هو يهدينا حتى إلى الموت..
وقد هداك إليه باستشهاد شهيِّ,
وبميتة مجيدة...هناك في أفقر بلاد,
حيث تراب الذهب ليس فيها,
لا ولا حجارتها هي موضع الياقوت الأزرق...
أختنا Gayle Williams
إلى هناك ذهبتِ بقلبك الشجاع, والمكرس
لفاديكِ.. طمعاً بتلك النفوس الثمينة التي
اقتناها بدمه الكريم...
تنثرين بذار النور في الظلام, والخبز في أماكن الجفاف,
وإنجيل السلام في أرض الحروبات.
كيف تركتِ بلاد الرخاء والحرية والأمان؟!
لتختاري أفعانستان الحرمان, والمخاطر,
والصراعات الدموية!
إلى هناك مضيتِ بسرور مع فجر العمر,
مثل النسيم العليل الشافي...
تُسَخِّرين نفسك لتحملي, نظير ذلك القيرواني, صليب مَن
مضى في طريق الجلجثة والحب الأبدي...
إلى هناك ذهبتِ..خلف يسوع
وأنا الآن مستريح خلف مكتبي, في
منتهى الصِّغر, وأمام شاشة حاسوبي...
أرتشف القهوة, لذيذةً دافئة...
لقد غنمتِ فريسة استشهاد وأمجاد...
وما لم يحققه كثيرون من فوق منابر الوعظ, وفي حقول
الخدمة, ومن كثرة الدراسة والأكاّديميات,
ما لم نحققه نحن, قد بلغتِ إليه في لحظة رصاصات
منطلقة بشخصكِ المفدي بدماء الصليب ,
لتكوني الآن مع الرب في ملء الوعي, وبهتاف الفرح...
ولك أكاليل لا تعرف الذبول,
ومنها إكليل لم يحظ به كثيرون.
أختنا Gayle Williams
هو يهدينا حتى إلى الموت...
ذاك الذي هداكِ إليه, مكاناَ, وزماناَ, وكيفيةَ...
كما هدى أيضا أخانا رامي عياد في غزة,
وأخانا Tilman Geske ورفيقيه في تركيا,
والقس الكوري باي كيو هيونغ في أفعانستان أيضا.
وقوافل من شهداء بشارة السرور والنعمة...
فما أسعدكم اللآن,
لا لأنكم تخلصتم من بركان الطبيعة الفاسدة فينا,
أو من أية إمكانية لمواجهة أية معاناة آلام أو تجارب
أحداث مخيبة للآمال, وملل أمور الحياة اليومية المتكرِّرة,
وصراع قوى الشر العنيف, وتقلُّب الأحباء الأصدقاء,
وصقيع المحبة الباردة بين الأتقياء,
وأسقام الجسد العديدة..
لا لأنكم تخلَّصتم من هذا وذاك فحسب,
بل لأنكم مع المسيح, وذاك أفضل جداً جدًا...
هو يهدينا حتى إلى الموت..
وقد هداك إليه باستشهاد شهيِّ,
وبميتة مجيدة...
ذاك الذي ذاق الموت لأجل كل واحد,
ذاك الذي قام حيأ, ومعه الآن مفاتيح الهاوية والموت,
ذاك الذي جعل الموت ربحا وخادما لنا,
ذاك الذي آت سريعاً ليأخذنا إليه, فنصير مثله تماما,
ونكون معه طوال الأبدية...
في قصور العاج السماوية.