لأنك صناعة سماوية

لأنك صناعة سماوية أنت تحتاج أن تعود لأصلك الذي منه أتيت وهو السماء.
19 أغسطس 2021 - 08:34 بتوقيت القدس
لأنك صناعة سماوية

لأنك صناعة سماويّة أنت تحتاج أن ترتبط بالخالق السماوي الذي خلقك وأن تكون شبيها به. 

ولأنك صناعة سماويّة أنت تحتاج أن تفكر دوما في السماء وتشتاق دوما أن تنطلق لها في رحلة الذهاب بلا عودة حيث مسكن الله مع الناس. ولأنك صناعة سماويّة لابد أن تعكس حياتك وسلوكياتك وتصرفاتك هذا الموطن السماوي الذي أنت تنتمي إليه وإليه أخيرا ستعود. ولأنك صناعة سماويّة فلابد لك أن تتحرّر من كل قيود الشر والخطية والعبودية والشهوات والملذات الباطلة الزائلة وتطلب دوما ما لله. ولأنك صناعة سماويّة فلا تشغل بالك كثيرا أو قليلا بهذا العالم بكل ما فيه من حزن وألم وكسر وضيق وهم بل ارفع عينيك دوما نحو السماء وهناك فقط ستجد الراحة.

ولأنك صناعة سماويّة فحينما تضيق بك السبل أو يصعب مسيرك في هذه الحياة فلا تستغرب البلوى أو التجارب المحرقة بل تحلى بالصبر لأن الذي يصبر إلى المُنتهى فهذا يخلص، ولأن الألم و الصبر ينقيانك ويعدانك للحياة الأبدية، وتعلق بالرب ولا تفلته أبدا وهو وحده فيه كل الضمان وكل الكفاية. ولأنك صناعة سماويّة لاحظ نفسك والتعليم فاقرأ الكتاب المقدس دوما وتغذى باستمرار على كلمة الله القادرة أن تحفظك وتنقيك واسند قلبك بمواعيد الله الغنيّة والثمينة وإلا فلن تكتب لك الغلبة في وجه التجارب والصعوبات. ولأنك صناعة سماويّة تسلّح في حربك الروحية بالصلاة والإيمان والقداسة والبر، الامور التي بدونها لن يرى أحد الرب. ولأنك صناعة سماويّة اسع جاهدا لكي تكنز لك كنوزا في السماء لا على الأرض فكنوز الأرض تتلف وتسرق أو تترك أخيرا لمن على الأرض من بعدك أما كنوز السماء فإنها تكون لك زادا ورصيدا في اليوم الأخير. 

ولأنك صناعة سماويّة اسع جاهدا لتنال رضى الرب وإكرامه فإن كل أعمال الإنسان ستصفى وتتعرض للنيران الممحصة في اليوم المشهود وهي ستصمد وتتنقى وتلمع إن كانت صالحة أو سيحترق بالنار كالقش ولا يفضل منها إلا الرماد إذا لم تكن مقبولة ومرضية أمام الله. ولأنك صناعة سماويّة أنت محتاج أن تشهد للكثيرين لا سيما البعيدين عن تلك المملكة السماوية التي أنت تنتمي إليها والتي اخترت لتكون سفيرا حسنا لها وممثلا لها في أرض البشر. ولأنك صناعة سماويّة لا تستغرب إن ظلمك العالم أو لم ينصفك او لو قام عليك كل الناس حتى الأقرباء فلقد قاموا على رب المجد من قبلك وانت لست أفضل من سيدك بل يكفيك فخرا ان تكون مثله. 

ولأنك صناعة سماويّة درّب قلبك من اليوم على الصفاء والنقاء واكتساب طبيعة وصفات ابناء الملكوت حتى عندما تذهب تكون مماثلا لهم ومتوافقا معهم. ولأنك صناعة سماويّة ابحث عن المسيحيين الحقيقيين الذين مثلك وجهتهم السماء لا الأرض وأهدافهم سامية وأخلاقهم عالية ومساعيهم انكار الذات وصلبها وحمل الصليب والسير وراء المسيح والتصق بهم فمثل هؤلاء انت تحتاج إليهم كما هم أيضا إليك ليعاونوك في رحلتك الطويلة والصعبة من الأرض إلى السماء. ولأنك صناعة سماوية لا تنظر للوراء ولا تعود لأركان العالم الضعيفة وتستند عليها فكم استند اناس كثيرون غيرك على صحة أو مال أو جاه أو جمال فانكسرت بهم السفينة لأن المال يميل والذهب يذهب والفضة تفض ولا يبقى للانسان سوى معرفة الله والسير في طريقه. ولأنك صناعة سماوية درب نفسك على ان تكون مقاييسك ومثلك العليا كلها سماوية وامتحن كل ضغيرة وكبيرة من قول تتفوه به أو من فعل تأتيه حتى يكون لك الطوبى في اليوم الأخير. 

ولأنك صناعة سماوية اعلم يقينا ان كل مالك ليس هو ملكك إنما انت وكيل مؤتمن عليه ولابد سيأتي الوقت الذي تعطي عنه حسابا وتعيد الأمانة لصاحبها ولأنك صناعة سماوية كُن مُستعدا في أي لحظة أن تدعوك السماء فتجيب ولا تكون كالغني الغبي الذي أعد العدة لسعادة طويلة على ارض البرية فإذا بنفسه تطلب منه فلا يجد لذلك سبيلا. ولأنك صناعة سماوية فاحرص على اطعام الفقير والمسكين على مائدتك وكن أمينا في مشاركته مما لك حتى لا يشتكيك للرب الذي يحامي عن الفقير والمظلوم. ولأنك صناعة سماوية كن مدققا في كل ما تعمل لكي ما تكون صورة السماء وصورة ساكن السماء لامعة براقة في حياتك فتجتذب بذلك الكثيرين نحو مملكتك مملكة السماء. لذلك، ولأنك صناعة سماوية التزم بكل قوتك لأن الالتزام الروحي والأدبي من شيم ابناء الملكوت، وانضبط وجاهد وصارع واتضع حتى تنال المكافأة في اليوم الأخير واعلم جيّدا.... لأنك صناعة سماوية لن يكون طريقك سهلا ابدا لكن الجأ للرب في كل وقت وهو سيرافقك المسير وسيذلل أمامك الصعاب أو سيرفعك فوقها .... 

ولأنك صناعة سماوية اخضع لله واتبع طرقه ووصاياه في كل صغيرة وكبيرة واحبه من كل قلبك وكرس حياتك له ودعه يتحكم في كل صغيرة وكبيرة ويقود حياتك في طريقه الاسمى. ولأنك صناعة سماوية اسأل نفسك دوما هذا السؤال الهام والعملي:"هل هذا الذي اعمله يليق بي ككائن سماوي وهل لو كان يسوع مكاني كان سيعمله؟" واسترشد بمثل هذا السؤال السهل الصعب لتجد لرجليك مسالك ولتعرف وجهة طريقك الصحيحة ولتجد النصيحة النافعة والإرشاد الصائب. ولأنك صناعة سماوية لا تسمح لشخص أو لشيء معهما كان أن يفقدك جعالتك أو أن يعطل افتخارك وسعيك لنيل الجعالة. 

ولأنك صناعة سماوية لا تفقد أبدا رجاءك وانتظارك الأبدي أن كل من اختار الله لن يخزى بل معه يكون في الأبدية حول عرش الله الأبيض العظيم مع جميع القديسين وأتقياء الله الذين ثابروا وجاهدوا واجتهدوا ولم يستغلوا حياتهم عنه بل لم يحبوا حياتهم حتى الموت وبذلوها طوعا حبا واحتراما واكراما لذاك الذي احبهم فضلا ووضع نفسه لأجلهم اولا ولانك صناعة سماوية افتدي الوقت واعلم انه منذ الان مقصر جدا وان الساعة ساعة العمل والاجتهاد قبل ان يأتي الليل او يتقدم العمر او تنتهي الصحة او يجىء الأجل او يغلق الباب فتنقضي الفرصة. الرب يباركك لكي تكون جديرا فعلا واهلا لما خلقك له واعده لأجلك كي تكون صناعة سماوية منه اتيت واليه تنتمي حتى إليه تعود أخيرا. آمين

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا