عدد المسيحيين اليوم أكثر من ملياري نسمة وهم ينتمون لكنائس من تيارات مختلفة في أنحاء العالم . بصراحة ودون إدانة الآخرين أو الانتقاص مما يؤمنون به ويمارسونه، فاني أؤمن شخصياً أن الكنيسة الانجيلية/ المصلحة/ الكتابية ككل قد تبنت العقيدة المسيحية الأقرب للحق والنظام الكنسي الأصح.
غير ان الطبيعة غير المركزية للكنائس الانجيلية وأسلوب تركيبها الحر يتيحان بدء خدمات او كنائس جديدة بسهولة فائقة لكل من يرغب بذلك. فها شخص يحمل رؤية حقيقية من الرب لخدمة جديدة تسد احتياج موجود وهنا آخر دوافعه غير نقيّة ويود "الثأر" بمن همشه ولم يدمجه معه في قيادة كنيسة وهنا شخص هدفه جني الأموال ولا يعرف من الإيمان شيئاً. لا يحتاج اي من المذكورين لموافقة مطران أو بطريرك او مسئول ديني مهما كان لدخول معترك الخدمة في البلاد. نظراً لذلك فلا غرابة أن تنمو في ثنايا الكنائس الانجيلية أعشاب ضارة ل-"كنائس" أو جمعيات أو قادة يبعدون عن الرب يسوع وحق إنجيله حق بُعد. هذا الواقع يتيح لمجموعة محلية غير راضية في أية كنيسة ترك كنيستها والبدء بعمل جديد ويتيح لأية جمعية مسيحية من خارج البلاد تنادي بالتبشير أو بالشباب أو بالعائلات أو بعلاقات التعايش بين القوميات المختلفة ان تجد لها مداس قدم في بلادنا.
يقع المطلّع في صراع ما بين الرغبة في ان يكون هناك فحص ومرجعية وان لا تفتتح "دكاكين" جديدة لخدمات – محلية كانت أم أجنبية- كل يوم وآخر وبين رفضنا لأوصياء نصّبوا ذواتهم ليعطوا الشرعية لهذه الخدمة دون تلك بعشوائية .
أين التوازن الصحيح بين تطوير الخدمة ودخول كنائس او خدمات جديدة من عند الرب وبين حالة تسيّب وفوضى وما يشبه عصر القضاة اذ يفعل الكل ما يحسن في عينيه؟
اعتقد ان هناك عدة مبادئ كتابية تحكم بكيفية خلق هذا التوازن المطلوب وهي :
1. مبدأ كنيسة العهد الجديد التي قامت في كل مدينة وقرية بحسب الحاجة ودعوة الرب دون سيطرة مركزية .
2. ضرورة الفحص والتمحيص: "امتحنوا كل شئ، تمسكوا بالحسن" (ا تس 5 :21 ) : من حيث العقيدة والسيرة والممارسة.
3. العمل المنسجم والمتواضع مع بقية جسد الرب بحسب تصوير كنيسة المسيح كالجسد العامل بتناغم (افسس 4 :16).
4. الغطاء الروحي للخدمة – بحسب ما وضعه الرب من ترتيب في الكنيسة من شيوخ وشمامسة مثلاً.
من هذه المبادئ نستخلص معايير وأسئلة يتوجب طرحها حول اي خدمة جديدة - أجنبية كانت أم محلية وهي:
1. ما هو العقيدة المعلنة في هذه الخدمات او الكنائس؟ هل هي كتابية انجيلية؟
2. ما هي سمعة هذه الخدمة وتاريخها في بلادها؟ ماذا يقول عنها القادة الانجيليون في البلاد التي نمت فيها؟
3. هل يحترم قادتها الترتيب الموجود في كنائسنا فيحضرون باتضاع للتعرف على المؤسسات المحلية الفاعلة ؟
4. ما هو تاريخ وشهادة القائمون على هذه الخدمات الجديدة؟
5. ما هو مدى رغبة القائمين على الخدمات الجديدة التعامل والتعاون مع الخدمات القائمة؟
6. ما هو الغطاء الروحي لهذه الخدمات؟ هل اعتمدت مجالس او لجان مكونة من مؤمنين موثوق فيهم أم من منتفعين أو أشخاص ضعيفي الموقف والشخصية؟
ليت الرب يعطي روح تمييز وفحص من الأشخاص الروحيين والحكماء في مجمع الكنائس الانجيلية والهيئات المسئولة الأخرى لتطبيق نظام فحص يحفظ الترتيب ويمنع دخول مجموعات ليست منا وتؤذي شهادة الرب في بلاده.