على رِسلك يا " أبونا"

حيْرة ما بعدها حيْرة... وأنا الذي افتخر أنّني مسيحي فقط، ويسوعيّ فقط فوق الطوائف، الفِرق... مسيحيّ متسامح... أنا الذي ينادي بيسوع ربًّا وإلهًا وسيّدًا له ستجثو كلّ ركبة، ولا وسيط بين الله والناس غيره.
05 يناير 2012 - 01:03 بتوقيت القدس

كيف أبدأ ، وماذا أقول؟

حيْرة ما بعدها حيْرة... وأنا الذي افتخر أنّني مسيحي فقط، ويسوعيّ فقط فوق الطوائف، الفِرق... مسيحيّ متسامح... أنا الذي ينادي بيسوع ربًّا وإلهًا وسيّدًا له ستجثو كلّ ركبة، ولا وسيط بين الله والناس غيره.

ماذا أقول وهناك من يلبس اللباس الكهنوتي ويروح يكيل التّهم ويطعن جزافًا في ايمان الآخرين.. يكيل التهم لأحبّاء وقساوسة وخدّام رائعين يعملون ليل نهار في كرم الربّ ، حاملين الوصيّة الالهية الأخيرة التي تلفظّ بها ربّ المجد: دُفع اليّ كل سلطان في السماء وعلى الارض فأذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم بإسم الآب والابن والروح القدس وعلّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به .. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر.. متى 18:28-20 . في حين وضع المحترم رِجلا على رِجل وراح يجامل ويجامل ويقوم بالطقوس تلو الطقوس ، هذه التي لا تُنعش النفس ولا تسمو الروّح بها.

أشفق على الكثيرين من أهلي الذين يتبعون هذا الرجل وأمثاله ...أشفق عليهم وعليه فأنّهم افقر المسيحيين دراية ومعرفة بالكتاب والكلمة.

أشبعونا المحترمين طقوسًا ومراسيم وشفاعات وقدّيسين وقدّيسات.- وأنا أجلّهم- وحاولوا جاهدين ان يطمسوا اسم ربّ الارباب وملك الملوك..ولكن هيهاتِ...ترى احدهم – ولا اقصد الكلّ- في حلّة مزركشة لا يركب الا المرسيدس الى جانب سائق يفتح له الباب ..

سيّدنا..سيّدنا ..علينا ان نناديه والا يزعل جنابه ان قلت له ابونا..أخونا..وينسى هذا "السيّد" !انّ السيّد الوحيد واحد هو يسوع ، وأنّ هذا السيّد متواضع جدا ولم يكن له اين يسند رأسه مع انه يملك الارض وملأها، وغسل أرجل التلاميذ لا تمثيلا وامام الكاميرات كما يفعل البعض.

يطالعنا الكاهن المحترم بالهجوم على المتجددين والانجيليين ، هؤلاء وبمنتهى الحيادية اقول ..هؤلاء الذين أعادوا للانجيل رونقه وحملوا الرسالة بجرأة متناهية وامانه رائعة ، وفتحوا العيون على الحقّ الالهي وأزالوا القشور عن هذه العيون والغبار عن الايقونات ..

يصحّ بهذا الرجل..- والذي نطلب له الغفران- يصحّ فيه ما قاله الربّ يسوع في انجيل متى 23:
" 13 «لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ"...

قبل سنتين اسودّ وجهنا عندما تعارك الكهنة الارثوذكس من الكهنة الأرمن وامام الكاميرات في كنيسة القبر المقدّس ، تعاركوا والسبب تافه : من يصلّي هنا او من يصلح هذا الفانوس ولمن هذا المصباح الكهربائي!!!ونسوا انّ القبر فارغ ويسوع حيّ في السماء، وأنّه ينظر من علٍ باكيًا قائلا: انكم تصلبونني ثانية وعاشرة.

وقبل أيام معدودات عاد العراك بالمكانس الى رحاب كنيسة المهد والسبب هو : من أوْلى بغسل الكنيسة.واسودّت الوجوه ولُكنا المشاهد التلفزيونية بمرارة.

ماذا دهى القوم؟

ماذا أصاب هؤلاء الذين يتلفّعون بثياب الكهنوت التي نحترم؟ ألم يكن الأجدر بهم ان يتسامحوا مقتدين بالسيّد ويغفروا ويتنازلوا وينظروا الى السماويات لا الى الارضيّات.

جعلونا طوائف وشيعًا ويصلّون " وبكنيسة واحدة مقدسة رسوليّة ".

ماذا نقول للأخت النصراوية التي نشرت قصتها المضحكة المبكية قبل ايام :
وقفت السيّدة في الدّور لتتناول جسد الربّ في كنيسة المهد، وأثناء انتظارها "لَكشها" احد الكهنة قائلا : الى أيّ طائفة تنتمين ؟ فعندما اجابت انها من طائفة اللاتين حمي الغضب " المقدّس " !! لدى الكاهن وقال : ليس بمقدورك ان تفعلي هذا ..انّه للارثوذكس!!!

أمر محزن ، مخجل ، مُزرٍ يندى له الجبين خجلا ..
في هذا العجالة تحضرني قصة واقعيّة كنت شاهدا عليها ، ففي اثناء دورة للاهوت قبل حوالي عقدين من الزمن ، كان معنا كاهن أرثوذكسي شابّ ورائع ، وبعد عدة ايام من الدورة وعلى مسمع من الكثيرين قال لي : أتعلم يا زهير أنّني البس لباس الكهنوت منذ ثلاث سنوات وأعمّد وأجنّز وأقدّس واليوم ..نعم اليوم عرفت لماذا الرب تجسّد ومامعنى الفداء!!!. والكاهن الرائع والصريح حيّ يرزق.

لا يريد الكاهن الذي يدين الغير ولا ينظر الى العود الذي في عينه ، لا يريد ان يدخل الى الملكوت ، والأدهى والأمرّ انه يحاول جاهدا ان يمنع الملكوت عن الشعب ، عن البشر اولئك الذين دفع يسوع ثمنهم آلامًا وعذابًا ودمًا.

صلاتي للرب ان يرحمني وأن يُكحّل عيون هذا الكاهن وامثاله علمًا ان هناك الكثيرين من الكهنة الرائعين والعاملين في حقل الربّ بأمانة...صلاتي ان يُكحّل عينيه ويفتح بصيرته ويعيده كما الابن الضّال الى حظيرته....إلهنا يسمع ويرى ويسامح ..

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. عماد ارشيد 05 يناير 2012 - 09:40 بتوقيت القدس
رائع رائع
الرب يبارك حياتك اخ زهير ويستخدمك دائما في العطاء والمقالات الحلوه التي كلها تواضع وحب للاخرين.
2. بنت السما 05 يناير 2012 - 10:52 بتوقيت القدس
رائع رائع
الى الاخ الغالي على قلب الرب انا اشجعك بان تكون قدوه لمن هم ما زالت القشور على اعينهم لان هده القشور ليس غفط عامي عيونهم بل قلوبهم صلاتي الى الرب بان سيفتح الرب عيون اذهانهم ليعرفو من هم المتجددون الذين يتبعون الرب من كل قلوبهم اخي الفاضل زهير الرب يبارك حياتك وعائلتك ويستخدمك لمجد اسمه امين اختك بالمسيح ن بنت السما
3. atalla haiek 05 يناير 2012 - 20:30 بتوقيت القدس
مقال غايه في الروعه مقال غايه في الروعه
الرب يبارك حياتك اخي زهير رد مبارك قوي وحقيقي ليتك يارب تنير القلوب والأذهان
4. ناصر بطرس الاشقر او شوعا الاشقر 06 يناير 2012 - 09:40 بتوقيت القدس
ابداع في الراءي ابداع في الراءي
امين اخي زهير الرب يباركك ويبارك حياتك وكل عام وانت بخير شكرا لك على هذز المقال الحلو والشيق من كلمة الحق ربنا يرفعك من مجد الى مجد لمجد اسمة القدوس
5. رافد ضياء 08 يناير 2012 - 15:00 بتوقيت القدس
نقد جميل نقد جميل
الرب يباركك أخونا الحبيب هلى هذا المقال بما يحتويه من نقد جميل. فعلاً ما علينا كؤمنين إلا أن نتبع الرب يسوع وحده والكتاب المقدس فقط وأي شي زاد عن عن ذلك فهو ليس من الله
6. روان 11 يناير 2012 - 10:44 بتوقيت القدس
أكثر من رائع ! أكثر من رائع !
7. الياس دكور حيفا 13 يناير 2012 - 12:22 بتوقيت القدس
الاب جبرائيل نداف الاب جبرائيل نداف
اقرأ ما قاله الاخ زهير دقق بحروفه وتعلم معانيه وعد للأنجيل وتيقن ان الرب يسوع واحد والله واحد وجدسد المسيح واحد والويل ثم الويل لمن تأتي به العثرات انك لا ترضى بجسد المسيح كاملأ بل تريد رأيته اشلاء وان كان هذا ما تعلمته حين درست اللاهوت فالويل لمن لم يدرس وسمع كلام المعلمين اشكالك
8. soso 29 فبراير 2012 - 20:52 بتوقيت القدس
لا تدينو كي لا تدانوا يا اخ زهير,كلام الرب لا تدينو كي لا تدانوا يا اخ زهير,كلام الرب
يعني ابحش بتاريح المتجددين والواعظين وانا متاكده انك راح تلاقي كتير قصص واعمال من اشخاص وواعظين لا ترضي الرب ابدا فالبكيل الذي تكيل يكال لك يا اخخخخخخخخ