(1) مريم العذراء

يدعو التقليد الكنسي مريم العذراء بأسماء كثيرة. فلقد دعوها بسُلم يعقوب إذ ارتبطت الأرض مع السماء بواسطة العذراء. وقالوا عنها أنها الحمامة متذكرين ما حصل مع نوح
23 ديسمبر 2012 - 19:28 بتوقيت القدس

سأقدم سلسلة من التأملات المتعلقة بمريم العذراء خلال موسم الميلاد. وهذا هو التأمل الأول.

يدعو التقليد الكنسي مريم العذراء بأسماء كثيرة. فلقد دعوها بسُلم يعقوب إذ ارتبطت الأرض مع السماء بواسطة العذراء. وقالوا عنها أنها الحمامة متذكرين ما حصل مع نوح. فبعد أن أرسل نوح غرابا لم يأتيه بأخبار سارة أرسل الحمامة فأتت إليه تحمل ورقة زيتون خضراء. ولقد ظن البعض أن هذه الورقة رمز للمسيح له المجد.

وأضاف آخرون قائلين: أن مريم هي المجمرة الذهبية التي تحمل داخلها الجمر المختلط بالنار مما يدل على ناسوت ولاهوت المسيح. وشبهها آخرون بتابوت العهد الذي يحمل داخله المن السماوي ولوحي الشهادة. ويرمز كلاهما للرب يسوع المسيح إذ هو خبز الحياة وكلمة الله. أضف إلى ذلك، يعتقد البعض أن مريم هي الهيكل الذي حل فيه الله الابن حلولا أقنوميا مما جعل اختبارها يختلف عن باقي الجنس البشري حتى عن أولئك الذين حل عليهم الروح القدس يوم الخمسين. فلقد سكن في أحشاء مريم الله الابن المتجسد وحل عليها الروح القدس الطاهر واختارها الآب كلي القداسة.

وتتعدد النظريات المتعلقة بمريم. تارة قلّلوا من شأنها وتارة أخرى رفعوا شأنها أكثـر مما يسمح به الكتاب المقدس. وتحدثت بعض النظريات عن أمور لم يذكرها الكتاب المقدس أو لم يشرح تفاصيلها. فأصر البعض على ديمومة بتولية مريم. فهي بتول قبل حبلها وأثناء ولادتها للمسيح وبعد ولادتها. وهكذا يكون ميلاد المسيح ميلادا عذراويا معجزيا. وفي القرن التاسع عشر، سنة 1845 م.، أكدت الكنيسة الكاثوليكية، خلافا لمعتقد الكنيسة الانجيلية، أن مريم العذراء حُبل بها بلا دنس معتبرين هذا الأمر عقيدة كنسية لا يمكن التخلي عنها. وموجز العقيدة أن مريم بدون خطيئة أصلية بسبب استحقاقاتها ونعمة الله عليها. ولهذا وُلدت من أبويها بدون خطيئة. وفي القرن العشرين، سنة 1950 م.، أكدت الكنيسة الكاثوليكية عقيدة أخرى وهي أن مريم العذراء صعدت إلى السماء بجسدها. وبالرغم من أن الكتاب لا يُمانع صعود اشخاص إلى السماء باجسادهم، فلقد حصل هذا الأمر مع اخنوخ ومع ايليا ومع السيد المسيح، إلا أن الكتاب لا يذكر صعود مريم بالجسد إلى السماء. بإيجاز، شغلت مريم العذراء مخيلة الكثيرين.

في ذات الوقت تحاشى الكثيرون الحديث عن مريم العذراء بالرغم من ذكرها في الكتاب المقدس في أكثـر من مناسبة. على سبيل المثال لا الحصر، ذكرها سفر التكوين إذ قال أن المخلص سيأتي من نسل المرأة وذكرها أشعياء النبي إذ قال أن عمانوئيل سيوُلد من عذراء. وذكرها العهد الجديد مؤكدا أن جميع الأجيال ستطوبها. فمن غير المقبول تجاهل عمل الله في هذه القديسة المتميزة. ومن غير المقبول أن نسمّي البنايات باسم بيلي جراهام ومودي وغيرهم ونتحاشى ذكر العذراء المطوبة من جميع الأجيال. أضف إلى ذلك، تمادى البعض في تحريف الكتاب المقدس مدّعين أن حبل العذراء بواسطة معجزة إلهية هو أسطورة تتشابه مع أساطير الشعوب القديمة. وتجرأ البعض ليتعدّوا على سمعة العذراء الطاهرة وعلى ابنها السيد المسيح كما حصل عند بعض اليهود الذين استخدموا كتاب "تولدوت يشو" وقالوا أمورا تتعلق بهوية والد المسيح أرفض ذكرها في هذا المقال.

بالختام، أدعو أحبائي القرّاء التأمل في هذا العيد بشخصية مريم العذراء وما مثلته من طهارة وأمانة وتضحية. وسوف نتأمل معا بنعمة الله في دعوتها وقوتها وخدمتها في الأيام القادمة.

إقرأ المزيد المقالات من نفس السلسلة:
(2) دعوة مريم العذراء
(3) سر قوة مريم العذراء
(4) خدمة العذراء

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. داهود عتيق 23 ديسمبر 2012 - 20:31 بتوقيت القدس
مريم العذراء مريم العذراء
اشكر الرب على منح الدكتور حنا كنتاشو هذا البحث المهم بخصوص القديسه مريم العذراء اذ ارى بهذا مدخل لفهم الملكوت . وشكرا
2. سامر 24 ديسمبر 2012 - 00:10 بتوقيت القدس
مريم العذراء مريم العذراء
استاذ القس الدكتور حنا شكرا للمقال لكن عندي تعليق بسيط لو سمحت. ذكرت بان البعض اصر على ديمومة بتولية القديسه العذراء مريم, ولما لا؟ اظن ان الكتاب واضح من هذه الناحيه بان مريم العذراء دائمة البتوليه ولا توجد اية تثبت عدم ذلك بل العكس وهذا التعليم الذي قبلته الكنيسه الرسوليه من الرسل والاباء القديسين. شكرا
2.1. القس حنا 24 ديسمبر 2012 - 13:56 بتوقيت القدس
ديمومة بتولية العذراء
سلام ونعمة لك يا أخ سامر. واشكرك من اجل السؤال.البتولية الدائمة هي عقيدة تنادي بما يلي: كانت القديسة مريم - عذراء - عندما حبلت بيسوع وبقيت عذراء عندما انجبته إذ لم تخسر غشاء البكارة (الميلاد العذراوي) وبقيت عذراء طول حياتها لأنها لم تلتصق بيوسف. لقد ذكر الكتاب المقدس بوضوح أن القديسة مريم كانت عذراء عندما حبلت بيسوع ولكنه لم يذكر عن ميلاد المسيح بصورة عذراوية (بدون فقدان غشاء البكارة) وهناك جدال فيما يتعلق بعدم وجود أخوة ليسوع المسيح من مريم العذراء. ينادي فريق أن اخوة يسوع المذكورين في الكتاب المقدس (مت 13: 55/ مت 12: 47/ يو 2: 12/ يو 7: 3/ أع 1: 14/ غل 1: 19) هم أولاد يوسف من زوجه أخرى (أشقاء وليس أخوة) أو ربما هم أقارب. وينادي فريق آخر أنهم اخوة اولاد يوسف ومريم. كل هذه التقاليد تكرم مريم وتثمنها لأن القدير صنع بها عجائب وتطوبها وتتمثل بإيمانها.
2.2. سامر 24 ديسمبر 2012 - 22:53 بتوقيت القدس
بتولية العذراء
حسنا فهمت قصدرك استاذ حنا, بما ان الله قادر على كل شيء فهو ايضا قادر ان يخرج الرب يسوع منها دون أن يفض بكارتها فيولد منها بطريقة عجائبية تليق بعظمته الألهية لكي يحفظ أمه عذراء ولكي تبقى مختومة ، وهكذا ستبقى عذراء قبل الحمل وخلاله وبعده . لذا دعتها الكنيسة المقدسة بالعذراء الدائمة البتولية . هذا الأيمان أبتدأ منذ فترة الرسل الى اليوم. لتناول الموضوع وفهمه كتابياً علينا قراءة وتفسير الآيات التي بينت وأكدت لنا هذا الأعتقاد . فأشعياء النبي تنبأ لنا قائلاً في " 14:7" . )ها العذراء تحبل وتلد أبناً وتدعو اسمه عمانوئيل) . نطرح سؤالاً ونقول : لماذا أستخدم النبي في تعبيره كلمة ( العذراء ) وليس ( عذراء ) ؟ الجواب تكلم بلفظ ( ال التعريف ) لكون مريم شيء معرف ومؤكد في خطة الله الخلاصية للبشر لهذا كتبها النبي بآل التعريف والذي يعني بتلك الكلمة بأن مريم هي دائمة البتولية .كان النبي يتحدث بالروح وكأنه كان يرى مريم ، قبل الحبل ،وأثنائه ، وبعده ، وكان لا يرى فيها سوى العذراء لهذا أستخدم هذا التعبير ليعبر عن حقيقتها . ان الرب يسوع هو القادر على كل شيء هذا الذي قام وخرج من القبر المغلق والمختوم وبعد قيامته جاء ملاك الرب ورفع الحجر . أنه نفس الرب الذي دخل الى العلية لكي يلتقي مع الرسل والأبواب مغلقة وهو رجل بالغ . فلماذا الشك أذن عندما يخرج طفلاً صغيراً من بطن أمه تاركاً باب عذراويتها مغلقاً ؟ اليس بهذا تكتمل نبوءة النبي حزقيال في " 44: 1-2" : ( ثم أرجعي الى طريق باب المقدس الخارجي المتجه للمشرق وهو مغلق فقال لي الرب ، هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح ولا يدخل منه أنسان لأن الرب اله أسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً ) أنها أشارة الى بتولية العذراء الدائمة.
2.3. سامر 24 ديسمبر 2012 - 22:58 بتوقيت القدس
اخوة الرب يسوع
اما بالنسبه بان للرب يسوع اخوه, فى(مت 13: 55 – 56) و(مر 6: 3) يذكر أربعة اخوة ليسوع هم " يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا " في غلاطية (19:1) يقول بولس الرسول "لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب" فيتضح أنه كان من ضمن الرسل واحد أسمه "يعقوب أخا الرب" وبمراجعة المواضع التي وردت فيها أسماء الرسل تجد بينهم اثنان بأسم يعقوب، الأول هو يعقوب بن زبدى أخو يوحنا وهو الذي قتله هيرودس الملك (أع2:12) والآخر هو يعقوب بن حلفى وهذا كان له أخ أسمه يهوذا الملقب أيضًا لباوس وتداوس. إذن كان من بين تلاميذ الرب اثنان هما يعقوب بن حلفى ويهوذا اخوه (أع 1: 13)، و(لو 6: 16) فمن هو حلفى هذا وما هي قرابته ليسوع؟؟! في اكثر من موضع يُشار إلى وجود 3 مريمات: العذراء والمجدلية ومريم أم يعقوب ويوسى (مت 56:27), و(مر40:15)، و(لو10:24)، وفي (يو19: 25) ذكر الثلاثة بالتفصيل: أمه والمجدلية ومريم أخت أمه إذن مريم أخت أمه هي زوجة كلوبا وهي أم يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا وبالتالى فهؤلاء اخوته هم أولاد خالته وأيضًا يقال في بعض المصادر ان كلوبا كان أخو يوسف إذن كانوا أيضًا أولاد عمه وكلوبا كان أحد التلميذين اللذين ظهر لهما المسيح في يوم القيامة. ملاحظه: التأملات مأخوذه من موقع الانبأ تاكلا
2.4. سامر 24 ديسمبر 2012 - 23:30 بتوقيت القدس
مريم العذراء
عجيبة هى امك ايها الرب من يستطيع ان يدرك اعجوبة الاعاجيب هذه عذراء تحبل .. عذراء تلد .. عذراء تبقى عذراء بعد الولادة ( القديس اغسطينوس ).
3. الياس 24 ديسمبر 2012 - 06:06 بتوقيت القدس
الحبل بلا دنس الحبل بلا دنس
أظن ان عقيدة الحبل بلا دنس تقول ان مريم العذراء حفظت من الخطيئة الاصلية بنعمة من الله ونظرا لاستحقاقات يسوع المسيح المولود منها.