اعزائي،
ان غفران الله هو فيض من نعمة غنية ورحمة، يمنح التحرر التام من الخطية. وحتى تستطيع ان تمارس الغفران بطريقة كتابية فلا بد ان تقبل غفران الله لك. وان تتبع مثاله في منح الغفران للآخرين.
صموئيل الثاني 13:12 " فقال داود لناثان قد اخطأت الى الرب، فقال ناثان لداود الرب ايضًا قد غفر عنك خطيتك. لا تموت". طبيعة الله هي ان يغفر الخطايا، الله يغفر جميع انواع الخطايا،الا خطية التجديف على الروح القدس.عندما يغفر الله فأنه يغفر تماما،ولا يذكر اثمك. 2 كور 19:5 "اي ان الله بان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعًا فينا كلمة المصالحة".
اعزائي علينا ان نغفر للاخرين تماما كما غفر الله لنا؛ تغفر على اساس النعمة وليس بحسب استحقاق الشخص لان ينال غفرانك، وايضا علينا ان نجدد العلاقة مع الشخص الذي غفرنا له.
الغفران هو من اعمال الطاعة للرب افسس 32:4 "وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين مسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح" واضيف يجب ان تكون مسامحة قلبية. من المستحيل ان تحب الله ولا تحب الناس، والغفران يصحب التأكيد على محبتنا للشخص الذي غفرنا له.
علينا ان لا نكتفي بقول كلمة اسف، فهذه الكلمة تعني "انني حزين" يجب ان تقول اسف وارجو ان تسامحني. اهمية المصالحة هي انهاء العداوة بهدف تأسيس واستعادة علاقة من الوحدة والسلام.
خدمة ورسالة المصالحة بين الله والانسان هي مسؤولية وامتياز اودعت كأمانة لديك، 2 كور 5:18 "ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح واعطانا خدمة المصالحة".
احبائي ان المصالحة مع الاخرين يجب ان تسبق عبادتنا وخدمتنا لله، كيف ستكون مستعدًا لعبادته دون ان تطلب المصالحة؟
حكمة هذا العالم تعلمنا بأن الغفران للنفس شرط اساسي للتمتع بالسلام، مثل عبارة لا استطيع ان اغفر لنفسي بما فعلت!!
هذا التعليم يركز على ان يغفر الانسان لنفسه وان يضع ثقته بالنفس ويعظمها بدلا من ان يعتمد على وعود الله ومعونته للحصول على الغفران. الحصول على غفران الله هو ليس شعور بل هو الثقة في الله وفي وعوده.
عبرانيين 6:11 " ولكن بدون ايمان لا يمكن ارضاءه لانه يجب ان الذي يأتي الى الله يؤمن بأنه موجود وانه يجازي الذين يطلبونه."
عندما يغفر الله لك ويطهرك من كل اثم فلا يوجد اي شئ تعمله او تكمله، الا ان تتعاون مع الرب لتجديد ذهنك. ما عليك سوى ان تشق الطريق باتجاه الهدف وجائزة دعوة الله هي الانتقال من الموت الى الحياة.
اعزائي الغفران الكتابي مكلفٌ وغالٍ، 2 كور 6:5 كو 2 "ولكن لنا ثقة مثل هذه المسيح لدى الله، ليس لنا كفاءة من انفسنا ان نفتكر شيئا كأنه من انفسنا بل كفايتنا من الله الذي جعلنا كفاة لان نكون خدام عهد جديد. لا الحرف بل الروح. لان الحرف يقتل ولكن الروح يحيي".
بهذه الايات نلمس اتضاع بولس امام الله. لا يوجد من هو كفء في ذاته، لحمل المسؤوليات التي وضعها الله ودعاه لحملها، فبدون معونة الروح القدس المانح القوة لا نستطيع القيام بتلك المسؤوليات.
ان غفرانك للاخرين ليس مبني على مشاعرك او فهمك بل على نعمة غفران الرب لك. لقد ارسل الله الاب ابنه يسوع لسفك دمه حتى يمكن ان ننال الغفران من الخطية، وبذلك يكون عندك اساس الذي نستطيع ان تغفر به للاخرين.
ان موت المسيح يشير الى حقّيْن: الفداء والغفران. افسس 1 : 7 "الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته."
صلاة: يا رب امنحنا قلبًا مسامحًا غفورًا.. نشكرك يا رب على فدائك وعلى غفرانك لخطايانا...آمين.