المحبة هي الدافع القوي للتجسد

قد نجد إنساناً عظيماً في مركز مرموق تحترمه الناس وتهابه وإذ به ينحني لأسفل حتي تكاد رأسه تمس الأرض ،و تتعجب ماذا يفعل هذا الرجل العظيم ؟ .. إنه ينحني ليربط سيور حذاء طفل
04 يوليو 2018 - 16:09 بتوقيت القدس
لينغا

"لأن المحبة قوية كالموت.. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها. إن اعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقاراً " (نش 6:8 ، 7). 

قد نجد إنساناً عظيماً في مركز مرموق تحترمه الناس وتهابه، وإذ به ينحني لأسفل حتي تكاد رأسه تمس الأرض ،و تتعجب ماذا يفعل هذا الرجل العظيم ؟ .. إنه ينحني ليربط سيور حذاء طفل صغير قد يكون حفيده فما الذي دفع هذا الرجل لهذا التنازل ؟ إانه الحب..

وتوجد قصة مشهورة تيبن وتوضح قلب وأحشاء  الله تجاهنا: 

سأل الملك غير المؤمن وزيره المسيحي: تقولون أن الله تجسد و صلب ومات ،فما هو الدافع لهذا العمل الذي يرفضه العقل؟

الوزير: أسألك يا سيدي أن تمهلني عدة أيام و أجيبك على سؤالك ،فوافقه الملك.

وفي يوم سار الملك مع وزيره في حديقة القصر, وإذ بالمربية تسير بعربة الأمير الصغير ,وفجأة أعطى الوزير إشارة للمربية فدفعت العربة وما بها في بحيرة الماء الصناعية أمام عيني الملك، فماذا فعل الملك؟.. لقد ألقى بنفسه في الماء إلا أنه وجد نفسه يحتضن تمثالاً كامل الشبه بإبنه، وقبل أن يتملكه الغضب أسرع إليه الوزير قائلاً:

عفوا سيدي الملك . سامحني لأني فعلت هذا ،فأنا الذي صنعت التمثل وأوصيت المربية بإلقائه في البحيرة متى أشرت لها بذلك .. يا جلالة الملك عندما شعرت بأن أبنك يغرق في البحيرة لماذا لم ترسلني أو ترسل أحد الجنود لإنقاذه؟

الملك: لأنه ابني .أنت تعلم أنني إنسان شجاع  ولا أهاب الموت ،وأفدي أبني بحياتي وأنا راضٍ و مسرور.

الوزير: وهكذا أيها الملك عندما رأى الله أولاده يهلكون بالموت الأبدي أخذ شكل إنسان وصلب ومات وقام ،وقهر الموت وأنقذنا منه ،كمثل ملك وجد جنوده مقهورين أمام عدوهم في ساحة المعركة فارتدى زي الجنود ،وقاد الحرب وانتصر ،وأهلك العدو القوي ووهبنا النصرة. 
ما أجمل ان نطيل التأمل في محبة الله، فلا توجد ثروة في العالم تستطيع ان تعادل قيمة هذه المحبة، "ان أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقار" وأين نجد محبة مثل هذه؟ أنها في قلب ربنا يسوع وحده "الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا"(أف5: 2) "بهذا قد عرفنا المحبة ان ذاك وضع نفسه لأجلنا" (1يو3: 16). 

 فقد بذل المسيح نفسه لأجل كل واحد منا شخصيا، ويستطيع كل مؤمن أن يقول "ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي"(غل2: 20) لقد أعطى له المجد أكثر بكثير من "كل ثروة بيته" أعطى نفسه، وأي شيء أقل من ذلك غير كاف لأن يبين محبته أو ان يجذب قلوبنا إليه لنحبه، وإذ ندرك بأن ابن الله قد أحبنا، فإننا نحبه محبة قلبية صادقة، فإن محبته التي بيّنها في بذل نفسه لأجلنا لا يمكن ان "تحتقر". وإذا كنا نطيل التأمل في محبته لنا وبذل نفسه، حياته لأجلنا فنحن بدورنا نحبه محبة تقودنا إلى تسليم ذواتنا بجملتها له عالمين أننا إذا قدم أي منا "كل ثروة بيته بدل المحبة (محبة قلوبنا له) فإنها تحتقر احتقارا". 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا