دور الكلام في الإنقسام: التواضع أم التعالي (1)

متى قابلت شخصا في حالة غضب؟ هل كان ذلك في الطريق وأنت تقود السيارة؟ أو هل كان في البيت عندما تصرف الأولاد بطريقة غير لائقة؟ أو ربما كان في العمل عندما تأخرت أو لم تتصرف كما هو متوقع؟ أو ربما كان في الكنيسة عندما ثار بعض الأشخاص بسبب موقف ما أو ربما كان بين قائدين أو أكثر من خدام الرب؟
27 يونيو 2010 - 14:27 بتوقيت القدس

الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط (أم 15: 1)

متى قابلت شخصا في حالة غضب؟ هل كان ذلك في الطريق وأنت تقود السيارة؟ أو هل كان في البيت عندما تصرف الأولاد بطريقة غير لائقة؟ أو ربما كان في العمل عندما تأخرت أو لم تتصرف كما هو متوقع؟ أو ربما كان في الكنيسة عندما ثار بعض الأشخاص بسبب موقف ما أو ربما كان بين قائدين أو أكثر من خدام الرب؟! لا شك أن الغضب هو أمر نصادفه في كل يوم تقريبا خاصة في بلادنا. فماذا عن الكنيسة؟ هل تنقسم الكنائس والمؤسسات المسيحية ويختلف القادة بسبب الغضب؟ سنتحدث أدناه عن الكلام اللين والكلمة الموجعة. ويخبرنا سفر الأمثال أن الجواب اللين يصرف الغضب أما كلمة واحدة موجعة فإنها تثير الغضب (أم 15: 1). إن النص العبري الأصلي يبين إن صرف الغضب يحتاج إلى العديد من الكلمات بينما إثارته تتطلب كلمة واحدة فقط. وقد يقود الغضب إلى الانقسام ويمنع الكلام اللين الانشقاق.

ويحدثنا سفر القضاة عن غضب رجال افرايم ضد جدعون (قض 8: 1 – 3)، ثم ضد يفتاح (قض 12: 1 – 17). كان جواب جدعون ليّنا أما كلام يفتاح فلم يكن كذلك. وقصة جدعون موجودة في 100 آية (قضاة 6 – 8)، وهي أكبر قصة في سفر القضاة. وتخبرنا القصة عن اختيار الله لجدعون بن يوآش الأبيعزري من قبيلة منسى. بنى جدعون مذبحا للرب (قض 6: 24). إنه مذبح السلام مع الله. ثم هدم مذبح البعل وبنى بدلا منه مذبحا ثانيا للرب ليعبر عن الإلتزام بيهوه وحده (قض 6: 25 – 26). وبعد أن أسس مذبح السلام ومذبح القداسة، وبعد طاعته للرب ثار ضده أصحاب البعل وأعداء يهوه، فدفعهم الله إلى يده بواسطة ثلاثمائة رجل فقط. وبعد أن نجح مع الأعداء بصورة معجزية ثار ضده رجال أفرايم (قض 8: 1 – 3)، وهم جزء من شعب الله. فكيف يتعامل مع النزاع داخل شعب الله؟ وماذا يقول جدعون لرجال افرايم؟

 قرر جدعون أن يستخدم الكلام المتواضع بدلا من الإستعلاء ليمنع انقسام شعب الله. لقد بدأ النزاع بين افرايم ومنسى في سفر التكوين عندما أخذ أفرايم بركة اخية منسى البكر (تك 48: 13 – 20). وازداد شرف افرايم عندما تفوق الجاسوس يشوع بن نون الأفرايمي على نظيره جدي بن سوسي من سبط منسى وعبّر عن الشجاعة بدلا من الخوف من شعوب كنعان القاطنين في الأرض التي وعد بها الله لإبراهيم (عد 13: 1 – 16). فكيف لا يستشير جدعون شرفاء القوم وأكثرهم تفوقا؟ وكيف لا يدعوهم للحرب معه؟ أمام هذا التحدي وروح المنافسة في الخدمة، استخدم جدعون مبدأ الخُصاصة والقِِطاف (قض 8: 2 – 3). والخصاصة هي ما تبقى في الكرمة من عنب بعد الحصاد، أما القطاف فهو الثمار كاملة النضج زمن الحصاد.

قال جدعون: ماذا فعلت الآن نظيركم؟ أليس خصاصة أفرايم خيرا من قطاف ابيعزر؟ ليدكم دفع الله أميري المديانيين غُرابا وذئبا. وماذا قدرت أن اعمل نظيركم؟ حينئذ ارتخت روحهم عنه عندما تكلم بهذا الكلام (قض 8: 2 – 3). ويشمل جواب جدعون ما يلي: (1) رفع جدعون قيمة مخاصميه رجال أفرايم وقدّر انجازاتهم بدلا من التهجم عليهم، (2) ولم يفكر في تفوقه الواضح والموثق بتاريخ حافل بالنجاح، بل قلل من قيمة انجازاته، (3) واعترف بعمل الله في حياتهم ولم يكن متصلبا في موقفه؛ وبالرغم من إيمانه بالانتصار المدعوم من الله وبشهادة حُلم اعدائه الذي يؤكد تفوقه (قض 7: 14) أقر أن الله دفع أميري المديانيين ليدي رجال افرايم، (4) ولم يفكر في رأي الأقلية فقط، أي رجال ابيعزر بن منسى، بل بحث عن وحدة الأكثرية، (5) ولم يفكر في أن يكون القائد الأول، بل أراد حرية الشعب، ولهذا تحاشى الحرب.

جلب كلام جدعون المتواضع وغير المتعالي السلام ومنع الحرب والانشقاق. فكم مرة يشتعل الغضب وتحرق ألسنته كل اوتار الوحدة فتتفكك كنائسنا. استطاع جدعون أن يكبح غضبه ويتكلم كلاما متواضعا. أما يفتاح ففي مناسبة أخرى كان كلامه عكس كلام جدعون. وكان كلامه حادا مع رجال أفرايم. فعندما خاصموه لأنه لم يدعهم للحرب معهم، أجابهم بكلمات الحرب وليس السلام (قض 12: 1 – 7). ولهذا مات اثنان واربعون ألف إنسان بسبب كلام إنسان واحد. وهكذا نرى أن الهدم اسهل جدا من البناء ويصح المثل القائل: "مجنون يرمي حجرا في بئر ومئة عاقل لا يستطيعون أن يخرجوه".

يا رب أعطني أن يكون كلامي متواضعا مثل جدعون

وليس متعاليا مثل كلام يفتاح

فأمنع انقسام شعب الله 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. سواح 27 يونيو 2010 - 15:47 بتوقيت القدس
كلام حكم كلام حكم
الكلام الحاد يشعل الغضب اذا كان المتلقي ايضا غضوب ويرجع الصاع بصاعين. بينما لو المتلقي حكيم لتم احتواء الغضب لانه سيرد بكلام جميل يطرد غضب الاول ويضع جمر نار على رأسه (وهذا المتوقع من المؤمن او القائد المتمرس والحكيم). المشكله اذا كان المتكلم الحاد هو القائد عندها سينشأ جيل جديد يتشبهون به في حياتهم اليومية. بطيء الغضب كثير الفهم.وقصير الروح معلي الحمق.
2. R.E 27 يونيو 2010 - 19:38 بتوقيت القدس
Challenging words again Challenging words again
Thank you Pastor Hanna for this powerful bold words from the word of God that we pray it will penetrate the heart of this hard problem between us as the body of Christ to be resolved, and still one of the questions towards this kind of teaching as a challenge is : How many will stand in the gap against this problem to stop it, or will it heat up other issues ?
3. anan najar 27 يونيو 2010 - 20:04 بتوقيت القدس
حكمة حكمة
نعم الحل يبدء فينا لنفهم ماذ يريد اللة منا . لنبني ونقوي علاقتنا معة اولا ثم ننظر الي الاخر .
4. جندي ألرب 27 يونيو 2010 - 20:44 بتوقيت القدس
ألكلمه ألطيبه ما أحلاها ألكلمه ألطيبه ما أحلاها
يقول ألكتاب ألمقدس في رسالة يغقوب19:1-20 ادا يا أخوتي ألأحباء ليكن كل أنسان مسرعا في ألاستماع مبطئا في ألتكلم مبطئا في ألغضب لأن ألغضب لا يصنع برا لله يا ليت ألرب يعطينا في هده ألأوقات وخاصتا للقاده وألخدام روح ألهدوء وألطمئنينه لننال قوه وحكمه سماويه في حل كل نزاع أوأنقسام في صفوف ألشعب في كنائسنا شكرا للقس حنا على هدا ألمقال وألرب يستخدم أصابعه قلم كاتب ماهر فقط لمجد وبناء ملكوت ألرب آمين