الحرب الروحية والحرب الجسدية

عليك أن تدرك انك اصبحت ابن ملك الملوك ورب الارباب، ومركزك في المسيح، وبجانبك سيف الروح الذي هو كلمة الله وان لديك سلطان الله، ان تخوض هذه الحرب الروحية وتخرج منتصرا
08 مارس 2020 - 00:07 بتوقيت القدس

اتيت الى الاراضي المقدسة عام ١٩٨٩، وأول عظة لي كانت بكنيسة انجيلية في بيت لحم. وكنت اعظ عن قصة داود وجليات كيف كان جليات عملاق وجبار ومدجج بالسلاح ويعير بانه لا يوجد من يقدر ان يبارزه فالكل كان يخافه و يهرب منه. الى ان جاء داود الفتى المؤمن وقال له: "انت تأتيني بسيف ورمح وترس اما انا آتيك باسم رب الجنود اليوم يحبسك الرب في يدي"... وهكذا تغلب داود على جليات الجبار.

اثناء العظة لاحظت الحماس الكبير على الموعوظين. حتى وقف احدهم وهتف قائلا: "داود البيت لحمي غلب جليات الاسرائيلي... هللويا!!" انتبهت بسرعة ان هذا الحماس والهتاف هو بسبب عواطف قومية وغيرة جسدية. فبسرعة عبرت: "دعوني من فضلكم اكمل عظتي" وبدأت اشرح لهم عن الحرب الروحية وان حربنا هي حرب روحية لان عدونا ليس لحم ودم اي بشر بل اجناد الشر الروحية اي الشيطان وجنوده ولكي نغلب الشيطان لابد من اسلحة روحية وليست جسدية وان كنا نقرأ ونستخدم مثل قصة داود وجليات هذه فنحن ناخذها كمثل وعبرة لكن الحرب هي حرب روحية وليست جسدية.

الحقيقة من وقتها الى اليوم ما زلت اتقابل مع اشخاص مؤمنين يظنون ان الحرب جسدية ويريدون ان يحاربوا بالجسد مثل بطرس الذي استل سيفه ليضرب به وقد قطع اذن احد الجنود لكن المسيح انتهره قائلا: "رد سيفك إلى مكانه. لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون! أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة؟" (مت٢٦: ٥٢-٥٣).

ياترى هل يوجد اليوم مؤمنين يحتاجون ان ينتهرهم الرب مثل بطرس؟

اشتكى لي أحدهم: عندما عبرت بكلام المسيح هذا..
سمعت من قريبي المحب للخصام: "اسكت احسن لك!
احسن نيجي نعطيك قتلة ونكسر بيتك على راسك وعلى راس اولادك!"

اليوم عندنا حالة انتخابات وتوجد حالة استقطاب وانقسام شديد بمجتمعنا من يكون الرئيس؟؟ والكل يسال باعصاب مشدودة ويطلبون صلاة. شرحت فيما شرحته من كلمة الله عن الرئيس البار والرئيس الشرير، إذ يقول الكتاب عن الرئيس البار:

قَالَ إِلهُ إِسْرَائِيلَ. إِلَيَّ تَكَلَّمَ صَخْرَةُ إِسْرَائِيلَ: إِذَا تَسَلَّطَ عَلَى النَّاسِ بَارٌّ يَتَسَلَّطُ بِخَوْفِ اللهِ (2صم ٢٣: ٣). ويقول الكتاب عن الرئيس الشرير: أَسَدٌ زَائِرٌ وَدُبٌّ ثَائِرٌ، الْمُتَسَلِّطُ الشِّرِّيرُ عَلَى شَعْبٍ فَقِيرٍ. (أم ٢٨ : ١٥).

وقلت معزيا: لنفرض انه نجح رئيس شرير وتسلط على الشعب. لاداعي للخوف لان الشعب ليس فقير بل توجد عنده معارضة مسؤولة وفي فهمنا الروحي للعهد الجديد المعارضة هي المقاومة الروحية، إذ يقول الكتاب: "فَاخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ". (يع ٤ : ٧) هذه المقاومة الروحية ضد الشيطان هي روحية باسلحة روحية فلابد للخير ان يغلب الشر والمحبة تغلب البغضة والنور يغلب الظلمة والايمان يغلب الشك والسلام يغلب الخصام "شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (1كو ١٥ : ٥٧).

فليعطي الرب لجميع المؤمنين ان يكونوا جنود صالحين ليسوع المسيح جنود السلام لرئيس السلام، فنغلب في الحروب الروحية ونختبر وعد الرب: "وَإِلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ" (رو ١٦ : ٢٠).

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا