مريم العذراء في القرآن والإنجيل

التوراة لم يذكر انها كانت تسكن الهيكل وتخدم فيه برعاية وكفالة زكريا. ولا صحة ان رزقا (طعاما) يأتيها من الله.
14 ديسمبر 2021 - 07:35 بتوقيت القدس
مريم العذراء في القرآن والإنجيل

جاء في القرآن عن مريم ام المسيح: انها أخت هارون اخ موسى، وقد نسبها القرآن خطا الى  عائلة آل عمران متوهما انها مريم اخت موسى وهارون بقوله: (يا اخت هارون)

عمران حسب القرآن هو ابو النبي موسى، واسمه الصحيح عمرام وليس عمران حسب المرجع الأصلي (التوراة). فهذا خطأ لغوي في القرآن مثله مثل تسمية يسوع بعيسى ويوحنا حرف اسمه الى يحيى والنبي يونان الى يونس. 
وصف القرآن مريم ام المسيح انها قديسة طاهرة اصطفاها الله، (واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين) ال عمران 42 وقال أنها كانت طول الوقت تصلي في المحراب "فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب".

حسب قوانين الشريعة اليهودية التي وردت بالتوراة، لا يجوز لامرأة أن تدخل محراب قدس الأقداس سوى الكاهن الأعظم ولمرة واحدة في السنة. فهذه قصص خيالية مبالغ فيها في القرآن. 
وصف القرآن مريم أنها وابنها آية للعالمين. وانها صديقة (ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة) المائدة 75.

اما طريقة الحبل المعجزي بالمسيح فالقرآن يقول ان جبريل او روح الله نفخ فيها فتحققت ارادة الله بالقاء كلمة الله وروحه القدوس في أحشائها فصار جنينا بشرا يمثل كلمة الله وروح منه اسمه المسيح وعند ولادة المسيح قال القرآن عنها: 
فلما َفأجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ: (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا) (23). المخاض لم يجئ لمريم تحت جذع نخلة فهذا من خيال المؤلف .إنما ولدت في اسطبل ملحق بفندق لم تجد مع خطيبها يوسف مكانا ينزلان فيه لكثرة المسافرين في مدينة بيت لحم في ايام تسجيل واحصاء عدد نفوس الشعب.

كيف لامرأة قديسة طاهرة كمثل مريم تخاف وتتمنى الموت، هل هي مثل أي امرأة تحمل من سفاح وخائفه من الفضيحه ولهذا كانت تتمنى الموت؟؟؟؟؟

لقد كانت مريم قد سجلت زواجها رسميا من يوسف النجار في السلطة الرسمية الرومانية الحاكمة أنذاك، وامام الناس هي زوجة يوسف، ولم يكن يوسف يساكنها كزوجة وزوج، ولما عرف أنها حامل اراد ان يتخلى عنها سرا. لكن ملاك الرب جاءه في حلم واخبره بحملها من الروح القدس بغارادة الرب فصدّقه، وطلب الملاك منه ان يبقى معها كزوج امام الناس. وبعد الولادة كان معروفا عند الناس ان يسوع المسيح هو ابن يوسف النجار. ولم تكن مريم متهمة بالزنا او مهددة بالرجم، فهذا اختراع من مخيلة السفهاء ومفسري القرآن. 

والقرآن الذي كان يمجدها ويكرمها وصفها بأنها لم تكن (بغيا) وهذا عيب ان تكتب هكذا عبارة عن مريم الصديقة المباركة رغم انها جائت بصيغة النفي. (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) سورة مريم 20

