته، وآخر غني يملك مالا وفيرًا. كلاهما سمع بالرب يسوع. لذلك عندما يختار الواحد منهما وضعًا جديدًا! يكون قراره قطعيًا قد غلبه الإيمان بالله. فالأول يترك ملذات الحياة. والثاني يترك حبه للمال ويتحرر من عبوديته. الأول يتنازل عن ممارسة حريته التي بها مارس الخطيئة لكنه دون أن يخالف القانون! والثاني يترك الحياة المادية ويبحث عن الروحية. الأول ترك كل حرياته الشخصية المحمية من القانون، والثاني تبرع بكل أمواله إلى الجمعيات الخيرية وقررا اللحاق بأناس نذروا أنفسهم لخدمة الله الرب يسوع "له كل المجد". قرار وفقه انقلبت حياة المؤمن من عالمية إلى ذات علاقة بالفادي! من جسدية إلى روحية! من فردية إلى جماعية! من مبعثرة أيامها إلى منظمة أوقاتها! من محمية بقانون أرضي إلى مباركة من الرب! من عضو في العالم إلى عضو في الكنيسة! لتكون محررة من الشيطان وتابعة للذي اشتراها بدمه! وكأنه الذي قال عنه الكتاب المقدس (فَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً كَثِيرَةَ الثَّمَنِ، مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَاهَا.)"متى13: 46".

أما الواحد منا في الشرق فتراه على العكس تماما! فيقبل أن يُقَيَّد ولا يَتقيد. أن ينقاد حتى من قبل أغبى الناس ولا يقود. أن يكون مُسَّيَر غير مُخيّر. يرضى بالتبعية ويتهرب من المسؤولية. أما عن حب المال فحدث ولا حرج! لذلك عندما نسمع عن فرد في الغرب ترك كل حرياته المعطاة له وفق الدستور و(إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي،)"متى16: 24". لا نصدق خبرًا فيه شخصٌ قرر ترك الحياة القديمة بكل ملذاتها ليعيش حياة الزهد والطاعة. بل نُكذبه! ونتهمه بشتى التهم، حتى لو كانوا جماعات؛ السبب هو أن نمط حياتنا لا يؤهلنا لكي نتخذ قرارًا صائبًا مثلما أتخذه غيرنا! لأننا لا نستطيع أن نترك ملذاتنا التي لا تصل في حمايتها إلى تلك المحمية في أوروبا. بل ترانا نمسك العصى من الوسط! وحالنا يشبه حال فتاة تغني وترنم! فهي لا تقدر أن تعتزل الغناء ولا تقدر أن تكون قلبًا وقالبًا مرنمة في جوقة للترانيم، تغني للرب. قرار صائب تيقن من خلاله المؤمن بأنه لن يقدر أن يقضي الأبدية مع الله، الا اذا تخلى عن تقديس حريته، وفقه سيسلك نمط حياة جديد (إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.)"2كورنثوس5: 17 ".

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا