الْحِجَارَةُ تَصْرُخُ

انجيل   لوقا( 19: 28-40)

إن أحد الشعانين هو يوم ذكرى دخول يسوع إلى أورشليم كما تنبأ النبي زكريا 9:9 "هوذا ملكك يأتي إليكِ وهو عاد ومنصور و وديع جاء راكباً على حمار و على جحش إبن أتان"

إفرحي يا كنيسة الرب المفدية المحررة من قيود الشيطان وإنتظري المجيء الثاني للمسيح .

إفرحي لان مئات الملايين يصرخون هذه الايام مبارك الاتي بأسم الرب ، أوصنّا في الاعالي.

إفرحي لان يسوع هو الامس واليوم وإلى الابد لايتغيَر .

إفرحي لانه جالس عن يمين الآب يشفع فينا.

إفرحي لان يسوع المتواضع الذي دخل إلى أورشليم على جحش ابن آتان وصعد إلى السماء سيرجع ليخطف الكنيسة .

" وَقَالاَ أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ" أعمال الرسل 11:1

إفرحي يا كنيسة الرب لان بداية صعود يسوع إلى أورشليم بداية لخلاص العالم من قيود إبليس ونهاية لسيطرة إبليس وخداعه للبشرية.

صعود يسوع إلى أورشليم واستقبال الشعوب له برفعهم لأغصان الزيتون والنخيل يعني دخوله إلى المدينة ليحررها من اليهود الذين استخدموا مكان العبادة ليبيعون ويشترون قائلا لهم لوقا 46:19 " مَكْتُوبٌ: إِنَّ بَيْتِي بَيْتُ الصَّلاَةِ. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوص ".

في صعود يسوع إلى أورشليم واقترابه من بيت عنيا أقام العازر من بين الاموات وادخل الفرح و السعادة إلى هذا البيت ورأى الجمهور كل هذا يحصل أمامهم.

كان يسوع يعلّم باقترابه من أورشليم سوف يتالم كثيرا ويصلب ولكنه استمر بالصعود.

لنتعلم من يسوع بأننا رغم الصعوبات والالام التي تلاحقنا علينا البقاء في أورشليم وأن نستمر بالصعود والتضحية ولانرجع إلى الوراء.

في وصول يسوع للمدينة راكبا الجحش نازلاً من بيت فاجي صرخ الجماهير" أوصنا لأبن داود مبارك الاتي باسم الرب" أوصنا في الاعالي متى 21:9 صرخوا وحملوا سعف النخيل الخضراء التي ترمز إلى النصرة والفرح والجمال والخلاص ، رجال الدين انذاك لم يعجبهم صراخ الجماهير لئلا يُتوجوا يسوع ملكاً ارضياً عليهم وقالوا ليسوع يا معلّم أنتهر تلاميذك فأجاب يسوع وقال لهم "إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ" لوقا 19: 40 .

في نزوله من الجبل إلى المدينة بكى يسوع على حالة الشعب انذاك . إن مدينة القدس تمر بايام صعبة ودعونا نبتهل إلى الله أن يحل السلام والعدل والمحبة فيها .

وفي الختام كان يعلم يسوع أن مسيرة الصعود ستقوده إلى الصليب ، والجماهير صرخت لكن لم يطعهم بقبول تاجهم الارضي بل قبل تاج من شوك ليفدي البشرية ويحررها من الخطيئة وقيود الشيطان.

دعونا بمناسبة عيد الشعانين نصرخ ونقول خلصنا يا ملك الملوك ونحمل السعف و لنبتهج فرحاً ونصرة.

وكل عام وانتم والوطن بالف خير

بقلم . القس . د منير قاقيش
رئيس مجمع الكنائس الإنجيلية المحلية في الأراضي المقدسة