ألم يجد مؤلف القرآن كلمة لائقة غير هذه ليصفها انها شريفة وعفيفة ومختارة من الله ليؤيد حملها من روح الله وليس من علاقة بشرية برجل بقوله لم أكن من بغيا، هل هذه هي بلاغة القرآن هل عجزت لغة العرب ان تجد كلمة مناسبة غير هذه؟
الم يكلمها جبريل ويبشرها بمعجزة الحمل بقدرة الله و إرادته؟؟ فهل يصح ان يستخدم مؤلف القرآن عبارة (نفخ فيها او في فرجها) ليتم الحمل؟ اي قدسية في هذا الكتاب الذي يستخدم مثل هذه اللفاظ المهينة مع اطهر امرأة في العالم؟

كيف لا تثق مريم في الاله الذي أعطاها هذه المعجزة وتتمنى الموت خجلا من الفضيحة عند الولادة؟

هل سيدة بهذا الورع و قد رأت ملاك الله جبريل وسمعت بشارته وآمنت بها، مازالت غير مصدقه وخائفه لتقول: (يَا لَيْتَنِي  مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا)؟؟؟

لكن القران لا يعطيها أي اطمئنان ولا تعرف لماذا حملت. وبمن حملت.. و صوّرها خائفة ويمكن تقتل من اليهود لأنهم يعتقدون انها حملت بلا زواج. وتستحق الرجم حسب شريعتهم.
كاتب القرآن لم يطلع جيدا على قصة الحبل المقدس من الإنجيل وبشارة الملاك لها ثم رؤية يوسف ملاك الرب في حلم لطمأنته بموضوع الحبل الالهي.

******
مريم في الإنجيل 
اما في الإنجيل المقدس. فهي مريم ابنة يواقيم ام يسوع المسيح، ولان الكتاب المقدس متسلسل ولا تأتي قصه هكذا بدون تمهيد،،، أو جذور

مريم العذراء لما أتاها الملاك جبرائيل لبشارتها فقط في الاول تساءلت كيف يكون لي ولد وأنا عذراء،،،،سؤال فقط ولكن بسرعه اطمنت وعرفت انها هي المرأة المختارة بين كل نساء العالم لتحمل بكلمة الله وان ولدها هذا هو الذي ذكر منذ آلاف السنين في الكتاب المقدس،،العهد القديم،،، قالت للملاك جبرائيل وهي مطمئنة: (اني أمة الرب ليكن لي كقولك).
وكانت كل امرأة  يهودية تحلم بأن  تكون ام المسيا ابن الله المنتظر ،،مخلص العالم،، يكون منها،،،،،، لذا كانت أي امرأة  عاقر في اسرائيل تعتبر عار وتعيش تعيسة لأنها  ليست هي من ستكون ام المسيا مخلص شعب اسرائيل. وهكذا شعرت اليصابات زوجة زكريا قبل ان تحمل بيوحنا (يحيى) قبل بشارة الملاك جبرائيل لزوجها زكريا في محراب الهيكل وهو يرفع الصلاة والبخور لله في (قدس الأقداس).

لقد تنبأ النبي اشعيا بأن العذراء ستحبل وتلد المخلص في بيت لحم . وكان مريم هي تلك العذراء التي تنبأ عنها النبي اشعيا . " وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ"اش 7: 14
وتذكرت،،مريم،، نبوءة في سفر التكوين،،،،لأنها  تعرف جيدا وعود الرب،،،،الذي وعد الشيطان ان نسل المرأة سيسحق رأسه. "من نسل المرأة فقط دون الرجل "تكوين 3: 15 ”وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ“. وابن الله الذي ستلده العذراء هو من يسحق راس الحية او الشيطان. 
وعرفت مريم بمن حملت انه ابن الله القدوس،،الله الظاهر في الجسد لذا زادت فرحتها وتهليلها ولم تفكر ولا لحظه في الموت او تخاف من اليهود ان يرجموها. لقد تنبا اشعيا النبي عن ابنها قائلا: 
"لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ." آية (إش 9: 6)

شتان ما بين وصف القرآن لقصة بشارة الملاك جبرائيل لمريم و بين القرآن الذي ساق لها اتعس الالفاظ.

فكل إناء ينضح بما فيه.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا