خلال هذه العطلة الصيفية، قمت بزيارة إحدى الجزر اليونانية، والحقيقة لم نصادف في طريقنا كثيرًا من العرب في الطائرة. ولكن ومن باب الصدفة جلست على المقعد الذي سبق مقعدنا، عائلة من الناصرة أعرفها عن بعد، كوني أملك ذاكرة قوية نسبيًا فقد كان لهذه العائلة علاقة بأصدقاء طفولتي. عند هبوط الطائرة، قامت الأم بالتربيت على كتف ابنتها الشابة الصغيرة، ورتبت لها بلوزتها، وأخرجت الصليب الذي لبسته، فابتسمت لأني توقعت ما سيحدث. في لحظة خروجنا من الطائرة، شكرت مضيفة الطيران في شركة الطيران اليونانية هذه النصراوية وأضافت كلمة باللغة العبرية بمعنى سلام. فأجابتها وبسرعة البرق، لأنها كانت جاهزة لمثل هذا الموقف: نحن لسنا يهود نحن روم أرثوذكس Greek Orthodox. !!
نعم، نحن في اليونان ( Greece ) فقد شعرت هذه الأم أن هذا هو المكان الذي تستطيع أن تفتخر بأنها مسيحية، و أنها روم أورثوذكس.
ما قامت به هذه السيدة ليس أمرًا سلبيًا أنوي أن اطعن به.. بل أنها تقوم بهذا لأنها في اليونان، هذا ما أزعجني. فأنا أعرف هذه العائلة وأعرف أن " مسيحيتها" ليست من أولوياتها!
فتسائلت، متى نفخر بمسيحنا، متى نفخر بإيماننا هل في أماكن سهلة؟ في مناطق راحتنا؟ أم في كل مكان وزمان، لأننا به نفتخر؟
يقول الكتاب: هكذا قال الرب. لا يفتخرن الحكيم بحكمته ولا يفتخر الجبار بجبروته ولا يفتخر الغني بغناه بل بهذا ليفتخرن المفتخر بانه يفهم ويعرفني اني انا الرب الصانع رحمة وقضاء وعدلا في الارض لاني بهذه اسر يقول الرب.
من الواضح اذًا، أن الافتخار هو اننا نعرف الرب، ليس فقط لأنه إبن بلدنا أو سكن على أرضنا، بل أنه ربنا والهنا وصانع الرحمة. فلا نستحي بإنجيل المسيح، ولا نفخر به فقط في مكان راحتنا ولمصلحة خاصة ولغاية في قلبنا.. بل في كل مكان وزمان ومن قلب صادق لا يهدف إلا مجد الرب فنعلن أن هويتنا سماوية وانتمائنا للرب.