أنا مسيحية، علمانية، ليبرالية وأفتخر

أنا مسيحية أحب الله وأؤمن به وأعبده ولا أفرض إيماني على أي انسان ولا أؤذي أي إنسان بعبادتي لله بل أن حبي لله يملأ قلبي الصغير حبًا للآخرين وعبادتي له تُخرج أحسن مافي داخلي وأفضل مايمكنني تقديمه لكل إنسان، أحب الإنسان تاج الخليقة، أحبه عندما يفكر وعندما يحب وعندما يعبرعن مشاعره...
13 ديسمبر 2011 - 15:15 بتوقيت القدس

أنا مسيحية أحب الله وأؤمن به وأعبده ولا أفرض إيماني على أي انسان ولا أؤذي أي إنسان بعبادتي لله بل أن حبي لله يملأ قلبي الصغير حبًا للآخرين وعبادتي له تُخرج أحسن مافي داخلي وأفضل مايمكنني تقديمه لكل إنسان، أحب الإنسان تاج الخليقة، أحبه عندما يفكر وعندما يحب وعندما يعبرعن مشاعره، وأحبه عندما يكون رجلا شهمًا يتميز بأخلاق رفيعة، أحبه عندما يكون رقيقا ً مفكرًا مهذبًا ، أحبه عندما يكون مسئولا وقادرًا على تحمل تبعات اختياراته، أحبه عندما يُكرم المرأة ويفتخر بها وبنجاحها وعندما يحثها على التقدم والإنجاز حتى لو تقدمته في الدرجة العلمية أوالمستوى الإجتماعي، وأحب الإنسان امرأة رائعة الجمال والإبداع والعطاء والذكاء، امرأة تهتم وتقدر قيمة نفسها، ترفض المهانة والضعف، وترفض أن تكون تابعة أو ناقصة، أحبها عندما ترفض الإستسلام لكل مايجعل منها عورة.أحب الإنسان طفلا بريئًا تلقائيًا يضحك من كل قلبه ويبكي بكل جوارحه. انا اؤمن أن العلم هو بوابة التقدم وأقدر وأحترم كل من يعطي وقتًا أو جهدا ًأو طاقة أو مالا لكي ينشئ مشروعًا أو يقدم بحثًا أو يخترع إختراعا ًينهض بالإنسان ويحقق للإنسانية رقيًا وتقدمًا.

أنا علمانية واؤمن أن فصل الدين عن السياسة يحقق العدالة لكل مواطن ولا أجد تتاقضًا بين علمانيتي وإيماني المسيحي، لأن عبادة الله علاقة شخصية لا تقننها قوانين ولا دخل لسياسة الدولة بها، عبادتي لله أمارسها في كل لحظة في حياتي الخاصة وهي لا تمنعني أو تعوقني عن أداء وظيفتي وإتمام عملي بأمانة، وإيماني بوطني وإنتمائي له لا يتعارض مع إيماني المسيحي، أنا أحترم وأخضع للقوانين كمواطنة مصرية، واؤيد حرية الإنسان بكل ماتعني الكلمة، واؤمن أن التزامه كمواطن هو الدليل الأكيد على أنه يعي ويدرك تمامًا معنى الحرية والمسئولية، أنا أرفض أن تُعتبرالعلمانية كفرًا، وأرفض ماقاله السيد عبد المنعم الشحات عندما فاز السلفيون ببعض مقاعد المرحلة الأولى- لقد إنتصر الإسلام فهل إنهزم الإسلام بعد هزيمة السيد الشحات في الإعادة؟ أنا أرفض تسييس الدين فالسياسي يكسب ويخسر يصيب ويخطئ، فلماذا توضع الأديان في كفة ميزان مع السياسة؟ إن إحترام الأديان يدعو بالأحرى لإبعادها عن السياسة.وليكن الوطن لكل من ينتمي إليه وليكن لكل مواطن إيمانه وعقيدته التي يمارسها بحرية ومسئولية شخصية، وليكن خليط المعتقدات تشكيل وتنويع للمجتمع بدون فرض عقيدة على أخرى وبدون أن يكون أي إنسان رقيبًا على علاقة آخر بالله، وبدون محاكمة من لا يصلي أو يصوم. أنا اؤمن بحرية الفكر وبالمساواة أمام القانون وأنه يجب على الدولة أن تقف على الحياد من جميع أطياف الشعب.وانه لا تدخل للدولة في العلاقات الإجتماعية بين الأفراد الا لمساندة مواطن في الحصول على حق من حقوقه.

أنا ليبرالية، اؤمن ان لكل فرد الحق في التعبير عن الإنسان داخله بحيث لا يتعدى حدوده الخاصة من حقوقه وحريته وبحيث لا تؤذي حريته الآخرين، وان لكل انسان حق الحياة والفكر والمعتقد، وان لكل إنسان الحق في الحياة وفق قناعاته دون أن يُملى عليه بماذا يؤمن وبالكيفية التي يعيش بها هذه القناعات، أؤمن أن التنوع والإختلاف ثراء في أي مجتمع إذا أدرك كل فرد أنه ليس وصيًا على الآخرين وأن له الحق أن يقبل أو يرفض أي فكر بدون إتخاذ العداء ردًا على إختلاف الآخر عنه.

لماذا يصعب علينا التوافق معًا، لماذا نكفر ونسيس ونراقب ونحاكم الآخر، لماذا لا يعيش كل انسان حياته كما يشاء هو وليس كما يشاء له الآخرون؟ لماذا يضيع العمر في مجادلات هزلية ليس لها هدف، وفي تكفير واقصاء ومراقبة يقوم بها انسان ضد آخر؟

أيها الإنسان في كل مكان: فقط كن إنسانًا

محبتي للجميع

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. بشارة ديب 13 ديسمبر 2011 - 20:44 بتوقيت القدس
مضمون جيد- خلط سيئ مضمون جيد- خلط سيئ
في المجمل فأن هذا المقال وخصوصا في قسمة الأول مقال جميل, ولكن الخلط بين الليبرالية والحقيقة المطلقة هو خلط خاطئ بل كنت حتى أقول انه خطر. هل عندما علم المسيح "انه به وحدة فقط يمكن دخول الملكوت ولا طريق أخرى الى الآب" كان غير ليبرالي؟ هل يوافق الرب يسوع على هذه الجملة التي تحتويها المقالة"وليكن خليط المعتقدات تشكيل وتنويع للمجتمع بدون فرض عقيدة على أخرى وبدون أن يكون أي إنسان رقيبًا على علاقة آخر بالله"؟ علينا الحذر جدا من الخلط ما بين أحترام الآخر وما بين الألتزام بوصية سيدهذا الكون وخالقة بأن نذهب ألى العام اجمع ونتلمذ ونعمد. ألم نكن بشكل ما أوصياء من قبل الرب بأن نكون النور والملح للغير. لا نستطيع مجابهة الفكر الديني المتسلط او المناداة في فصل الدين عن الدولة من خلال وضع تعاليم المسيح في قالب واحد مع الاخرين مطلقين علية أسم" أحترام الأديان"
2. Bichara 14 ديسمبر 2011 - 06:56 بتوقيت القدس
مفاجئة:استاذة فرنسيس على لينغا مفاجئة:استاذة فرنسيس على لينغا
آخر ما كنت اتوقع ان اقرأ مقالات الاستاذة مرثا فرنسيس ابنة مصر على موقع لينجا الجليلي. كنت اقرأ مقالاتها وردودها على تعليقتي في موقع الحوار المتمدن..فمرحبا بك في دارك
3. مرثا فرنسيس 14 ديسمبر 2011 - 13:33 بتوقيت القدس
لفاضل بشارة ديب لفاضل بشارة ديب
ا سلام لك خليط المعتقدات اقصد به التنوع فقط، واعتقد انه سيكون افضل للمجتمع الذي يعيش فيه فئات مختلفة- سيكون افضل احترام حريات وعقائد كل فئة للأخرى فلا يكفر احدهم الآخر ولا يفرض احدهم ايمانه على الآخر، وليكن السلوك الحضاري المهذب هو ماتقدمه هذه الفئات كتعبير عن اعتقاداتها. عاش المسيح في مجتمع به أطياف مختلفة ورغم انه كان محبا للكل ومعلنا عن الله الآب الا انه لم يفرض على أي انسان قبول دعوته، بل انه عاش كمواطن ملتزم ايضا، وكان قدوة لتلاميذه في السلوك الرائع تجاه المجتمع عفوا ماذا تقصد بقولك علنا الحذر بين احترام الأخر وبين الالتزام بوصية سيد هذا الكون... الخ شكرا لك
4. الياس دكور حيفا 19 ديسمبر 2011 - 01:09 بتوقيت القدس
الاخت : مرتا فرنسيس الاخت : مرتا فرنسيس
ما اروع ما خطت اناملك وما اجمل حروف كلماتك وما اخلص ثقتك بالرب يسوع المسيح . الرب يسوع المسيح علمنا ان نحب الناس كل الناس دون فرق بين انسان وآخر بين تابع لهذا الدين او ذاك علمنا ان نذهب الى العالم أجمع ونبشرهم بالمسيح ونعلمهم الكلمة ونعمدهم باسم الاب والابن والروح القدس , الرب يسوع علمنا ان نكون حكماء وفي بلد مثل مصر لا نقدر ان نبشرهم مباشرة ولكننا يمكننا ان نكون شهادة للرب بسلوكنا ومحبتنا وان كل من ينظرنا يرى المسيح فينا وهنا عنوان تبشيرنا بالرب يسوع لاناس متشددين بالدين ألآخر شكرآ لموضوعك قدمآ والى الامام
5. Soryal Habib Soryal 06 يناير 2012 - 04:48 بتوقيت القدس
تحياتى لشخصك الرائع . تحياتى لشخصك الرائع .
تحياتى لشخصك الرائع .