الإرسالية والمرسل

يمكننا أن نتعلّم من سفر ملاخي ما هي الإرساليّة المفروضة على الإنسان من قِبَل الله، وما هو المطلوب من المُرسَل، وما هي رسالته.
26 يوليو 2021 - 07:32 بتوقيت القدس
الإرسالية والمرسل

لطالما أراد الله أن يكون كلّ شعب الرّبّ أنبياء (تثنية 11: 29)؛ ومن ثمّ فإنّ كلّ أولئك الّذين هم ملوكًا وكهنة لله مدعوّون ليكونوا رسله، ويخبرون "...بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ" (خروج 19: 6، بطرس الأولى 2: 9).

على كلّ شخص الّذي هو "رَسُولُ الرَّبِّ بِرِسَالَةِ الرَّبِّ" (حجي 1: 13)، أن يكون مُرْسَلًا ينقل رسالة واضحة من الرّبّ. ومَن يستجيب لهذه الدّعوة يصير أيضًا تلميذًا ومُرْسَلًا يستمرّ في عمل الرّبّ - في حمل رسالته. وهكذا يصبح التلميذ معلّمًا، ومتلقّي الرّسالة يصبح شريكًا في الإرساليّة.

لقد أطاع الرّسول بولس وصيّة يسوع بالذّهاب إلى كلّ الأمم وجعلهم تلاميذًا (متى 28: 20-19)، فأصبح أحد أنجح الرّسل في خدمة الإنجيل. يوضّح بولس الرّسول في رسالته إلى (تيطس 1: 4-1)، جوهر هذه الإرساليّة الّتي فُرِضَت علينا جميعًا، ودور الرّسول:
"بُولُسُ، عَبْدُ اللهِ، وَرَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لأَجْلِ إِيمَانِ مُخْتَارِي اللهِ وَمَعْرِفَةِ الْحَقِّ، الَّذِي هُوَ حَسَبُ التَّقْوَى، عَلَى رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِي وَعَدَ بِهَا اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَإِنَّمَا أَظْهَرَ كَلِمَتَهُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ، بِالْكِرَازَةِ الَّتِي اؤْتُمِنْتُ أَنَا عَلَيْهَا، بِحَسَبِ أَمْرِ مُخَلِّصِنَا اللهِ، إِلَى تِيطُسَ، الابْنِ الصَّرِيحِ حَسَبَ الإِيمَانِ الْمُشْتَرَكِ...".
يدرك بولس أنّه عبد الله، وأنّ لديه إرساليّة، ولدَيْه مهمّة. لقد أوكل إعلان الرّسالة بيديه، وكان مطلوبًا منه أن ينقلها إلى تيطس وإلى جميع مختاريّ الله. ليس الغرض من المهمّة تمجيد الرّسول وجعله شخصًا مشهورًا، ولكن لمصلحة المستمعين - لأَجْلِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ الْحَقِّ. 

تُنقل الرّسالة من المُرْسَل إلى مستمعيه في مخافة الله ورجاء الحياة الأبديّة، لكلّ من المُرْسَل ومستمعيه - رجاء حقيقيّ وحيٌّ لمختاريّ الله. والهدف النّهائيّ هو أن يصبح جميع المدعوّين إلى الإيمان أيضًا مُرْسَلين، ويعملون من أجل النّهوض بالإنجيل.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا