ثلاثة خواطر في تحرير غلعاد شاليط

لم يوفر الأب جهداً في سبيل ابنه المفقود القابع في غياهب مخبأ حماس. ان كان أب أرضي يقوم بكل ذلك، فما بالك الأب السماوي؟ إن الأب السماوي كالراعي الذي يبحث عن خروفه الضال من بين المائة خروف.
20 أكتوبر 2011 - 10:44 بتوقيت القدس

دراما عودة الأسير الإسرائيلي غلعاد شاليط لبلاده وعائلته في عملية تبادل الأسرى مع حركة حماس حملت معها معاني إنسانية عاطفية لها دلالات حول طبيعة البشر . وهذه الطبيعة مرتبطة بطبيعة الله إذ خُلقنا على صورته.
فيما يلي ثلاثة خواطر عن رموز تعاملات إلهية حضرتني وأنا أراقب تلك العودة الدراماتيكية :

الأب المحب: فقدت العائلة ابنها فخرج الأب نوعم في حملة لا تعرف الكلل والملل في أعقاب ابنه. سافر الأب للولايات المتحدة ليلتقي مع قادة قد يساهمون في عودة الابن. سافر لهيئة لأمم المتحدة والتقى الكثيرين هناك، وصل لفرنسا وغيرها من البلدان. جنّد الأب مئات المتطوعين لتنظيم احتجاج في أنحاء البلاد. قاد الأب الآلاف في مسيرة صعدت من السهل الساحلي الى القدس. وبعدها ترك بيت العائلة وانتقل مع زوجته وابنه الآخر للسكن في خيمة احتجاج في القدس. تحمل برد القدس القارس وحر الصيف في الخيمة.
لم يوفر الأب جهداً في سبيل ابنه المفقود القابع في غياهب مخبأ حماس.
ان كان أب أرضي يقوم بكل ذلك، فما بالك الأب السماوي؟ إن الأب السماوي كالراعي الذي يبحث عن خروفه الضال من بين المائة خروف وكالمرأة التي أضاعت درهم واحد وكالأب المنتظر عودة ابنه الضال (لوقا 15). الأب السماوي يبحث عن الضال بصبر وتأنٍ، لا يمل وهو ينتظر العودة المرتقبة وخلاص الضال من أسره وقيوده.

ثمن غالي: صارعت حكومة إسرائيل بخصوص الثمن الذي طلب منها دفعه مقابل الجندي المخطوف. هل تحرر مئات الأسرى الذين اشتركوا في عمليات معادية لإسرائيل مقابل تحرير الجندي خاصة نظراً للقلق أن يعود هؤلاء لنشاطاتهم التي أوصلتهم للسجون الإسرائيلية. في النهاية- تنازل الإسرائيليون ودفعوا ثمناً باهظا للغاية من جهتهم. نستغرب من الثمن الغالي ولكن من الحري بنا ان نتذكر ما قد دفعه ألآب السماوي لأجلنا من دم ثمين يفوق ثمنه اي شئ في الوجود: انه الدم الزكي الطاهر لملك الملوك ورب الأرباب. لقد دفع الرب عنك ثمناً كلفه حياته إذ تنازل من عرشه السماوي ودفع الثمن الباهظ لأجلي ولأجلك ( 1 بط 1 : 18).

مبادئ متخالفة:مبادئ العنف ، القتل والانتقام حكمت وما زالت تحكم الشعوب المتنافرة والمتصارعة في بلادنا.
على هذا النسق اشترك الجندي شاليط في اجتياح غزة فتم اختطافه. أما الأسرى الفلسطينيين فاشتركوا في عمليات عنف معادية لإسرائيل اشتملت قتل مئات الإسرائيليين وكل ذلك ضمن العنف الجاري في بلادنا.
يحدث قتل من هنا فتطول يد الطرف الآخر شخص من هناك. العين بالعين والسن بالسن. اسرى من هنا ومخطوفين من هناك. إنها دائرة دموية قاتلة ومفرغة. لا بداية لها ولا نهاية. انها تدور وتدور فتوقعنا في براثنها، شئنا ذلك أم أبينا. هذا طرف لا يعترف بالثاني وذاك لا يحسب حساباً للأول. هي نتاج خطية البشر من كبرياء، أنانية وكراهية.
حقًا انها صفقة معقدة وصعبة من تبادل للأسرى ولكن لقبول شروطها والتوقيع عليها اضطر كل طرف أن يتنازل ويقبل الآخر وشروطه. إنها خطوة صغيرة للغاية من الواحد تجاه الآخر. ان فيها لمحة مما أراد الرب أن يراه في البشر من قبول الآخر والتفاهم . انه يريد إطلاق الأسرى للحرية –ليس فقط الحرية على الأرض بل إلى حرية المسيح الفادي.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. luca 20 أكتوبر 2011 - 09:58 بتوقيت القدس
الاب الاب
انا كمان شدني جهد الاب الكبير الي عماه في سبيل تحرير ابنه, ولما شفته حقق هدفه خلاني افكر بالاب السماوي الي عمل وبعمل كتير لاجل حريتنا وخلاصنا, عمل عظيم من اب الجندي.
2. منال عبدالله-خوري 20 أكتوبر 2011 - 10:09 بتوقيت القدس
شكرا لك بحق شكرا لك بحق
آمين يا بطرس... أحسنت التعبير. ليباركك الرب ويستخدمك أكثر. صلاتي وصلاة الكثيرين أن يتعامل الرب في قلوب الطرفين ويملأها سلام..لقد تعبنا بحق من طول العراك! وأصلي أن يتعامل الرب معنا كي نفهم عمق المقصود هنا بالتأمل وأن نرى المفهوم الروحي منه بغض النظر عن أحاسيسنا ومشاعرنا ومبادئنا الشخصية.
3. صوت الحق 20 أكتوبر 2011 - 11:16 بتوقيت القدس
حدث نادر حدث نادر
أود أن أقول لإسرائيل: لا تحقِرن صغيرٍ في مخاصمةٍ إن البعوضة تدمي مُقلة الأسد إن طريق العنف للطرفين، هي طريق دامية ولا يمكن أن تنعكس فقط على طرف واحد، بل على الطرفين. لكن إن هذا الحدث كان مميزًا، بأن نرى الطرفين يرقصون من الفرح على نفس الحدث. وعادةً يكون الفرح والرضى فقط في طرف واحد دون الآخر، لكن هنا نرى صورة نموذجية، بأن الرضى سيأتي عن طريق التنازل من الطرفين معًا. نصلي أن يعم السلام على هذه الأرض، وأن يأتي الشعب المسيحي، المسلم واليهودي إلى معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.
4. رلى 20 أكتوبر 2011 - 11:28 بتوقيت القدس
الام الفلسطينية الام الفلسطينية
الى الاخ بطرس الذي شد انتباهي وجذبني دموع الام الفلسطينية وفرحتها برجوع ابنها بعدما كان سجينا ومأسورا اكثر من عشرين سنه -
5. حنا عيد 21 أكتوبر 2011 - 00:22 بتوقيت القدس
رائع أخي بطرس رائع أخي بطرس
استمتعت جدا في قراءه ألمقال وأكثر ما شدني ألصور ألتي قدمتها
6. sakhnini bishara 21 أكتوبر 2011 - 08:47 بتوقيت القدس
لنصلي لنصلي
ان الرب يسوع يفتقد تلك الشعوب . امين
7. elias 21 أكتوبر 2011 - 09:37 بتوقيت القدس
el al o5t rula men 7efa el al o5t rula men 7efa
el aseer el falasteeni la yoshabbah bel aseer el israeli gilad shaliit, lasabab wade7, el aseer el falasteene kan be eshe besammo fel 3ebrane " bet havra2a" ow mesh sejen le2anno israel bte7trem el qawanen el dowaleye lal asra, ow 3ashan hek mashalla 3alehen raj3een fekol qowe ow wala ka2enno kano besejen, amma 7amas ma7taramesh wala qanoon men hai el qawaneen ow 3ashan hek, gilad shaliit belqowe 3am bemshe ow belqowe 3am be7ke ow belqowe be3mal aya eshe, bas qarne ow ettala3e 3al aseer el falastene men jeha wel aseer el israeli men jeha ow betshofe el fareq, 3ashan hek, elle attar aktar howe gilad ow mesh el aseer el falastene ayan kan.