وحدانية الآب والإبن

اقوال المسيح هذه تثبت بشكل قاطع وحدانية المسيح مع الله وانه والله واحد.
15 أغسطس 2022 - 06:16 بتوقيت القدس
وحدانية الآب والإبن

تحدث يسوع مرارا لتلاميذه معرِّفا بنفسه قائلا أنه قادم من الله الآب . وأن الله أرسله ليتحدث بإسمه وينطق بلسانه ويخبر بما قاله له لأنه كلمة الله وأنه ابن الله بالروح القدس. كما قال انه والآب واحد . وهو يعمل نفس أعمال الله، لأن الله يعمل من خلاله المعجزات .

ما قاله يسوع من كلام وتعاليم، يعجز أي بشر في العالم أن ينطق بها إلا من كان هو الله او ابن الله الناطق بكلمته . ومن أقواله الفريدة :

-        أنا هو الطريق والحق والحياة .

-        لا يأتي احد الى الآب إلا بي .

-        من رآني رآى الآب الذي أرسلني .

قال له فيلبس (احد تلاميذه) : يا سيد أرِنا الآب وكفانا. فقال له يسوع : " أنا معكم كل هذا الوقت وما عرفتني بعد يا فيلبس ؟ من رآني راى الآب، ألا تؤمن أنّي  في الآب وأن ألآب فيّ ؟ ومن الآن أنتم تعرفون الآب ورايتموه ."

  • " الكلام الذي اقوله لا اقوله من عندي، والأعمال التي أعملها يعملها الآب الذي هو فيّ . صدقوني إذا قلت أنا في الآب والآب فيّ ، أو صدقوني من أجل أعمالي ".

الروح في السماء ومالئ الكون هو الله الآب، والكلمة الناطق باسمه هو المسيح الأبن المتجسد بهيئة إنسان على الأرض لينقل الينا كلام الله ويظهر مجده ويرينا أعماله المعجزية على يد المسيح أبنه .

الوعد بالروح القدس

- قال يسوع المسيح لتلاميذه :" إذا كنتم تحبّوني عملتم بوصاياي، وسأطلب من الاب (الله) أن يعطيكم معزيا آخر يبقى معكم الى الأبد . هو روح الحق الذي لايقدر العالم أن يقبله لأنه لا يراه و لايعرفه . أما انتم فتعرفونه لأنه يقيم معكم ويكون فيكم ."

بهذه الكلمات تتجلى وحدانية الله مع المسيح والروح القدس بابهى صورة تشكل وحدانية الله مع اقنوم الأبن واقنوم الروح القدس بإله واحد .

يسوع المسيح الأبن (الكلمة) يطلب من ألآب الحي ان يرسل الروح القدس ليحل في المؤمنين به. إنه صورة الثالوث المقدس الذي يشبه المثلث الواحد ذو الرؤوس الثلاث او الأضلاع الثلاث، وبدون  احدها لا يتشكل المثلث .

أين هم المشككون بوحدانية الإيمان المسيحي لله و الكلمة والروح القدس ؟

هل يوجد إله ليس له كلمة ناطقة يخلق بها ما يشاء، اليس هذا الإله حي بروحه ناطق بكلمته وله وجود وكيان ؟ هذا هو ما ندعوه ب ( الآب و الأبن والروح القدس ... إله واحد ..آمين ) . الله إله واحد بكلمته وروحه وليس ثالث ثلاثة الهة كما يدعي المفترون . كما ان الإنسان له [جسد وروح ونفس] وهو شخص واحد وليس ثلاثة  كذلك الله الذي خلق الإنسان على صورته وشبهه هو جوهر واحد بثلاثة اقانيم او مميزات. فهل هذا كفر ام الذي  قال [كفرَ الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة] بلا علم هو من أخطأ بفكره وإتهامه ؟

المسيحية حسب قانون الإيمان المسيحي الموحد تؤمن : [ب إله واحد هو الله الضابط الكل وخالق السماء والأرض وكل ما يرى وما لا يرى، وتؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، اله من إله ، نور من نور ، اله حق من إله حق ، مولود غير مخلوق مساو للآب في الجوهر ] .

اكد يسوع المسيح له المجد : أنه متحد في الآب وهو في الآب وألاب فيه بلا إنفصال. تجمعهم وحدانية جامعة مع الروح القدس . كما هي الشمس واحدة بنورها وقرصها وحرارتها، والثلاثة واحد . وإن انطلق النور والحرارة من الشمس الى الكون، فهو باق فيها . قال السيد المسيح : " كلامي ليس من عندي بل من عند الآب الذي أرسلني"

لأن المسيح هو كلمة الله الخارجة من عقل الله وهو الناطق باسمه والمعبر عنه كإبن الإنسان فيسمعها الناس ويعرفوا مجد الله الذي لا يُرى، بل يُرى بأعمال ومعجزات و اقوال المسيح الذي يراه الناس .

 يشرح يسوع المسيح دور الروح القدس فيقول : " المعزي هو الروح القدس الذي يرسله الآب بإسمي سيعلمكم كل شئ ويجعلكم تتذكرون كل ما قلته لكم " يوحنا 31:14

 لتوضيح الإرتباط الوثيق بين الله والمسيح والمؤمنين به قال يسوع لتلاميذه :

" أنا الكرمة الحقيقية وابي الكرّام (صاحب الكرم) كل غصن مني لا يحمل ثمرا يقطعه، وكل ما يُثمر يُنقّيه ليُكثِر ثمرَهُ . أنتم الآن أنقياء بفضل ما كلمتكم به، إثبتوا فيّ وأنا فيكم .... أنا الكرمة وأنتم الأغصان . من ثبتَ فيّ وأنا فيه يثمر كثيراً .... إذا عملتم بوصاياي تثبتون في محبتي ، كما عملتُ بوصايا ابي واثبتُ في محبتهِ .... إني أخبرتكم بكل ما سمعته من أبي " يوحنا 15

هذه الكلمات النورانية التي قالها يسوع المسيح ترينا مدى الترابط الوثيق والإتحاد التام بين الآب السماوي (الله) والإبن (الكلمة) والروح القدس .   

اليس من يفكر بعقله وينطق بكلمته هو كيان واحد، اليست الكلمة بنت العقل والفكر ؟ كذلك المسيح هو الكلمة والله هو العقل المفكر وهما اله واحد بفكره وكلمته .

اشار المسيح المبارك مرة أخرى الى الإتحاد الوثيق بينه وبين الله الآب والروح القدس بقوله لتلاميذه : " متى جاء المعزي (الروح القدس) الذي أرسله (أنا الأبن) اليكم من الآب (الله) روح الحق المنبثق من الآب فهو يشهد لي " .

هذا هو الجواب الشافي لمن في قلبه شك بالجوهر الواحد للثالوث الجامع للوحدانية المعبر عن الإله الواحد . ان المسيحيين لا يشركون بالله أحدا، بل يؤمنون برب واحد لا شريك له . ومن يشرك مع الله هو من يقول : (أطيعوا الله والرسول - الله ورسوله أعلم – من يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار - ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها - انما وليكم الله ورسوله - من يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب -  ما حرم الله ورسوله ) هذا هو الشرك بالله والتدخل في شؤونه بكل شئ بحيث جعل الرسول من نفسه شريكا مع الله في التشريع والطاعة و التحريم وجعل ربه شريكا له في إقتسام خمس سرقات الغنائم اثناء الغزوات .

( واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ) . الأنفال  41

اي اعطوني مشاركة مع ربي خمس ما سرقتم من الغنائم والأموال المنهوبة والباقي لكم.

المسيح هو كلمة الله الأزلي ذو المجد العظيم الذي يهب الحياة الأبدية لمن يشاء من المؤمنين.

هذا ما أكده رب المجد حين قال مخاطبا اباه السماوي : " يا أبي جائت الساعة ، مجد ابنك ليمجدك ابنك بما أعطيته من سلطان على جميع البشر حتى يهب الحياة الأبدية لمن وهبتهم له. أنا مجّدتك في الأرض حين أتممت العمل الذي أعطيتني لأعمله ، فمجدني الآن يا ابي عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل ان يكون العالم ... كل ما هو لي فهو لك، وكل ما هو لك فهو لي، وأنا أتمجد بهم .

المسيح الكلمة كان موجودا مع الله قبل خلق العالم والكون .

إجعلهم كلهم واحدا ليكونوا واحدا فينا . أيها الاب مثلما أنت فيّ وأنا فيكَ فيؤمن العالم أنك أرسلتني . وأنا اعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحدا مثلما انت وأنا واحد " يوحنا 17

المسيح له مجد الله كله .

ليسمع من في اذنه وقر ومن خدعه الشيوخ وابعد فكره عن الحقيقة . ومن تراكم غبار الصحراء والجهل فوق دماغه من القرن السابع ولحد الان بكتب محرفة وملفقة، عليه ان يخرج من الظلمات الى نور المسيح فتكتب له الحياة الأبدية .

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا