لماذا لا احصل على البركة؟

ان رغبة قلب كل انسان منا هي التقدم وان يكون دائما في مستوى مرتفع، ولكن في الكثير من المرات نجد انفسنا تحت نير التعب ونحاول بكل جهد أن نحقق الامل الموضوع امامنا ولكن دون جدوى.
06 ديسمبر 2012 - 10:04 بتوقيت القدس

ان رغبة قلب كل انسان منا هي التقدم وان يكون دائما في مستوى مرتفع، ولكن في الكثير من المرات نجد انفسنا تحت نير التعب ونحاول بكل جهد أن نحقق الامل الموضوع امامنا ولكن دون جدوى.
في الحقيقة، إن رغبة قلب الله لكل شخص منا هي الفضلى، اذ نرى ان كلمة الرب تعلمنا في يوحنا 10 : 10 إذ تقول: "لهذا اتيت للعالم لتكون لهم حياة ويكون لهم أفضل"، فبالنسبة لله كل الامور الصالحة تنبع من شخصه وهو يريد ان يقدم لنا هذا الصلاح وهذه البركات باستمرار.

من الواضح ان هناك مشكلة هي السبب في عدم حصولنا على هذه البركات، ولمعرفة ان كان هناك مشكلة ام لا دعونا نقرأ في صفحات الكتاب المقدس ونتأمل في واحده من آيات الاصحاح الثامن والعشرين من سفر التثنية؛ نجد ان الآيه 13 تقول: "ويجعلك الرب رأسا لا ذنبا وتكون في الارتفاع فقط ولا تكون في الانحطاط اذا سمعت لوصايا الرب الهك التي انا اوصيك بها اليوم لتحفظ وتعمل"، إن تمعنّا في كلمات هذه الايه لوجدنا ان كلمة "إذا" هي نقطة انتقال بين جملتين، فمن الواضح ان البركة مرتبطة بالطاعة والعمل بحسب وصايا الرب.

يدور حديث بين الرب يسوع واحد الكتبة في مرقس 12، فيسأل يسوع عن اعظم الوصايا فيجيبه الرب يسوع ويقدم له وصيتان موضحًا له انه ليس وصية اخرى اعظم من هاتين.
لذلك سأتحدث الان بشكل مبسط عن هاتين الوصيتين:

1- تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك (مرقس 12 : 30)
توصينا هذه الوصية بأن نحب الرب في كل الامور في حياتنا وفي كل الاتجاهات وهذا يعني ان تكون الاولوية للرب في كل امور حياتنا.
عندما تربطنا علاقة عاطفية تكون لنا رغبة شديدة بأن نقضي كل الوقت مع الشخص الذي نحب، وبمعنى اوسع فان علاقتنا مع الرب والمحبة التي تربطنا به تتطلب منا ان نشغل كل وقتنا في الرب.
تحب الرب الهك من كل قلبك تعني ان تعطي الرب المكان الاول في قلبك فيكون السيد والملك. تحبه من كل نفسك؛ ان تفضل الاشياء التي تختص بالرب قبل الاشياء التي تخص نفسك وحياتك وامورك الشخصية، فتصبح كل الامور نفاية في سبيل علاقتك مع الرب وهدف نمو هذه العلاقة. وتعني عبارة من كل فكرك: ان تملأ فكرك في كل وقت في الرب اذ تجعله هو الحديث الذي يدور في فكرك على مدار الساعه وأن تشاركه في كل امر في حياتك وتستشيره وتطلب حكمته في كل الامور المتعلقة في حياتك. وعبارة وكل قدرتك تعني أن تقدم كل غالي امام عرشه وتسكب قلبك باتضاع امامه معطيا له المجال ان يشكل شخصيتك.

2- تحب قريبك كنفسك ( مرقس 12 : 31 )
كانت هذه الكلمات الثلاث الوصية الثانية التي تركها الرب يسوع مع احد الكتبة، ولو درسنا كلمة الرب بتمعن لوجدنا ان الرب يسوع يجيب احد الفريسيين ايضًا بنفس الطريقة، ولكن في حديث الرب مع الفريسي تزداد الصورة التي أراد يسوع رسمها لنا وضوحًا، فنجد ذلك الفريسي يسأل الرب يسوع و"من هو قريبي؟" وانت يا صديقي من هو قريبك اليوم؟ لقد وضح الرب يسوع لذلك الفريسي ان قريبه هو ذلك السامري الرحوم الذي تحنن قلبه على اليهودي الذي كان ملقى على الطريق بين أورشليم وأريحا بين حي وميت، مع العلم أن العداوة بين اليهود والسامرين كانت شديدة جدًا.

من هو قريبك اليوم يا صديقي؟ أهو صديقك المفضل ام اخوك ام احد افراد عائلتك؟ لم يقصد الرب احد هؤلاء عندما قال" تحب قريبك كنفسك" وذلك لأن الرب يسوع يقول "فان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم"، هذا يعني ان الرب يسوع يتحدث لنا عن قريب تربطنا به اشد عداوة. يتطلب الأمر منا طاعة لهذه الوصية، صفحات الكتاب المقدس مليئه بالكلمات التي تحثنا وتدعونا إلى محبة الجميع حتى أشد الناس عداوة لنا، اذ يطلب منا الرب ايضا ان نحب اعداءنا ونبارك لاعنينا ونصلي من اجل الذين يسيئون الينا.

اعزائي إن موضوع البركة ليس بالموضوع السهل، وكلمة "اذا" في تثنية 28 لم تأت بالصدفة بل أراد الرب أن يحثنا على الثبات في وصاياه لننال البركة، فالبركة مرتبطة بوصايا الرب ومشروطة بالطاعة لها، ولا يمكن ان ننال أية بركة بغير السير بحسب وصايا الرب، اذ يقول الكتاب المقدس: "ان راعيت اثما في قلبي لا يستجيب لي الرب"، كما ان في تثنية 28 : 15 يحذرنا الرب من عدم الطاعة اذ يقول "ولكن ان لم تسمع لصوت الرب الهك لتحرص ان تعمل بجميع وصاياه وفرائضه التي انا اوصيك بها اليوم تاتي عليك جميع هذه اللعنات وتدركك".

لذا ادعوكم اليوم يا اخوتي إلى طاعة لكلمة الرب، سوف اترك امامكم فرصة جديدة من الرب لكي ننقي قلوبنا ونسكبها اما عرش النعمة بطاعة حقيقية لوصايا الرب وكلمته خاضعين لما يطلبه منا، جاعلين انفسنا اداة نقية طاهرة لاستخدام السيد بحسب مشيئته، مظهرين محبة طاهرة نقية لكل الناس حتى ننال بركة مضاعفة تمنحنا نموًا روحيًا وتزيد علاقتنا بالرب وعلاقتنا بالآخرين عمقًا.

اختبر ذلك بنفسك اطلق من حولك بالبركة وصلي من أجل كل الذي يسيئون اليك واستلم تلك البركة الفياضة التي تفيض وتزداد من يد الرب الحنان الذي ينتظر ان يملأ كل احتياجاتك، لكنه ينتظر أيضًا أن يكون قلبك خاضعًا وخاشعًا أمامه.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. Elias 06 ديسمبر 2012 - 17:12 بتوقيت القدس
مقال جيد ايها الأخ العزيز لكن.. مقال جيد ايها الأخ العزيز لكن..
المقال جيد واشكرك على كتابتك اياه وتعبك عليه والرب يباركك، لكن أود لفت نظرك ايها الأخ الحبيب الى أننا الآن في عهد جديد ليس كالعهد الأول الذي وجد الله به عيب ( عب ٨:٧) اود لو أن تقرأ كل الإصحاح الثامن لكي تفهم ما أريد توصيله. ففي العهد الجديد الذي رحمنا الله أن نكون تحته لا ترتكز الأمور بأفعالنا و أعمالنا إن كانت تقربنا من الله أو لا ، وإن كانت المسببة للبركات لنا أو للعنات. بل بعمل المسيح الكامل على الصليب الذي به قد تم الناموس بكامله، الذي قد جعل لعنة لأجلنا نحن وبهاذا فقد أخذ هو اللعنة أما نحن فبركات! اذا، لا توجد هناك شروط لبركات أو لعنات بأعمالنا كالعهد ألأول، بل بركات مستمرة . العلاقة بيننا وبين المسيح والشركة معه هي المهمة هنا والتركيز كله عليه وليس علينا وعلى أعمالنا. فهو قد نزع قلب الحجر ووضع قلب لحم مكانه وكتب وصاياه عليه، عندما نكون في علاقة شخصية معه نحن نعمل وصاياه لا ايراديا ، ولكن هذا أعمالنا ليست ألأساس للبركات بل عمله هو فقط له المجد من الآن الى ألأبد ، آمين
1.1. ديفيد عازر 06 ديسمبر 2012 - 17:47 بتوقيت القدس
الى الاخ الياس من الناصرة
اخي العزيز في الرب اشكرك على تعليقك وشكرا لاهتمامك وقرأاتك لمقالتي، لكن ما اود ان اشاركك به هو نعم اننا في عهد جديد وانا اؤمن اننا بحسب الايمان بعمل الرب لاجلنا ننال الخلاص، ولكن حتى الخلاص مرتبط ب " اذا" لقد اعطى صنع الله بركة كبيرة اذ مات لاجلنا جميعا على الصليب ولكن يتطلب منا تجاوب وقبول وطاعة حتى ننال هذه البركة، قدم الخلاص للجميع لكن " اذا تقبل تنال الخلاص ، اذا ما بتقبل لا تنال الخلاص" الخلاص للجميع ولكن تحتاج الى ان تقبل و تطيع بالقبول، وكذلك البركات تحتاج منك الى طاعة صحيح ان الله يمطر على الاشرار والابرار لكن البركة من الرب المستمرة والفياضة تحتاج الى طاعه، تخيل انك تمشي بطريق معاكس لمشيئه الرب؟؟ هل ستجني خير من الرب؟ من الممكن ان تجني بعض الخير بجهدك ولكن ليس الخير والبركة التي يريدها الرب لحياتك على حساب عمله ننال الكثير لكن نحتاج ان نتجاوب مع عمله خلاص يحتاج الى ان تنكر صليبك وتتبعه بكل قلبك يسوع لما اجا لعندو الشاب الغني وسالو شو اعمل حتى ارث الحياة الابدية احكاله الرب بيع كلشي الك و تعال اتبعني، وكانو الرب يسوع هون وضعله شرط للتباعية، في ثمن للتباعيه ومحتاج الرب من تجاوب حتى ننال الرب يباركك
1.2. Elias 06 ديسمبر 2012 - 18:35 بتوقيت القدس
أشكرك على الرد
أشكرك على الرد أخي العزيز، لكن دعني أوضح لك ما أنا أومن به منعاً لسوء التفاهم، أنا لم أقل أن الكل ألآن هم مخلصون من دون أن يؤمنوا بالمسيح يسوع وعمله على الصليب، حاشا! كل من يؤمن بأن يسوع قد مات من أجل خطاياه وقام من ألأموات لجعله خليقة جديدة وأصبح في شركة معه يخلص، نعم هذا هو الشرط الوحيد. لكن تعليقي كان يخص المؤمنين بعد إيمانهم وقبول الرب يسوع مخلصاً لحياتهم ودخولهم ( وفقط آنذاك) تحت العهد الجديد. عهد البركات المستمرة عهد النعمة وغفران الخطايا، العهد الذي ليس به شروط بحسب ألأعمال لنيل البركات ( أنا أتحدث عن مؤمنين حقيقيين). نحن الآن وتحت هذا العهد وهذه النعمة نحن نعيش وصايا الله كل يوم بسبب المحبة الإلهية التي أفاضها الآب بنا له وللعالم ( أو قريبي) . هنا الفرق بين العهدين يا أخي الحبيب . في ذاك العهد عملوا وصايا الله لكي ينالوا البركات ، لكنهم أخفقوا في معظم الوقت فأتت عليهم اللعنة، لأن الإنسان لا يستطيع التقرب من الله بحسب أعماله، أما نحن في العهد الجديد فقد نلنا البركات بيسوع المسيح ونعيش وصايا الله، لأنها في داخلنا وبقولوبنا.
2. القس حنا 10 ديسمبر 2012 - 13:52 بتوقيت القدس
الرب يباركك اخ دافيد وإلى الأمام في خدمة المسيح الرب يباركك اخ دافيد وإلى الأمام في خدمة المسيح